الشيخ فؤاد العروسي رحمه الله من أعلام القراء المصريين في تلاوة القرآن الكريم وهو من الشيوخ الموهوبين ومن أصحاب الصوت الجميل في تلاوة آيات الذكر الحكيم وهو من قراء الإذاعة المصرية في القرن الماضي ، وهذا الشيخ الكبير كان من أهل الزهد والتواضع والعلم الغزير سواء في حياته داخل الإذاعة وخارج الإذاعة وكان واحد من أهل التلاوة الفضلاء وأيضا من أهل العلم في الوعظ والإرشاد فقد كان يلقي بعض الدروس القرآنية والدينية في بعض المساجد كما قال بعض المحبين له وكان صاحب موعظة رقيقة رحمه الله تعالي . والشيخ العروسي رحمه الله كان ملم بكل الأحكام القرآنية وملم بالقراءات القرآنية المتنوعة كحفص وحمزة والدوري وغيرها وكانت له حفلات قرآنية في بلده بالمنوفية وكذلك بالقاهرة وكثير من المحافظات المصرية وأيضا بكثير من دول العالم والتي كان يدعو إليها من الجاليات العربية والأجنبية ي رمضان وغير رمضان فقد سافر إلي دول كثيرة منها السودان والسعودية والجزائر وفرنسا وليبيا وجنوب أفريقيا وغيرهما . وقد ولد الشيخ فؤاد العروسي رحمه الله في عام 1927 بمحافظة المنوفية وقد تعلم بعض أجزاء من القرآن الكريم في كتاب القرية بالمنوفية وبعد ذلك سافر للقاهرة وأكمل تعليمه وحفظه للقرآن كاملا في أحد المعاهد الدينية الخاصة بتعليم القرآن وحفظه وقد درس جميع الأحكام القرآنية وكذلك جميع القراءات السبع وغيرهما علي يد كبار المعلمين بالقاهرة وتمت إجازته لتلاوة القرآن الكريم وبعد ذلك التحق بالإذاعة المصرية وقد سجل المصحف كاملا مع الشيخين محمد صديق المنشاوي ولشيخ البهتيمي روية الإمام الدوري عن أبي عمر رحمهم الله وقد بدأ تسجيل هذا المصحف عام 1962 وانتهي منه عام 1963 ضمن مشروع الجمع الصوتي للقرآن الكريم ،وقد أحيي الشيخ العروسي كثير من الحفلات القرآنية الرمضانية وغير الرمضانية كما ذكرنا في مصر وبعض دول العالم وشرف مصر وكان سفير لبلده هناك . ومن كلمات الشيخ فؤاد العروسي والتي قالها أحد شيوخ التلاوة القرآنية الإذاعية وهو الشيخ إسماعيل حجاب رحمه الله والذي سمعها منه في أحد المناسبات الدينية وقالها لنا بعد موته ما نصه (( أذا حفظ العبد كتاب الله وتدبر ما فيه من أحكام وعبر ومواعظ من ترهيب وترغيب وعمل بها من أمر ونهي فإنه بهذا العمل الصالح يكون من أهل الصلاح في الدنيا وأهل المغفرة في الآخرة إن شاء الله لأن القرآن زاد المسلم في الحياة وزاد المسلم في الآخرة فالقرآن الكريم يشفع لصاحبه عند الله تعالي ثم أضاف أن الله تبارك وتعالي أمرنا بقراءة القرآن وحفظه وأمرنا بصالح الأعمال من صدق وبر وصلاة وصيام وحج وصلة الرحم ومحبة الأنبياء وخاتمهم خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وأمرنا بالعدل والرحمة بين الناس وكذلك التعاون مع الناس بالخير في كل نواحي الحياة ونهانا الله تعالي في قرأنه عن نبتعد عن المنكرات والموبقات في الحياة وأمرنا الله أيضا بالمحافظة علي الوطن الذي نعيش فيه من دعاة التخريب لآن الوطن أمانة في عنق كل مواطن ولد ونشأ فيه وفي ذلك يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث حسن (( حب الوطن من الإيمان )) رواه الطبراني والترمذي وغيرهم . والشيخ العروسي له بعض الشرائط القرآنية المسجلة في إذاعة البرنامج العام والقرآن الكريم المصرية . توفي الشيخ فؤاد العروسي عام 1985 عن عمر يناهز 58 سنة قضاها في خدمة كتاب الله في مصر وخارجها رحمه الله رحمة واسعة . وإلي لقاء آخر مع نجم من نجوم عمالقة التلاوة القرآنية في مصر .