أحمد الله أن توقيت ليلة الإسراء والمعراج هذا العام جاء فرصة لالتقاط الأنفاس والبعد عن الجدل المفرط حول الدستور أولا أم الانتخابات البرلمانية. الإسراء والمعراج.. ليلة ستظل خالدة الي ان تقوم الساعة فيها من المعاني والعبر ما يفيد الناس في كل مكان وزمان ولكننا مازلنا ننظر تحت أقدامنا ولا نمد البصر إلي الآفاق لنتأمل هذه المعاني العظيمة. في الاسراء والمعراج التأكيد أن إمام الأنبياء وأفضلهم جميعا هو سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - وهذا التفضيل أمر إلهي ما لنا ان نتجادل فيه أو حتي نسمح بمجرد النقاش العقيم حوله. في الاسراء والمعراج.. صلي سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - بالانبياء والرسل إماما في المدينة المقدسة مما يؤكد ان رسالة خاتم الانبياء والرسل هي رسالة كل الانبياء وان الاسلام ليس خاصا بقوم دون غيرهم بل هو للبشرية جمعاء وان رافضيه لا يعدون عن الذين كفروا برسالات ودعوات الرسل والانبياء الذين سبقوا سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم. الاسراء والمعراج.. ليلة حانية علي رسولنا الكريم للتخفيف عنه مما لاقاه من قومه من عداء وجفاء خاصة بعد وفاة عمه أبي طالب الذي كان يشكل الجدار السياسي له أمام كفار مكة ووفاة زوجته خديجة ذات القلب الرءوم مما يشكل جدارا اجتماعيا واقتصاديا مهما في حياته فكانت الليلة جزاء جميلا لصبر سيدنا محمد علي ما ابتلاه ربه به واستجابة من الله عز وجل أنه غير غاضب علي رسوله بعد تعبيره الذي سيظل يتردد في الاذهان كلما أهلت ليلة الاسراء والمعراج في دعائه المأثور ما أروع كلماته: »إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي، لك العتبي حتي ترضي«. هل تعلمنا من هذا الدعاء.. لا اعتقد فنحن نجزع إذا ألمت بنا حادثة تافهة أو أصابنا نقص بسيط في المال والانفس وتسودّ الدنيا في الأعين لدرجة ربما تخرج البعض من الايمان الي الكفر.. ليتنا نقتدي ولو قليلا بسلوك رسولنا الكريم في قوة عزمه وصبره علي البلاء. في الاسراء والمعراج اشكالية القضية التي لم تحل بعد وذهبت ادراجها اجيال واجيال لدرجة ان حلم الصلاة في المسجد الاقصي محرراً أصبح ضربا من المحال.. فمتي ستتحرك الامة الاسلامية لتطهير هذا المسجد من ايدي الصهيونيين التي دنست الارض المقدسة ارض الانبياء سواء العابرون اليها او المقيمون فيها وعلي رأسهم سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - الذي اٌسري به من المسجد الحرام إلي المسجد الاقصي مما يؤكد أن السيادة له - بالعرف السياسي حاليا - علي الجميع. في الاسراء والمعراج لقاء الرسول بالانبياء في المسجد الاقصي وفي السموات العلي تأكيد لمعاني الاخوة بينهم وان رسالته احتوت كل المعاني التي تضمنتها رسالاتهم لاقوامهم كما انه يأتي علي رأس صفوة اولي العزم من الانبياء والرسل. الاسراء والمعراج وكما كانت معجزة وجائزة روحية للتسرية عن النبي صلي الله عليه وسلم فقد شاء الرحمن الرحيم ان يهدينا من خلال رحلة سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - الجائزة الاعظم وهي الصلاة التي فرضت علينا لا من خلال وحي يوحي وإنما بلقاء الله جل جلاله مع حبيبه محمد - صلي الله عليه وسلم - فهل نحن خاشعون في أدائها وحافظون لها. المعاني الطيبة كثيرة ومتنوعة في هذه الرحلة الخالدة ففيها الدعوة الي التآخي والبعد عن الكراهية وتدعيم اواصر الحب بين الناس مهما اختفلت عقائدهم فكلها كما قال النجاشي المؤمن تخرج من مشكاة واحدة.. والدليل اصطفاف جميع الأنبياء في صلاة واحدة خلف محمد عليه الصلاة والسلام.