هل أعتذر لقلمى ؟!! .. أم أعتذر لكل شعب مصر .. أكتب كثيرا منذ 25 يناير ، وأكشف الخبايا والأسرار ، ومع كل ما أكتب أضع دائما خطوط مهنية حمراء ، لا أتجاوزها فى رسائلى للمجلس العسكرى ، مناشدهم دائما بالحفاظ على مصر ، وعدم تسليمها لجماعات إرهابية .. أيديهم ، وتاريخهم ، وماضيهم ، وفكرهم ملطخ بالدماء .. ولكننى أجد أن كل مقالاتى وكتاباتى تذهب مع الريح ، ولا نسمع من المجلس العسكرى إلا بيانات ، كلها خادعة ، ووعود كاذبة ، ولا يتحقق شئ على أرض الواقع ، إلا مزيدا من تمكين الإخوان من إحكام زمامهم للسيطرة على الحكم فى مصر .. وتتساقط وعود المجلس العسكرى مثل أوراق الشجر فى الخريف .. حتى بات أن فى مصر ليست هناك قوى سياسية ، إلا جماعة الإخوان المسلمين .. · المشهد الأول : ** كالعادة .. أصدر الإخوان بيانا بالأمس ، هددوا فيه المجلس العسكرى ، بالنزول إلى الشارع ، والإستعداد للمواجهة ، لو تم الإلتفاف على المجلس ، وتهديدهم بالقضاء الذى فى حالة حكمه بحل البرلمان ، فهو يصدر هذا الحكم بناء على توصيات المجلس العسكرى .. كما هددوا بسبب ترشيح المجلس العسكرى ، السيد "عمر سليمان" ، وهو ما إعتبروه إمتداد لحكم "مبارك" ، وعودة حكم الفلول .. كما هددوا المجلس بعدم التدخل ، لا فى تأسيس الدستور ، ولا فى الإنتخابات الرئاسية ، فهم على حد زعمهم كفيلين بهذا "الشعب المغيب" .. وبالطبع ليس أمام هذا الشعب ، إلا الخروج الجماعى ، ومواجهة الإخوان فى حرب دموية .. بينما الشرطة ، والمجلس العسكرى لا يتدخل ، وينتظر من يفوز ليقدم لهم التهنئة .. وهو ما دعا المجلس العسكرى إلى إصدار بيان عاجل ، كما هى العادة .. تقول إحدى عبارات البيان الصادر فى 25 مارس 2012 دفاعا عن هذه الإتهامات التى لا نعرف موجهة ممن ، ولمن .. "أن القوات المسلحة ومجلسها الأعلى هم من خططوا ونفذوا الإنتخابات التشريعية السابقة ، بشفافية ، ونزاهة شهد بها الجميع ، وأفزرت القوى السياسية الحالية بمجلسى الشعب والشورى" .. ** وللرد على هذه النقطة من واقع الأحداث .. نقول للمجلس العسكرى "نعم .. أنتم من خطط ، ومن نفذ أسوأ إنتخابات برلمانية شهدتها مصر ، بشهادة كل طوائف الشعب ، فيما عدا الإخوان والسلفيين" .. وقد رصدت هذه العملية الإنتخابية .. تزويرات فجة فى كل اللجان وإغلاق بعضها حتى ساعات متأخرة من اليوم ، مما إضطر البعض أن يغادروا اللجان .. بل أن الإستفتاء الذى أجرى كانت نسبة الجهلاء والأميين هى نسبة 80% من الناخبين ، فكيف يستطيع ناخب أمى ، أو مغيب ، أن يميز بين الكنكة والبراد ، أو بين الشمسية والنظارة ، أو بين المفتاح والقفل ، أو بين الكرسى والدكة .. بالقطع فاز الكذابون بسبب هذه الرموز الجهنمية التى إستخدموها لتضليل العامة من الناس ، حتى أننا قرأنا تصريح أحد البسطاء لبعض الفضائيات ، أنه سيقوم بإنتخاب حزب الحرية والعدالة ، بدلا من جماعة الإخوان المسلمين .. بجانب بعض التصريحات والتقارير التى شهدتها معظم اللجان من فوضى وبلطجة ... ** فى 15 ديسمبر 2011 .. خرجت معظم الصحف ونشرات الأخبار بنشر بعض الشكاوى تقول .. "شهدت مراكز الإقتراع ، أعنف إشتباكات بين "النور السلفى" ، و"الحرية والعدالة" ، وظهرت الأسلحة النارية ، والبيضاء ، وتبادل الطرفات تقديم البلاغات بالتجاوزات الإنتخابية ، ورصدت غرفة عمليات الوزارة تأخر التصويت فى 37 لجنة ، بمحافظة الجيزة ، والبحيرة ، والشرقية ، وبنى سويف ، وسوهاج" .. ** كما رصدت عدة منظمات حقوقية الكثير من الملاحظات فى اليوم الأول من الجولة الأولى للمرحلة الثانية ، أبرزها تأخر فتح العديد من اللجان ، نتيجة عدم حضور القضاة .. ** كما تلقت اللجنة العامة المشرفة على الإنتخابات بمحافظة الجيزة شكاوى ضد 3 قضاة مشرفين على الإنتخابات حول تورطهم فى التصويت لصالح "الحرية والعدالة" .. ** هذه بعض القليل من التجاوزات التى حدثت فى أسوأ عملية برلمانية ، بل والمدهش أن السيد رئيس اللجنة العليا للإنتخابات "عبد المعز إبراهيم" ، كان يخرج علينا ليشيد بالإنتخابات ، رافضا الإجابة على معظم أسئلة السادة الصحفيين ، ولا يملك سوى رد واحد فقط "معرفش .. لم يصلنى خبر" .. ومع ذلك يدعى المجلس العسكرى أنها إنتخابات تمت بشفافية ، ونزاهة شهد بها الجميع !!!!!!!... · المشهد الثاني : ** ردا على الكذابون من الإخوان والسلفيين الذين كعادتهم يروجون لأكاذيبهم حتى يصدقونها .. وهى طريقتهم ووسيلتهم لإرهاب خصومهم ، أو أى قوى سياسية أخرى ، فما عليهم إلا بملاحقتهم بالأكاذيب والإتهامات .. وهم يتحدثون بإسم الشعب .. وهذه الكلمة هى مصيبة بكل هذا المعنى .. فهم يروجون أن الشعب هو الذى إختارهم ، وأنه هو الذى وكلهم لعمل الدستور ، وأنه هو الذى وثق فيهم لتشكيل الحكومة ... وتناسوا كل هؤلاء ، أن الشعب خدع فى الإستفتاء الذى تم إجرائه قبل الإنتخابات ، وروج الإخوان ، أن هذا الإستفتاء هو على المادة الثانية من الدستور ، أى على إلغاء الإسلام ، أم إستمراره .. وهو ما دفع الجميع إلى عدم معرفة "ما معنى الإستفتاء" .. وهذه كارثة ألعن من نكسة 1967 التى حلت بمصر .. وللأسف يشاركهم هذا الكذب ، وهذا التضليل .. المجلس العسكرى .. فهل تناسى المجلس العسكرى ماضيهم وجرائمهم ، بل المدهش مما يكشف تواطئ الإثنين .. وتمثيل فيلم هندى على الشعب .. أن المجلس العسكرى ، أو القضاء العسكرى بدأ فى إعادة محاكمة كل خفافيش الظلام ، والإفراج عنهم ، وإسقاط الأحكام الصادرة ضدهم .. ** وهنا لنا سؤال للمجلس العسكرى .. لمن وجهتم هذا البيان ؟!! .. لماذا لم توجهوه مباشرة جماعة الإخوان المسلمين .. أم أن البيان موجه للقوى السياسية التى إنسحبت من اللجنة التأسيسية للدستور ، أو موجه للمرشح المحتمل لرئيس الجمهورية ، النائب "أبو العز الحريرى" .. عندما صرح فى قناة دريم ، برنامج "العاشرة مساء" .. أن هناك تحالف بين المجلس العسكرى والإخوان لتسليمهم الرئاسة ، وعمل الدستور .. وهو ما تعودناه مع المجلس العسكرى ، رغم دفاعنا عنه طوال المدة السابقة .. ولكن بلا طائل ... ** نعود بالذاكرة للوراء قليلا .. فى 9 ديسمبر 2011 .. أكد اللواء "مختار الملا" ، عضو المجلس العسكرى ، أن البرلمان القادم لن يكون ممثلا لجميع فئات الشعب المصرى .. لذا فهؤلاء الذين سيتم تعيينهم لكتابة الدستور الجديد .. لا بد أن توافق عليهم الحكومة المؤقتة .. ** وعقب هذا التصريح .. هاج وماج الإخوان ، وإنطلق الإعلام المأجور يندد بالبيان .. وكان أكثر المهاجمين للبيان .. الإعلامى "محمود سعد" .. وظل يهذى بكلمات غير مفهومة ، وقد أصابته لوثة عقلية ، هو و"مجدى الجلاد" ، بل وطالب "محمود سعد" أن يكذب اللواء "مختار الملا" هذا البيان وشاركهم فى ذلك كل من "دينا عبد الرحمن .. يسرى فودة .. معتز مطر" ، بل وكل الإعلاميين على جميع القنوات .... ** كما خرجت تصريحات الإخوان والسلفيين تهدد بالنزول للشارع ، وإستعدادهم لتقديم شهداء ، ومواجهة المجلس العسكرى ، وبدل أن يواجههم المجلس العسكرى ، ويعلقهم من رقابهم .. خرج تصريح بعد ساعات قليلة من المجلس العسكرى ، ينفى فيه التصريح الأول ، ليعلن أن البرلمان هو الجهة الوحيدة المسئولة عن تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور ، من خلال أعضائه المنتخبين؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!! ... ** ويختتم بيان المجلس العسكرى بهذه العبارة .. "إننا نطالب الجميع أن يعوا دروس التاريخ ، لتجنب تكرار أخطاء ماضى لا نريد له أن يعود .. والنظر إلى المستقبل بروح من التعاون والتأزر .. وأن المصلحة العليا للوطن ، فوق كل إعتبار " ... ** فى 18 يناير 2012 .. خرج نفس البيان العسكرى للمشير يقول "أن الجيش لن يستسلم للمخططات الخارجية .. وإضطررنا للعمل فى السياسة لحماية مصر" .. و"أن مصر تتعرض لمخاطر ، وسوف نعبرها بالقوات المسلحة" .. وحث المشير الشعب على اليقظة لإدراك وإحباط ما يحاك لمصر من مخططات ومؤامرات ... ** كما قال فى البيان الأخير بالأمس فى 25 مارس 2012 .. "ندعو أبناء الوطن ، وكل فئات الشعب ، وقواه السياسية ومفكريه ، وإعلامه الحر إلى الإحتشاد والتكاتف ، حتى نستطيع أن نواصل مسيرتنا ، نحو الإنتقال الديمقراطى الأمن للسلطة فى ظل مناخ يحترم القواعد والأعراف الدستورية" .. فما الفرق بين بيان 18 يناير ، وبيان 25 مارس .. إنه نفس المضامين .. وهى دعوة الشعب للتضامن لمواجهة المخاطر الخارجية .. ولسنا ندرى ، هل هناك مخاطر أكثر مما يدور بتسليم الإخوان مصر تسليم مفتاح ، تشطيب سوبر لوكس !!! ... ** هل هناك كارثة تمر بمصر ، أكبر من هذه الكوارث .. إنهيار فى كل مؤسسات الدولة ، المحاولة مستمرة لإسقاط الحكومة الأن .. إنهيار السياحة .. تدمير الأنشطة الرياضية .. تهديد بعض المحافظات بالإنفصال .. إختفاء البنزين والسولار ، حتى أنه قيل أن هناك بعض الجماعات وراء ذهاب سيارات البنزين ، إلى الصحراء لإلقاء ما بها من شحنات ، حتى يظل الشارع المصرى مشتعل بالأزمات ... كما إنه يتم إخفاء أنابيب الغاز ، وصرح بعض المواطنين بالإعلام المصرى أن حزب "الحرية والعدالة" يستحوذ على أنابيب الغاز ويتم بيعها بطريقتهم الخاصة ، فى الوقت الذى نجد أنه لا عمل لبرلمان الإخوان إلا التهديد بالمليونيات فى مواجهة الحكومة لإسقاطها ، وهم يقولون "الشعب الذى إختارنا .. ونحن نمثله" .. وهذه هى المصيبة التى تفوقت على كارثة ونكسة 67 .. وهم يرددون "نحن نمثل الأغلبية" .. ** لقد إنهارت مصر بالكامل ، ويعلم الجميع أنهم وبال وخراب على أى حكومة يقودوها .. ففى الصومال تم تدمير البلد بعد الحكم الإسلامى وإنتشار المحاكم الإسلامية .. ودمرت أفغانستان بالكامل .. والسودان تمزقت وفى طريقها إلى الفقر .. وليبيا تم تقطيعها ، ولن تعود ليبيا كما كانت .. وقد قلنا ذلك من قبل .. وفى اليمن إحتل الحوثيين وتنظيم القاعدة اليمن بأكملها .. وسوريا يحاولون إسقاطها حتى يتحقق لهم الخراب العربى الذى نادى به اللقيط "أوباما" .. ومع كل ذلك يحذرنا المجلس العسكرى ، وتندلع حرب البيانات بين الكذابون والعسكر ، والإثنين يحرقون فى مصر .. ** دعونا نتساءل من الذى دعا مجلسى الشعب والشورى ، لإنتخاب الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور الجديد .. ألم يكن المشير ؟!!! .... ** ألم ينشر فى معظم الصحف فى 2/2/2012 .. خبر مفداه "كشفت مصادر برلمانية داخل حزب الحرية والعدالة ، أن حزب النور السلفى يخططون للإستحواذ على نصف "تأسيسية الدستور" ، بل أنهم وضعوا وصف للدستور بأن تكون جميع مواد الدستور مقيدة بأحكام الشريعة" .. ** ألم يصدر خبر فى معظم الصحف فى 16/2/2012 بعنوان "الإخوان يشكلون حكومة إئتلافية ، وترشيح خيرت الشاطر ، رئيسا للحكومة الإئتلافية ، ومعه رجل الأعمال "حسن مالك" ، وعندما شعروا أنه لا أحد يحاسبهم ، وأن المجلس العسكرى يطبطب عليهم .. قالوا ونشروا وروجوا أنهم سيرشحون "خيرت الشاطر" لإنتخابات الرئاسة "... وقال رئيس حزب الحرية والعدالة ، د. "محمد مرسى" أن هناك متغيرات داخلية وخارجية دفعت لمراجعة موقفنا من الرئاسة والقرار النهائى لم يصدر .. ** مصر تحترق ، وتشتعل بها الأزمات فى كل شارع ، وكل حارة ، وكل منزل .. ونقول "إبحثوا عن المستفيد" .. "إبحثوا عن الذين يستفيدوا من إشعال الأزمات لإسقاط الحكومة ، وإسقاط الدولة" .. أوقفوا هذا الإعلام العاهر فورا ، الذى يروج لهم ، بعد أن قبض الثمن بالملايين من قلة حقيرة أسمائهم مصرية ، ووجوههم مصرية ، ولكنهم بدلوها وغيروها إلى قرود وثعالب وثعابين سامة .. ** على شعب مصر ، أن ينهض الأن ، وفورا لمحاسبة هذا المجلس العسكرى ، بإعتباره مؤسسة مملوكة للشعب الذى وثق فى قدرتهم ونزاهتهم ، ووثق فى عدالة المؤسسة العسكرية .. فى الوقت الذى يسلم الإخوان لمصر ، ويفرج عن قتلة السادات ، ويسقط كل الجرائم التى إرتكبوها فى حق المجتمع المصرى ، وهى جرائم دموية يندى لها الجبين .. ** على الشعب المصرى أن ينهض الأن للعبور بالوطن إلى بر الأمان مهما كان الثمن .. ** إن الشعب المصرى حينما نادى الجيش لكى يحمى مطالبهم المشروعة ، ولبى الجيش هذا النداء ، عندما وجدها كذلك مشروعة .. هذا الشعب الأن يطالب الجيش المصرى العظيم ، أن ينجو بمصر من مستنقع البرك والنفايات التى إنزلق فيها الوطن .... حمى الله مصر .. وحمى شعبها من طيور وخفافيش الظلام !!!!...