لا أحد يصدق ما يرى وما يسمع من قيادات الإخوان، وكأننا في حلم، نفاجأ كل يوم بصدمة؛ الأولى رفع شعار المشاركة لا المغالبة ويتقدمون على 100% من مقاعد البرلمان ومجلس الشورى ثم نصدق مبرراتهم، تم فصل الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح لعدم التزامه بقرار الجماعة وهو التزامها بعدم الترشح لمنصب الرئاسة ونصدق مبرراتهم – مع أننا لم نطالبهم بذلك-، ثم الصدمة الكبرى إعلان ترشيح خيرت الشاطر، والمشكلة ليست في شخص خيرت الشاطر فهو مواطن له حق الترشح وفق القانون، المشكلة في المعضلات الأخلاقية التي بني عليها هذا القرار. المعضلة الأولى: أجرى الإخوان ثلاث اجتماعات لمجلس الشورى ، وتم الاقتراع في الجلسة الأولى وكانت نسبة عدم الموافقة 82 عضوا من أصل 110، ثم يجرى الاقتراع للمرة الثانية نتيجته عدم الموافقة 61 عضوا من 110 عضو، ثم الاقتراع في الجلسة الثالثة نسبة 54 موافق مقابل 52 عضوا، والتساؤل هل هذه شورى أم خداع للوصول إلى ما تم ترتيبه بليل، لم نسمع أبدا عن الرسول ولا الصحابة عن إجراء شورى مثل هذه الشورى، الشورى مرة واحدة ونأخذ برأي الأغلبية، كما فعلها الرسول في غزوة أحد، وفعلها الصحابة لاختيار الخليفة الثالث بأخذ رأي أهل المدينة حتى كان يطرق على الأبواب وجاءت النتيجة لعثمان بن عفان، ونحن نعلم تماما أن أعضاء الشورى ليسوا أحرارا في إبداء الرأي بل يطغى عليهم السمع والطاعة والانجذاب والانحياز والانبهار برجال بأعينهم وهذه طبيعة جماعات الدعوة، والأمر فيه شكوك، ولماذا تم الأخذ بنتيجة هذا الاجتماع بالذات، ولم يتم إجراء اجتماعات أخرى. المعضلة الثانية: الخداع والكذب لأننا أمام جماعة في المقام الأول دعوية إصلاحية مرجعيتها القرآن والسنة، ومن المعروف أن المسلم لا يكذب، فمن حق الشعب أن يحاسبهم من منظور أخلاقي وليس من منظور سياسي. المعضلة الثالثة: ما الفرق بين خيرت الشاطر وبين عبدالمنعم أبو الفتوح فكلاهما نتاج تربية منهج الإمام حسن البنا، كما أن عبدالفتوح له خبرة سياسية عريقة ويحظى باحترام الأوساط الليبرالية والاشتراكية والإسلامية، فهنا تصفية حسابات شخصية، لأنه بمنطق الجماعة أصبح لأبي الفتوح رد اعتبار على الجماعة واعتذار رسمي لأنه بعد قرار ترشح الشاطر لم يعد أبو الفتوح مخالفا لقرار الجماعة. المعضلة الرابعة: تقديم أهل الثقة على أهل الكفاءة وهذا واضح في لجنة الدستور وهذا مبدأ يخالف قواعد الشريعة في اختيار صاحب أي منصب. لذا أقول: الله يخرب بيت حسني مبارك الذي أنفق مليارات على اعتقال الإخوان فكان يكفيه أن يعرض عليهم السلطة شهرا واحدا ليأخرهم ألف سنة عن رسالتهم الدعوية.