ويسألونك عن مبدأ الوسطيَّة في الإسلام ، قل سأتلو عليكم منه ذكرا ، لا جرم أن الإسلام يتيه على سائر الأديان بذلك المبدأ ، وجعلت آياته تتري تشي بذلك ، ترنو إليه وتريم ، وتنادى به أسلوب حياة وقوام معيشة ،إي وربى ، لقد استغرق الفكر الغربي عقودا في ترسيخ فكر الغلو والتطرف لدن الشرق المسلم ، وأضحى مقرونا به وبات من العسر العسير إماطته وما يتلوه من عقبات كئود ، لذا غدا من اللازب الولوج إلى كنه النص القرآني المتني للوقوف على أدبية مبدأ الوسطيَّة وفقه : وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا [البقرة: 143] أرأيت كيف سوغت الوسطيَّة وأباحت للأمة الإسلامية الحكم على الأمم الآنفة الذكر ، مما يعني وبقليل من إنعام وإمعان الفكر أن الغلو على مرمى حجر من الأمم الأخرى ، وآية ذلك أنها صارت في اقتتال واحتراب مع أنبيائها واستعر ، وما دم سيدنا زكريا ووليده النبي يحيى ببعيد ، الذين قتلوا أنبياءهم هم المتطرفون، الذين يسعون في الأرض فسادا وإثما مبينا هم الإرهابيون ، إن التطرف صنيعهم ، حرثهم ، إنهم صانعو هذا العنف العنيف المخيف ، كلا لم يكن إسلامنا يوما بل هنيهة ،دين رهب ورعب. صفوة القول إن الإسلام قد اختط واشترع الوسطيَّة رسما ووسما لأمة النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ، وما بالنا ولقد أمسى ذاك صحفا تتلى ، لقد أتى على الإنسان حين من الدهر كان الغرب لم يكن شيئا ذا بال ، ولقد أتى على الإنسان حين من الدهر،وقد طفق الغرب ينتهج درب وفجر الحضارة الإسلامية ، ولقد أتى على الإنسان حين من الدهر كان الغرب طفلا ضالا على غير هدى في موكب الحضارة الإنسانية الإسلامية ، فإذا بالحضارة الإسلامية تمهد له وترعاه وتتعهده مذ كان بذرة في غياهب الجهل المقيت ، جهل محاكم التفتيش ، لقد توفرت أعظم حضارة على توطئة المهاد الوثير له حتى اليفاع ، بيد أنك إن أكرمت اللئيم تمردا. إلى متى سنظل رد الفعل وهم الفعل ؟ إلى متى سنظل الصورة المرآوية ؟ إن النظرة الرؤيوية الحداثوية لتبصر الأمة الإسلامية فإذا هي تئن تحت وطأة الإرهاب ، وإذا هي تتجشم مئونة اجتثاثه ، وإذا هي ماضية لتحطيم هذا الصنم الفكري ، تمحى أغلاله ، تقضى على طقوسه وكهنوته وربقة قيوده. إن المدقق لحال أمتنا ليرتد حسيرا كسيف البال لما آلت عليه أمتنا حيال هذا الخلق المنبوذ . إنهم – أى الإرهابيون وما والاهم - يسطرون نصًّا، لن يكتب قبل ، لن يقرأ بعد.