يقول رسولنا الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم (حب الاوطان من الايمان) وهذه دلالة واضحة على الدعوة للتمسك بالمبادئ الوطنية والولاء المطلق للوطن لأن الوطن يمثل ارتباط روحي في المبدأ والعقيدة والروح وكثيرة هي البراهين التي تدل ارتباط الوطن مع الدعوة لله تعالى وانبثاق النبي او الرسول من نفس تلك الارض ومن نفس اولئك القوم ، بل وحتى ان هناك اختار وطن مناسب لإعلان الدعوة لله تعالى فمثلا اختار الله تعالى مصر لأن تكون دعوة ليوسف عليه السلام او ان الله تعالى اختار فلسطين لتكون مأوى النبي ابراهيم عليه السلام وتتمة دعوته الى السماء وكذا الحال مع نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم اختار المدينة لمواصلة الدعوة الاسلامية وحتى مسير الخلافة سواء الحق او الباطل فأمير المؤمنين علي عليه السلام اختار الكوفة كعاصمة للدولة الاسلامية والامويين اختاروا دمشق عاصمتهم والعباسيين اختاروا بغداد او سامراء لدولتهم وهكذا والوطن هو مزيج من ارض وشعب تلك الارض فلا يمكن تصور وطن بلا ارض او تصور وطن بلا شعب ، وإن حب الوطن والتعلق به والحنين إليه أمر فطري مركوز في النفوس البشرية، ونحن نلاحظ أن هذا الحنين إلى الأوطان أمر في غريزة كثير من المخلوقات فهي تنجذب إلى مآلفها ومواطنها كلما فارقتها أو ابتعدت عنها، فحنين الإبل إلى مرابضها والطيور إلى أوكارها كل ذلك من سنة الله. وهذا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يخبرنا كيف انه احب مكة التي ترعرع بها وشب وانبثقت منها الرسالة الاسلامية حيث قال: "والله إنك لأحب البقاع إلى الله وإنك لأحب البقاع إلي، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت". وان الايمان المقرون بحب الوطني هو ذلك الايمان الذي يستوجب علينا الحفاظ على الوطن من عبث العابثين، وحقد الحاقدين، وفساد المفسدين، وغدر الغادرين، وتآمر المتآمرين. فالإيمان الصادق بالله المقرون بحب الوطن يقودنا إلى رضا الله تعالى لأن من كمال النفس البشرية المؤمنة حب الوطن وحتى غير المسلم فحب الوطن مغروس في نفسه فمثلا قال هوميروس: ليس هناك شيء في الدنيا أعذب من أرض الوطن. وقال بليكو: أنا مغرم جدا ببلادي، ولكنني لا أبغض أي أمة أخرى. وقال كاريل: جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن. وقال جالينوس: يستروح العليل بنسيم أرضه، كما تستروح الأرض المجدبة بوابل المطر. وقال آخر: تعرف قيمة الأوطان عند فراقها. وما احلى هذا الوطن اذا اتصف بالعروبية لأن العروبية او العربية حتى صفة اهل الجنة الحق وجمجمة العالم فرسول الله العربي يخبرنا ان )حب العرب إيمان وبغضهم نفاق (وما اروع هذا الوصف في حق العرب حيث يقول صلى الله عليه وآله وسلم (حب العرب إيمان وكرهم نفاق من أحل العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني) وهذه دعوة للعالم اجمع الى حب العرب الحقيقيين لأن حبهم هو حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وما الذ هذا الحديث( أحب العرب لثلاثة : لأني عربي ولأن القرآن عربي ولأن لسان أهل الجنة عربي ) فلنا الفخر بخطنا العروبي لأنها خط الاسلام وخط رسول الاسلام وخط اهل الجنة . وقال رب العزة والجلال في محكم كتابه العربي : * قرآناً عربيا غير ذي عوج * * إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون * *وكذلك انزلناه قرانا عربيا* وحتى على مستوى الائمة عليهم السلام لم يكونوا خارجين عن نطاق العروبة فهم كلهم من قريش وقريش العربية سيدة العرب آنذاك بل كانوا عليهم السلام يدعون الى العربية فهذا امام المذهب الجعفري الامام الصادق يحثنا على العربية حيث يقول (تعلموا العربية فإنها كلام الله الذي يكلم به خلقه(والامام الحسين عليه السلام يدعو من لم يتصف بالدين ان يكون عربي حر وهذه الدعوة من وسط العراق جاءت (ان لم يكن لكم دين فكونوا عربا اترابا) بل يدعون عليهم السلام الى الاعتناء بلغته العربية واعرابها حيث قال الامام موسى بن جعفر(ع):(جمال المرء فصاحة لسانه( و قال الامام الصادق(ع):(اعربوا كلامنا فإننا قوم فصحاء(وحتى عمود الدين الصلاة والدعاء فقد اوجبت بالعربية و تصح الا بالعربية ومن هذه المقدمتين لا يسعنا الى ان نقدم دعوة الى كل العراقيين ان يعتزوا بعراقيتهم كونها تمثل وطنهم الذي ملأ الدنيا صيتاً فحبه من الايمان ولا اريد التحدث عن اهمية العراق فيكفي انه (وطن) وقد امسى حب العراق عملة نادرة لأن اهل الشر يحاولون طمس الهوية الوطنية وجعلها شيء غير معتد به مما حدى بالكثير الى تمزيق جنسيته العراقية لأنه فقد حب العراق فأعداء العراق الاعاجم من الشرق والغرب يريدون النيل منه في وقتنا الحاضر لأن (عنصر العروبة والمواطنة العراقية الصالحة سيكشف الأعجمية وعدم الوطنية .. ويكشف العمالة والضعة والذلة إضافة إلى عنصر الفساد والكذب والدجل والنفاق (هذا ما وجدته في دعوة المرجع الصرخي الذي يدعو الى العروبة والمواطنة الصالحة (العراقية) فوجدت الرجل صحت دعوته لأن الامر الان في العراق يتطلب تظافر الجهود من اجل ابراز الوطنية الصالحة التي هي ضد العمالة والخضوع والخنوع الى الاجندة الخارجية والعروبة هي ضد الاعجمية وهي تكشف من هو صد الاسلام ونبي الاسلام صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم يضادون في مسألة حب العرب فهم يعملون الى (عدوانية العرب) وكأنهم لديهم ثارات مع الخط العروبي لأنهم يخشون سيادة العرب على العالم اجمع بيد الامام العربي العراقي المهدي المنتظر عليه السلام ، اذن مسألة الاعتزاز بالعروبة والمواطنة مسألة طبيعية وفطرية واساسية كي تكشف ولاء الفرد الى اية جهة ؟ فلا غرو ان المرجع الصرخي ان يدعو بهذه الدعوة ونبذ الاعجمية والعمالة لأننا رأينا ان هاتين الصفتين قد اضرا بالإسلام والعراق اشد ضرر فكان لابد من ابراز الهوية العراقية والعربية لدحض كل الاباطيل والمخططات الاستعمارية رغم الهجمات الشرسة التي وجهت له واعتبرها البعض دعوة فارغة وهي خارج المالوف وهذا دليل ان النابذين لهذه الدعوة يخشون افتضاحهم لأنهم لم يوالوا العراق بل اعتبروا العراق ملاذ لتحقيق مآرب ومكاسب لأجندة خارجية ودعوة الصرخي الحقة تنخرهم وتقض مضاجعهم . فأني ادعو العراقيين من كل طوائفهم وخصوصا العرب منهم الى ابراز الطابع الوطني والتحلي بالأخلاق العربية التي من اجلها صار خلق الاسلام عربيا ورسول الله صلى الله عليه وآله عربيا وقرآننا عربيا ولغة الجنة عربية بل والكثير من مراجعنا عرب قد قدموا للبشرية التضحيات والعلوم والفكر الاسلامي النير ويكفي ان نذكر الشهيدين الصدرين اللذين رحلا بسبب تآمر الاعجمية والعمالة البشعة . 13 – 6 - 2012