ما أن سمعت صوتها حتى شعرت أن الوقت غير مناسب للإتصال !! إعتذرت لي بطريقة لبقة في عدم تمكنها من التحدث معي .كانت على عجل .الجو مشحون حولها على مايبدو من خلال تسلل بعض الأصوات حولها لمسامعي .قلت بالتأكيد البيوت أسرار وكل بيت فيه مايكفيه من مشاكل وأسرار أحيانا يفلت زمام أمورها لتنطلق مسرعة هاربة بحثا عن إيجاد الحلول بعد أن عجز أصحابها وبمجر .شغلتني الحياة من معاودة الإتصال في اليوم التالي لأقوم بالإتصال بعد 3 أيام بإبنة صديقتي لتجاوبني على الفور أرجوكي إلحقي ماما حجزت للسفر .ارجوكي إثنيها عن هذا القرار بسرعة فهي تحبك كثيرا . على الفور أغلقت الهاتف لأتصل بصديقتي وما أن سمعت صوتي حتى بادرتها قائلة ( تعوذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم وإهدأي ) جاوبتني على الفور ( خلاص ..خلصت الحكاية ) وأنا غدا مسافرة . سمعت زوجها يقول سأبلغ الشرطة !! ردت عليه ليكن برضو هسافر . أستحلفتها بالله أن لاترد عليه .قلت لها أبوس يدك ياشيخة أن تستعيذي بالله من الشيطان الرجيم الذي على مايبدو دخل بينكما بعد هذا العمر والمشوار الطويل . بكت بحرقة وقالت لقد قاموا بطردي من البيت ! أولادي وزوجي .وأنا التي ضحيت بعمري كله من أجلهم وبشبابي وصحتي . قلت لها بالطبع ( قلة أدب منهم ) حتى وإن كنت غلطانة بحقهم لايجب أن يقوموا بهذا التصرف الشيطاني أنت أم والله عزوجل قد حفظ لك مكانتك الكبيرة وحدّ لهم حدود لايجوز تجاوزها معك . سردت لي ماحدث بالضبط .لايوجود سبب قوي للوصول لهذه النتيجة المؤلمة . مشادة كلامية فتحت الأبواب لإبليس لأان يصول ويجول بينهم بالخراب . مايقارب الساعة كاملة وأنا في محاولة مستمية في ثنيها عن العدول عن السفر والذي هو من حقها أن تذهب لبلدها وتجلس في بيتها معززة مكرمة ولكن ليس في التوقيت الخاطئ . اخذت اليوم كله وأنا في إتصالات حادة مع أبناءها وزوجها وأخاها الذي كان مشدود الاعصاب ومتعنت الرأي على سفرها صونا لكرامتها ز وجدت نفسي في دوامة كدت أفقد توازني الفكري بل فقدته في لحظة إنفعال لأكيل السباب لإبنها الشاب الذي قام بطردها .بعد صراع مرير تعهد أخاها لي بعدم سفرها في هذه الظروف شريطة أن يأتي زوجها وأبناءها ويقوموا في الإعتذار لها .ومن ثم عودتها لبيتها فقلت له بل وزيادة تقبيل رأسها وقدمها كذلك فكرامتها ومكانتها فوق كل شيء . إنتهى يومي والحمد لله تعالى بإنتهاء الزوبعة العاتية وعودة الأم لبيتها معززة مكرمة . بعد أن شكرني الجميع على موقفي ووقوفي بجانبهم وبعد ان إعتذرت لهم بتطفلي وتدخلي وإقحام نفسي في مشكلة أسرية وجدت نفسي لاشعوريا أقتحم أسوار بيتهم درأ وحفاظا على حدود الله تعالى أنتهك مع سبب وجودنا إنسانة اوصانا عليها ديننا الحنيف ( الأم ) مازالت المرارة طعمها بفمي ومازالت التساؤلات تقتلني .كيف يوجد هنالك من يطاوعه لسانه من التطاول على سبب وجوده ؟ كيف يوجد هنالك من يقوم بالتطاول عليها باليد ويقوم بطردها خارج بيت عاصرت كل الالآم هذه الأم من اجل تربيته ونشأته ؟ كيف تنتهك حدود الله تعالى وكيف يجتمع الزوج والأبناء في مؤامرة كبرى على أم ضعيفة لاحول لها ولاقوة .أم رأيت بعيني كيف تحضر للصغير قبل الكبير حتى شربة الماء لغاية عنده . لقد إرتكبوا من الإثم ما لاطاقة للجبال على حملها . حين تنكروا في لحظة غضب لكل تضحياتها وجميلها عليهم . اللوم كله على الزوج الذي يعرف كيف يصفي حساباته وإختلافاته مع شريكة حياته من خلال سلاح قاتل وسام لها ( أبناءها ) حين يعاملها معاملة قاسية لايملك الأبناء حينها أما الصمت خوفا منه وإما الوقوف بجانبه طمعا في رضاءه بصورة خاطئة ولو على حساب أمهم . فالتقم الساعة أماه حين تنتهك حرمتك بهذه الصورة من قبل أبناءك . فمن بعد الذي حدث هل نبكي على أي شيء ؟؟ بعد أن أضعنا كل القيم وكل الأخلاقيات تجاه أعز مانملك ( الأم ) ( أمك ..ثم أمك ..ثم أمك ) على مايبدو قد دثرناها تحت وطأة الشيطان .