ماهي الحياة ؟؟ غير مجموعة دروب لاتخلو من الكفاح والشقاء .مجموعة تعاملات نكتسب كيفية صقلها مع الأيام والخبرات والأخذ والعطاء النجاح والفشل الصواب والأخطاء الإصطدامات والصدمات .من منا لم يعاني لحين إكتسابه خبرة التعامل مع الغير ولحين إبعاد شبح المشاكل التي تعترض طريقنا يجب أن يكون هنالك عامل مساعد يحاول إنتشالنا من الحيرة التي تنتابنا حين نعجز عن إيجاد الحلول وجب علينا ( الإستعانة بصديق ) ربما يكون القشة التي يتشبث بها حين يشعر أنه أوشك على الغرق وربما كان قارب النجاة والميناء الذي يصل به ومنه إلى بر الأمان ,كثيرا ما نستغيث مابين أنفسنا ... وأنفاسنا بأعلى صوتنا أحيان ( نريد حلا ) والذي يكون في الغالب بين أيدينا وأمام أعيننا ولكن لحظة الغضب والإنفعال لا تترك لنا مجالا للتفكير في كيفية التعامل مع مشاكلنا وتدارك النهاية التعيسة أو القرار الخاطئ وربما المدمر . من هنا وجب للصديق الذي نستعين به أن يحضر بكل ما إمتلكه من قدرات ربما يكون هو ذاته عاجز عن تسخيرها لإيجاد الحلول لمشاكله ومع هذا لابد له من الحضور ******** المعذبة / نسرين أنا مطلقة أعيش في بيت أهلي مع أبنائي الثلاثة واخوتي الشباب .بعد طلاقي مرضت أمي بسبب عودتي إليها مطلقة وأصيبت بغرتفاع ضفط الدم وماهي إلاشهور وإنتقلت إلى رحمة الله تعالى ومن حينها وأنا أعاني من شعوري بالذنب بسبب طلاقي الذي كان سببا مباشرا في مرضها والذي أدى إلى وفاتها . ومن يوم وفاتها وقد تغيرت أحوال والدي !! غدا عصبيا للغاية وغدا يعاملني كأني عبئ ثقيل عليه .فكرت بترك المنزل بل البلد كلها وأحيا مع أطفالي فقط ولكن العادات والتقاليد عندنا لاتسمح للمطلق بالإستقلالية كنا نجد له المبررات أنا وأخوتي لأنه غدا وحيدا بعد وفاة أمنا ولكننا فوجئنا به ذات يوم يجمعنا كلنا ويفاتحنا بموضوع زواجه من إمرأة مطلقة ولها من الابناء ثلاثة هي الأخرى .بل قرر أن يأتي بها وبأبناءها هنا بيننا صعقنا من هذا الخبر فكيف تأتي إمراة اخرى تحتل مكان ومكانة أمنا بهذه السهولة دون مراعاة لمشاعرنا ؟؟ أنني الآن أعيش في صراع مرير أنا وأخوتي وحيرة !! فكيف سيكون وضعنا بعد دخول هذه الغريبة بيتنا وماموقعنا نحن حين تغدو هي سيدة البيت ونحن تابعين لها بحكم أنها زوجة والدنا ؟؟ ثم أخوتي شباب وأبي رجل كبير بالسن وإني لأخشى عواقب الأمور .أرجوكي عزيزتي أكاد أشعر بالإنهيار كلما دنتّ الأيام ولم يتبقى منها إلا القليل *********** الحل / عزيزتي نسرين / لما كل هذا الثقل الذي تحملينه على كاهلك ؟؟ لا أرى ما يستحق لكل هذه المشاعر التي تتلاقفك والتي تكاد توصلك لحافة الإنهيار . أولا ( تعددت الأسباب والموت واحد ) رحم الله تعالى أمك .فصحيح أنها كأي أم لاتستطيع تحمل عودة إبنتها مطلقة مرة أخرى لبيت أباها وبالذات مع أولادها مما أدى لإصابتها بمرض إرتفاع ضغط الدم وهذا هو قدرها والسبب الذي نؤمن به لوفاتها .فلا داعي لأن تلقي اللوم على نفسك فإرادة المولى فوق كل شيئ إدعي لها بالمغفرة والرحمة أفضل من أن تضيعي وقتك بالتفكير في أمر كان مقضّيا وكأسا الشرب منه دائر على كل البشر . أما عصبية والدك فشيئ طبيعي بسبب فقدانه شريكة حياته وشعوره بالوحدة من بعدها ووضعه بعين الإعتبار مسبقا أنكم سترفضون فكرة زواجه من أخرى وهذا ما حصل بالفعل .ولأنه يرى أنه لم يطلب المستحيل بل حق من حقوقه الشرعية التي سوف تعالج كل مايشعر به من وحدة وعصبية وهذه سنة الحياة فلا تحرموا ما احله الشرع وتحملوا وزرا أنتم في غنى عن حمله برفضكم لزواجه وهو الأعف له ولها . باركوا زواجه وكفاه فاعلا للخير بإحتضان أبناءك وأبناء هذه المرأة التي لو أنجبت له لغدو لكم أخوة أليس كذلك ؟؟ تقبلوا الأامر بروح رياضية ( وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) وبطيبة قلوبكم ورحمتها على هذه المرأة التي تطلب الستر والحلال وتربية أبناءها ربما يرزقك الله تعالى برجل مثل والدك يحتضن أولادك ويكون عليهم وعليك رحيما . صدقيني عزيزتي بالحب سوف تصنعون المعجزات وتغدون ( أسرة وعصبة قوية ) تحسدون عليها . وقوفكم بوجه والدكم سيجعله يأخذ الموضوع بعناد وتحدي والعناد يولد الكفر والرضوخ لأمره هذا ومباركتكم له لهو الحل الأسلم .