داليا مصطفى: «كل مشكلة بتحصلي درس.. وبعيش أفضل أيام حياتي».. فيديو    مصادر طبية في قطاع غزة: مقتل 30 فلسطينيا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة    ننشر النص الكامل لتعديل قانون مجلس الشيوخ    وزير الثقافة يوجه بوضع خطة مشتركة لعرض مونودراما «فريدة» بالمحافظات    الإحصاء: 4.7% ارتفاعًا فى الصادرات المصرية إلى دول الاتحاد الأفريقى عام 2024    رئيس الوزراء يتابع موقف تنفيذ مشروعات «الحزام الأخضر»    غرفة السياحة تشكِّل غرفة عمليات لمتابعة رحلات الحج    رئيس وزراء كوت ديفوار يستقبل وفدًا من اتحاد الصناعات المصرية لبحث التعاون    لتطوير البنية التحتية..الانتهاء من رصف عدة طرق بالواحات البحرية بتكلفة 11.5 مليون جنيه    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية الدراسات الإسلامية في أسوان    إقبال كثيف على صناديق الاقتراع في الجنوب اللبناني    مقال رأي لوزير الخارجية عن انعكاسات خفض التصعيد على أمن الملاحة في البحر الأحمر    بث مباشر الآن مباراة بيراميدز ضد صن داونز في نهائي دوري أبطال أفريقيا (الاستديو التحليلي)    محمد صلاح يتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لموسم 2024-2025    بمشاركة مصر.. مستويات منتخبات بطولة كأس العرب 2025    كشف هوية شاب عُثر على جثته داخل نهر النيل بقنا    الأرصاد: موجة شديدة الحرارة تضرب مصر حتى الإثنين.. وطقس معتدل يبدأ من الثلاثاء    بأسلوب الخطف.. القبض على المتهمين بسرقة المواطنين بالطريق العام    مفاجأة يكشفها تقرير الطب الشرعي في واقعة الاعتداء على طفل شبرا الخيمة    رئيس الوزراء يتفقد المركز القومي للتدريب بمقر هيئة الإسعاف المصرية.. صور    قصور الثقافة تطلق قافلة ثقافية إلى قرية منية شبين بالقليوبية    ب3 من نجوم ماسبيرو.. القناة الأولى تستعد لبث "العالم غدا"    الفرعون الذهبى يستقر بالمتحف الكبير :73 قطعة منها التاج وكرسى العرش والتابوت والقناع تنتظر الرحيل من 3 متاحف    فضائل العشر من ذي الحجة.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة    دراسة: النوم بين الساعة 10 و11 مساءً يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب    مطالبًا بتعديل النظام الانتخابي.. رئيس«اقتصادية الشيوخ»: «لا توجد دول تجمع بين القائمة والفردي إلا ساحل العاج وموريتانيا»    «الشيوخ» يوافق نهائيًا على تعديل قانون لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية (تفاصيل)    بعد توليها منصبها في الأمم المتحدة.. ياسمين فؤاد توجه الشكر للرئيس السيسي    فيلم «سيكو سيكو» يصدم أبطاله لليوم الثالث على التوالي.. تعرف على السبب    «فركش».. دنيا سمير غانم تنتهي من تصوير «روكي الغلابة»    رئيس بعثة الحج الرسمية: وصول 6720 حاجا للمدينة المنورة    «لافروف» يكشف عمل موسكو على وثائق متطلبات تسوية الحرب الروسية الأوكرانية    الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل تطلق حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان استعدادا لبدء التطبيق الفعلي للمنظومة في المحافظة 1 يوليو المقبل    مدبولي: هيئة الإسعاف دوماً رمزاً للتضحية والإنسانية ولها دورٌ في مواجهة الأزمات الكُبرى    مستقبل وريثة عرش بلجيكا في خطر.. بسبب أزمة جامعة هارفارد وترامب    احتفاء بتاريخ عريق.. رئيس الوزراء في جولة بين عربات الإسعاف القديمة    أنطونيو جوتيريش يحذر من المجاعة فى قطاع غزة    المتحدث العسكري: الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن بعد انتهاء زيارته الرسمية لدولة فرنسا    في ذكرى رحيل إسماعيل ياسين.. أحمد الإبياري يكشف عن بوستر نادر ل مسرحية «الست عايزة كده»    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي والمصري في الجولة الثامنة للدوري    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    كواليس إحالة المتهمة بسب وقذف الفنانة هند عاكف للمحاكمة    13 لاعبة ولاعبًا مصريًا يحققون الفوز ويتأهلون للربع النهائي من بطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    لحظة أيقونية لمؤمن واحتفالات جنونية.. لقطات من تتويج بالأهلي ببطولة أفريقيا لليد (صور وفيديو)    جامعة سوهاج: اعتماد 250 مليون جنيه لفرش وتجهيز مستشفى شفا الأطفال    التحقيق مع 3 عناصر جنائية حاولوا غسل 60 مليون جنيه حصيلة اتجار بالمخدرات    3 تحديات تنتظر بيراميدز أمام صن داونز في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    محافظ أسيوط يزور جامعة بدر ويتفقد قافلة طبية مجانية ومعرضًا فنيًا لطلاب الفنون التطبيقية    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    وزير الري يوجه بتطهير مصرف البلبيسي بالقليوبية    لماذا يصل تأثير زلزال كريت إلى سكان مصر؟.. خبير فلكي يجيب    طرح خراف وأبقار حية بشوادر الشركة القابضة للصناعات الغذائية.. اعرف الأسعار    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    البابا تواضروس يترأس القداس من كنيسة العذراء بمناسبة يوبيلها الذهبي    اليوم.. محاكمة متهمين ب«داعش العمرانية»    عمرو أديب: ليه العالم بيعمل 100 حساب لإسرائيل وإحنا مالناش سعر؟    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنما نريدُ أن ترفعوا عن أنفسكم الرجس أهل الثورة وأن تتطهروا تطهيرا

لايُعقل أن تدَّعى الثوريَّة وتأتى من شائن الأفعال التى أتى بها النظام المُثار عليه ..
لايُعقل أن تدّعى أنك من أبناء الميدان بينما فتأتى من الأفعال ماأتى بها أبناء القصور الرئاسية إبّان النظام المُثار عليه ..
لايُعقل أن تهتف بأن الثورة مُستمرة بينما من يُشاهدون أفعالك يرونك قد أوقفت الثورة عند باب مكتب منصبك الذى تبوّأته من بعد رحيل النظام المُثار عليه ..
لايُعقل أن تدّعى محاربة الفساد وأفعاله بينما فتحافظ أنت على منهجيّته فى إستمالة شلة المنتفعين بهدايا عقود التوظُف ورشاوى المناصب والمراكز القيادية كما وقد فعل النظام المُثار عليه من قبل ..
نعم ياسدة ان التاريخ هو أعقل منا وأذكى فيُعيدُ نفسه ويُكرّر حوادثه بينما نحن فلانأبه ولانفطن لعُمق دروسه ولالعبر أحداثه .. هكذا هو التاريخ وهكذا هو الإنسان .. مناضل الأمس يستحيل الى ديكتاتور اليوم وبإسم الثورة والثوّار..
فلاسفة الأمس ومفكروه يستحيلون الى لصوصٍ وقتلة وفاسدين من جديد ..
مناضلون الأمس ومجاهدوه قد استكانوا الى مقاعدهم الوثيرة وحجراتهم المكيفة وقد نسوا صرخات الماضى ورغبات التحرر ومعانى العدالة السامية ..
نعم التاريخ يُعيد نفسه ياسادة أمام بلاهتنا وذكائه .. أمام عبقريته وغبائنا .. أمام مقدرته على التذكُر وإصرارنا على النسيان .. لكن كل هؤلاء ليسوا بثوّار حقيقيين إنما هم طُلّاب دُنيا لاهدفاً لهم يُعظِّمه التاريخ ويرسم حروفه بمداد من نور وبماءٍ من ذهب .. كل هؤلاء هم فى الأصل منتفعون من نجاح الثورات وليسوا هم الثوار الحقيقيين ..
انما الثائر الحقيقى ياسادة هو محمد رسول الله فى وجه عظيم ظلم قريش ولم يتحول حاله المعيشى من بعد ثورة الاسلام على الظلم كحال ملوك الروم وأكاسرة فارس فظل يأكل القديد ويُكرّس مبادىء العدالة الاجتماعية حتى وقد صار هو أحد ضحاياها ليكون آحاد المسلمين كعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف أغنى منه مالاً وأوثر منه فرشاً ومناما .. لكنه محمد النبى الخاتم الذى سجل الكون وليس التاريخ فحسب حروف إسمه فى صدور المتقين والعُبَّاد الناسكين والعظماء من القادة العادلين ..
لكنه الثائر جيفارا وقد حمل من بعد نجاح ثوراته جوال القمح كأحد عمال المصانع ابّان توليه وزارة الصناعة..
لكنه الثائر مانديللا الذى خرج من سجنه غير منقماً انما مُصافحاً وصافحاً عن خصومه لكى يبنى دولته من جديد على أسس من العدالة الاجتماعية ..
لكنه الثائر غاندى وقد حافظ على لباسه العارى من بعد بناء مجده الثورى ..
انه كل الثُوّار العظماء وقد آثروا الآخرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ..
انهم هم الثوار العظماء وقد تقبلوا النقد من بعد بناء مجدهم الثورى كما كانوا يطمحون أن يتقبله منهم الآخر المُثار عليه ..
انما كل ماعداهم ليسوا بثوّار وليسوا بأنقياء القصد ولا سُماة الغاية والمرمى .. فراحوا يضطهدون الرأى الآخر ويُنكِّلون بمعارضيهم وهم بذا لم يستحقوا وصف الثوّار حتى وان دسُّوا بأبدانهم وأنوفهم بين مواطن الثوّار ومفاخر الأحرار..
الثائر ياسادة هو من يكون منطقه من قبل الثورة كما وبعدها تماماً لايُغيره وثير كرسى ولا جلال منصب ..
الثائر الحقيقى ياسادة هو من تسمو لديه مبادؤه ومعتقداته وأماله التحررية والعدلية على منافعه الشخصيّة ومكاسبه الذاتية ..
الثائر الحقيقى ياسادة هو الذى يتساوى لديه الظل ومناطق النور الكاشفة مادامت أماله قد تحققت ..
الثائر الحقيقى ياسادة هو من لايُتاجر لذاته بدماء ضحايا أفكاره من محبيه وقد قبلوا الشهادة لأجلها فى حب وطواعية نفس ..
الثائر الحقيقى ياسادة هو من لايُثرثر كل ساعة بعظيم أفعاله مُتاجراً بنزيف الشهداء وآلام المحرومين بينما فهو يتمرغ ببدنه على نعيم مكتسباته من بعد نجاح الثورة التى قد حافظ على اشتعال سراجها أنّات الجوعى وصرخات الثكالى وقطرات دماء الشهداء...
إنسحب ياسادة كل هؤلاء الشرفاء وقد إستتروا خلف آلامهم وأوجاعهم يتدثرون بعظيم الأمل فى غدٍ مُشرق لايحتاج الثورة من جديد .. أشهروا أقلامهم كما كانوا من قبل وعَرُّّوا صدورهم كما كانوا من قبل .. بينما وقد قفز على سطح المشهد من إمتطوا بزيف جواد النصر ومن أشهروا بخسّة سيوف العزّة الثورية لأجل مكتسباتٍ شخصيّة ..
إنهم شُلّة المنتفعين ياسادة وأصحاب المصالح كما وأغنياء الحرب الذين حققوا مكاسبهم على أشلاء الشهداء ودماء الوطن بينما فيحملون بأيمانهم شعارات الزيف التى حملها من قبل رموز النظام المُثار عليه .. فماكان جمال مبارك وصحبه ورموز عهد أبيه يُظهرون فسادهم بل يحملون لافتات تدّعى أنهم يحلمون بغد مشرق وعدالة وارفة ورفاهية شعب ..
لم يسرق اللصوص فى ظل النظام السابق حين سرقوا الّا بالتستر خلف قيم ومبادىء وأحلام دغدغوا بها أحلام ومشاعر الفقراء .. من مبادىء حقوق الشعب العامل ومحاربة الاقطاع والفاسدين .. وقد حاربوا الفساد بفساد جديد وحاربوا الاقطاع باقطاع جديد أعظم منه بينما الفقراء فى العهدين لم يتبدلوا ولم يتغير فى حالهم شىء .. بينما هم فقد ظلُّوا يُسمُّون أنفسهم بالثائرين وأبناء الثورة وميادينها.
لم يكن يعلم الضباط الأحرار الثوريون أنه سيكون بصحبتهم أحدهم ومن بعد فهمى هويدى وهو صلاح نصر رئيساً لجهاز المخابرات المصرى من بعد الثورة وقد أتى من عظيم الأعمال مايتجاوز العهد الملكى المُثار عليه بمايستحق أصلاً الثورة عليه كذلك من جديد ..
لم يكن يعلم الضباط الأحرار جميعهم أنهم سيحيكون الدسائس والمؤامرات ببعضهم البعض من بعد نجاح الثورة وقد حدّد ناصر اقامة نجيب فى عزبة بضواحى القاهرة حتى مات لايجد نفقات علاجه وهو الحامى للثورة والمتقدم صفوفها بعظيم رتبته العسكرية وقد كانوا ضباطاً صغاراً وقد حمل كفنه على يديه صبيحة 23يوليو متوقعاً رميه بالرصاص ان فشلت الثورة الا أنه هكذا كانت نهايته على أيدى رفاق الثورة وزعيمها ناصر .. وقد نُفى خالد محيى الدين هو الآخر الى فرنسا ..
لم يكن يعلم الضباط الأحرار جميعهم أنهم قد قضوا على الإقطاع بإقطاع جديد قد نمت أظافره وظهرت شخوصه جليّة فى عهد الراحل السادات أحد رجالات الثورة العظام ..
لم يكن يعلم السادات وقد عانى مرارة السجن الظالم فى قضية العمالة مع الألمان وقد كان وطنيَّاً صرفاً وكذا فى اتهامه فى مقتل أمين عثمان وقد هرب من سجنه مُلاحقاً وقد ذاق الظلم فى أقسى مرارته وقد كتب كتابه ( وصيتى ) الذى هو فى نظرى من أعظم كُتُب التحرر التى لايكتبها إلَّا عظام الفلاسفة والتحرريين وقد لبس فيه ثوب جيفارا وغاندى ومارتن لوثر كنج وقد مقت فيه الظلم وسجون الرأى والتنكيل بالخصوم السياسيين بينما فقد مارسه بجلاء وفى أوضح معانيه وقسوته عندما دان له حكم مصر إثر موت ناصر وتوليه الحكم محله على النحو الذى زجَّ بأعظم رجالات مصر قدراً ومفكريها هامةً فى المعتقلات لمجرد مخالفتهم له فى الرأى حتى أنه قد وصف أحدهم من على منبر مجلس الشعب ساعتها بوصف (الكلب) وهو الشيخ المحلّاوى .. فى أعظم تسمية نطق بها قائد تحرير وكاتب وصيتى وأحد الضباط الأحرار الشرفاء والذى ذاق مرارة ظلم الرأى وقد نادى من قبل بحريّته ومواجهة الطُغاة المستبدين !!
لم يكن يعلم ناصر زعيم يوليو من بعد إقصائه لنجيب أنه سيكون سجين الرأى الأوحد والمعتقد الأوحد فلايأبه لانتقادات مخالفيه لصحبته وعامر وقد دفع بالبلاد الى أتون الهزيمة جراء عدم حكمة عامر وخبرته العسكرية الضئيلة .. وقد خرّب الوطن نتاج الرأى الواحد والذى طالما ثار هو ورفاقه لأجل التصدى للاستبداد فيه والتمسك بالرأى وعدم الاكتراث بالمعارضة والرأى الآخر !!
هل هى المبادىء ياسادة يزبحها نيل المطالب المُثار لأجلها فحسب .. وهل عندما يتحقق للثائر مببتغياته الثورية يستكين لأغراضه الشخصية فيعود ليصبح مُستحقاً للثورة عليه من جديد ؟!
ان الثائر فى نظرى هو نقىٌ بطبيعته .. كما وأبناء الميادين الثوريّة هم سامون فى أهدافهم .. أطهارٌ فى معتقدهم .. لكن ماتلبث أرديتهم أن تتلوث بفعل شلة المنتفعين المحيطين بهم الذين يترقبون أزمنة النفع ومواطن الاستفادة الذاتية من وراء الثوار الحقيقيين .. فيُغالون فى نفاقهم ويُلِّحنون كلماتهم مهما كانت مقاصدها ومعانيها بلا نقدٍ منهم ولاتوجيه بجميل قول أوعظيم نُصح .. فيصيرون ضحايا لهم ليجدون من أنفسهم وقد ابتعدوا شيئاً فشيئاً عن شعوبهم ومواطنيهم اذ لايسمعون غير نفاق فى نفاق ولاتصل اليهم أنّات وأوجاع ومطالب ذويهم ممن آزروهم عند ثورتهم .. بينما هم اليوم فقد إنصهروا والمنافقين معاً وفى بوتقةٍ واحدة تستأهل الثورة عليهم من جديد ليكون قدر الوطن تكرار ثوراته بفواتيرها الباهظة من دماء شعب وصرخات وطن وآلام الفقراء والمُهمَّشين ..
ليبكى ناصر فى آخر أيامه خيانة شلة المنتفعين ورفيق دربه له.. ذلك الذى أدار ظهره لثوريته بينما فقد وَلَّى وجهه لملذَّاته وطموحاته .. وقد فطن لجُرحه من خناجرهم المسمومة بعد هزيمة يونيو 1967..
وليبكى سادات النصر حرباً وسلاماً فى أواخر أيامه هو الآخر إثر نصائح شلة المنتفعين من وراء سياسة الانفتاح والتى أثرى من ورائها بعض أهل داره أنفسهم بل وفتح أبواب المعتقلات على مصراعيها ليموت مُدرَّجا بدمائه وسط أاولاده وأبنائه كما كان يحب دائماً أن يدعوهم .. بينما فشلة المنتفعين فراحوا يواصلون مسالكهم النفعية بينما من يدفع ثمنها ونتاجها هم رموز الثورات وزعماء الوطن..
وليبكى مبارك هو الآخر من خلف قُضبان حبسه وقد نال شلة المنتفعين من حوله من عظيم تاريخه الوطنى كأحد قادة معركة أكتوبر العظام وقد كان ألبسه السادات بنفسه تقديراً على ماقدم للوطن نوط الكرامة ورتبته العسكرية الرفيعة فى مشهد مهيب وأمام البرلمان المصرى وكذا استرداده طابا بالتحكيم الدولى وقد رفع عليها علم مصر عالياً بعد أن قبَّله فى مشهد وطنى مهيب هو الآخر وقد حافظ على تراب الوطن فى أحلك ظروف اقليمية ودولية قد مرَّت به وأضاعت دول مجاورة ودمّرت سيادتها على أراضيها بينما فظلّت مصر مُتفرِّدة من بين كل الدول العربية وأغلب بلدان العالم خالية من القواعد الأجنبية .. لكن كل هذا التاريخ قد أضاعه بجرة قلم واحدة شلة المنتفعين من حوله .. أولئك الذين لبسوا ثوب الطهارة والقانون بينما فأجسادهم قد لطّخت بأدرانها النجسة تاريخ الرجل الذى لم يكن يدرى أنه وتاريخه سيكونان ثمناً لأطماعهم ودناءات أنفسهم النفعية من ورائه ..
إنهم شلة المنتفعين ياسادة الذين يُدمِّرون أعظم التواريخ وأطهر الكفاحات ..وهاهم اليوم قد قدموا من جديد وبلباسٍ مُختلف .. بينما الثوار الحقيقييي فقد استكانوا اليهم من جديد ولم يعووا دروس الماضى عبر التاريخ السابق ..
نعم ياسادة من بعد نجاح ثورة يناير العظيم قد إلتف المنتفعون من جديد حول ثُوَّار المرحلة ورجالاتها الأنقياء وقد شرعوا بالإساءة اليهم من جديد ..
لقد قامت الثورة ياسادة لتحقيق مُجمل أهداف يتقدمها تحقيق عدالة إجتماعية وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص ومساواة المواطنين أمام الحقوق والأعباء العامة ..
لكن المنتفعين قد أغرقوا رجالات المرحلة من المسئولين والذين وُلدوا من رحم الثورة فى جُب الخيانة لهذا المبدأ والإفتئات عليه .. وقد وجدنا أحد رؤساء الهيئات العامة يقرر وبجرأة شديدة وبإيعاز منهم بأن حق التوظف فى هيئته وبموجب عقود توظف عامة هى حصريّاً لأبناء العاملين بهيئته وقد تخطى الأمر حدود هذه الأخروقة لهذا المبدأ ذاتها الى حد حصر عقود التوظف فى شلة المنتفعين ذاتهم وحصريّاُ بالحد الذى رأينا مجوعة عقود توظف لكل منهم يتم توزيعها على ذويه وأبنائه ممن ينتهى نسبهم الى أبيه وجده فى أعظم مشهد يخرق مبدأ تكافؤ الفرص .. وكأن عقود التوظف تلك تُوزع كصكوك غفران ورشاوى إستمالة وهبات شخصيّة لتنفيذ أوامر من طعن للشرفاء وقزفٍ بالأطهار وخصوم الرأى .. بينما البقية من أبناء الوطن فلم يحقق لهم مبدأ تكافؤ الفرص من بعد الثورة ثمة إفادة أو نفعٍ عام ..
راحت شلّة المنتفعين ياسادة وتحت مظلة محاربة الفساد تزج بمئات الاتهامات الكيدية وقد تم تسخير إمكانيات الادارات وبمباركة من قادة المرحلة الجدد الثوريين وأبناء الميدان ليزجوا بأسماء الشرفاء من رُفقاء الميدان كذلك وممن اشعلوا الثورة بهتافهم وكتاباتهم انتقاماً وتشهيراً وباسم الثورة ومبادئها بينما قد نسى أولئك القادة أن المنتفعين لايدفعون فواتير رجالات المرحلة انما من سيدفع الثمن تاريخياً هم الثوّار أنفسهم الذين قد انخدعوا بنفاق من نافقوهم لأجل منافعهم ومكتسباتهم .. فرُقعة الشطرنج لاتعترف فى نهاية سباقها بجنود ولا ببيادق وأحصنة ولكن بكسب الملك وخسارته فحسب ..
أُُناشدكم ياقادة المرحلة أن إنتبهوا .. فإن من حولكم ليسوا بثوار.. لكنهم هم شلة المنتفعين فحسب ..
أُناشدكم يارؤساء الهيئات العامة ويارؤساء مجالس الشركات ويارؤساء الدوائر الحكومية أن الثوار الحقيقيين لم يغادروا من بعد نجاح ثورتهم أماكن الظل ولم يبحثوا عن مكاسب أو منافع بينما من حولكم هم من ظلُّوا يسخرون منهم إبّان الثورة ونزيف شهدائها وقد قفزوا على المشهد من بعد نجاحها ليغنموا ثمارها دون نظر لمصالح الوطن أو اعتباراُ لدماء الشهداء ..
أُناشكم ياكل مسئولين مصر من بعد الثورة أن تتطهروا من أدرانٍ قد لصقها بكم أولئك المنتفعون ممن هم الآن حولكم يُلوِّثون لباسكم ويسيئون لتاريخكم ونضالكم العظيم ..
أُُناشدكم يارؤساء الهيئات العامة والشركات العامة والدوائر الحكومية أن انتبهوا فقد بِتُّم فى عيون الثوار الحقيقيين خائنين للعهد ومواثيق الثورة بالإنقضاض على مبادئها وأنتم رفاق الثورة وشركاء النضال الميدانى ..
إنهم ذوى أكفٍ ناعمة ياسادة وألسنةٍ معسولةٍ ياسادة وعقولٍ داهيةٍ ياسادة فلا تقصفوا لأجلهم أقلامنا وقد قُصِفت من قبل أقلامكم معنا من قبل الثورة ..
أُناشدكم ياكُلَ القادة من الشرفاء أن تعيدوا النظر فى كافة عقود التوظف من بعد الثورة وقد جافت المبدأ الثورى بتكافوء الفرص وأساءت إليكم كحُماةٍ لأهداف الثورة .. اللهم ان لم تفعلوا فقد بِتُّم أنتم والمنتفعين من حولكم سواء .. وما كنتم حقاً أنقياء الغرض وجميلى القصد ..
أُناشدكم ياكُلَ القادة من شُرفاء الثورة وشُركاء الميدان أن راجعوا أنفسكم وتراجعوا عن مُمارسات الإنتقام والتشفى فما خُلِقت الأوطان بالإنتقام إنما خلقتها صفات التسامح والعفو إن كنتم لمصلحة الوطن عامدين ..
ياكل الثوريين الحقيقيين تقدموا الصفوف وأتركوا أماكن الظلّ من خلفكم لكل هؤلاء الذين قد سرقوا الثورة من أياديكم فتقدموا عليكم لتتعاظم لديهم مكتسباتهم ومصالحهم الشخصية على مصالح الوطن ومُكتسبات الشعب ..
إنما نريدُ أن ترفعوا عن أنفسكم الرجس أهل الثورة وأن تتطهروا تطهيرا ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.