سؤال بسيط ماذا يفعل أحدكم إذا قرر شخص ما أو جهة ما أن تأخذ منزله أو أرضه عنوة أو تستولى عليها ،و الذى عمل كثيراً وسافر للعمل من أجل أن يحصل على ثمنه ومن ثم أخذه وبدأ بعملية البناء أو التجديد ، ومن هنا فرح وسعد كثيراً؛ لأنه أيقن أن أصبح له منزلاً خاصاً ومستقلاً به وبأولاده ، وكأنه وطنه الصغير ، نعم لأن المنزل بمثابة الوطن الصغير لدى الفرد والمجتمع ؟؟؟ أو أرضه التى بات يزرعها ويعيش على خيراتها ؟؟؟ !!! وفجأة يجد من يطالبه بدفع ثمنها مرة أخرى أو بأخذها منه ؟؟؟!!! وفجأة قرر ت جهة أن تستولى على هذا الحلم العظيم الذى ضاع مقابلة أعمارهم فى العمل والسفر وجمع الأموال للحصول على منزل يأويه هو وأسرته ؟ كيف هذا ؟؟؟ أين أنتم من الضمير ؟؟؟!!! يوجد العديد من الفقراء والمعدمين فى بلادنا ، بل يوجد الأكثر فقراً واحتياجاً ، ومع ذلك لم يتركوا لهم ثغرة يتنفسون منها ؛ بينما يوجد إناس آخرون يمتلكون آلاف الأفدنة والقصور والفيلات بدون حساب ، ولم يوجه لهم سؤالاً واحداً ( من أين لكم هذا ؟؟؟!!!). لأن ظلمهم طغى على مساكنهم، وأراضيهم ، ومنازلهم ، فكيف يكون لهم أمان فى وطنهم وبلدهم بعد ذلك ؟؟ قضية هامة بل من أهم القضايا الشائكة والموجعة بحق للفقراء من الشعب وهى قضية ( أملاك الدولة )و التى أصبحت من أهم القضايا التى تتغلغل داخل أكثر الطبقات كدحاً وفقراً واحتياجاً ،والتى لم تنل قسطا من الاهتمام ولا تسليط الضوء عليها ؛ وذلك لسبب بسيط وهو أن أصحابها من الطبقة المتوسطة إن لم تكن من الطبقة الكادحة والأكثر من ذلك إن وجد ت . فبدأت هذه القضية فى تفعيل الأحكام وتنفيذها منذ عدة سنوات إلى أن انهكت قواهم ، وأدت بهم إلى اليأس والملل . فقاموا ببعث محاضرإلى أصحاب المنازل والأراضى التى قيل عنها إنها من أملاك الدولة ، وبعثوا لهم بلجنة وخبير لقياس مساحة هذه الأراضى التى ظهرت فجأة أنها ملكاً للدولة والحكومة. وبدأوا بعد ذلك على الفور ببعث المحاضر ووصول الأعلانات والقضايا التى رُفعت ضدهم من قبل أصحاب هذه الأراضى ألا وهى الدولة وبدأوا يستغيثوا بالوسائط وجهات القانون المختلفة ظناً منهم ، أنهم سوف يساعدوهم ، وقاموا ببعث العديد من الشكاوى إلى مختلف الجهات المتنوعة؛ وانتظروا لكى يرد عليهم من أى مسئول ؛ ولكن بالطبع كالعادة لم يرد عليهم أحدا ، أو أن يعاونهم فى حل مشكلتهم إلى أن فقدوا الأمل فى الاستجابة لهذه المشكلة ؛ بل حدث عكس ما هو متوقع لأنهم زادوا فى الضغط على هؤلاء المظلومين إلى درجة السجن لمدة 48 يوماً ، وهذا أدنى حد للحبس ولمدة أسبوع ، وأيضا لمدة خمسة عشر يوماً . وبعد تنفيذ هذه الأحكام ، مازالت القضية مفتوحة ، وما زالت الاعلانات تصل للناس ، ومازال التنفيذ بالحكم مفعل بالسجن والحبس ، وإن لم يجدوا من يلجأون إليه فى حل هذه المشكلة التى كادت أن تهدم منازلهم وتعكر صفوهم، بدلاً من العمل على لقمة العيش، والكد من أجل ادخار مصاريف للأولاد ، أصبح يدفعون ثمن ليس لهم فيه أى ذنب وهم يدفعون للحكومة ثمن أراضى أخذوا حقها قبل ذلك أو جاءت بالصدفة أنها ضمن أراضى القياس الخاص بهم ، وعلى أية أساس هذا القياس ، لا ندرى ،وهم لا يرحمون أحدا لا قبل الثورة ولا بعد الثورة ، فالرجاء إنقاذ هؤلاء الفقراء من هذه المذلة والانتهكات الغير عادلة ، والمهلكة لهم ، والظالمة إلى درجة القضاء على أحلامهم ومن ثم القضاء على حياتهم ، وحياة أولادهم. فهل ثمة أمل فى حل هذه المشكلة التى تتفاقم يوماً بعد يوم ؟.