أنا إسكندراني أصيل جدودي من رشيد.. وفي حارة سلطان أمام سيدي العدوي بحى الجمرك كان مسقط رأسي.. بحري والأنفوشي ورأس التين والسيالة أماكن محفورة في ذاكرتي لاأنساها أبدا ... سيدي بشر وأبو العباس مساجد أصلي فيها ... تعلمت السباحة والغوص وصيد السمك منذ الصغر!!! البوري والدنيس والسبيط والجمبري من الأكلات التي أحبها... المعمورة وأبو قير شواطيء أحبها ... وعلى شاطىء عايدة بقصر المنتزة كتبت معظم قصصي... وبالرغم من أنني أؤمن تمام الإيمان أن ما أكتبة ليس له فائدة ولا يهم أحدا .. وليس له صدى أو صوت .. إلا أنني أكتب ولا أعرف لماذا ؟ أعرف أنني كمن يلقي بورقة من طائرة ويريد أن يسمع إنفجارها على الأرض .. وأعرف أنني لن أسمع ذلك الإنفجار أو الدوي أبدا... وأن ذلك ليس له فائدة حتى لو سمعتة .. ومع ذلك أكتب؟! أعتقد أنني أكتب لأنني أقرأ والكتابة والقراءة وجهان لعملة واحدة !! وأنا عندما أقرأ أكتب ؟ وعندما أكتب أقرأ ؟ ولله سبحانه وتعالى قال (إقرأ بسم الذي خلق ) وقال تعالى (إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) وعندما أجلس لأكتب على شاطىء عايدة لا أنصرف إلا بعد الغروب ؟ وبحثت في أوراقي التي كتبتها منذ سنين ! ووجدت هذه القصة !! كل شيء حي في يوم من أيام الصيف كان الجو حارا , ذهبت مع أمى إلى النادي ونزلت حمام السباحة لأستحم. الماء فى حمام السباحة لذيذ ,وبارد , ومنعش . كل الأطفال يلعبون ويغوصون فى الماء بفرح وسعادة . كل الأمهات يجلسون على الطاولات حول الحمام يستمتعون بأكل المثلجات. المنقذ يستعمل الصفارة بكثرة لتحذير الأولاد ! كنت فى غاية السعاده أغطس وأعوم وأنط فى الماء . كان هناك طفل صغير جميل شعرة أصفر طويل يرتدى لباس سباحة أزرق ويحمل عوامة حمراء. كان الطفل الصغير خائف من نزول الحمام يقف مع أمه على حافة حمام السباحة ينظر إلى الأطفال وهى تلعب فى الحمام بدهشة ويقول :- - ماما هو فيه أسماك كبيرة فى حمام السباحه ؟ الأم تجيب :- لا ياحبيبى السمك الكبير في البحر . ينظر الطفل الصغير إلى الماء بخوف ويقول :- - ماما هو فيه كلاب وقط تحت الماء ؟ الأم تجيب :- لا ياحبيبى الكلاب والقطط في الشارع . يلمس الطفل الماء بأصابعه ويقول :- - ماما هو أنا لو نزلت في حمام السباحة ممكن أطلع تاني . الام ترد :- لاتخاف ياحبيبى إن شاء الله تطلع بسهوله . الطفل يقول بخوف :- - ماما نزلينى الحمام. عند حافه الحمام تمسك الأم الطفل الصغير بعطف , وينزل الطفل إلى الماء بخوف شديد. يقف الطفل مكانه لايتحرك وينظر إلى الأولاد بذعر شديد ! الأم تقول :- إلعب مع الأولاد ياحبيبي . الطفل يقول :- - أنا خايف يا ماما . كنت أغطس وأعوم بجانب الطفل . نظرت له بعطف وحب وغطست تحت الماء ولمست رجليه بأصابعي بحنان وعطف . صرخ الطفل وقال :- - ماما فيه أخطبوط حي فى حمام السباحة مسك رجلي ! أخرجت رأسى من الماء وقلت له وأنا أضحك :- - أنا لمست رجليك تحت الماء. ضحك الطفل وضحكت أمه بفرح شديد وأصبحت أنا والطفل أصدقاء . وغطس معى ولعبنا طول اليوم في حمام سباحة النادى بفرح وسرور وأمان . تمت كل شيء حي إبراهيم مرسي