رحلة نقل ملكية السيارة تبدأ من هنا.. إليك المستندات المطلوبة    اليوم.. الإعلان عن تنسيق القبول بالثانوية العامة والمدارس الفنية بمدارس الجيزة    البحرين ترحب باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا وتشيد بدور واشنطن والدوحة    النائب عاطف مغاوري: أزمة الإيجار القديم تحل نفسها.. وستنخفض لأقل من 3% في 2027    مشاركة متميزة لشركات وزارة قطاع الأعمال في معرض "صحة إفريقيا Africa Health ExCon 2025"    وارن بافيت يعلن عن تبرعات بقيمة 6 مليارات دولار لخمس مؤسسات    اليوم.. كامل الوزير يتفقد أعمال الصيانة بالطريق الإقليمي    وزير قطاع الأعمال يشهد حفل ختام الأنشطة الطلابية للمعهد العالي للسياحة والفنادق بالإسكندرية "إيجوث" لعام 2024-2025    بسبب الأحوال الجوية.. إلغاء 400 رحلة جوية في أتلانتا بالولايات المتحدة    مظاهرات في تل أبيب لإنهاء الحرب على غزة وإبرام صفقة تبادل أسرى شاملة    وسائل إعلام إيرانية: المضادات الجوية تتصدى لمسيرات إسرائيلية في شيراز    الهند تنفي صلتها بحادث "الهجوم الانتحاري" الذي وقع في باكستان    4 أهداف بعد عاصفة استمرت 116 دقيقة.. لقطات من قمة تشيلسي وبنفيكا (صور)    إحداها عادت بعد 120 دقيقة.. العواصف توقف 6 مباريات في كأس العالم للأندية    مدرب بالميراس: سنقاتل حتى النهاية من أجل حلمنا في كأس العالم للأندية    مشاهدة مباراة السعودية ضد المكسيك بث مباشر الآن في كأس الكونكاكاف الذهبية 2025    جدو: بيراميدز كان قريبًا من ضم بن رمضان.. ويورتشيتش جدد تعاقده    انتداب المعمل الجنائي لفحص حريق أسانسير بالعبور    «ماسك»: قانون خفض الإنفاق الحكومي «انتحار سياسي»    ضبط الأب المتهم بالتعدي على ابنه بالشرقية    «نموت لتحيا مصر».. 10 أعوام على رحيل «الشهيد الصائم» المستشار هشام بركات    «واخدلي بالك» على مسرح قصر ثقافة العريش    ناقدة فنية عن مشاركة ياسمين صبري في "المشروع إكس": أداؤها لم يختلف عن أعمالها السابقة    هل يجوز الخروج من المنزل دون الاغتسال من الجنابة؟.. دار الإفتاء توضح    ما أفضل صدقة جارية على روح المتوفي.. الإفتاء تجيب    أضف إلى معلوماتك الدينية | 10 حقائق عن المتوفي خلال عمله    في جوف الليل| حين تتكلم الأرواح ويصعد الدعاء.. اللهم اجعل قلبي لك ساجدًا ولسانِي لك ذاكرًا    اكتشاف فيروس جديد في الخفافيش أخطر من كورونا    دواء جديد يعطي أملا لمرضى السكري من النوع الأول    ماجدة الرومى تحيى حفلا كامل العدد فى مهرجان موازين بالمغرب.. صور    أشرف زكي ناعيا ضحايا حادث المنوفية: للفقيدات الرحمة ولذويهم خالص العزاء    البرلمان الأوكرانى يعمل على إعداد مشروع قانون حول الانتخابات    فيديو.. كريم محمود عبد العزيز: سعيد بتقديم دراما بشكل جديد في مملكة الحرير    شاب يقتل والدته ويدفنها في أرض زراعية بالمنيا    زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب شمال غرب باكستان    مش «لايف» ده «بلاي باك».. إطلالة شيرين في «موازين» تصدم جمهورها (فيديو)    يسبب التسمم.. احذر من خطأ شائع عند تناول البطيخ    عيار 21 الآن.. آخر تحديث لأسعار الذهب اليوم في عطلة الصاغة الأحد 29 يونيو 2025    5 أبراج «ناجحون في الإدارة»: مجتهدون يحبون المبادرة ويمتلكون رؤية ثاقبة    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 29 يونيو 2025    اليوم، امتحان مادة "التاريخ" لطلاب الأدبي بالثانوية الأزهرية    تنسيق الثانوية العامة 2025 محافظة كفر الشيخ.. الحد الأدنى للقبول    الأهلي يتخذ قرارًا حاسمًا بشأن رحيل أفشة والشحات ومصير صفقة «شريف».. إبراهيم المنيسي يكشف التفاصيل    ماسك يحذر من «انتحار سياسي» سيسبب ضررًا هائلًا للولايات المتحدة (تفاصيل)    بعد فشل توربينات سد النهضة، خبير جيولوجي يحذر من حدوث فيضانات بالخرطوم قريبا    ثبات حتى الرحيل .. "أحمد سليمان".. قاضٍ ووزير وقف في وجه الطابور الخامس    للتعامل مع القلق والتوتر بدون أدوية.. 5 أعشاب فعالة في تهدئة الأعصاب    فوائد البنجر الأحمر، كنز طبيعي لتعزيز صحة الجسم    القبض على 3متهمين بغسل الأموال    «القومي لحقوق الإنسان»: حادث المنوفية يسلط الضوء على ضرورة توفير بيئة عمل آمنة ولائقة للفتيات    بنفيكا ضد تشيلسي.. جيمس يفتتح أهداف البلوز فى الدقيقة 64 "فيديو"    «الغالي ثمنه فيه».. مؤتمر لابناء المرحلة الإعدادية بإيبارشية طيبة (صور)    رئيس جهاز مدينة حدائق أكتوبر: تسليم وحدات مشروعي «810 و607 عمارة» قريبًا    الزمالك يهدد ثنائي الفريق ب التسويق الإجباري لتفادي أزمة زيزو.. خالد الغندور يكشف    القيعى: 4 ركلات ترجيح غيرت مصير الأهلى فى الموسم الماضى.. وما تم غباء اصطناعى    موعد اعتماد نتيجة الشهادة الإعدادية بمحافظة قنا    عمرو أديب ل أحمد السقا ومها الصغير: «زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف» (فيديو)    هل سيدنا الخضر نبي أم ولي؟.. الدكتور عالم أزهري يفجر مفاجأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البروفسور علال بوتجنكوت وجديد لقاح داء " ألزهايمر "
نشر في شباب مصر يوم 07 - 02 - 2012

لقد ظل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في المغرب شحيح العطاء إن لم نقل تجاهل شبه تام، لعقولنا المهاجرة التي تغرد في دول المهجر في مجالات سياسية واقتصادية وعلمية، الذين هم بمثابة سفراء فوق العادة لبلدانهم، بل أكثر من ذلك بكثير. فناذرا جدا ما يتناول إعلامنا بتصنيفاته المختلفة، قضايا عقولنا المهاجرة المتميزة بنجاحاتها الباهرة، التي تعمل في دول المهجر بأوروبا وأمريكا وغيرهما.
لقد تجاهل برنامج " بدون حرج " المقدم من طرف Medi 1 TV حول موضوع داء " ألزهايمر " في المغرب ، كما تجاهلت القناة الثانية المغربية 2M في برنامجها Grand angle حول موضوع داء " ألزهايمر"؛ تجاهلا معا وجود عالم وباحث مغربي؛ أحد أبناء المغرب المغتربين بأمريكا، الذي أضحى علامة مشرقة ومرجعا على الصعيد العالمي في مجال البحث حول داء " الزهايمر "، وهو البروفسور علال بوتجنكوت ابن مدينة الخميسات، الذي توج مؤخرا ضمن أول أربعة خبراء مختصين في البحث حول هذا الداء في العالم، وذلك ضمن أشغال المؤتمر العالمي الأخير حول داء " ألزهايمر" الذي احتضنته مدينة هاوي في 13 يوليوز 2010. كما تم تتويج هذا العالم المغربي والعالمي في 23 شتنبر 2010، من خلال منحه بكل استحقاق، جائزة " مارغريث ما كان للبحث العلمي " لمرض ألزهايمر(Award 2010 de Margaret M Cahn de la recherche sur Alzheimer) التي تنظمها سنويا جمعية " ألزهايمر " العالمية، وذلك ضمن حفل أقيم على شرفه بالمناسبة. كما منحته جمعية مغرب ألزهايمر، جائزة خاصة لسنة 2011 لنفس الاعتبار في ندوة شارك فيها بالدار البيضاء بتاريخ 21 شتنبر 2011، بمناسبة اليوم العالمي لداء ألزهايمر(l'association Maroc Alzheimer Award 2011 de).
وللتذكير، فإن القناة الثانية قد أنجزت سابقا روبرتاجا محتشما بنيويورك في 23 ماي 2011 حول هذا العالم الشاب، الذي رفع رأس المغاربة عاليا بين أمم الأرض في مجال بحثه الطبي السيكولوجي، ولم يستشهد به برنامج Grand angle، إذ اقتصر على ذكر اسمه في أقل من ثانية، دون أن ينتبه إليه أحد. فإعلامنا كسول ومهمل إن لم نقل ناقص التكوين والجرأة، وهو في حاجة إلى روح التمحيص و التنقيب في إطار الموضوعية المهنية والحياد الضروريين.
كل ذلك في غياب أي اعتراف أو اهتمام حقيقي بهذا الشاب المغربي، من قبل الجهات الرسمية وغير الرسمية في وطنه الأم، وهو الذي لا يزال مرتبطا بقوة ببلاده، قلبا وقالبا، ويقوم رغم مشاعر المرارة التي يعبر عنها بمحاولات متواصلة من أجل تمتين هذه الروابط خدمة لأبناء جلدته ولجهود التنمية في وطنه وإقليمه، كان آخرها تأسيسه رفقة عدد من رفاقه في الغربة لجمعية أرادها حلقة وصل بينه وبين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الفاعلة في الوطن على مستويين، مستوى شؤون الجالية، ومستوى شؤون البحث العلمي في المجال الطبي وخاصة في مجال الذاكرة وأمراض الانحلال العصبي وعلى رأسها داء " ألزهايمر ". وقد أخذ على عاتقه المساهمة الفعالة في النهوض بالصحة والتنمية بمدينته الخميسات ونواحيها، عبر " مركز التضامن الصحي والتنموي " الذي هو رئيسها الشرفي.
ولمعرفة جديد البروفسور بوتاجنكوت علال، لابد أن نبدأ من البداية حتى نضع القارئ والمهتم في صورة شمولية وواضحة، أقدم ملخصا للحوار الذي أجريته معه، المنشور في عدد من المواقع وعلى رأسها موقع "هيسبريس" 2009، تحت عنوان: د. علال بوتجنكوت : لم نختر الهجرة، بل هي التي اختارتنا "، أو " حوار خاص: جديد الباحث المغربي البروفسور علال بوتجنكوت ( في مجال اكتشاف وتطوير لقاح ألزهايمر Alzheimer بأمريكا ) بباقي المواقع، مع التركيز على مجاله العلمي وبحثه الخاص في تطاق اكتشاف وتطوير لقاح " ألزهايمر " Alzheimer بأمريكا إلى حدود 2011.
يرى البروفسور علال بوتجنكوت أن داء "ألزهايمر" (Alzheimer)، مرض ”انحلالي-عصبي” الذي يتميز بنوعين من التمزق على مستوى الصفائح الهرمية، وانحلالات” ليف-عصبية”.وتبدأ أعراض هذا المرض في شكل اضطرابات على مستوى الذاكرة التي تتناقص مع مرور الزمن .ويصاب المرضى على إثرها باضطرابات في النطق والإدراك، وكذا السلوكات الحركية .ويعاني المريض بهذا الداء من توسع على مستوى البطن الجانبي وثقب في الشقوق الإيحائية، مع انخفاض في وزن الدماغ. وذالك طبعا مرتبط بالتقدم في السن.
لقد بدأ البروفسور بوتاجنكوت علال في الأول بالاشتغال على داء ألزهايمر منذ سنة 2000. هدفه منذ أن كان ببلجيكا بمدينة ”سانت نيكلاس” بكلية الطب ببروكسيل، كان مرتكزا في البداية على الفهم الجيد لميكانيزمات، وكذا الجانب الجيني الوراثي للمرض. من أجل التأكد من عمله هذا، طور وأنتج نموذجين حيوانيين الحاملين لجينات المرض (transgénique). هذين النموذجين، تم استعمالهما من طرف شركة صيدلانية بباريس. لكن أحد هذه النماذج، قدمه في مؤتمر أورون مستريشت (Euron, Mastricht) بهولندا في 2001، وبعد ذلك، قدم النموذج الثاني مصحوبا بعمل آخر حول مرض ألزهايمر؛ وقد هيئ من أجل ذلك خريطة لتوزيع بروتين" طو " (tau) في مختلف نواحي مخ مرضى ألزهايمر بعد موتهم، التي تم مقارنتها مع الحالات العادية. هذين العملين قدما في المؤتمر العالمي لمرض ألزهايمر بالسويد في 2002.
ومنذ ولوجه المستشفى الجامعي بنيويورك، كان يشتغل مع زملائه في شعبة الطب النفسي وعلم الأعصاب ، حول العلاج المناعي (l'immunothérapie) لمرض ألزهايمر. هكذا حققوا ما يريدون في ظرف سنتين التي قضاها بنيويورك. حيث حاول مع رفاقه حل المشكل الذي نتج عن اللقاح الأول لألزهايمر الذي يستهدف ”الأميلويد بيتا”، والذي توقف بسبب تأثيراته الجانبية المتمثلة في ”المينانجيت الرأسي” الملاحَظ عند 6% من المصابين. أما فيما يتعلق بالجديد في هذا الاكتشاف، فقد طور فريقه لقاحا جديدا، والمتمثل في ”بيبتيد متفرع عن الأميلويد بيتا 42 ، والذي يستهدف ”الأميلويد بيتا الخارج خلوي”، وذلك باختزال معدل الأميلويد بيتا بنسبة 46% على مستوى المخ، و بدون تأثيرات جانبية. وكان قد قدم هذا العمل في المؤتمر العالمي لمرض ألزهايمر المنعقد بمدريد عام 2006.
وبعد ذلك تم تقديم أول لقاح في العالم، في المؤتمر العالمي بشيكاكو 2008 ، الذي طوروه ضد باطلوجية الطو (la pathologie Tau) والذي نشر في جريدة علم الأعصاب في 2007 . لكن النموذج الذي استعملوه، لم يكن صالحا جدا ( مثاليا ) لهذا الداء.
وحتى يصبح هذا اللقاح صالحا لعلاج داء ألزهايمر بصفة حقيقية، كما يوضح البروفسور بوتاجنكوت علال، وجب أولا إجراء عدة تجارب أخرى على نماذج تحمل جينية أخرى، حيث يمكن الحصول على نفس النتائج. المشكل هنا هو عدم وجود نموذج حيواني يحمل الجين المثالي للمرض ألا وهو”طو” (Tau) الذي يعتبر أحد الجينات المسببة لألزهايمر (. (Alzheimer
ولحل هذا الإشكال، قام البروفسور بوتجنكوت بتحمل كامل المسؤولية في تطوير هذا النموذج الجيني المثالي، فطور بنجاح، نموذجا جينيا مزدوجا جديدا مثاليا للمرض المتلازم ”طو”. هذا النموذج المزدوج، يعبر عن جينيين للإنسان، المتدخلين في داء ألزهايمر وهما : ”طو ” و "بريسيلين."
لهذا طور نموذجا جديدا، الحامل للجينات (transgénique) الذي جرب عليه اللقاح الجديد ضد "طو"، والذي أعطى نتائج مبهرة مقارنة، مع ما حصلنا عليه في النموذج الأول، خاصة أن هذا النموذج أقرب بكثير بالنسبة للباطولوجيا (pathologies) التي نجدها عند المصابين بهذا الداء. فهذا النموذج قدمه في المؤتمر العالمي بشيكاكو بصحبة رئيس قسم تخصصه في 2008.
لم يكن مرض ألزهايمر متصفا بباطولوجية (pathologie) واحدة بل اثنتان: الصفائح الهرمية (plaques séniles) والطو (Tau): ففي ما يتعلق بالضرر الباقي المتمثل في الصفائح الهرمية الشيخوخية، لقد توصل مع فريقه أخيرا إلى تطوير لقاحه هو الآخر، الذي تم تجريبه على نموذج حيواني المطور للصفائح، هذا اللقاح، ركب بشكل رائع من خلال استعمال لتكنولوجيا عالية والمستعمل عن طريق الفم (oral vaccine). وقد قدم النتائج التمهيدية لهذا اللقاح في المؤتمر العالمي لعلم الأعصاب بسان دياكو (San Diego) 2007 بأمريكا. وبعد سنتين بينت التحليلات أن هذا اللقاح اختزل نسبة 75% من صفائح مخ الحيوانات، الحاملين للجينات المريضة المعالجة (transgéniques)، وكذا بدون نزيف دقيق كآثار جانبي. هذا العمل المتواضع الذي يتشرف في البداية كصاحب اكتشافه الأول، رفقة زميله " فرناندو" الذي ساعده كثيرا، المنشور في المجلة العالمية لمرض ألزهايمر. هذا اللقاح، يعد مناسبا بشكل كبير لتلقيح مرضى ألزهايمر في المستقبل. لكن، قبل الوصول إلى هذه المرحلة، يجب دائما التحقق من باقي الآثار الجانبية. الشيء الذي سيحتاج إلى سنين عديدة قبل المرور إلى المرحلة السريرية I و II و III .
المهم في كل هذا، هو أنهم توصلوا إلى التقليل من الباطولوجيا (la pathologie) لأول مرة، عن طريق الفم بنجاح كبير للجانب الثاني (deuxième lésion) للمرض. وهذا العمل تم إنجازه من طرف مجموعة من الخبراء وعددهم 9 دكاترة، لكن دقة العمل وأجرأته قام بها هو وزميله " فيرنا ندو" .
ففي عام 2009، شارك كذلك في مؤتمر دولي لداء ألزهايمر المقام في فيينا بالنمسا Austria، بين 11 و 16 يوليوز 2009 ، حيث قدم فيه أعمال جديدة. وكالعادة دائما، تم تشريفه بجائزة المشاركة في هذه القمة التي منحها له المؤتمر العالمي لمرض ألزهايمر (ICAD). وفي نفس الوقت، توصل بدعم على شكل جائزة كبرى من طرف جمعية ألزهايمر USA في 4 غشت 2009 ، الشيء الذي سيمكنه من متابعة أبحاثه في المستقبل، من أجل إيجاد حلول لمعضلة الصحة العمومية.
أما في ما يخص نقص المعرفة المرتبط بداء ألزهايمر لدى فئات واسعة، خاصة في عالمنا العربي بشكل عام والمغرب بشكل خاص، وكيف تتقدم الأبحاث الخاصة بالعلاج والوقاية من المرض، يقول البروفسور علال بوتجنكوت: إن الجهل أو نقص المعرفة المرتبط بداء ألزهايمر لدى فئات واسعة خاصة في عالمنا العربي والمغرب على الخصوص، راجع أساسا إلى غياب الكفاءة والالتزام الضروريين لدى المسئولين عن الشأن الصحي والطبي بالمغرب وفي البلاد العربية عموما. وفي ظل عدم تحفيز البحث العلمي والطبي، فإنه من الطبيعي أن لا يحظى المرض بالاهتمام والمعرفة اللازمين حتى في الأوساط الطبية والمهنية. فأغلب الأطباء لا يمتلكون الأدوات والوسائل الضرورية لتشخيص المرض. وليست هناك إحصائيات أو معطيات حوله. بل إن أغلب الدول العربية لا تمتلك حتى مراكز للذاكرة كفيلة بالاضطلاع بمثل هذه المهمة.
يقول: يجب إذن تحفيز البحث حول الموضوع والقيام بدراسات وطنية حوله أولا. ثم القيام بتنظيم ملتقيات وندوات يشارك فيها متخصصون، ويتم نشر نتائجها وخلاصاتها على نطاق واسع، وحتى في الدوريات العلمية الدولية. ليكون لذلك صدى أيضا في وسائل الإعلام التي يجب أن تساهم بدورها في التحسيس بالمرض والوقاية منه. لكن الحديث الذي يتم حاليا حول مرض ألزهايمر في وسائل الإعلام يتم فقط بصفة غير مباشرة وجد محدودة من خلال بعض الحالات التي نتعرف عليها نحن كمتخصصين والتي نشاهدها ضمن برنامج «مختفون» على القناة الثانية، دون أن يعرف أو يذكر أحد أنها تتعلق بداء ألزهايمر، وبعض البرامج الفقيرة الناقصة الغير المهنية حول داء ألزهايمر. وهناك من العائلات التي تستحي حتى أن تعرض مرضاها على طبيب مختص، بل تفضل أن تحبسهم في المنازل أو اصطحابهم إلى بعض معاقل الدجل والسحر والشعوذة، بدعوى الجنون أو الخرف. وهو شيء مؤسف فعلا.
ويستطرد قائلا: لابد أيضا من إحداث بنيات مختصة، بدءا من شعب علمية في الطب وعلم النفس مختصة في الأمراض الانحلالية العصبية، وصولا إلى مراكز استقبال للأشخاص المصابين بهذه الأمراض وعلى رأسها ألزهايمر. كما يتوجب تنظيم لقاءات وندوات لفائدة عائلات المرضى. وقد كان أول من أطر ندوة علمية حول داء ألزهايمر في سنة 2004 بمدينة طنجة. إن الحكومة المغربية مطالبة بتحمل مسؤولياتها في هذا المجال اتجاه المرضى وعائلاتهم واتجاه إيجاد وسائل التحسيس والتعريف والدعم المعنوي والمادي في مواجهة هذا المرض الذي يهم حاليا 26 مليون شخص عبر العالم وينتظر أن يرتفع هذا الرقم إلى 115 مليون شخص في سنة 2050. هذا في الوقت الذي ما زلنا في المغرب نجهل حتى عدد الحالات الموجودة عندنا. يقال أن العدد يقارب 80 ألف حالة في المغرب.
وإذا تم تشخيص داء ألزهايمر لدى مريض ما، يقول البروفسور بوتجنكوت، فلا بد أن تلعب الأسرة دورها الأساسي في مواكبة حالته بدءا من عرضه على طبيب أعصاب أو طبيب نفساني مختص في الاضطرابات العصبية. وذلك حتى يمكن مساعدته والتكفل بحالته في مرحلة مبكرة. فهناك عدة أدوية بإمكانها تأخير تطور الحالة والتخفيف من حدة مضاعفات المرض.
ولقد قدم نصيحة أساسية وجهها إلى الأسر، وهي عدم حبس المرضى أو عزلهم، فمن شأن ذلك أن يفاقم حالتهم، لأنهم في حاجة أكبر وأمس إلى الدفء العائلي والأجواء الاجتماعية والمعاملة الطيبة. كما يجب أن يخضع أفراد الأسرة لبعض الدروس التكوينية من أجل معرفة كيفية التعامل مع المرضى وتقديم المساعدة النفسية لهم.
وبالنسبة إلى تجربة البروفسور علال بوتجمكوت في البحث العلمي حول داء ألزهايمر، وبعد سلسلة اللقاحات المضادة له والتي تمكن من تطويرها ضمن فريق عمل يعمل معه في جامعة نيويورك منذ سنوات، وخاصة منها اللقاح المضاد لباطولوجيا (طو Tau) كأول لقاح توصلوا إليه قبل أن يطوروا لقاحا أخر مضادا للصفائح الهرمية، ثم نموذجا ثالثا للقاحات قاموا بتقديمه ضمن فعاليات المؤتمر العالمي لألزهايمر في سنة 2008 ... هذه التجربة وصلت بهم حاليا في سنة 2010 إلى تطوير لقاح جديد مضاد لباطولوجيا (طو Tau) حقق نتائج مخبرية هائلة، حيث مكن من خفض مستوى المرض بنسبة 58% في أدمغة الفئران المعالجة مخبريا. وقد قام البروفسور علال بوتجمكوت بتقديم هذه النتائج ضمن ندوة صحفية في إطار أعمال المؤتمر الدولي الأخير حول ألزهايمر، والمنعقد في هاواي في شهر يوليوز 2010، إذ توج في 23 شتنبر 2010، بجائزة " مارغريث ما كان Margaret M Cahn للبحث العلمي " لمرض التي تنظمها سنويا جمعية " ألزهايمر " العالمية، كما توج من طرف جمعية مغرب ألزهايمر، بجائزة خاصة بالدار البيضاء بتاريخ 21 شتنبر 2011، بمناسبة اليوم العالمي لداء ألزهايمر.
فلم يبق لنا إلا أن نعتز كثيرا بالبروفسور والعالم الباحث علال بوتجنكوت ونفتخر به، ونثمن عاليا مجهوداته وإنجازاته، ونقدر تضحياته وتفانيه في العمل الصالح في خدمة الصحة العامة في العالم، دون أن ينتظر لا جزاء ولا شكورا ولا اعترافا ولا تقديرا من بلده ووطنه وأمته. يكفيه فخرا أنه معترف به ومتوج عالميا على كل ما قدمه ويقدمه من خدمة للإنسانية جمعاء، رافعا سمعة بلاده عاليا في المحافل الدولية في مجال الطب والصحة العامة. بورك فيه وفي نتائج أعماله ووفقه الله وسدد خطاه.
-------------------
ذ. بنعيسى احسينات - المغرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.