برا بوالدي قررت زيارة عم محمد -صديق والدي المتوفي رحمة الله- في بلدته . ركبت الحافلة لمدة تقارب الساعة حتى توقفت في أول طريق البلدة . لم أكن أعلم الطريق إلي بيته ، ولكني سرت مجازفا علًني أصل، وأثناء سيري على أول الطريق ؛ رأيت تلك النبتة " نبتة الصبار " تترعرع سامقة بالرغم من قوة أشعة الشمس الذابلة نحو الغروب وقلة الزاد ..!! ثم لاحظت أنني كلما توغلت قدماي سيرا على الطريق زادت تلك النباتات انتشارا وازدهارا ..!! تعجبت كثيرا فكلما تلفت يمنة ويسرة أرى الصبار ، الصبار . سألت أحد المارة على الطريق - ما كل هذا الصبار ؟! ، - و كيف ينمو ويزدهر في تلك الأجواء ؟؟ قال :أانت غريب ؟؟!! قلت: نعم أنا زائر لأول مرة . أشاربيديه إلى لافتة خضراء تلوح من بعيد . ثم تركني ورحل سريعا دون إجابة ..!! ، وقبل أن أسئله عن بيت عم محمد . - فأنا لا أعلم الطريق - ، كان منظر نباتات الصبار يثير صخب التساؤلات داخلي . تساؤلات كثيرة كنت أود أن يجيبني عنها رفيق الطريق ولكنه رحل ...!! تابعت سيري على الطريق أتأمل بعمق . أتلمس علامة توصلني إلى مبتغاي ، و تثلج صدري بإجابة ..!! . مددت خطاي للأمام طويلا ، ولكني كلما مددتها لم أجد جواب شافي ..!!. وفي لحظة قد شابها اليأس وجدت هالة خضراء قد أضاءت الأفق . إنها الللافته . حمدا لله .إقتربت إذن . إندفعت إليها بخطوات ثابته ، نظرت فوجدتها وقد كتب عليها " بلدة الصبار تُرحب بكم "