** أعلم جيدا أنه لا جدوى من الكتابة .. بعد أن سلم المجلس العسكرى "مصر" ، وكأنها ذبيحة ، رسميا لجماعة الإخوان المسلمين .. بعد تلك المسرحية الهزلية التى خرجت فيها اللجنة العليا للإنتخابات ، لتعلن عن أكبر مسخرة لنتيجة إستفتاء رئاسى لمصر بعد سقوط النظام السابق ..** نعم .. شكرا للمجلس العسكرى الذى وقع على هذه النتيجة ، التى لا تعدو أن تكون إختلاف فى أصوات داخل مجلس نقابة أسرة ، فلم تتعدى بعض الأصوات الباطلة ، كما أعلنها المستشار "فاروق سلطان" عن سبعة أصوات أو أربعة أصوات للفريق "أحمد شفيق" أو ل "محمد مرسى" .. وعلى أكثر تقدير لم تتعدى عن مائة صوت ..** فى الوقت الذى هل علينا رئيس اللجنة ببيان حنجورى ندد فيه بالذين شككوا فى اللجنة ، والذين قاموا بالطعن على اللجنة .. والذين لم يرغبوا فى أن تواصل هذه اللجنة أعمالها .. والذين وجهوا بذاءاتهم للجنة ، والذين هددوا اللجنة !! .. وبالقطع كانت أصوات هؤلاء عالية ، وهم من أنصار المرشح "محمد مرسى" ..** كنا نتمنى من السيد المستشار "رئيس اللجنة" ، أن يحترم عقول المصريين ، وألا يسخر بالشعب المصرى إلى هذه الدرجة ، وهو يعلن عن أرقام هزلية لا ترتقى لمستوى البلاغات التى قدمت ، والتى أثيرت على جميع الصحف .. والتى تناولها بعض الباحثين بالدلائل والقرائن ، وقد وصلت إلى أكثر من 3 مليون صوت تم تزويره لصالح "محمد مرسى" ..** كنا نتمنى من المستشار "رئيس اللجنة" ، أن يتناول الإعلان عن نتيجة أكبر عملية تزوير ، فى إنتخابات رئاسية ، تم رصدها من قبل القائمين على اللجان ، من قضاة أو مشرفين على اللجان .. أو محللين سياسيين ، وتم تحرير محاضر رسمية بها ، والذين توصلوا إلى وجود ملايين من الأصوات المزورة لصالح المرشح "محمد مرسى" .. ولكن للأسف عندما ظهرت النتيجة ، كنا كمن نعيش فى غيبوبة ، لا ندرى ما حولنا حتى يخرج علينا المستشار فى منتهى الإستهزاء والسخرية من الشعب المصرى ، وهو يحدثنا عن فروق لا تتعدى 7 أصوات هنا ، أو 4 أصوات هناك !!..** لم نتصور فى يوم من الأيام .. أن يتم سيناريو إحباك تسليم مصر بهذه الخساسة والندالة ، وبهذا الغباء .. لجماعات الإخوان المسلمين .. وكأن مصر تحولت إلى عزبة يديرها المجلس العسكرى ، ويديرها المستشار "فاروق سلطان" رئيس اللجنة العليا للإنتخابات ..** وأنا من موقعى .. لست ككاتب بل كمواطن مصرى .. أطالب جميع الشعب المصرى الحر الأصيل ، أن يخرج صفا واحدا يطالب بالتحقيق العاجل مع كل من المجلس العسكرى ، واللجنة العليا للإنتخابات .. على تلك الوقائع المخزلة التى أدت إلى إستبعاد الفريق "أحمد شفيق" ، وتنصيب "محمد مرسى" رئيسا لمصر .. وآآسف أن أقول عليه ، رئيسا لمصر .. بل هو رئيسا لجماعة الإخوان المسلمين ، ورئيسا لمن هم بالتحرير ...** لقد حذرت المجلس العسكرى كثيرا .. ألا يسلم مصر للفوضى ، وألا يسلم مصر لجماعات محظورة .. ولكننى كنت أعلم أن هناك شيئا يدبر ضد مصر .. منذ نكبة 28 يناير 2011 .. صرخت كثيرا ، وحذرت الجميع .. ولكن أصاب الجميع العمى والغباء ..** كتبت كثيرا .. وتحملت بذاءات بعض السفهاء .. وأكثرهم أقباطا .. ولكن يبدو أننى كنت واهما .. عندما ظللت أكثر من عام ونصف ، أكتب يوميا بصفة مستميته فى الدفاع عن الوطن ، والدفاع عن المجلس العسكرى ضد كل ما تعرض له من إهانات .. وضد كل من حاول أن يوجه له الإتهامات تلو الأخرى ..** لقد وقفنا بجوار هذا المجلس .. عندما طلب منا الكثيرون أن نعضده .. لم نكن بمفردنا ، بل كان الملايين من الشعب المصرى ، البسطاء .. الذين أطلق عليهم الإعلام المصرى العاهر .. أنهم حزب "الكنبة" .. لم يكونوا سوى شرفاء هذا الوطن .. لم يعطلوا المصالح الحكومية .. ولم يقطعوا الطرق .. ولم يعتصموا بالميادين .. ولم ينصبوا الخيام .. ولم يتناولوا مخدرات .. ولم يتم القبض عليهم فى أوضاع مخلة .. ولم يحدثوا فوضى أمام المصالح الحكومية .. ولم يخرجوا للتنديد وتوجيه البذاءات للمجلس العسكرى أو وزارة الداخلية ، أو القضاء المصرى ، أو حكومة الجنزورى .. بل ظلوا صامتين فى إنتظار ما يسفر عنه هذا الصراع بين "مصر الحرة" ، وبين جماعات تخريبية ومضللة .. على رأسهم جماعة 6 إبريل ، وجماعة إخوان مسلمين تقودهم أمريكا لإحداث فوضى هدامة .. وإسقاط مصر !!..** لم يكن هؤلاء الصامتين هم من أخذوا رشاوى أو أموال طائلة لتخريب الوطن .. بل هؤلاء الشرفاء دفعوا أموالا من دخولهم البسيطة ، للوصول فى مسيرات حاشدة لتأييد المجلس العسكرى ، ولكن للأسف خذل المجلس العسكرى كل هؤلاء ، وصمم على تسليم مصر لجماعة الإخوان المسلمين .. بزعم إنتخابات حرة ، أتت بهذا الرئيس !!..** لم نكن نعلم أن يصل هذا السيناريو إلى تسليم مصر بهذه الصورة المخزلة ، وتدمير دولة بأكملها .. بل وتدمير حضارة ألاف السنين .. تدمير الإقتصاد ، والسياحة ، وتدمير الهوية المصرية ، وتدمير الحدود ، وخلق صراعات وفتن طائفية .. ثم الإدعاء بالكذب والتضليل ، أنها إرادة الناخبين ..** لقد أسقط المجلس العسكرى كل الشرعية عن هذا الوطن .. ولم يعد بيننا وبين هذا الوطن ما يربطنا به .. بل أؤكد أن فى المستقبل القريب .. ستتحول مصر إلى بؤرة تنطلق منها كل التنظيمات الإرهابية ، إلى كل دول العالم ..** لا أستطيع أن أتقبل أن يكون من كانوا بالسجون بالأمس .. هم حكام مصر اليوم ... لا أستطيع أن أتقبل أن من روعوا وقتلوا دماء المصريين ، ودمروا السياحة ، وخربوا إقتصاد الوطن ، هم حكام مصر .. يحميهم الجيش المصرى ، ويتحدثون بإسم الشعب المصرى .. إننى أؤكد وأطالب بإستفتاء للشعب المصرى لكى يتبرأ من هذه التمثيلية التى أدارها المجلس العسكرى ، وأدارتها اللجنة العليا للإنتخابات .. إننى أثق أنه سيخرج الملايين لوضع حد للفوضى التى سوف تنزلق إليها مصر .. فإن تنصيب "محمد مرسى" رئيسا لمصر ، هو يعنى هدم دولة المؤسسات ، وهدم الدولة بأكملها !!! ...** إن ما تمر به مصر الأن .. هو ليس بسقوط فقط .. بل هو إنهيار لدولة ، ظلت شامخة ألاف السنين .. والأن أصبحت لا دولة .. ولا وطن .. ولا شعب ..** شكرا للمجلس العسكرى مرة أخرى .. فقد أدى الأمانة ، وأوفى العهد ، وحافظ على الوطن ، وسلمه على طبق من ذهب إلى جماعات إرهابية ودموية ، لتنطلق الإحتفالات الجنائزية بتشييع جثمان الوطن .. ولا عزاء لهذا الشعب الملكوم فى جيشه .. بل لا عزاء لهذا الشعب فى وطنه الذى كان ..مجدى نجيب وهبةصوت الأقباط المصريين