لقد كان لتراكم الضغوط وسياسة القمع الطويلة الأمد وتحكم الفرد فى كافة مناحى حياتنا من سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية ... الخ أن أصبحنا كالدمى يلعب بها فقط هؤلاء الفاسدون الفاسقون من خلال شبكات وعصابات محترفة وممولة داخليا وخارجيا -- لدرجة أن شعبنا المسكين المقهور لم يكن متاحا له أن يناقش أى مشكلة مما يعانيه من آلاف المشكلات ألا أذا كانت وفقا لما تحدده السلطة من خلال اسئلة واستفسارات من وضعها هى و تعطى لنماذج مختارة من الشباب بمعرفة هؤلاء الشياطين -- حتى التصفيق والهتافات – كان لها زبانيتها المختصون بكتابتها وتلحينها وأخراجها وفقا لمذهب ( الضحك على الذقون ) !! كانت المبادىء الرائعة حبرا على ورق , وكانت المراكز الكبرى توزع على الأحباب والمحظوظين من الأهل والأقارب لدرجة أن بقية أبناء شعبنا المناضل المغلوب على أمره كانت القوى العاملة توزعه على المصالح الحكومية بدون أية مراعاة للتخصص أو المؤهل فكانت أكبر كارثة بشرية فى مجال الوظائف العامة ربما على مستوى العالم !! وكانت الأعذار جاهزة كما هى دوما وكما تعودنا ... حتى أن رؤوس الدولة كانت تعد لهم مسارح وهمية لتصوير حقول ومواشى ودواجن ومصانع ومزارع مثالية لحين أنتهاء التصوير ونشر الأنبهارات الأعلامية الزائفة !! فى حين كانت دولتنا تدفع الجزية لتركيا لأكثر من عشرين سنة بالخطأ – الى أن أكتشف ذلك أحد أبنائنا الأبرار من صغار الموظفين فى وزارة المالية – وبالطبع لم نستطع رد مليم واحد منها.... ونحن الآن لم نر منذ قيام ثورتنا المجيدة سوى أمورا غريبة -- أذ أصبح كل ما يتعلق بحياتنا الدستورية والسياسية ينخرط تحت لواء الدين والشعارات الدينية والفتاوى وظهرت الجماعات والأحزاب الدينية تتصارع على حساب دولتنا الفتية والتى فرحنا بها وتوقعناها دولة حضارية علمانية دينية مثل كافة الدول الأسلامية المحيطة بنا ------- ولكننا وجدنا البرلمان الذى أخترناه وتحملنا ميزاته وعيوبه كتجربة اولى من 5000 سنة – وجدناه لايناقش ولا يقدم حلولا ... بل يقدم اللجان تلو اللجان ونسى أو تناسى القول المشهور ( أذا أردت أن تقضى على مشروع ما فأحله الى لجنة ) !! لقد طالبنا منذ قيام الثورة بالأهتمام بزيادة الأنتاج وتأمين لقمة العيش ودفع عجلة الأقتصاد الى الأمام والأمن والأمان لكل مواطنينا ---- وبعد أستقرار الأمور نسبيا الآن وتولى الرئيس مرسى وتشكيل الحكومة الدائمة ستتم الأصلاحات شيئا فشيئا وعلى المدى الطويل لنجد أمورنا كلها فى كافة النواحى الثقافية والأجتماعية والسياسية والأقتصادية والتعليمية تضاهى تلك فى الدول المتقدمة التى تفوقنا عليها دوماعبر حضارتنا الراسخة منذ آلاف السنين -- ولا ننسى العمل بأسرع وقت على محو كافة الأميات التى نعانى منها منذ عدة قرون .. وخاصة أمية المتعلمين والزيادة الرهيبة فى عدد المتعالمين !! نبيل شبكة مستشار ثقافى سابق - المنصورة [email protected]