اصل كلمة تنبل تركية و تعني البليد و الكسول, و تاتي كفعل في لغتها الاصلية , وردت في كتاب المحيط و قيل في شانها انها تركية , و اوردها طوبيا الفيسي في معرباته و قيل اصلها فارسي. وقد يكون استخدام الناس لهذه المفردة من باب الاستخدام المجازي او التطور الدلالي لمعنى الكلمة { تنابل السلطان عبد الحميد}, و عليه فعطفا على معناها التركي فان مدلولها ايضا تركي, وقد اشتهروا في زمن السلطان العثماني عبد الحميد رحمه الله , حيث قيل في شانهم انهم جماعة من البلداء الذين يرتادون مجالس السلطان , همهم الوحيد انهم ينتظرون الوجبة بعد الوجبة , و يلتهمون ما لذ و طاب من ولائم السلطان , و مع انهم يحضرون مجالس السلطان السياسية ومجالس العلماء و الفلاسفة و الشعراء و لكن كل ما يهمهم من هذه المجالس هو فقط الطعام و الشراب , و يرددون كلام يترافق مع هز الراس و هي علامة الرضا و الامتنان!! و قيل عن التنبل الشخص الذي لا ينفعل و لا يغضب و لا يفهم , ليس له طعم و لا لون و لا رائحة انسانية , تقوم الدنيا و تقعد و لا يحرك ساكنا , و لا يعرف معنى ان لكل فعل رد فعل , لا هم لهم سوى الجشع و ارضاء نزواتهم و غرائزهم من اكل و شرب و متعة , من صفاتهم ايضا انهم بليدي الاحساس و لا يفهمون , هم تنابل بالشعور و الاحساس و الاخلاق و الضمير , من همومهم ايضا جمع المال و سرقة الوطن و الشعب , و كل تنبل منهم يعلن الخضوع و الخنوع و يعلنها امام الجميع انه تنبل لسيده , و كلما ازداد الخضوع و الخنوع و العبودية زادت صفة التنبلة و زاد قربهم من السلطان , وما اكثر التنابل عندنا و ما اكثر مناصبهم , و ها هم ما زالوا يتعاملون مع مطالب الناس بمنتهى البلادة و التنبلة , و ها هوالسيد الذي لم يتدارك نفسه بالخلاص منهم اصبح تنبل مثلهم بل و يكاد يتفوق عليهم بالتنبلة . قال العرب قديما " التنابل اكثر الناس جدلا و اقلهم عملا " , و بسبب كثرة مرحهم تغاضى الناس عن قلة نفعهم و ضالة عقلهم و هضمهم المجتمع احيانا , حتى ان بعض الملوك كانوا يستخدمونهم كمهرجين في قصورهم و ياتمنونهم احيانا على حريمهم . كان هذا شان التنابل قديما الى ان طلع علينا كاتب كبير في القرن الماضي بقول ماثور جديد هو ان " التنابل اضعف الناس عقلا و اخصبهم نسلا " , و يروى ان السلطان عبد الحميد تنبه لخطرهم على النسل البشري , فعزم على ابادتهم عن بكرة ابيهم , و عمد الى خطة بارعة , فخصص لهم مكانا في ضواحي الاستانة , و اذيع ان المكان معد لاقامة التنابل ياكلون و يشربون ويعيشون فيه ترخنه , و ما هي الا اسابيع قليلة حتى غص المكان بالتنابل الذين توافدوا من شتى انحاء البلاد , فامر السلطان بحرقهم جميعا , لكنه استدرك قائلا لعل بينهم من هم غير التنابل ولا سيما ان بعضهم يتزيا بازياء رجال الدين , لذلك اضرم حولهم نارا بشكل حلزوني بحيث اذا سعى احدهم الى النجاة وجد الها سبيلا , فيكون عندئذ من غير فئة التنابل , و هكذا كان , فنجا قسم يسير منهم بينما ابيد الاخرون .رحم الله السلطان عبد الحميد حارق التنابل وندعوالله ان يبعث عبدا اخر من عبيده لحرق تنابل عصرنا . البعض عرف التنابل بانهم مجموعة من البشر لا يعرفون الا التنفيذ بلا تفكير , و هو الغاء لدور العقل في العمل , اعزكم الله كالبهائم المستانسة , و هو العمل بلغة الجسد و ترك لغة العقل للسيد صاحب العصمة و الامر و النهي . و قيل التنبل هو الشخص الكسول المتقاعس المترهل الذي لا عمل له سوى الاكل و التسلية و قضاء جل وقته في النوم و الراحة , و هو عادة شخص ثرثار يفتقر الى التفكير السليم , لا يعتوف التنابل بحالتهم التي تشكل ازمة كبيرة في وسطهم الاجتماعي , و يعتبر التنبل انه يستمتع بحياته على طريقته الخاصة , و لكن المحيطين به يعتبرونه عالة عليهم و لا فائدة ترجى منه , حتى ان زوجات التنابل لا يستطعن التاقلم مع طبيعة حياة التنابل خوفا من التحول التدريجي الى التنبلة !! . و التنبل الموظف يتحجج باي شيئ لكي لا يقوم بمهام وظيفته . و يؤكد الاخصائيين في الطب النفسي ان ظاهرة التنبلة هي مشكلة نفسية يمكن علاجها ولكن التنابل لا يرغبون بالعلاج, و يشير الاخصائيون الى ان هذه الظاهرة قد تعود الى تقوقع اجتماعي او الى ضعف في الطاقات الادراكية او قصر في التواصل الاجتماعي و الثقافة العامة او خوف من الفشل , يفضل الانسان على ضوئها التقوقع و التنبلة وعدم القيام باي عمل لانه يكون حكم على نفسه بالفشل قبل ان يقدم على اي نشاط , ويشيرون كذلك الى ان التنبلة تكون على درجات . التنبل يحتاج الى زجر قوي و تعزير مؤلم كي يتمكن من ترك كسله و القيام بعمل ما يخدم به نفسه و الناس , و في حالات اخرى يحتاج التنبل الى اعادة تاهيل نفسي و عقلي و جسمي حتى يترك تنبلته التي ادمن عليها , و راي التنبل خائب لا قيمة له و لا ينتج عن تفكير , فعقل التنبل في سكرة out of order او غير موجود not available , يعرف التنبل من صفاته المذكورة و من افكاره المشوهة و المهزوزة و المستهلكة و التي تثير السخرية و التقزز في النفس , و اذا سئل احد التنابل ماذا تفعل عندما تستيقظ في الصباح , يجيب, اخذ قسطا من الراحة . و من صفات التنبل كذلك الوقاحة و التعالي و التهجم على الاخرين و احساسه بالدونية تجعله يتعامل مع الاخرين بفوقية . و من وصايا التنابل على سبيل المثال لا الحصر:*"اجعل هدفك في الحياة هو الراحة و الاسترخاء",*"احب سريرك فهو مملكتك الوحيدة ", *"ارتاح بالنهار لتتمكن من النوم بسهولة في الليل", *"لا تؤجل عمل اليوم الى الغد طالما يمكنك تاجيله لبعد الغد ", *"اعمل اقل ما يمكنك عمله و حاول ان تجعل غيرك يؤدي عملك بدلا منك ", *"لا تقلق لن يموت احد اذا لم تفعل شيئا, بالعكس قد يتاذى البعض عندما تعمل ", *"اذا احسست ان لديك رغبة في العمل , استرخي قليلا حتى تزول عنك تلك الرغبة", *"لا تنسى :العمل مفيد للصحة ,لذلك اتركه دائما للمرضى". و هناك فرق بين التنبل و الكسلان هو ان الاول كالطفيلي يضر نفسه و يضر الاخرين و لذلك وجب القضاء عليه , اما الكسول فيجب تنبيهه و حثه على العمل . و التنبلة و التنابل سبب رئيسي في تخلف المجتمعات , فالتنبلة اصبحت مستشرية و منتشرة كالسرطان تعشعش في كافة مناحي حياتنا , و التنابل اعزكم الله في كل مكان . فالتنبل هو الذي تحول من حالة الاستفهام الى حالة الاستحمار , و هذه اصبحت ظاهرة في اوطاننا . فثقل الارض راجع لكثرة التنابل و هم يحتاجون الى اكثر من متابعة للتخفيف من منسوبهم او القضاء عليهم نهائيا. و يقال حديثا ان التنبل هو الغبي الذي لا يعرف غباءه المدقع ومستواه الفكري الضحل و طريقه المتعثرة و قدراته المتردية وحجمه الصغير و لا يعرف قدرات و قدر و ذكاء و حجم الاخرين . و يقال كذلك ان نصف التعاسة الموجودة في هذه الدنيا مصدرها هؤلاء التنابل الذين يخشون مواجهة الحقائق و تخيفهم العقول المتحركة .فشعارهم ويل للناجحين الذين عن الفشل غافلين, و امنية التنبل ان يموت شبعانا ,ريانا ,سكرانا ,ثملا, طربانا ,....؟! قيل التنبل هو فاشل ابن فاشل ,و قيل فاشل ابن كسلان, و سال سائل التنبل ذكر ام انثى !؟ فاجاب احدهم : خنثى , فهو كالبغل ابوه حمار ينهق و امه فرس لحالها ترثى .و الان و بالعودة الى التنابل الموجودين في الصين و خاصة في العاصمة بكين, و هم يتميزون عن التنابل الاخرين بحقدهم على الاخر و بجشعهم و حبهم الشديد للمال, و لا يهم الوسيلة , البعض منهم يسرق اموال الشعب , و من يحاول فضحهم , يتهمونه بالعمالة و العمل ضد مصلحة الشعب!! , فهم يعتبرون انفسهم الشعب كله ,!! و اموال الشعب { المال العام } حق لهم بالوراثة !! , و البعض الاخر منهم يفعل اي شيء حتى و لو الوشاية و التسبب بالضرر للطلاب , كل ذلك من اجل اظهار نفسه سواء لادارة الجامعة او للعاملين في السفارة الفلسطينية , لاعطائه بعض الامتيازات الرخيصة , او لبعض التنابل الاعلى منهم مستوى{ فالتنبلة مستويات كما يعلم الجميع} !! لظنهم انهم بذلك يصبحون من اهل الحظوة !! فهم ضعاف النفس فاقدي الكرامة , ولدوا صغارا و يعيشون صغارا و سيموتون صغارا , كما قال احد الشعراء الفلسطينيين { مسمار جوا نعال } , هؤلاء ولدوا يزحفون و يحسبون ان بمقدورهم الطيران ! باعوا كرامتهم و اقسى امانيهم العمل في سوق النخاسة , و العجب الغريب في زماننا هذا ان العمل حتى في سوق النخاسة لا يتم الا بالواسطة ! جلبوا المهانة و الذلة لاسرهم و عائلاتهم , فحتى العاهرة تتوب و هم لا يتوبون , فقدوا كرامتهم و لا يضيرهم ذلك , و قيل قديما من فقد ماله فقد فقط شيئا يملكه يمكنه تعويضه , و من فقد شرفه اضاع شيئا لا يمكنه تعويضه , و من فقد كرامته و امله في الحياة , اضاع كل شيء , و هذه العينة من البشر اضاعة كل شيء , و لكنهم لا يعون ذلك و لا يدركونه , فالانسان يعيش على الامل و هم لا امل لهم , العاقل يرى ما هو ابعد من انفه و هم لا يرون حتى النظارة الموجودة على انوفهم , تنازلوا بالرخيص عن اعظم هبة وهبها الله سبحانه و تعالى للبشر و هي الصفة الانسانية , اصبحت حياتهم كحياة الغاب صفتها الاساسية ايذاء الغير للتمكن من العيش , و لا اقول العيش بكرامة فهم بلا كرامة , توصف حياتهم بالمنشار الذي لا يحقق ذاته الا من خلال اذيه غيره , الخيانة و النفاق اصبحتا مبداين اساسيين لاستمرار حياتهم , حياة هؤلاء كسراب يمر دون ملاحظة فلا يفيدون غيرهم و لا يستفيدون هم انفسهم منها , و الفائدة هنا اعني الفائدة الحقيقية و ليست الزائفة الزائلة, و لكن مع ذلك فوجودهم في هذه الدنيا هو عبرة من الله للناس لكي يروا ما تؤول اليه حياتهم ان اتبعوا مبدا و اسلوب هؤلاء في الحياة , فهم بذلك عبرة لغيرهم , اراحنا الله منهم , و لا غبار في ذلك فهم من رضي و احب هذا الاسلوب في الحياة , احبوا الشهوات و فقدوا الكرامة , و الغريب انهم لا يخفون ذلك , بل يعلمونه للناس و يتفاخرون به , فباعتقادهم انهم امنوا العقاب , على الاقل في هذه الدنيا , و لا ادري ان كانوا يؤمنون ان لهذا الكون رب لا ينسى و كل شيء لديه محفوظ , هؤلاء يمشون باعوجاء للناحية اليسرى و ذلك لكثرة ذنوبهم , يدعون التمدن و الرقي و غاب عنهم ان تقدم و رقي الامم لا يتم الا باعتزازها بنفسها و محافظتها على كرامتها , و محاسبتها للفاسدين و المارقين امثال هؤلاء, حتى الارض لا تقبلهم احياء على سطحها و لا اموات في باطنها , سيعيشون اذلاء و سيموتون اذلاء باذنه تعالى , منهم على سبيل المثل لا الحصر , تنبل مدمن على شم و شرب الخل , و عندما تاتيه النشوة تجده يشدو بصوت اقل ما يقال عنه صوت حمار , اسمه مشتق من وصفه , درس و عاش في الصين , شعاره الوشاية بالطلاب لتحقيق غاية رخيصة مثله , امله في الحياة ان يصبح مسمار داخل نعل احد التنابل الاعلى منه مستوى في التنبلة , يدعي انه حقق الكثير في حياته , و لكن بمفهوم التنابل طبعا ! صفته الغباء , يستخدمه التنابل الكبار كواجهة لتلقي النقد و الصفع من الاخرين , ليظهروا هم بمظهر الصادق الحريص على مقدرات الامة !! و هو سعيد بهذه المهمة و لا يابه بالصفع و الركل , فهو بلا كرامة . و مثال اخر تنبل في طور التطور عاشق و مدمن للحلب , نظرته الى المؤسسة الوطنية التي يعمل بها عن طريق الواسطة طبعا , ان هذه المؤسسة مثل البقرة الحلوب و عليه واجب بحلبها و الاستفادة من مقدراتها ما دام يعمل بها , لمصلحته الشخصية و مصلحة تنبل اخر اعلى منه مرتبة بمفهوم التنابل طبعا , يعتبر نفسه عمادا للتنابل , الطلاب يعرفون اسمه من صفاته , الغباء و السفاحة و السفاقة من اهم مميزاته , و هو لا يابه بذلك , يرى في نفسه هبة الله الكبرى للشعب الفلسطيني , و اسال الله تعالى ان يجعله عبرة للشعب الفلسطيني . و المثال الاخير الذي ساورده هنا هو لكبير التنابل في الصين , يعيش و يعمل في السفارة الفلسطينية في بكين منذ اكثر من ثلاثة عقود!! تعرض خلالها للتحقيق في قضايا مالية و امنية , فصل من عمله و عاد اليه , فواسطته كبيره , هو شخص غايته في الحياة الكيد للغير , و الغريب انه يتوقع الحمد منهم , اسمه يعرف من صفته , يدعي الامانة و تاريخه يعفيه من ذلك , يعيش منذ عقود في الصين و يعمل في مؤسسة وطنية و يحسب انه لا يمكن الاستغناء عنه !! ثبت بعمله بالواسطة بعد ان تم فصله , و الان يحاول تثبيت معاونين له و لكن بواسطته هو , شخص اذا لم يجد فرصة ليغدر بانسان اخر , يكيد لنفسه , فهو اقل ما يقال عنه انه مريض نفسيا يستحيل علاجه , نسال الله جل و علا ان ياخذه اخذ عزيز مقتدر . هؤلاء التنابل يملكون كافة المميزات التي تؤهلهم ليكونوا زبائن دائمين في مصحة الامراض العقلية , فهم يعتبرون كنزا من التجارب و الخبرة و المعرفة للاطباء النفسيين , هم كنز سيثري المعرفة الطبية النفسية , صدقا لا يمكن التنازل عنه و لا باي ثمن , هم صنف من البشر وضع و صاغ لنفسه حياة خاصة تختلف عن حياة بقية البشر , حياة اساسها و مقوماتها الذل و الخنوع و السفاهة و السفاقة , و لا يضيرهم ذلك , يعيشون في عالم خاص بهم , يحسبون ان بقية البشر شواذ و هم الاصحاء!!! و العكس طبعا هو الصحيح , يمدحون و يشيدون ببعضهم ليعطوا الاخرين انطباعا بانهم الافضل !!! نسال الله ان يريحنا منهم و لكن بعد ان يجعل منهم عبرة لمن يعتبر من البشر . لسان حال الطلاب يقول لامثال هؤلاء : فنحن و ان جار الزمان لبرهة***نبقى الكبار و غيرنا اقزام, ما ذنبنا ان كان يشعر اننا *** ارقى و ان مكانه الاقدام. و في الختام يجب التذكير بوجود غفير لهذه المؤسسة الوطنية يصرف جل جهده لحماية امثال هؤلاء , سياتي ذكره و بيانه و شرح صفاته في مقال اخر . د. محمود عريقات. [email protected]