ولا يزال الإعلام القذر المأجور يمارس ألاعيبه رغم كل الجراحات والآلام التي سببها لكل بيت مصري وكأنهم لم يشفوا غليلهم بعد وكأنهم يريدون أن يجرعونا الألم والحسرة والمرارة حتى الثمالة . وهناك من يعزف على الأوتار التي تمس مطالب المواطنين كأن يقول الغاز ونصيب الفرد من ثروة مبارك ونصيب الفرد من الذهب و...و... ويجلس المواطن البسيط الفقير يحسب في أرصدته الوهمية فإذا به لا يقبض إلا الريح في يده فيخرج ثائراً دون دراية منه أن كل هذا وهم ومحض خيال وإنما هو مغرر به ليكون الوقود لمعارك الجبناء بينما هم يدورون على قنوات الإفك والبهتان يحصدون الأموال ويتمتعون بالشهرة ويتغنون بما حققوا في ظل هذا الإعلام الذي بات خاضعاً لكل من سمى نفسه ناشطاً أو متحدثاً باسم حركة ما حتى لو كان هذا الناشط ناشطاً في الخراب والتدمير أو كان ذلك المتحدث متحدثاً بالأباطيل والزور والبهتان الصريح . وقد تفتقت أذهانهم أخيراً عن فكرة " العصيان المدني " وهاهم يدعون إليه ويروجون له في ضمن محاولاتهم المحمومة لإضعاف مصر اقتصادياً حتى تركع وترضخ أمام التدخلات الأجنبية والعصيان المدني هو فكرة قديمة وأول من مارسها بشكل منظم وواسع هم المصريين أثناء ثورة 1919م ضد الإنجليز وقد طبقت في الهند أيضاً على يد " المهاتما غاندي " وفي بولندا حديثاً والعصيان المدني هو أن يمتنع مجموعة من المواطنين عن العمل وإفادة النظام الحاكم بأي شكل كوسيلة للضغط عليه ولكن لا يقاوم إذا ما اعتقل ولا يخرب وفي المقابل يمنع نفسه أيضاً من الاستفادة من أي مورد من موارد الدولة أو مما يقدمه الرافضون للفكرة كالخبز والماء الذي ساهم في إنتاجه أناس رفضوا الفكرة وقس على ذلك جميع مستلزمات ومناشط الحياة فهل يعي ذلك من ينون المشاركة في العصيان المدني المزعوم ..!! وهل سيكونون متحضرين وأمناء ..!! أم أن الموضوع فقط هو موضة وإتباع دعوات غريبة حتى يقال عنهم أنهم ثوار ..!! وهل الوقت والظرف مناسبين لهذا ؟ وأنا أرى أنه يتعين على كل وطني مخلص أن يتوجه لعمله في هذا اليوم بكل همة ونشاط محتسباً ذلك اليوم جهاداً في سبيل الله وإنه كذلك إن شاء الله فمن يخرج لعمله فهو يجاهد دعاة الفتنة وناشري الأباطيل من المخربين المفسدين الذين لم يكفيهم كل تلك الجراح التي أصابت الوطن وإنما يريدون أن يتموا المهمة حتى النهاية حتى يلفظ الوطن آخر أنفاسه ألا بعداً للقوم الظالمين سيحيق بهم مكرهم وباطل ما يمكرون فلا يحيق المكر السيئ إلا بأهله .وإني كلما أعملت التفكير في الثورة المصرية وما مرت به البلاد من محنٍ وإحنٍ قاسيات وفتنٍ مرجفات الواحدة منها كفيلة بإسقاط أعتى الدول وأرسخها حكماً إلا أن مصرنا كعادتها تخرج من كل محنة أقوى وأعظم مما كانت عليه لذلك كلما نهشتني الهواجس وتكاثرت عليَّ المفزعات تذكرت ما مرت به مصر من الكوارث والنوازل والخطوب العظام فعدت إلى سكينتي أو عادت إليَّ سكينتي ونمت قرير العين مرتاح البال . وأقول للمخلصين الشرفاء من أبناء وطني هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ولا يحصد المنافقين سوى ما زرعوا فالبلاد الآن تمر بمنعطف صعب وخطير وقد يقول البعض أن العصيان هو في صالح البلاد ومن أجل استكمال مطالب الثورة نقول له هذا كلام مردود عليه فالثورة انتخبت برلماناً منوطاً به متابعة تحقيق المطالب ومن خلاله نطالب بما نريد وغلا لماذا جعلت البرلمانات وكذلك فقد تم تحديد موعد تلقي طلبات الترشح لرئاسة الجمهورية ونحن ماضون على هذا الدرب وقد تبين لنا الرشد من الغي في ظل ما يحاك لمصر من مؤامرات لا ينكرها إلا أعمى البصيرة ولا يتجاهلها إلا عميل خائن فالمؤامرة حقيقة أثبتتها النيابة وأكدها القضاء وليس من المعقول أن يصل الأمر إلى حد وقوفنا موقف العداء مع الأمريكان ثم يخرج علينا البعض من جهابذة التشكيك ليقول لنا أن نظرية المؤامرة مصطنعة لخدمة فئات معينة اعلموا أن من يقول هذا هو أشد وأخطر على مصر وأمنها من المتآمرين أنفسهم وأنه منهم ومعهم .