عندما يصبح الكلاب حُكّاما !!! مضحكات مبكيات من زمن الثورات بقلم عزالدين القوطالي سنة 2009 وفي القطر الأردني إحتفلت إمرأة بعيد ميلاد كلبها وحصل الكلب بتلك المناسبة السعيدة على قلادة ذهبية ، ويقال إن كلفة الحفل قدّرت بخمسة وعشرون ألف دينار أردني وهو الأمر الذي أثار ضجّة كبرى في حينها ... وفي دبي بالإمارات العربية المتحدة سئمت خبيرة الاعلانات السابقة شاهين شاهاني العمل في الوظيفة المكتبية التي شغلتها عدة سنوات وتركتها وراءها لتبدأ عملا خاصا في مجال تزيين الكلاب حيث تملك شاهين شاحنة مغلقة حمراء اللون لا تخطئها العين في ضواحي دبي الفاخرة. وتضم الشاحنة التي استوردتها شاهين من الولاياتالمتحدة كل ما يلزم للعناية بالحيوانات الاليفة بداية من التمشيط بالفرشاة والوقاية من سقوط الشعر مرورا بتقليم الاظافر وتنظيف الاذنين. ويدفع الزبون مقابل العناية بكلبه في المرة الواحدة ما يتراوح بين 250 و350 درهما اماراتيا (68 الى 95 دولار) ... وذكرت شاهين أن صالونها المتنقل يقدم لزبائنه مستوى عالي الجودة من العناية والتزيين وأن أصحاب الحيوانات يقبلون عن رضا دفع هذا المبلغ مقابل خدمة تصل اليهم في منازلهم. وفي بلادنا التي أصبحت فيها أخلاق الناس متفسّخة ومتحلّلة أضحت بعض الكلاب البشرية محظوظة ومدللة ما دامت الى بيت الطاعة داخلة والى قصور الأمراء والحكّام متسلّلة ... وما دامت لا تلعب بذيلها مع أولياء نعمتها إذا عاثوا في البلاد فسادا فهي دوما لأفعالهم معلّلة وبأفعالهم مهلّلة ... وما دامت لا ترى ولا تسمع ولا تتكلّم إذ أنّ دلالها مرتبط ببقائها على الدوام خاضعة للحكّام ومتذلّلة ... كلاب بشريّة أتعس من الدّواب يستعملها الحكّام في جميع أعمالهم القذرة وكلّ مؤامراتهم وبعض الألعاب ، فيزيّنونها وينفضون عنها التراب ويلبسونها بعد الغسل أحسن الأثواب ، وبعد ذلك يمنحونها النياشين وأفضل الألقاب ثمّ يخرجونها للخلق كي تتولى مهمة الإستقطاب للفئة الغبيّة من صنف الذّباب التي وظيفتها الأساسية أن تدلي بأصواتها لأصحاب الكلاب أثناء الإنتخاب أو للإختراق والتجسّس والضرب تحت الحزام داخل الأحزاب ... كلاب أبناء كلاب ... وإن لم يكن لهم مثل الكلاب أذناب ... إلاّ أنهم يتميّزون بكونهم بدون رقاب لا يرفعون رؤوسهم أمام أسيادهم وسائر الأرباب ، وإنما مهمّتهم أن يكثروا من النباح كلّما تعرّض سادتهم الى المساءلة والمحاسبة والإستجواب ... عندها تسمع ضجيجهم خلف الأبواب وعلى الأعتاب وفوق التراب وتحت التراب ووراء الستار وأمام الحجاب فتكاد تفقد عقلك من كثرة نباحهم الذي يرهق الأعصاب ويصيب العقل بالتقرّح والإلتهاب ... كلاب من أبناء الكلاب ... يتميّزون بكثرة الإنجاب ، فكلّما ضربت أحدهم بحجر ظهر لك غيره من الأعقاب ، وهكذا يستمرّ الكرّ والفرّ الى أن تختار الفرار بجلدك والإنسحاب الى الشّعاب بعد تيقّنك أنّ ثلاثة أرباع الناس هم من الكلاب والبقية الباقية متفرّجون أو متسمّرون في أماكنهم مثل الأخشاب ... وصدق الشاعر أحمد مطر حينما قال : كانَ الكلبُ إذا ما خطبَ خطاباً.. ينبحُ حتى الفجرِ و كانَ الشَّعبُ يصفِّقُ خوفاً حتى الفجرِ و يطرَبُ.. و يحيي الإبداعْ كانَ الكلبُ عدوّ الذئبِ أمامَ الشَّعبِ.. و كانَ يقدِّمُ لحمَ الشَّعبِ له في السرِّ.. إذا ما جاعْ كانَ الكلبُ و آلُ الكلبِ.. يرونَ الدولةَ مثلَ الشِّاةِ المذبوحةِ.. و اللحمُ مَشاعْ كلبٌ يلتهمُ الأحشاءَ.. و كلبٌ يلتهمُ الأوراكَ.. و كلبٌ يلتهمُ الأضلاعْ