توقفنا في الحلقة 5 عند رؤية الانبياء والصحابة وأولياء الله الصالحين وقلنا أن رؤية رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام من أعظم الهبات الربانية للمسلم لعظمة هذا الرسول الذي يمتلك من الصفات الخلقية العظيمة .. والخلقية الجميلة ماتجعله من أعظمهما على حد السواء .والحمد لله تعالى قد نلت تلك الهبات عدة مرات فأول رؤية لي برسولنا الأعظم حين رأيت فيما يرى الرائي أنني بالمسجد الأقصى واقفة وأمامي صالة كبيرة يقفوا بها عدة صفوف من الرجال يلبسون رداء مشاييخ الدين وعلماءه من قفطان وعمامة وشيء ما ألهمني بأنهم الأنبياء وكانوا يسبلون أيديهم إستعدادا للصلاة فتساءلت بيني وبين نفسي ماذا ينتظرون لإقامة الصلاة ؟؟ وإلابصوت به وقار يأتيني من سقف الصالة قائلا ( ينتظرون نبي الأمة محمد عليه الصلاة والسلام ) كي يأم بهم وما هي إلا لحظات حتى أقبل عليه الصلاة والسلام هاما بدخول الصالة وكان يرتدي ثوبا أبيضا مربوط على وسطه الشريف بمايسمى زنار وعلى رأسه الشريف عمامة بيضاء ليس بالطويل ولا بالقصير مربوع الجسم عاقد الحاجبين أبيض البشرة أقن الأنف . وكان يبدو لي عمره في بداية الخمسينات من عمره الشريف إلا أنه يحتفظ بشباب وقوة إبن الثلاثين ورمقني بنظرة حادة يشوبها الغضب والله العظيم إلى الآن رغم مرور أكثر من عشرون عاما مازلت أذكرها كأنها الآن وما كان مني في المنام سوى أن داريت وجهي بين يدي مطأطات برأسي وكأني أشعر أن لحم وجهي يتساقط رهبة وخوفا من الله تعالى وحياء منه عليه الصلاة والسلام وأنا أبكي قائلة ( يا حبيبي يارسول الله إذا كان قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت مازلت تصلي إلى الآن فكيف بي أنا !!!! فنظرت جانبا وإلا بي أقف مع نصراني دون غطاء على رأسي فعرفت سبب نظرة غضب الرسول الكريم عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم .وقال أشرف الخلق ( الله أكبر ) هاما بالصلاة وسّبل يديه ولم يضعهما على وسطه فوق بعض .إستيقضت من المنام وأنا في قمة السعادة والذهول والخشية من الله تعالى وقلبي ولساني لايكفان على الصلوات عليه ليل نهار مايقارب الشهر ومازلت ليومنا هذا ومنذ تلك الرؤيا وأنا أصلي مسّبلة يدي وكلما حاولت أن أغير وضعهما إلى ماقبل الرؤية لاأستطيع . وللعلم فقط فقد صلى رسولنا الكريم بالأنبياء ليلة الإسراء والمعراج في المسجد الأقصى حقيقة يعرفها كل مسلم ومسلمة وأنا مازلت ليومي هذا أحمد الله تعالى أن ليلة الإسراء والمعراج تجّلت لي في المنام .ليلة دخلت فيها المسجد الأقصى في المنام رغم زيارتي له حقيقة وصلاتي في معظم أركانه وتحت ( قبة الصخرة ) أديت صلاة مابعدها صلاة . ولعل الكثير من المسلمون يتوقون شوقا لرؤية المسجد الأقصى ويحاولون رسم صورة ( لقبة الصخرة ) في خيالهم .والتي هي عبارة عن صخرة مجوفة من الداخل ذات قبة من الخارج لونها يميل إلى البياض ما أن تدخل المسجد الاقصى تراها من الخارج أمامك كما القبّة موضوعة حولها سور وفي إحدى الجوانب سلم عادي تنزل منه إلى غرفة من جدران سقفها هي الصخرة ذاتها المجوفة التي بنيت الجدران على أطرافها التي تبعد عن الأرض مسافة لاتزيد عن متران فسبحان من رفعها عن الأرض دون أعمدة وكانت بنادق بنو إسرائيل تصوب بإتجاهنا مطالبين إيانا الإنتهاء من الصلاة بسرعة ولكن والله العظيم ليس عنادا ماقمت به للجنود الإسرائليين المتواجدين هنالك بأحذيتهم وأسلحتهم الذين يصولون فيها داخل المسجد الأقصى الشريف وخارجه دون إعتبار لحرمة وقداسة وطهارة هذا المكان الذي له مكانة كبيرة عند خالقنا ونبينا وعند المسلمين أجمعين . أقول عدم إنصياعي لأوامرهم ليس عنادا بالدرجة الأولى للجنود اليهود والإكثار في الصلاة هنالك بل لأن شيئا ما كان يشدني للصلاة وبالذات السجود الطويل الذي أناسني حتى نفسي وشوقا لمواصلاة صلاة وإنها والله لكبيرة إلا على الخاشعين .وأي خشوع ذاك الذي يتملكك وأنت في مثل تلك الأماكن التي حطّت قدما سيد الخلق الشريفتين عليه الصلاة والسلام على أرضها بل وصلى بها في ليلة مباركة عظيمة كليلة الإسراء والمعراج .لا انكر أنها حلّت علي بركات كثيرة آنذاك مازلت أحمد الله تعالى عليها... أنه محمد رسول البشرية وسيد الخلق أجمعين ولأحلامي به عليه الصلاة والسلام بقية وإلى اللقاء في حلقة قادمة بإذن الله تعالى . أطعمكم رؤيته في الدنيا من خلال الرؤية الصالحة ويوم القيامة في الآخرة فإن رؤيته العظيمة لاتوازيها رؤية إنها من الهبات الربانية الخالدة في النفس البشرية التي مثلما قلت سابقا لاتجرؤ الذاكرة إلا على الإحتفاظ بها .لتنير فكر وعقل وقلب ووجدان الرائي كلما شعر بظلمة الحياة والظلم والذنوب تحاصره فبمجرد أن تستحضر تلك الرؤية لتضيئ كل جنبات وجوانب روحك وكل شيء فيك بنور مابعده نور .