مما لا ريب فيه أن هذا الشرق الحزين تخيم علية سحابة قاتمة لاتكاد تزيح ستا رها عنه إلا وتوالت علية النكبات من كل جانب فما من يوم يمر إلا و به مزيدًا من الأهوال وما من فرد إلا ويشكو حظه العاثر والجو وتقلباته والغلاء ومذلاته. دائماً تجد الشكوى والتذمر في حياتنا اليومية نحن الشرقيون البؤساء والظرفاء في آن واحد!! أنه جو يشبه مسرح العبث شعاره اضحك واهزأ من نفسك بنفسك وكن جميلا تري الوجود جميلا. فكيف يضحك المرء وفي قلبه وابل من نار، وكيف يهزأ من نفسه بنفسه، إنه لأمر مضحك ومؤسف في آن واحد. إنها لتناقضات عجيبة وغريبة فكيف الجمع بين الضحك والبكاء، والمدح والهجاء! إنه بحق مسرح العبث اليومي الذي يقدم أدب اللا معني أدب اللا شيء أدب اللا حقيقة،أدب لا قيمة له. إنه عبث من أجل العبث ! إلا لمحبي اللهو فهم به ملتهون وعن الذكر معرضون وهاهم تائهون. نعم إنها النفس البشرية تصرخ وتبكي تسخر وتضحك، تعبث ولا تدري ماذا تصنع، دائما أمارة بالسوء إلا من رحم ربي. مع أنها إن اتقت ارتقت وعلت قيمها وما أرخصها حينما تنحدر نحو أي منحدر. لذا هي تعلو بالإنسان تارة فتصل به إلي قمم الجبال وتهبط به مرات في عمق الخيال فلاعقل لها ولا رادع إلا بالتقوى والعمل الصالح والضمير اليقظ والحث علي الخيرات والتقوي التي تكمن في الصدور فتحرك العقول التي إن أرادت أن تلف وتدور في فلك معلوم ستتضح لنا الأمور وتمدنا بقلب صبور لا يصبه الفتور بل يقاوم ويدفع عنا درن الكذب ويعدل المسار نحو النور. فإذا ما تمسكنا بحبل التقوى وقوت أعوادنا واشتدت ونمت، و أصبحنا أحرارا لنختار ما يناسب طبيعة الحياة التي نحياها، وبذلك نكون حقا في بداية الطريق الرباني الذي إن مشينا فيه وسرنا بين جنباته فلابد وأننا فعلا لا في الظلام بل في أبهي وأروع حقائق النور، وإن ضللنا طريق النور فقد نصل إلي ما يصل إليه غالبية العالم من انحطاط الفكر وتأخر في حضارة الإنسان التي يحكمها من أنا لأكون معروفا بين الناس، نعم التي يحكمها ماذا تملك لتحسب مكانتك وتقدر قيمتك. *******************************
إننا تائهون بين الغلاء تارة وبين الغني الفاحش تارة وعدم الترابط والتمسك بالقيم تارة وتارة . فالذي يملك منا عقلا رشيداً يهاجر به إلي بلدان الحضارة والتحضر.... وأشياء أخري نقيضه وبغيضة . ومن يملك مالاً يهاجر به إلي بلدان شتي، إما أن تكون بلاد الانبهار وإما أن تكون بلاد الدمار والانهيار وإما أن تكون بلاد الراحة والاستقرار والاستمرار وشتان بين هذا وذاك ! وبذا تكون قد اكتملت الخطة الهلامية، فالاستعمار الذي غزانا يوماً عسكرياً، فهاهو الآن يغزونا ثقافياً، فلقد جذب واجتذب العباقرة والمفكرين إليه، حتى الصناع المهرة بهرتهم الأموال والميكنة الحديثة وعيشة الرفاهية فا انطلقوا إليها مابين مغامر ومقامر، وطريد وشريد، وظلام تركوه خلفهم نتيجة الإحباط ! فلربنا لأنه الدولار ولاشي ء غيره في سحره وجماله وأبعاده وظلاله الخضراء رمز النماء والحضر. وانطلق البعض يركض وهاهم يركضون وما زالوا مسرعين ومستمتعين ربما لأنة يحمي من الانهيار ويجعل البعض في راحة واستقرار وينفض الغبار عن أشياء كثيرة، ويبدل الأثواب القد يمه بالجديدة. حتى بعض السيدات بهرن بالغرب ومدنيته، ولو أنهن تريثن قليلاً لعرفن أن الإسلام صاغ للمرآة حقوقًا وأعد لها مكانة وحفظها من الذل والمهانة والضعف والاستكانة وكفل لها الحرية التي لا تجدها أي امرأة متحررة وربما متهورة تندم أشد الندم علي ما فقدت من معان أفقدتها أنوثتها وقيمها يوم أن سلطت وتجبرت وأخذت تلعب دور الرجل القوام حتى فقدت العائل والمعيل والأسرة الضائعة . وانظر.. هذا هو الإسلام الذي يصدر قوانينه وأحكامه من المحكمة الإلهية التي لا تخطئ في حكمٍ اليوم وتُعرض عنه غداً لمحاباة شخص وآخر، إنما هي أحكام منزلة من عند الحكيم العليم بكل شي ء وكل ما يفيد الخلق، وما خلقنا ليتجبر علينا، بل شملنا بعفوه وكرمة حينما نستحق، وبالويل والوعيد المعجل المؤجل لكل من يخالف الأحكام الإلهية العادلة التي لا تخطئ هدفها ، وله في ذلك الحكم والمرجع وإلية المصير. وإن الغرب فتئ يستنبط أحكام قوانينه من دستور الإسلام ومن تشريعات الله وانظروا ماذا فعلوا عندما انهار ما يسمي بالاقتصاد العالمي، رأيناه يعود إلي النظام الإسلامي في تعاملاته المالية والاقتصادية ويشيد بها وبنظامها وكل يوم ينتصر فيه الإسلام بأحكامه يزدنا إيماناً ويقيناً وتمسكاً به وبقيمة النبيلة. فهل لنا من عودة.. قبل أن تلم بنا الدواهي القاضية من الفقر والأمراض وفقدان الأهل والولد ؟ إننا بحاجة إلي العودة إلي الإسلام بروحه وروحانيته وعظمته وسماحته واحترامه للأديان الأخرى. فكل شي ء بني علي زيف وضلال فنهايته لابد وأن تكون إلي زوال، وأما ما بني علي عدل وإنصاف فلابد وأن تكون نهايته هي قول الله تعالي في محكم آياته.. (وختامة مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) صدق الله العظيم.