من قرية وصفت بأنها قرية القرآن الكريم جاء صوت الشيخ شعبان الصياد، حيث ولد فى قرية صراوة، إحدى قرى مركز أشمون فى محافظة المنوفية، سبتمبر 1940 لأب أزهرى يتمتع بعذوبة صوت يعرفها جميع من حوله. التحق الشيخ الصياد بكتاب الشيخ جاد أبوغريبة، العالم الجليل بالأزهر الشريف، وعلى يديه عرف الصياد أسرار التلاوة وجمالياتها وطرقها السبعة، وساعده على سرعة الحفظ والأداء. وفى السابعة من عمره أتم الشيخ الصياد حفظ القرآن الكريم كاملا، ثم التحق بالمعهد الدينى الابتدائى وأثناء دراسته ذاعت موهبته الصوتية حتى إنه كان يفتتح أى مناسبة بالمعهد الذى يدرس به، حتى التحق بكلية أصول الدين شعبة العقيدة والفلسفة. من القاهرة ذاع صيت الشيخ الصياد، حيث سافر للالتحاق بالجامعة، وبدأ يصقل موهبته بكثرة الاستماع إلى قراء القرآن، الذى يعجب بهم ومنهم الشيخ محمد رفعت، والشيخ مصطفى إسماعيل. وتخرج الشيخ الصياد عام 1966 بتقدير جيد جدا، حتى إنه رشح للعمل بالسلك الجامعى، إلا أنه رفض، وقال «العمل فى الجامعة سيكلفنى بالتزامات تجاه الطلبة مما سيعوقنى عن رسالتى التى أعشقها وهى تلاوة القرآن الكريم». عقب التخرج عاد الصياد مرة أخرى إلى محافظة المنوفية للعمل كمدرس فى أحد المعاهد الأزهرية فى محافظة الغربية، ثم تنقل فى معاهد محافظة المنوفية المختلفة حتى وصل إلى درجة وكيل وزارة الأوقاف. خلال هذه الفترة كان الصياد ضيفا على عدد كبير من المناسبات المختلفة فى جميع محافظات مصر، ومع ذيوع صيته تقدم الشيخ الصياد إلى اختبار الإذاعة، الذى اجتازه بنجاح، وتم اعتماده كقارئ للقرآن الكريم. تاريخ الشيخ الصياد ملىء بالجوائز والأوسمة التى حصل عليها من معظم الدول، التى دعى لإحياء ليالى شهر رمضان بها، وكان آخرها من سلطنة بروناى. ارتبط الشيخ الصياد بعلاقات جيدة مع زملائه من قارئى القرآن، حتى إنه يحكى أن الشيخ محمود الطبلاوى، أصر على أن يقوم الصياد بافتتاح مسجده، الذى أقامه وأن يقيم أول صلاة جمعة على الهواء مباشرة. وعرف عن الشيخ الصياد علمه الواسع، نظرا لدراسته فى الأزهر الشريف، وكان يرد على الأسئلة الدينية، التى تطرح عليه فى المناسبات، التى يحييها خلال فترة الراحة. وأثنى العديد من مشاهير الشيوخ على صوت الصياد، ومنهم الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ أبوالعينين شعيشع والشيخ محمود على البنا والشيخ محمد صديق المنشاوى. لم يمنع الشيخ الصياد من لقاء محبيه إلا المرض، حيث فاجأه عام 1994، مرض الفشل الكلوى، الذى أثر على عطائه تدريجيا حتى تقاعد تماما عن القراءة. وفى فجر أول أيام عيد الفطر عام 1998 لبى الشيخ الصياد نداء ربه وفاضت روحه إلى بارئها، ودفن فى مسقط رأسه بمحافظة المنوفية، فى جنازة حضرها جمع غفير من جميع المحافظات، وعلى رأسهم مندوب عن الرئيس مبارك.