... ما هذه الفوضى التي نحياها نحن الشعب المصري ، ها وقد مر عام على ثورتنا المجيدة ونحن ، وتختلط المشاعر علينا بين فرح وتفاؤل بالاحتفال وبين سخط وغضب لما نحتفل ولم ينجز شيئا حتى الآن نلمسه ونتحسسه .. ... الثورة التي بات حلم التغيير فيها يتبدد أمام أعيننا ونحن من قمنا بثورة أذهلت العالم من حيث الهدف والوسيلة والنتائج ، لقد بدأ يتسرب إلى وجداننا أن حلم التغيير قد يصبح بين عيشة وضحاها ليس مجرد حلم فحسب بل كابوس يؤرق منامنا صحواً ونياماً .. ... اعتصامات وقطع للسكك الحديدة وتدمير مباني إستراتيجية للدولة وقطع للطرق الزراعية والصحراوية والدولية هنا وهناك ، تارة بداعي أزمة البوتاجاز ولهم كل الحق في ذلك ولكن ليس بهذه الطريقة يكون الاعتراض ، وتارة بسبب عدم نقل صناديق الانتخابات وتارة بسبب طلب إعادة الانتخابات وتارة أخرى بسبب عدم نجاح أحد الفلول في الانتخابات وبئس ما فعلوا حقا بئس ما فعلوا ، فلقد أضيف هذا الأسلوب إلى أساليب الاعتراض والاعتصام ، الذي بات يشكل كل يوم خطراً على اقتصادنا وخطر على حياتنا ويهدد مصالح وأمن المواطنين ، فهناك من يسافر من أجل العمل و غيره يسافر من أجل العلاج و بين كل تلك الأغراض وتلك الأخرى تتباين احتياجات المواطنين وهذا حقهم وليس لأي شخص أي كان من كان أن يعيق أي مواطن في الحصول على احتياجاته التي يريدها .. ... عزيزي المواطن – اعترض – كيفما تشاء ولكن لاعتراض حد ينتهي عند حق الآخرين ، فجيب علينا أن نراعي بعضنا إن كنا حقا نريد التغيير الذي حلمنا به وننتظره ليل نهار منذ قيام ثورتنا المجيدة وحتى نستطيع أن نلحق بركب التقدم والرقي الحرية ... ... ويجب على الحكومة أيضا أن تتعامل مع القضايا الجماهيرية ومطالب الجماهير بطريقة أفضل من التي يتعاملون بها وأن يستمعوا لرأي الشارع وأن يستمعوا لوجهات النظر وأن يقدموا حلولاً فالشعب معذور تعود من الحكومة إنها لا تنفذ إلا بالضغط عليها ، فهم لازالوا يطبقون عن غير قصد سياسات النظام السابق بتوجهاته دون أن يشعروا وما العيب في أن يعدلوا في قرار اتخذوه بل إنها لشجاعة منهم ولن تضيع هيبتهم فلقد حدثت واقعة في عصر سيدنا عمر بن الخطاب حيث جاءه أهل الكوفة يشكون من أميرهم سيدنا سعد بن أبي وقاص بأنه لا يقسم بالسوية ولا يعدل في الرعية ولا يغزو في السرية فقرر سيدنا عمر التحقق من الأمر رغم كون سيدنا سعد بن أبي وقاص من العشرة المبشرين بالجنة وهو خال الرسول عليه الصلاة والسلام ورغم فضله ومنزلته تحقق سيدنا عمر بن الخطاب من الأمر ، فعرف أن أهل الكوفة كذبوا فيما قالوا فعزله سيدنا عمر دراً للفتنة ، فلم تضع هيبة سيدنا عمر .. ... ثانيا ينبغي على الشعب أن يتعامل مع تلك القضايا بعين الحكمة لا بأسلوب لي الذراع مما يجعل الحكومة تعاند هي الأخرى في طلبات المواطنين ، ولنتق الله في وطننا الذي نحيا فيه وحتى لا يضيع حلم التغيير أبناء وطننا الغالي مصر . الحسين عبدالوهاب عبدالصبور [email protected]