ننشر حيثيات وقف القضاء الإداري لعمومية نقابة المحامين اليوم    أكاديمية الشرطة تستقبل الملتقى الثانى للمواطنة الرقمية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة    1.5 مليون حصلوا على «الخدمات المتكاملة» 1.3 مليون منهم في «تكافل وكرامة».. وزير الصحة يوجه المجالس الطبية بتبسيط الإجراءات    أسعار الدواجن البيضاء وكرتونة البيض غدًا بدمياط    جاهزين لأسواء السيناريوهات.. خلية أزمات ومراقبة المخزون الاستراتيجي للسلع الأساسية وتوفير احتياجات الدولة من المواد البترولية والغاز الطبيعي    لإيمانها بأهمية دعم الاقتصاد الوطني.. طلعت مصطفى أبرز المكرمين من وزارة المالية لدعم تحديث منظومة الضرائب    وزير الإسكان ومحافظ المنيا يتفقدان محطة معالجة صرف صحي برطباط بمركز مغاغة ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"    الرئيس السيسى يؤكد لنظيره الإيرانى رفض مصر الكامل للتصعيد الإسرائيلي الجاري ضد إيران    نورهان الشيخ: إسرائيل أخطأت فى تقدير قوة إيران والمشهد يتطلب تهدئة عاجلة    نيويورك تايمز: خامنئى يُرشّح خلفاء له حال اغتياله    كأس العالم للأندية.. دورتموند يحقق أول انتصاراته على حساب صن داونز 4-3    ارتفاع عدد المتوفين بعقار حدائق القبة المنهار ل 10 أشخاص    الثانوية العامة.. الأسبوع الأول بدون مشاكل    ضبط متهمين بسرقة موتور مياه من داخل عقار بالقاهرة    حكاية خلاف دام 5 سنوات بين عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وانتهى بقبلة على اليد    صناع "لام شمسية " في ندوة خاصة بالمركز الكاثوليكي الليلة في السابعة مساء    حماقى وزياد برجي نجما الليلة الثانية من مهرجان موازين    فحص 1100 مواطن ضمن قافلة طبية مجانية بدمياط    خبير: إسرائيل ضعيفة وهشة بدون دعم أمريكا.. وإيران اخترقت منظومتها الدفاعية    السجن المشدد ل12 متهما والبراءة ل24 آخرين في قضيتي الهجرة غير الشرعية بالمنيا    خبراء يحذرون: الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا آمنا للعلاج النفسي    رئيس بعثة منتخب اليد: قدمنا ملحمة أمام إسبانيا وأحلامنا بلا حدود فى بطولة العالم    عضو ب«تشريعية النواب»: قانون الإيجار القديم لا يحتاج لائحة تنفيذية ويُطبق فور نشره    باحث في الأمن الإقليمي: ضربات إسرائيل لإيران مقدمة لحرب أكبر ونطاق أوسع    بسمة تطلب الطلاق.. نهاية مثيرة لأحداث الحلقة السادسة من "فات الميعاد"    تعرف على أحدث أعمال خالد الصاوي    مبابى أبرز الغائبين عن قائمة ريال مدريد ضد باتشوكا فى كأس العالم للأندية    مصروفات المدارس الرسمية والرسمية للغات في مصر للعام الدراسي الجديد 2025    خوفًا من شقيق زوجها.. أم تلقي بنفسها ورضيعتها من شرفة المنزل بدار السلام بسوهاج    الأرصاد: بدأنا فصل الصيف فلكيا وذروة الحر ستكون خلال شهري يوليو وأغسطس    معاً نحو مستقبل دوائي ذكي ومستدام.. صحة المنوفية تقيم مؤتمر لأهمية الدواء    إمام عاشور يغادر معسكر الأهلى ويستعد للعودة إلى القاهرة    رسميًا.. نوتنجهام فورست يجدد عقد سانتو حتى 2028    مؤمن سليمان يقود الشرطة لحصد الدوري العراقي    الفريق أسامة ربيع:"تعاملنا بشكل فوري واحترافي مع حادث جنوح سفينة الغطس RED ZED1"    إدراج جامعة بدر في تصنيف التايمز لعام 2025 لمساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة    أخطر تصريح للرئيس الأمريكي.. أحمد موسى: ترامب يساند مصر بقوة في ملف سد النهضة    وزير الصحة يتفقد مستشفى مدينة نصر للتأمين الصحي ويوجه بزيادة القوى البشرية    جامعة سوهاج تحدد 15 سبتمبر المقبل لتسلم «مستشفى الجراحات التخصصية»    معلنة بداية فصل الصيف.. شمس الظهيرة تتعامد على معابد الكرنك بالأقصر    يسرا ومصطفى شعبان في طليعة نجوم الفن العائدين.. هل سيكون النجاح حليفهم؟    «للرجال أيضًا إجازة وضع».. إجازات قانون العمل الجديد تصل ل45 يومًا | تعرف عليها    سقوط المتهم بإدارة كيان تعليمي وهمي للنصب على المواطنين بالقليوبية    «امتحانات في عزّ النار».. كيفية تهيئة المناخ المناسب للطلاب؟    وزير العمل ومحافظ كفر الشيخ يمنحان خريجات البرامج التدريبية 11 ماكينة خياطة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : كم اتمنى القرب منك سيدى ودون فراق?!    الرئيس السيسى وملك البحرين: التصعيد الجارى بالمنطقة يرتبط بشكل أساسى باستمرار العدوان على غزة.. إنفوجراف    رئيس وزراء صربيا يزور دير سانت كاترين بجنوب سيناء    تجديد حبس 4 أشخاص بتهمة خطف شاب بسبب خلافات بينهم على معاملات مالية    آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفي والإعلامى (4)    طب قصر العيني" تعتمد تقليص المناهج وتطلق برنامج بكالوريوس الطب بالجامعة الأهلية العام المقبل    بداية جديدة وأمل جديد.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة    تردد قنوات MBC مصر 2 الناقلة لمباريات كأس العالم للأندية مباشر.. (اضبطها الآن)    رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله    أيمن محسب: استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يهدد بانفجار إقليمي شامل    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    تركي آل الشيخ يكشف سبب إقامة "نزال القرن" في لاس فيجاس وليس في السعودية    «نشرة أخبار الأهلي من أمريكا».. أجواء حزينة وتمسك ببصيص الأمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ابحثوا معى عن سافونا رولا.. وجيفارا بين التحرير ومحمد محمود ورئاسة مجلس الوزراء ..

من هو الثائر ومن هو الشهيد .. من هو المناضل حامل مشعل الحرية لقاء روحه ودمه ..
الثائر هو حامل كفنه على يديه ليصير مشروع شهادة لأجل أن ينعم الأخرون بحريتهم ووطنهم حتى ينالها واقعيا ليبقى من بعد شهادته ومبادئه مواثيق قيم من مبادىء وأخلاق تظل هى مسطورة فى اعماق أتباعه ومواطنيه .. هذا هو الثائر وذلك هو الشهيد ..
الشهيد هو ذلك المُفتدى وطنه وماله وعرضه بأنفاسه وبروحه وبدمه ..
اذاً ان لم تكن مرامى الشهادة دون النجدة أو الفداء ولأجل هذه الروافد مُنفردة أو مجتمعة ماكنا امام شهيد بالمفهوم الدقيق للكلمة بل وماكانت دماؤه بهذا الثراء أو تلك القيمة بل وصار انتحاريا فى واقعه وحقيقته .. والقول بشهادته انما يُعدُ تجاوزاً لمفهوم الشهادة بالمعنى الحقيقى ..
لذا كان ضروريا ونحن فى سبيلنا الى تفهم قيمة الثائر ومقصوده أن نتطرق الى مفهوم الشهادة ومفهوم الشهيد من خلال تأصيلهما الدينى والأخلاقى والتاريخى ..
فمن المرجعية الدينية والأخلاقية نجدهما محققاًن فى معناهما من خلال قوله (ص) من مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد ومن مات دون أرضه فهو شهيد .
اذاً فمفهوم الشهادة يرتبط بمفهوم الفداء لهذه الروافد الثلاثة ومايُقاس عليهم .. فمن مات دون المحتل وبمقاومته فهو شهيد ومن مات دون حاكم ظالم بكبح جماح استبداده وظلمه فهو شهيد .. لكن اذا مانجح قى ثورته فقد بات داعيا للاصلاح فى أمن وسكينة وداعيا للوفاق الوطني غير منتقم لدماء أقرانه من ذويه وهم أولئك الذين كانوا تحت حُكم المستبد بحكم اعمالهم لكنهم لم يبلغوا من الشجاعة مابلغه الثائر وماناله الشهيد ..
ومن ثم يلزم من بعد نجاح الثائر ان يهدأ ليبنى الأمجاد كما قرر امام الدعاة شيخنا الشعراوى .. وهذا ماتقضى به قواعد الاخلاق ذاتها اذ لايجب من بعد نجاح الثورة وازاحة المستبد ان يستطيل الثائر ان لم يستشهد وبقى حياً بثورته الى باقى أفراد الشعب من حماة الوطن أو من مواطنيه ومؤسساته العامة ومبانيه الحكومية أو من دماء رفاقه من شركاء الوطن لتظل الثورة قائمة من بعد تحقق مقصدها الأعظم بمبرر الطموح فى استعجال المكاسب الثورية استغلالا بظرف الضعف الراهن للدولة من بعد الثورة لكون هذا يُرتب من الأضرار التى يجب درؤها مايفوق المصالح التى يطمحون الى جلبها ..
فلو كان النداء بالانتقام لدماء مئات الشهداء سيستطيل الأمر لدواعى الانتقام المتبادلة من أبناء الوطن وحماته الى ألاف ألاف الشهداء .. وماحقنا بهذا من بعد الثورة دماءنا ولادماء ابناءنا ليصفق الأعداء المتربصين بالوطن على ماألت اليه أوضاعنا وماضعفت به أركان حدود دولتنا تحت شعارات الثورة المستمرة ..
اننا ياسادة لو نظرنا الى المرجعية التاريخية من خلال المخزون التراثى الثقافى العالمى لتأكدنا بأن الثورات تنتهى بمجرد اقصاء المستبدين وأنظمتهم لبدء حقب جديدة تستلزم افتراض حسن النوايا بين جميع أطراف اللعبة.. كما ولابد أن يخرج كل أطراف اللعبة رابحين بمفهوم السياسة المرن الذى يتطلب تحقق الممكن والمتاح وقبوله بقاعدة مالايدرك كله لايترك كله وبذا تتحقق مكاسب كل الرؤى والتوجهات ..
أما وقد جعل البعض من أنفسهم هم المنادون الأوحدون والثائرون المتفردون فقد جعلوا من أنفسهم نوابا للشعب فى غير رضاً منه ولتهدد امن الغالبية بمفعول اعمال الأقلية ..وماكانت الثورات اذاً ذات قيمة وجدوى ..
ولننظر الى الثورة الفرنسية التى قتل الثوار بعضهم البعض بأنفسهم بالقاء الاتهامات المتبادلة بالعمالة والتخوين من بعد مقتل لويس السادس عشر وزوجته أوجينى وعلى ذات المقصلة وذات ميدان الاعدام الباستيل ولم تهدأ البلاد لعقود طويلة حتى استشعر الشعب بفقدان الأمن لانتشار البلطجة فأشتد حنينه للملك المستبد الذى تم اعدامه ليستعيض به نابليون بونابارت بدكتاتوريته العسكرية .. كالمستجير من النار بالرمضاء ..
اذاً الثورة تحتاج من بعد نجاحها فى مقصودها العام الى الهدوء والتريث واماطة الروح الثورية لممارسة الانتاج فى أمن وسكينة لكن أن تظل البلاد على ذات نمط الثورة من بعد ازاحة المستبد فهذا هو الجنون المطبق ..
أما وقد فعل الثوار هذا فقد صاروا ذوى رؤى شتى واختلافات متباينة ليصير حماة الأمس أعداء اليوم ورفقاء ماقبل الثورة وأثنائها متنافرين وقبائل شتى .. بينما البلاد فباتت ترزح تحت أقدام الفرقاء تبكى تداعيات الثورة والثوار ..
ذلك هو المنطق ياسادة وذاك هو نداء العقل وحقيق مقاصد الثوّار..
الثوار ياسادة بالمرجعية التاريخية كانوا أكبر من نداءات تهدم ولاتبنى من بعد ازاحة المستبد .. بل كانوا دعاة للخير والتنمية والرخاء والعدالة الاجتماعية وسير عجلة الانتاج من بعد نجاح الثورات .. لاأن يسيروا فى مفاهيم الثورة المغلوطة حتى على خيوط الشمس المُحرقة .
لم يرحل الشهيد ياسادة حين رحل بل ترك فى قلوب مواطنيه قيمة الثورة ومعانى الشهادة بل وقيمة الرخاء الذى كان ينشده وقد أن ثار من اجله .. ولو علم الشهيد أو الثائر الذبيح الشهيد أن خراب بلاده كان نتاجا حتميا لثورته ماثار ومادعى لثوررته.. اذ لم يكن بمقاصده أن يستبدل الاستبداد بمضامين الخراب والدمار لبلاده .. ولو كان يعلم أن دماءه لن تكون نهاية الدماء المسفوكة ما شرع فى ثورته بل كان يظن وقت شهادته أنه قد قدم دمه لأجل جنة ببلاده هى الأن وارفة بمجرد خروج روحه ونزيف دمه .. وذلك من مفهوم الفداء الذى يلاصق مفهوم الشهادة.. فيموت الثائر لاليموت الالاف بعده بل ليحيوا ويتنعموا برخاء بلادهم وعمارتها وجنتها الوارفة .. فلأجل هذا لاغيره كانت هى ثقافة الثورات ..
مامن ثورة حقيقية ياسادة قد استتبعتها ثورات متلاحقة من بعد نجاح الاولى على غرار الزلازل المتتابعة .. ومن ثم الثورة هى واحدة لامتكررة أومستمرة والا لكانت دعوات لتحطيم كل شىء وأى شىء والدولة ككيان سياسى واجتماعى واقتصادى بالأساس ..
تعالوا ياسادة نتلمس أحداث مابعد ثورة يناير لنرى كم عبث العابثون بأمن البلاد متاجرون بدماء الشهداء ومقاصدهم النبيلة ..أولئك الذين لوكانوا حقاً حريصون على دمائهم وحقوق ذويهم ما رصُّوا لجوارهم المئات غيرهم من القتلى ومن الجرحى لتتنامى بأفعالهم قوائم القتلى والأيتام والأمهات الثكالى ..
انها دعوة خراب ياسادة ودعوة دمار وبلطجة وهدم بنيان دولة عظيمة هى مصر الكنانة والتاريخ العظيم ..
لتنفخ فيها الألة الاعلامية بقوة شديدة اما بعمالة وخيانة للوطن واما خوفاً من بطش من يدّعون أنهم ثوار لتسير البلاد الى المجهول .. ويصير انتهاك هيبتها وهيبة مؤسساتها أداة ضغط ليس من أجل الحصول على مبتغيات الهتافات ولكن بالمتاجرة بألام ذوى الشهداء ودماء الشهداء لأجل هدم قيمة الوطن وهيبته فى نفوس المواطنين واغراءاً للأعداء من أصحاب الاستراتيجيات المحيطة .. . والا فما هكذا كان طموحنا فى ميدان التحرير رمز الثورة النقية وقد بات اليوم محشواً بخيم البدو الرُحل بعدما كان رمزاً من بعد نجاح الثورة للحرية فى قلوب الأحرار من كل شعوب العالم.. وماهكذا قد طمح الثوّار من قبل استشهادهم من أجل مصر ..
وماهكذا نستبدل قبلة أحرار العالم كمزار سياحى يُبارى الباستيل بفرنسا قيمةً ورمزاً بتجمعات رحلات السفارى برمال الصحارى .. فى مظهر غير حضارى وغير مصرى ثورى يليق . ماهكذا كان الثوار وماهكذا كانت الثورات ..
هى محطات ياسادة من بعد التحرير.. كالتحرير الثانية .. فمحمد محمود .. فرئاسة مجلس الوزراء .. وقد انفرط العقد .. فهل من بين الهاتفين المتنقلين والمهرولين أحراراً وثوّاراً ومشاريع شهادة بمعانى الدين والأخلاق والتاريخ ..
تعالوا نبحث عن (ساقونا رولا وجيقارا ) بين تلك الحركات الثلاث .. وهل يوجد من بينهم من يشبههم بمفهوم الثائر الحقيقى .. والشهيد الحقيقى .. أو مشاريع الشهادة الحقيقية ..
هل قام أحدهما كأعظم ثائرين فى العالم بقتل احد مواطنيهم تحت راية الثورة أو استجلاب قتل مواطنيهم بمعاندة السلطات الشرعية من بعد نجاح الثورات وازاحة المستبدين المثار عليهم وانظمتهم التابعة ..
وهل قال أحدهما بأن الثورة قائمة ومستمرة حتى من بعد ازاحة المستبد ونجاح الثورة لكى يأتى بقوله هذا على الأخضر واليابس فلايعترف بنجاح ثورته الا بعد أن يطيح بمفهوم الدولة القائمة بالأساس ..
هل فعلا أحدهما أو كلاهما كما فعل الهاتفون الصامدون المهرولون من بعد نجاح التحرير ..
هل قاما بتحريض مواطنيهم لحرق الأملاك العامة والخاصة وتهشيم مظاهر هيبة الدولة بما يؤدى لاضعاف هيبتها أمام الأخرين من الاستراتيجيات المحيطة فتبيت حدود الدولة محل اغراء لهم من بعد نجاح الثورات ..
هل قاما باعتبار مواطنيهم اعداءاً يستحقون التخوين واعتبار جيشهم حامى ثورتهم ألد الخصام وراحوا يفرقون بين القيادة وجسد الجيش بمبرر أخرق مضمونه ان المجلس العسكرى هو عدوهم وليس الجيش فى تفرقة بين الأثنين غائبة عنهم أن الجيش هو رأس وجسد لاينفصمان .. وهو مؤسسة مبنية على الأوامر الفوقية المطاعة فلايقدر جندى على تكسير أمر قيادى .. ومن ثم ففشل الثورات ونجاحها ليس بالجسد وحده بدون قرارات قيادية ومن ثم فلا فصل بين الجيش وقيادته ومانجحت الثورة الا بقرارات قيادته التى ان لم تقرر ذلك لما ملك الجسد قدرة التمرد على قيادته ولصارت بحور الدماء بقرارات القيادة تملأ أرجاء الوطن .. ومن ثم فذاك قول باطل يرمى الى قتل الجيش برمح فى الترقوة مابين جسده ورأسه لايُبنى على حق أو أساس سليم ويكون من شأنه لو استمر جر البلاد الى أتون وقيعة لاخروج منها بين الشعب والجيش بمايطمحه الأعداء من اصحاب الاستراتيجيات الخارجية .. فهل فعلا هذان الثائران بمثل مافعلوا ..
هل قاما باعتبار ذويهم من جند وشركاء وطن أعداءاً يستحقون تجييش الجيوش الشعبية وحمل الأسلحة والقذف بالحجارة كما يفعل أبناء غزة بالمحتل بينما هنا فبمواجهة شركاء الوطن .. بينما من يسقط أرضا صار شهيداً فى عرف الثوار الجدد لابمفهوم الشهادة المتقدم ..
ان من يقابل هيبة الدولة ياسادة من بعد رحيل المستبد هو منتحراً بالمفهوم الذى يعنى الالقاء بالنفس الى التهلكة ..
كم شاهدنا شبابا وفتيات فى عمر الزهور بل وأطفالا براعم من خيرة فلذات الوطن يواجهون سلطان شرعية الدولة وهيبتها بصدور عارية ليس فداءاً للوطن ولكن تقليداً للشهداء السابقين رغم تحقق مقاصدهم ومضامين الشهادة ورغم عدم الحاجة أنياً لتلك المضامين وقد تحققت مقاصد الثورة بالأساس ..
ان ثوار العالم ياسادة لم تنتهى ثوراتهم بفناء بلادهم..
ان سافونا رولا هو ذلك الراهب القديس الثائر والذى قد غير بفكره ومبادئه وجه اوروبا الحضارى من الظلام الى النور لم تكن دعوته من بعد اسقاط دعاة الظلام الى هدم أوروبا وهيبة مؤسساتها الوطنية ..
ان سافونا رولا هو ذلك الراهب الايطالى والذى بدأ فى عام 1490م محاولاته الثورية والاخلاقية حتى وصل عداؤه الى خصمه الرئيسى كثائر .. البابا اسكندر السادس وقد اعتبره البعض بشيرا لظهور مارتن لوثر .. وقد شبه روما البابوية ببابل الفاسدة واحتقر الادارة البابوية بوصفها الزائفة والعاهرة المخمورة .. وقد وعظ بكاتدرائية فلورنسا سنة 1491م وفى حضور السيادة البابوية قائلا( ان خير وشر مدينة ما يأتى من رؤوسها وهم كانوا متكبرين وفاسدين ليستغلون الفقراء ويفرضون الضرائب ويزورون العملة ) فى اشارة مباشرة اليهم وفى حضورهم أمامه..
اذاً هو قد حمل كفنه على يده فى هجومه على أقوى سلطة مستبدة .. وقد قال فى مواجهة عظيم البلاد (أنا من سيبقى وليس هو )
انها كلمة حق فى وجه سلطان جائر .. كلمات ذات مضمون ومقاصد معلومة من قبل ازاحة الاستبداد وليست دعوة لالقاء الحجارة فى وجه الوطنيين والمؤسسات من بعد نجاح الثورة والاطاحة بالمستبد .. ذلك هو الثائر الحقيقى غير الداعى للخراب والدمار للبلاد ومقوماتها ..
ورغم كون سلفونا رولا مجدد أخلاقى وثائر عظيم وريادى الا أن فلورنسا موطنه قد سأمت من دعوته بسبب عدم استقرار البلاد ليعزله اسكندر السادس من منصبه الكنائسى سنة 1497م ليتم اعدامه من بعد توجيه اتهامات الهرقطة والتحريض على الفتنة حتى يعدم شنقا من بعد اكراهه على اعترافات كاذبة أمام مواطنيه وفى مشهد دراماتيكى حزين يتم حرق جثمانه هو ورفاقه أمام العامة سنة 1498م ويلقى رمادهم بنهر أرنو بجوار الجسر العتيق..
هكذا صار رماد ابن فلورنسا العظيم سافونا رولا ورفاقه المنثور على صفحات النهر مثار اجلال لثائر نبيل لم يأمر مواطنيه بحرق بلادهم وظل جهاده بالكلمة والخطب الأخلاقية .. ليتم تعظيمه من التاريخ ذاته فيما بعد ..
هكذا هو الفداء بالنفس والروح والدم لأجل المبادىء من قبل أن تتحقق لكن ماان تتحقق يصير بذلها انتحاراً وهدماً للمبادى المُثار لأجلها ذاتها ..
ومن ثم فالثائر هو الذى يُقتل لأجل مبادئه لاأن ينشد قتله ويسعى اليه من بعد تحقيق تلك المبادىء وازاحة المستبد.. هذا هو الثائر وذاك هو الشهيد ..
ذاك هو سافونا رولا رجل الدين الثائر الشهيد .. وذاك هو (جيفارا) الثائر الأرجنتينى المولد العالمى التواجد والهتاف والثورة بلا حدود أو موطن .. فبات موطنه كل ألام الفقراء والمحرومين والمضطهدين فى كل بلاد العالم .. ليقول (وطنى هو حيث كل فقير ومضطهد فى العالم ) ليتنقل من بلد الى بلد حتى تم القبض عليه واعدامه ببوليفيا ليصير فكرة أخلاقية ونقية فى ضمير العالم الحر ..
وعلى غرار هذان الثائران العظيمان ثار كل ثوار العالم حتى العرب منهم لدينا فكان كل مقاوم للأعداء من المحتل والمستعمر المتربص ببلاده وليس بتوجيه جهاده لهدم بنايات وطنه ومؤسساته ومواطنيه ويبث الرعب فى أرجاء الوطن وأوصاله .. فان فعل ماكان ثائراً حقاً ولو مات ماكان ليستحق الشهادة ..
تعالوا ياسادة ابحثوا معى عن( سافونا رولا وجيفارا) بين التحرير ومحمد محمود ورئاسة مجلس الوزراء ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.