الشيخ أحمد الرز يقي رحمه الله من قراء القرآن الكريم العظماء وهو صاحب الصوت الذهبي في آيات الذكر الحكيم ، وهو أيضا من الأصوات الجميلة والطيبة التي تدخل القلوب وتنور العقول التي تشتاق إلي سماع كتاب الله وذلك حتي تفوز برضوان الله تعالي في الدنيا ومحبة الله في الآخرة فالقرآن نور من الله تعالي قال تعالي ( لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) وهو أيضا شفاعة في الآخرة لمن يستمع له ويتلوه ويعمل به في الدنيا . ولد الشيخ الموهبة أحمد الشحات الشهير بأحمد الرز يقي في قرية الرزيقات التابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا يوم 18/2/1938 م . وقد بدأت رحلته مع كتاب الله تعالي منذ طفولته فقد حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية علي يد كبار مشايخ قرية الرزيقات ، وبعد ذلك اتجه إالي المعهد المتخصص في علوم القرآن الكريم بقنا ، وقد تعلم أيضا علي يد الشيخ حسين الكلحاوي وكان هذا الشيخ من كبار القراء للقرآن الكريم في قنا وكذلك تعلم علي يد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد القارئ المشهور وتعلم علي يد الشيخ محمد سليم حمادة القراءات السبع وغيرها هناك ، فقد كان يحضر عندهم ليتعلم قراءة القرآن الكريم وحفظه . وقد طلب الشيخ محمد الطاهر الحامدي وهو من كبار علماء الأزهر في قنا وكذلك الحاج أحمد رضوان أن يتجه لمدينة القاهرة ليقرأ فيها عام 1966م . وفي هذه السنة المذكورة أيضا كان يجلس الشيخ الرز يقي ليتلو القرآن في احدي الحفلات القرآنية والتي أقامه أحد المواطنين ، وفي أثناء ذلك كان يحضر هذا الحفل القرآني بعض الشخصيات الهامة في الدولة والتي استمعت لتلاوته العطرة وكان منهم الفريق سعد الدين الشريف في عهد الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله وكذلك فريد باشا زغلول المحامي وغيرهم ، وكانوا يعملون في رئاسة الجمهورية حين ذاك فطلبوا من الشيخ الرز يقي بعد انتهاء الحفل القرآني أن يتقدم إلي وزير الإعلام محمد فائق حين ذاك ، وذهب معهم الشيخ الرز يقي إلي مكتبهم برئاسة الجمهورية بالحدائق وقد تم كتابة طلب وتقديمه لوزير الإعلام لكي يتم اعتماده بالإذاعة المصرية ولكن لظروف حرب 1967 تم إلغاء الطلب ، فذهب الشيخ الرز يقي إلي الإذاعة بعد انتهاء الحرب فقالوا المسئولين بالإذاعة له ( لن تنعقد لجنة اختبار القراء واعتمادهم بالإذاعة إلا بعد إزالة آثار العدوان الذي حصل في حرب 1967 م . فرجع الشيخ الرز يقي رحمه الله إلي قريته ، وبعد ذلك جاءت حرب أكتوبر 1973 والتي أعادت لنا الكرامة وأحيت أرواحنا بالعزة والفخر ، وفي أحد الأيام بعد حرب 1973 جلس الشيخ الرز يقي رحمه الله في قريته تحت شجرة وكتب خطابا للرئيس الراحل محمد أنور السادات وروي له ماحدث له في الإذاعة وهنأه بانتصار أكتوبر وطلب منه أن يتم اختياره بالإذاعة المصرية وبعدها بحوالي أسبوعين جاءه خطاب من الرئيس السادات رحمه الله وفيه التحيات والسلامات ، وأن الإذاعة المصرية سوف ترسل له خطابا عند الاختبار في موعد سوف تحدده ، وفي هذه اللحظة غمرت الشيخ الرز يقي رحمه الله السعادة ، ولم ينتظر خطاب الإذاعة فسافر للقاهرة تم تحديد ميعاد الاختبار سنة 1974 وتم قبوله بها بعد أن اجتاز كل الاختبارات المطلوبة في تلاوة القرآن من أحكام وإدغام وغير ذلك من الأحكام الأخرى وقد سافر الشيخ الرز يقي إلي دول كثيرة لتلاوة القرآن بها خصوصا في شهر رمضان الكريم فقد سافر إلي دولة نيجيريا وزامبيا وغانا وساحل العاج والسودان وفرنسا وأمريكا والجزائر بدعوات من هذه الدول المذكورة وغيرهما . والشيخ الرز يقي كان قارئا بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها بالقاهرة عام 1982، وكان نقيبا لنقابة القرآن الكريم . وقد حصل الشيخ الرز يقي علي وسام الاستحقاق من الرئيس مبارك عام 1991 ، وحصل علي وسام مفتاح اسكتلندا . والشيخ الرز يقي طاف كل محافظات مصر لأحياء الليالي القرآنية فيها وله حفلات قرآنية مسجلة في سرادق عابدين والتي كانت تقيمه الدولة في السبعينيات والثمانيات من القرن الماضي والذي كان يقام طوال شهر رمضان من كل عام لإحياء ليالي رمضان القرآنية والتي كانت تجمع أكبر الشيوخ وتجمع كل المحبين من المواطنين من كل محافظات مصر لسماع القرآن الكريم في هذه الليالي العطرة والتي كانت تنقلها الإذاعة المصرية كل عام وكانت تبدأ هذه الحفلات القرآنية الجماهيرية بعد صلاة العشاء والتراويح وتنتهي قبل صلاة الفجر بقليل . والشيخ الرز يقي له شرائط قرآنية إذاعية وخارجية كثيرة فله سور البقرة وال عمران والأحزاب ويوسف والزمر والرحمن والواقعة وغيرهما وموجود شرائط نادرة عند محبيه كالشيخ سيد شحات بمنطقة عين شمس بالقاهرة وغيره وله شرائط في الدول العربية والأجنبية كثيرة بها أجمل القراءات القرآنية بصوته الجميل والشيخ الرز يقي رحمه الله كان رجل من أهل الصلاح والتقوى وكان صاحب كرم ومحاسن حميدة رحمه الله فقد كان هذا الشيخ الجليل لايفوته واجب مع الناس فكان يعود المرضي ويقضي حوائج المحتاجين بماله ويعلم الناس قراءة القرآن الكريم لوجه الله ولا يبخل بنصيحة لأحد . ومن أقوال الشيخ الرز يقي رحمه الله في الحياة : 1-تلاوة القرآن الكريم وتعليمها للناس فيه الدرجات العلي من رب الأرض والسموات . 2-حب الوطن من الإيمان وخيانته من كبائر الإثم والعدوان . 3-الوقوف بجوار المحتاجين من الفقراء ومساعدتهم فيه النجاة من حساب الله يوم القيامة . 4-الإخلاص في العمل والسعي في الأرض عبادة مثل العبادات الأخرى . قال هذه الكلمات الطيبات في أحد الحفلات القرآنية الرمضانية عام 1994 توفي الشيخ العلامة أحمد الرز يقي يوم 8/12/2005 م رحم الله الشيخ العزيز واسكنه فسيح جناته مع سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم . وإلي لقاء آخر مع شيخ من شيوخ عمالقة دولة الدولة المصرية .