اخبرنا ميمون ابن لبيبة القرداتي فقال : كان يا ما كان ...الحب مالي بيتنا ..والقمح مالي غيطنا.. ومدفينا الحنان.... يوما ما اتسطلت وانا. ...بحار غلبان جدا جدا بسيط , ركبت ياعيني القارب , ونزلت البحر عشان اصطاد قراميط , في ساعة مغارب....وفجأة التقيت الموج بيعلا وخوفت انا ..يادي الهنا ايوة فضل الموج يعلا فجأة , لذا انا تعبت من المفاجأة ...ونزلت دمعتى ... واذا بالموج يبعد قاربي ...عن بلدي وأهلي وأقاربي ... ويطفي شمعتي ... والنوة بعلو صوتها ...فضلت تنونولي وانا تاية فقلب البحر..حتى شعرت اني... في فيلم تيتانيك الجزء الأربعتاشرعشر ..وهبت الريح الشديدة العاصفة والأعاصير , وهطلت الامطار فوقي كأنها عبوات عصير , فتكسر قاربي وظل الموج يزبطني ويمخمطني ويشحططني ويزروطني ويلقطني ويفلقطني ويبططني وينططني ..الى ان رماني على جزيرة غريبة لونها بحلقي ...وشجرها فسدقي .....نزلتها و لقيت يافطة مكتوب عليها (نم نم البلد 2 كم.. النقل الثقيل يلزم اليمين) فقلت ماشي..وفضلت ماشي......ماشي ماشي ...ماشي ماشي...ماشي ماشي الى ان دخلت حارة ضيقة ....وفضلت ماشي ماشي ...ماشي ماشي ..الى ان وجدت ..مشبك غسيل مرمي ع الارض.. ثم نظرت فوقي فوجدت واحدة ست بتقولي ( والنبي يا ابني ناولني المشبك دة )...فقلت لها حاضر يا حجة وطلعت خبطت على باب شقتها واديتها المشبك واذا بالراجل جوز الست دي يقول لي : تعالا يا ابني اتفضل ...كتر خيرك انك جيبتلنا المشبك من تحت ...فدخلت داره وقلت له : على ايه يا حج دي كلها حاجات بسيطة ... فقال لي : اصل احنا ما بنقدرش ننزل تحت يا ابني انت عارف انا قاعد على كرسي بعجل ومراتي السلم بيتعبها فقلت له: اه يا حج السن له حكمه برضه فقال لي: يا ريت الموضوع موضوع سن يا ابني ....فقلت له : يعني حضرتك مشلول ومحتاج حد يجيبلك كل حاجة ويراعيك وكدة فقال لي: يا ريت الموضوع موضوع شلل يا ابني ( وعرى رجليه ) ..فنظرتو إاليه ..فلقيته معندوش رجلين ..فسألته : حادثة دي يا حج ؟....ياساتر ...ربنا يعافيك ....فقالت لي زوجته ال جيبتلها المشبك ضاحكة : حادثة ايه يا ابني دا انا جارتي ال جمبي ...استلفت رجلين جوزي لاتنين علشان تعمل بيهم شربة مواسير ...وعلى ما تقبض اول الشهر ترجعهم لنا ...اصل جوزها بيموت ف الرجلين المسلوقة ) ....وهنا ابتسم الحج ثم اكمل الحوار قائلا : عيال الايام دي مالهمش مزاج ف الاكل زينا زمان ...فاكرة يا حجة زمان ايام ماكنا بناكل ...كنا لامؤاخذة الجيل كله يموت ف الايدين المسلوقة ...وكان ساعتها الاغاني كلها بتتكلم على الايادي ...كان زمن جميل سمعنا فيه اغنية ( كم لنيلك من ايادي ) واغنية ( اقطفها باديا وما تجرحش اديك ) ( وحبك يا سيدي ماهوش بايدي ) ( وهات اديك تحضن بلمستهم اديا ) و ( لو كان بايدي كنت افضل جمبك ) كات الاغاني ليها طعم...الله يرحمك يا ابو دراع كنت مغني أصيل ...انما دلوقتي العيال مركزين ف الرجلين وبيحبوها ..وحتى اغانيهم ما بقالهاش طعم زي زمان ..تسمع دلوقتي ( كعبه كعبه وقاتلتي ترقص حافية القدمين ولامؤاخذة بز رجلي بيوجعني ) وحتى مسلسلاتهم بقوا بيتابعوا مسلسل واحد بس ..( ابو رجل مسلوخة)... ما فيش الا هوا عندهم ...فردت عليه الحجة زوجته فقالت : انت عايز تجيب زماننا زي زمانهم يا حج ...ايش جاب لجاب ...دا احنا جيلنا كان بيحب ينم نم ف الصوابع كدة ويمزمز ف الضوافر والانامل عشان كدة سمونا بلاد نمنم ..كان لنا مزاج ف الاكل ....فرد عليها الحج قائلا : الله يرحم زمن الفن الجميل بقا ..ثم وجه كلامي لي وانا ارتجف خوفا فقال : انت لازم تتغدى معانا النهاردة بقا ....فقلت له ( في صدمه ) : ايه ؟ غدا ؟ لا معلش اعفيني انا عامل دايت ....فقالت ليا الحجة : دة احنا عاملين اكل كله خفيف مش حاطين غرا كتير ع الاكل ...فبلعت ريقي خوفا وقولت : غرا ؟ انتو بتحطوا ع الاكل غرا ( ثم حدثت نفسي قائلا : يمكن قصدهم الغرا ال بيكون ف الفول ؟ )..فأجابني الحج جوزها مندهشا منتفشا : اه طبعا هيا الاكلا تحلا الا بشوية غرا مبغبغين يحلوا شربة عضم المرحوم .... ( ثم نادي ع الحجة مراته قائلا : سنان الصبي استوت يا حجة ؟ ...فقالت له الحجة : اه ونزلتها من بدري من ع النار.. عاملالكو طاجن سنان صبي عنده اربعتاشر سنة شمورت انما ايه ...هتاكلوا لسانكو وراه ...ففكرت بجلد , في حيلة اهرب بيها ..من هذا البلد.. فقلت لهم : ياه انا محفظتي وقعت مني ع السلم.. انا نازل اجيبها ...فقال لي الحج : ممكن ما تلقهاش دلوقتي ...هيا كان فيها كام ولامؤاخذة ؟... فارتبكت وساعتها وما ردتش , فقال ليا الحج : طب معلش ..لومحرج مني و مامعكش ضوافر عشان تروح ...انا معايا ضوافر فكة والناس لبعضيها ...فقلت له ( بفزع ) : طب ممكن ابص علي محفظتي ياحج لو سمحت؟ ...فقال ليا الحج : انزل بص ...ولو ملقيتهاش اطلع لنا جري نغديك ونديك كام ضوفر تروح بيهم ...انت ابن حلال اوي واحنا ارتحنالك ... وهنا يكمل ميمون كلامه قائلا : فنزلت وخدتها ..جري جري... لحد ما وصلت للشط المذكور ...وأستجمعت قطع قاربي المكسور ...وفجأة وجدت راجل شكله طيب أوي وأمير ..فقلت له ما اسمك فقال ليا : اسمي أمير ..فقلت له بص لو سمحت ...ممكن بعد اذنك طلب بسيط .....فقال ليا اتفضل ثم التفتا ليا ..فقلت له لو ممكن يعني.... ألزق بيك ..القارب بتاعي؟...فقال ليا اه طبعا اتفضل لزق بيا ..فأخذت ألزق قاربي ...المتهتك المكسور ...حتت بالاستاذ أمير - حتى صلحته ونزلت ...البحر ومشيت بسرعة رهيبة...تتعدى الألف أمبير ...وعدت الى بلدي وانا... صاغ سليم وسعيد - بعد ان قد كتب الله ....ليا عمر جديد ...والختام