فيتو داخل الوزارات في أول يوم عمل بعد استقالة الحكومة.. ارتباك في الدواوين.. الوزراء على مكاتبهم من السابعة صباحا.. نشاط مكثف ل مدبولي ووزراء النقل والعمل والري والزراعة    بملابس الإحرام، تعليم الأطفال مبادئ الحج بمسجد العزيز بالله في بني سويف (صور)    الخشت يتفقد لجان امتحانات الدراسات العليا بكلية الإعلام    جامعة حلوان تحتفل بحصول كلية التربية الفنية على الاعتماد الأكاديمي    محافظ القليوبية يناقش طلبات استغلال أماكن الانتظار بعددٍ من الشوارع    الخميس.. 40 طلب إحاطة على طاولة «محلية النواب» بحضور محافظ الدقهلية    الزراعة تبحث استنباط أصناف تصنيعية جديدة من الطماطم    ارتفاع المكرونة السويسي وتراجع البلطي بسوق العبور اليوم الثلاثاء    أول يوم عمل بعد استقالة الحكومة، وزيرة الهجرة تباشر عملها من ديوان الوزارة    مسؤولو الإسكان يتفقدون مشروعات خدمات المواطنين بمدينتي الشيخ زايد و6 أكتوبر    "تموين الإسكندرية" تعلن عن أسعار اللحوم في المجمعات الاستهلاكية لاستقبال عيد الأضحى    البورصة تواصل الصعود بمنتصف تعاملات اليوم    وزير التعليم العالي: مصر لديها 3.5 مليون طالب جامعي    الصحة الفلسطينية: 71 شهيدا بقطاع غزة خلال 24 ساعة    وزيرا خارجية أمريكا والمغرب يبحثان هاتفيا مبادرة وقف إطلاق النار في غزة    سامح شكري ونظيره القبرصي يعقدان مباحثات ثنائية بالقاهرة    الطريق إلى كأس العالم، مواجهات مثيرة للعرب في تصفيات أفريقيا    ضياء السيد ينتقد حسام حسن لعدم ضم هؤلاء اللاعبين لمنتخب مصر    أخرهم أفشة.. الزمالك يسعى لخطف مطاريد الأهلي «الخمسة»    النني: الروح جزء من الحمض النووي ل أرسنال    حسام حسن: أوافق على اللعب للزمالك.. وسعيد بمنافسة بيراميدز في الدوري    ضبط 14 طن دقيق مهرب خلال حملات تموينية على المخابز خلال 24 ساعة    انهيار أسقف عقار مكون من 5 طوابق فى الإسكندرية- صور    نفوق 40 رأس ماشية داخل حظيرتي مواشي بالفيوم.. «الداخلية» تكشف التفاصيل    «الداخلية»: ضبط قضايا اتجار في العملة ب26 مليون جنيه    إصابة 9 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة ميكروباص فى الجيزة    إصابة 9 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص بالجيزة    استمرار ضخ السلع في المنيا بأسعار مخفضة.. وحملات تفتيش ورقابة على الأسواق    انطلاق الأنشطة الصيفية للأطفال بفرع مكتبة كفر الدوار بالبحيرة    «القومي للمسرح والموسيقى» يحيي ذكرى ميلاد «الساحر» محمود عبد العزيز    توقعات برج الحوت على كافة الأصعدة في شهر يونيو 2024 (التفاصيل)    ترقية 20 عضوا بهيئة التدريس وتعيين 8 مدرسين بجامعة طنطا    البمبوطية والفلكلور النوبي..«مواهبنا مستقبلنا» تصل الإسكندرية بتجارب المسرح والأداء الحركي    أيمن عبدالرحمن يبدأ اختبارات ورشة التأليف بمهرجان المسرح المصري    9 أفلام مجانية بقصر السينما ضمن برنامج شهر يونيو    داعية يوضح اعمال من البيت تعادل ثواب حج وعمرة كل يوم    هل يجوز ربط الأضحية عند الذبح؟.. «الإفتاء» توضح    دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة.. «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة»    "أهل بلدك أولى".. الإفتاء تحذر من إعلانات تروج لذبح الأضاحي في دول إفريقيا    إطلاق قافلة طبية في قرية دير السنقورية بالمنيا لمدة يومين.. كشف وعلاج بالمجان    إحالة 26 عاملا للتحقيق في حملات تفتيشية على الوحدات الصحية بالمنيا    رئيس جامعة سوهاج يجتمع مع الشركة الوطنية للانتهاء من استلام وتشغيل مستشفي الجراحات التخصصية    محافظ أسيوط يتفقد أعمال تنفيذ مشروع إنشاء وتطوير مستشفى ساحل سليم النموذجي الجديد    أوكرانيا تضرب نظاما صاروخيا داخل روسيا باستخدام أسلحة غربية    قبول دفعة جديدة من طلاب المدارس الإعدادية الثانوية الرياضية بالقليوبية    ردا على مبابي.. برشلونة يقترب من حسم صفقة الأحلام    وزير العمل يلتقى مدير إدارة "المعايير" ورئيس الحريات النقابية بجنيف    انطلاق أعمال القمة الكورية الأفريقية الأولى بمشاركة وزيرة التعاون الدولي    أصعب يوم في الموجة الحارة.. 5 طرق تجعل هواء المروحة باردا    إدارة الغردقة التعليمية تعلن عن فتح باب التظلمات لمراحل النقل    سيف جعفر: أتمنى تعاقد الزمالك مع الشيبي.. وشيكابالا من أفضل 3 أساطير في تاريخ النادي    بالفيديو.. عضو "الفتوى الإلكترونية" توضح افضل أنواع الحج    أخبار الأهلي: كولر يفاجئ نجم الأهلي ويرفض عودته    قصواء الخلالي: لا للوزراء المتعالين على الإعلام والصحافة في الحكومة الجديدة    إجلاء نحو 800 شخص في الفلبين بسبب ثوران بركان جبل "كانلاون"    بسبب الحرب الأوكرانية.. واشنطن تفرض عقوبات على شخص و4 كيانات إيرانية    الأمم المتحدة: الظروف المعيشية الصعبة في غزة تؤدي إلى تآكل النسيج الاجتماعي    ستولتنبرج يجيب على سؤال صعب عن مواصلة الولايات المتحدة دعمها لأوكرانيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيها الشباب أنتم أمل مصر ومستقبلها..
نشر في شباب مصر يوم 31 - 07 - 2018


الدكتور / رمضان حسين الشيخ
الشباب هم براعم الربيع لشجرة المجتمع، هم كالبذور المخفية في الزهور والنوى التي تحملها الثمار، وإن الحياة المشرقة والمزدهرة سوف تولد من هذه البذور والنوى، الشباب يعني المستقبل، ومستقبل أي أمة بدونهم يعتبر منعدماً. وإذا كان نقل قيم الأمة الإنسانية إلى الأجيال القادمة عبئا، فالحامل المقدس لهذا العبء هم الشباب.
وعلى إثره يجب ضمان وجود شباب أقوياء من كل الجوانب. شباب ذي أخلاق نبيلة، وقلوب شجاعة، وعقول واعية ومشرقة. يقول الراوي المعروف جورج دونالد: "تنتهي وظيفتنا في الحياة عندما نتوقف عن فهم الشباب". أي أن الشباب هو المجهول الذي يجب معرفته، وكلمة السر لباب المستقبل التي يجب إيجادها.
إذا قارنا هذا الزمان بالشجرة، فإن ماضيها هي الجذور، ومستقبلها هو الثمرة، وللحصول على ثمار ناضجة من شجرة هذه الأمة يجب أن نوجه الشباب إلى شمس الحق والحقيقة. يقول المؤرخ المعروف ويليام سنلمان: "التخلي عن الشباب كترك الحقل لوحده دون اهتمام، فينمو فيه الشوك والنبات الطفيلي"، أي أن روح الشباب يحتاج إلى عناية خاصة، ومشاعرهم، وأفكارهم، وأحاسيسهم تحتاج إلى اهتمام ومراقبة.
إن الأمة تبدأ بفقدان هويتها عندما ينحرف شبابها عن الأخلاق والسلوكيات الأصيلة، فتملؤهم الشهوات الهابطة، ظنا منهم أن هذه الشهوات تشبع ظمأهم فيكونون مثلهم كمثل العطشان في صحراء قاحلة يعرض عليه ماء البحر فيزيد عطشاً بدلا من إروائه، فعلينا أن نبعد الشباب عن هذه الغرائز والمسكنات الدنيوية الفانية كما نبعد النار عن البارود، لأن تدهور أوضاع الشباب وانحطاط أخلاقهم لا يدمرهم وحدهم وحسب، بل يسبب انحطاط الأمة بأكملها.
إن التربية والتعليم هما العنصران الأكثر أهمية في تنمية الشباب المثالي، وإذا لم تتبن مؤسسات التعليم منهج الإرشاد إلى القيم الأخلاقية والشعور بالأمة الواحدة فسيكون الشباب الناشىء في هذه الصروح التعليمية في عداد المفقودين. فالذي يريد أن يفتح الدائرة الكهربائية لتنوير المجتمع، يجب عليه أن يأخذ مصابيح عقول الشباب ضمن أولوياته، حيث أن تطور المجتمع وازدهاره لا تتحققان إلا بتلك العقول والأفكار الشبابية التي تنتمي إلى ثقافة أمتها.
وبناء عليه فإن الثقل الكبير يقع على عاتق المربين والمعلمين، إذ يجب عليهم أن يكونوا مثل الطير الذي أطلق جناحه لضم الشباب وتعزيزهم بالأمل والمثابرة، فلا يخفى علينا أن الشباب بحاجة إلى من يخاطب قلوبهم قبل عقولهم. إذن، آمالنا التي نريد تحقيقها في المستقبل تعتمد اعتماداً كلياً على كيفية بنائنا للشباب، وتوجيه سلوكهم وطريقة تفكيرهم ، فالشمس لن تشرق على مستقبل أمة فقد شبابها الأمل، والعزم، والغيرة والهوية، إذن سيعم الضباب، ويعمي أفقهم، ويريهم المستقبل غامضاً ومظلماً.
أما الثقل الأكبر فيقع على عاتق الشباب أنفسهم، حيث إن تثقيف وتطوير الذات عندهم أمر حتمي لابد منه والتي تترتب عليه أمور مطلوبة يجب أن يتم مراعاتها وتحديدها. فعلى كل شاب وشابة أن يقوموا بالتحليل الذاتي، وإثبات ما يمكنهم القيام به، لأنه مع تقدم العمر يجب التركيز على المجالات الذي سيتم التعمق بها، وبالتالي تكثيف الجهود عليها. وفي نفس الوقت تشخيص الأسباب التي تشكل عائقاً أمام نموه، وترقيته، وإيجاد السبل التي يمكن من خلالها التخلص من تلك الموانع بصورة تدريجية.
إن تقرير ما يهدف إلى تحقيقه الشباب على المدى القصير والطويل لهو أمر في غاية الأهمية، ولا يتم ذلك إلا بتمحور التعليم حول أسلوب الحياة بحيث يكون التعليم الثانوي والمسلكي والترفيهي موازياً للتعليم الديني والثقافي. وينصح لتلك الشخصية المتعلمة الطامحة للنجاح والمتحركة نحو الهدف المنشود مراعاة بعض الأسس المؤهلة التي تجعله محافظا على مساره:
• أولأ: دفع الطاقات الدراسية والبحثية باتجاه المسار المختار والمحدد، لأن التعامل مع شيء مختلف يومياً يكون مساوياً لعدم القدرة على القيام بأي شيء.
• ثانياً: تدوين مختصرات ما يطالعه الطالب للبحوث مع مصادره في دفتر ملاحظاته اليومية بصورة مستمرة، حيث إن هذه الملخصات تساعده على التطلع إلى آراء الباحثين المختلفة في المجال الواحد وعدم الاكتفاء بما يصلون إليه من نتائج فحسب، بل يمكن للطالب استنتاج أفكار جديدة في ذلك المجال، والذي لم يتوصل إليه الباحثون أنفسهم.
• ثالثاً: التعمق في مواضيع المجال الذي يتعامل معه، وذلك له طريقان: إما تدريس الموضوع، أو الكتابة حولها.
• رابعاً: التعاون مع من لديه مجالات متشابهة، وذلك بتكوين مجموعات دراسية يقوم فيها الشباب بقراءات مسبقة لمواضيع محددة ثم الاجتماع ومناقشتها، فتساهم هذه الدراسة في خلق جو من الاهتمام المشترك.
• خامسا: الاستماع إلى الأشخاص الذين لديهم تأثيراً إيجابياً على المجتمع بحياتهم وأعمالهم، ومحاولة أخذ النصائح منهم في المسائل اللازمة.
• سادساً: التدريب على اكتساب أسلوب الخطابة الصحيح والدقيق والمؤثر، فالكلام هو أفضل وسيلة للتواصل مع الناس، ويراعى في ذلك الفصاحة التي تتطلب معرفة القواعد اللغوية، والاستفادة من الكتب التي كتبت حول هذا الموضوع. ولا يخفى أيضا الفائدة الكبيرة من الممارسة عن طريق إلقاء خطب قصيرة في الأماكن، والأزمنة المناسبة وبدون تردد أو خوف.
• سابعاً: تجنب الدخول في المناقشات والجدل مع أناس في مواضيع غير لازمة، لأن مناقشات من هذا النوع تؤدي إلى هدر الطاقات، وتتحول في الغالب إلى مبارزات كلامية هدفها التغلب في معركة الخطابة مما يسوق المناقشين أحيانا إلى إبداء آراء في مواضيع ليس لهم فيها علم بتاتاً.
• ثامناً: تجربة السفر والسياحة وذلك حسب الإمكانيات المتاحة. فهذه التجربة تعلم الشباب الكثير من المهارات الحياتية، وذلك من خلال التعرف على ثقافات العالم المختلفة، ورؤية الأماكن التاريخية التي تفتح القلب والعقل، كما تساعد على توسيع الدائرة الاجتماعية حيث يمكن للشباب الالتقاء بالعديد من الناس الجدد، وكسب العديد من الأصدقاء، والاستفادة من خبراتهم، فتساعد بذلك في بناء الثقة بالنفس وتعزيز الاستقلال.
• تاسعاً: الابتعاد عن الغضب الذي يمهد الطريق إلى الاستعجال في أخذ القرارات المصيرية، فعليه يجب تربية النفس بحيث يكون الحب، وروح التسامح، وحسن الظن من أساسيات تعامل الشباب مع الآخرين.
• عاشراً: تقييد العلاقات مع الجنس الآخر، فالميول إلى الجنس الآخر أمر طبيعي وفطري، ويتطلب التحكم بها، وحفظها في دائرة الحلال، لأنه بعكس ذلك - وإضافة للحرمان من التوفيق الرباني- فإن هذا الأمر سوف يشغل حيزاً كبيراً في حياة الشباب اليومي، ويصبح سداً منيعاً أمام تنميتهم تنمية صحيحة.
• حادية عشر: الدعاء المستمر إلى الله، والشكر، والتوبة الدائمة من الأمور التي يجب أن تدخل حياة الشباب اليومية، والحرص على استخدام ساعات اليوم بصورة سليمة، والأخذ بنظر الاعتبار الراحة الكاملة عند النوم.
وأخيراً.. فإنه على الشباب مع مراعاة كل ما سبق عدم نسيان حقيقة أنهم طلاب في مدرسة تسمى الدنيا، وهم يسيرون في طريق اسمه الحياة، فالشباب الذين يعيشون كل لحظة من لحظات هذه الحياة وكأنها الأخيرة، وبصورة هادفة وذات مغزى ومعنى، ومؤمنين بأنهم أصحاب رسالة يخدمون بها دينهم ووطنهم وأمتهم، وأن هناك حياة خالدة سرمدية بانتظارهم فسوف يزيد نشاطهم وعزمهم وتغمرهم السعادة التي توحي بالسعادة الأبدية، وسيكون لهم حتما جواباً غير جواب الظالمين أنفسهم عندما تسألهم الملائكة: "فيم كنتم؟".
الدكتور / رمضان حسين الشيخ
باحث وكاتب في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة
الخبير الدولي في التطوير الاداري والتنظيمي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.