تحل علينا الذكري الرابعة عشرة لرحيل كروان التلاوة ذي الحنجرة الذهبية ونجم الأمسيات الدينية القارئ الإذاعي الشهير الشيخ شعبان عبدالعزيز الصياد. ولد الشيخ الصياد بقرية صراوة التابعة لمركز أشمون محافظة المنوفية عام1940 وهي القرية التي لقبت بقرية القرآن الكريم لكثرة كتاتيبها وزخم محفظيها الأجلاء الذين حفظ وتخرج علي أيديهم كثير من أعلام ومشاهير مصر, وقد نشأ الشيخ وسط أسرة قرآنية وورث حب وتلاوة القرآن الكريم عن والده الشيخ عبدالعزيز الصياد الذي كان من كبار قراء عصره وإن كان قد توفي قبل أن يبلغ ولده الوارث الجديد لكتاب الله في العائلة الأربعة الأعوام وبعد وفاة الوالد بدأ الابن الصغير في استكمال المسيرة القرآنية فالتحق بكتاب الشيخ جاد أبوغريبة العالم الجليل بالأزهر. وبعد ذلك جاء الشيخ شعبان الصياد إلي القاهرة ليلتحق بكلية أصول الدين وكانت معظم إقامته في صحن الجامع الأزهر وبدأت مرحلة الأضواء والأنوار القرآنية تظهر في قاهرة المعز حتي ذاع صيته بين مشاهير وعمالقة القراء. وقد فرضت موهبة الشيخ شعبان الصياد نفسها علي الجميع بمن فيهم كبار القراء وكان دائما يحاول صقلها بكثرة الاستماع لقراء عصره, والسابقين عليه, ومنهم الشيخ مصطفي إسماعيل قارئه المفضل والشيخ محمد رفعت والشيخ محمد سلامة وكان يعتبر والده المثل الأعلي له برغم عدم معاصرته. أتم الشيخ شعبان تعليمه الجامعي وتخرج في كلية أصول الدين شعبة العقيدة والفلسفة بتقدير جيد جدا عام1966 ورشح للعمل كمحاضر بالكلية ولكنه رفض من أجل استكمال رسالته التي يعشقها ويؤمن بها وهي تلاوة القرآن الكريم وتبليغ دعوته فأبدله الله بالجامعة منزلة أكبر في نفوس الناس وآثر الانخراط في سلك التدريس فعمل كمدرس بالمعهد الديني بمدينة سمنود ثم بمعهد الباجور فمعهد منوف ثم إلي مديرية الأوقاف بشبين الكوم وتدرج فيها حتي وصل إلي درجة وكيل وزارة بوزارة الأوقاف, وبذلك استطاع الجمع بين العلم الأزهري وتلاوة القرآن الكريم. التحق الشيخ شعبان الصياد بالإذاعة عام1975 ثم اعتمد كقارئ بالبرنامج العام مباشرة دون المرور علي إذاعات البرامج القصيرة كما كان يحدث مع أي قارئ وفي نفس الوقت استطاع الالتحاق بالتليفزيون وفي أول شهر من التحاقه بالإذاعة والتليفزيون اسندت إليه تلاوة القرآن الكريم في صلاة الجمعة من الإذاعة والجمعة التي تلتها قرأ في التليفزيون وكان يقرأ قرآن الفجر كل ثلاثة أسابيع في مساجد مصر المختلفة وفي مقدمتها مسجد الإمام الحسين والسيدة زينب وفي هذه المساجد كان الناس يتوافدون عليه من كل مكان ومن جميع الطبقات وكان المطرب الشعبي محمد عبدالمطلب حريصا علي متابعة الشيخ الصياد, واطلق عليه لقب ملك الفجر, وهو اللقب الذي ظل ملازما للشيخ حتي وفاته وأضيفت إليه ألقاب أخري كنجم الأمسيات الدينية اوصوت من السماء, وغيرها. رحم الله العالم الجليل القارئ صاحب الحنجرة الذهبية والمدرسة الفريدة في قراءة القرآن الكريم فضيلة الشيخ شعبان عبدالعزيز الصياد.