الشيخ محمد محمود شلبي من الدعاة الكبار والقراء العظام في عالمنا العربي فقد ولد الشيخ الكريم الزاهد والمستنير في حي القلعة بالقاهرة يوم 13/1/1933م وقد درس بالأزهر الشريف وتعلم العلم وتلاوة القرآن الكريم من عام 1940 وحتى تخرج منه عام 1953 وبعد ذلك عمل واعظا وداعية بمساجد الأوقاف والمساجد الخاصة من عام 1960 وحتى عام 1970 وبجوار عمله كداعية كان قارئ للقرآن الكريم في المناسبات الدينية والمأتم متطوعا وقد أحيي الشيخ محمد شلبي كثير من الليالي القرآنية في حي القلعة بالقاهرة وكذلك في بعض المحافظات المصرية منها محافظة الجيزة وبني سويف قارئ للقرآن وداعية في كثير من مساجدها أيضا وفي الخارج ألقي العلم وقرا التلاوات القرآنية في دول الكويت والعراق وأمريكا وبجوار عمله كداعية كان موظف بشركة مصر للطيران وقد سافر إلي دولة الكويت كداعية من عام 1970 وحتى 1991 والعراق 1980 وأمريكا 1994 ثم رجع إلي مصر واشتري بيتا بالقاهرة وأقام فيه هو وأسرته ثم تطوع بالعمل بكثير من مساجد القاهرة منها مسجد الحرمين بعين شمس وقام بالوعظ والإرشاد وتلاوة القرآن الكريم في المسجد المذكور وغيره وكذلك أحيي الليالي القرآنية في كثير من بيوت العائلات لوجه الله تعالي وكثير من الجمعيات الخيرية وكان قارئ وعالم علي خلق كريم ومتمكن من تلاوة القرآن الكريم وكان صوته جميل وخاشع لله وكان علامة ومعلم لتلاوة القرآن الكريم وقد عمل بالدعوة في مسجد الحرمين بحي عين شمس لمدة عشر سنين من عام 1991 وحتى سنة وفاته عام 2001 م وكان الشيخ محمد شلبي رحمه الله صاحب يد بيضاء وصاحب مواقف طيبة فقد كان هذا العالم الكبير يصلح بين الناس المتخاصمة في القاهرة وغيرها وقد كان يصلح بين المسلمين والمسيحيين ويقرب بينهم بالمحبة في حسن الجوار والتعامل اليومي بينهم وكان يساعد المسلمين وغير المسلمين من ماله الخاص لوجه الله تعالي وكان يقضي حوائج الناس ويساعد المحتاج لمساعدة مالية فقد حصل حريق بأحد المساجد بحي عين شمس بأحد منازل الأخوة المسيحيين نتيجة ماس كهربائي فتحول المنزل إلي كوم من الرماد وتم إنقاذ المقيمين فيه ولكن الحريق قضي علي كل لوازم المنزل من مفروشات وأثاث وأموال وملابس وأطعمة وأجهزة كهربائية وغير ذلك فقام الشيخ محمد شلبي العالم الصادق والمستنير والعامل بسماحة الإسلام بمساعدة هذه الأسرة المنكوبة من أمواله الخاصة لوجه الله فقام بإعطاء هذه الأسرة مبلغ 10000 ألاف جنيه ثم قام بجمع 10000 ألاف جنيه أخري من رواد المسجد وأهالي المنطقة لمساعدة هذه الأسرة المنكوبة والمحتاجة لمساعدة من الناس مسلمين وغير مسلمين وتم تقديمها لهذه الأسرة لكي تشتري أثاث ومفروشات بدل من الذي احترق في هذا الحادث الأليم وقد شكرته الأسرة المنكوبة علي عمل النبيل وكذلك شكرت أهالي المنطقة الذين قاموا بالمساعدة كل علي قدر استطاعته ، وقد فعل الشيخ محمد شلبي كثير من الأعمال الطيبة لمساعدة الجيران للمسلمين وغير المسلمين فقد كان يزور المرضي ويعطف علي الفقراء ويساعدهم بالمال والدواء والطعام وكل ذلك من ماله الخاص فقد كان عنده بعض المشروعات التجارية الخاصة به وبأولاده التي كانت تدر عليه بكثير من الأموال وكان ينفق كثير منها لوجه الله وفي السر والعلن ، وكان يقرض كثير من الناس ، ومن لم يقدر علي السداد فقد كان يتسامح معه ويقول له لقد سامحتك عن هذه الأموال لأنك فقيرا وتعول أسرة ولا تقدر علي سدادها وكان يقول لاتنسونا من الدعاء بأن يرحمنا الله تعالي في الآخرة ، وقد رأيت هذا الشيخ الجليل وبالقدر وهو يشتري كميات من اللحوم ويوزعها في أكياس بنفسه لكثير من المنازل ابتغاه مرضات الله تعالي . وقد ترك الشيخ محمد شلبي في منزله الكبير شقة كبيرة في الدور الأرضي تم تخصيصها لتعليم وحفظ القرآن الكريم للأطفال وقام بالتبرع بها لوزارة الأوقاف وأطلق عليها دار لتحفيظ القرآن الكريم بحي عين شمس ويشرف عليها بعض شيوخ وزارة الأوقاف ، وكان الشيخ محمد شلبي رحمه الله أيضا عنده مكتبة كبيرة فيها الآلاف من الكتب القديمة والحديثة في شتي فروع العلم من دينية وثقافية وغير ذلك وكان يحتفظ بأكثر من كتاب للكتاب الواحد ، وكان يهدي كثير من الناس بعض هذه الكتب لوجه الله لكي يتعلموا ما فيها من علم ديني ودنيوي وكان يهدي الصغير قبل الكبير منها تشجيعا لهم للقراءة والاستنارة في هذه الكتب المفيدة وهذه المكتبة القيمة كانت بعيدة عن أسلوب التشدد والتعقيد وكانت مكتوبة بطريقة سهلة ترغب القارئ في قراءتها في شتي الموضوعات القيمة والمتنوعة ، وكان يعير أيضا بعض الكتب لمن يريد أن يتعلم في أي علم يحتاجها وكل ذلك لوجه الله وفي سبيل الله . وللشيخ محمد شلبي تراث من الأشرطة الدينية والعلمية من خطب دينية وفتاوى وتلاوات قرآنية قمت بتسجيلها له في مسجد الحرمين وفي بيته وفي بيتنا وقد أهديت جزء منها لآسرته ولكل من يحتاجها لأنها تعتمد علي البساطة في العلم والقراءة الصحيحة فقد سجلت له أكثر من شريط في تلاوة القرآن الكريم وحوالي 90 شريط لخطبه يوم الجمعة في كل فروع العلم والحياة وعدد 5 شرائط للفتاوى الدينية وقد سجلت في أعوام 98 و99 و2000 م . والشيخ محمد شلبي كان له محبين في سماع وعظه وإرشاده وتلاوته للقرآن الكريم وكانوا ينتظرون خطبه التي تجمع الناس ولا تفرقهم وتحثهم علي الإخلاص في العمل الصالح في كل نواحي الحياة في الدنيا ، وكان هذا العالم الكريم من دعاة التنوير والوسطية فلم يصدر عنه قول جارح في خطبه ضد أحد وكان يتأدب ويتمسك بخلق الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وكان يحث علي حب الوطن وحب الصالح من الأعمال وكان رجل فقيه بمعني الكلمة ومتسامح مع كل الناس وزاهد في الحياة فكانت لا تغره الأموال وإنما كان يستخدمها في عمل الصالحات وفي سبيل الله وكانت الابتسامة لاتفاقه وكان رقيق القلب ويحب الصداقة مع الناس ويهتم بمشاكلهم ومساعدتهم لوجه الله . ومن أقوال الشيخ محمد شلبي رحمه الله : 1-صدق العبد مع ربه ومع الناس يفتح له أبواب الرحمات وأبواب الجنات في الآخرة . 2-تعليم الناس العلم وبالقول اللين في كل العلوم الدينية والدنيوية فيه البركة والقبول للعبد في الأرض وفي السماء. 3-مساعدة الناس والعطف عليهم بالمال والدواء والملبس هو نوع من المشاركة الطيبة لهم في معاناتهم التي يعانون بها في الحياة . 4-التسامح مع الناس المسيئة له في الجوار وغير الجوار ولوجه الله فيه زيادة الحسنات وفيه حب الله لفاعله في الآخرة . توفي الشيخ محمد محمود شلبي يوم الجمعة 30/6/2001م ودفن بمقابر الأسرة بالكيلو 33 طريق مصر السويس الصحراوي رحم الله الشيخ محمد شلبي العالم الزاهد والكريم رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والصالحين في جنات النعيم وغفر الله لنا وله في الدنيا والآخرة .