قال أحد الشعراء الحكماء : لو كل كلب عوى ألقمته حجرا ** لأصبح الصخر مثقالا بدينار .. تذكرت هذا البيت الشهير عندما لاحظت مواقع التواصل الاجتماعى ومنها الفيس بوك وتويتر وهى تعج بمئات الصفحات التى أنشأها بعض الملحدين وأعداء الاسلام خصيصاً لأجل سب نبى الرحمة وقذفه رسماً وتعبيراً.. كما ومئات الصفحات المُسيئة حتى للفظ الجلالة سبحانه وتعالى. وقد هالنى انبراء البعض منا وبقصد الدفاع عن ديننا ونبينا وعن مقدساتنا وعن اسم الجلالة الأعظم ذاته بالتنويه عنها بصفحاتهم الاليكترونية وبالصحف الورقية بغرض لفت الانتباه اليها بالاشارة الى مدى جرم هؤلاء وضرورة الرد عليهم دفاعاً عن الاسلام ورموزه ومقدساته وكأننا فى معركة حقيقية .. وهذا غير صحيح .. ان المعركة الحقيقية ياسادة لابد لها من أطراف محددين الهوية وأفكار تدور حولها رحى المعركة .. لكن أن تنشأ رداً على سباب بلا منهج ولا منطق ولا أفكار يُقتنع بها أو يُردُ عليها فهذا محض هراء ولن نغنم منه الا اشهار هؤلاء ومنحهم قدراً بالاهتمام لايستأهلونه بل ولفت نظر الأخرين اليهم وكأننا نحن أداة من ضمن أدوات الاساءة الينا ذاتها وبسوء تصرفنا وجهلنا .. لقد منعنا سبحانه وتعالى ألا نرد على هؤلاء فيسبوا الله عدواً بغير علم وذلك بقوله تعالى فى سورة الأنعام ((وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) )) والأية واضحة فى منع هذا حتى لانزيد فى لفت الانتباه اليهم أو دفعهم للاستمرار فى هذا السب والعدوان .. لو تركناهم ياسادة ينعقون كما الغربان بلا أدنى اهتمام بهم فلن يقرأ لهم ثمة أحد الا من هم على شاكلتهم بينما لو التفتنا اليهم وبحسن قصد للدفاع عن ديننا ومقدساتنا فانما نزيد من قدر سبابهم ونعلى من ضئالة قدرهم ونلفت نظر الأخرين اليهم الذين لم يأبهوا بهم من قبل لكنهم قد انتبهوا اليهم باهتمامنا نحن فى الأساس بهم.. ونكون بحق قد أسأنا لاسلامنا ونبينا وربنا سبحانه المنزه عما قالوا وسبُّوا .. لن ينال من الاسلام ولا من تعداد معتتنقيه هراء كل هؤلاء ولن تزيد قوة الدعوة اليه بالرد عليهم بل بأفعالنا الحسنة وصحيح اتباع مناهجنا وعقيدتنا فنكون قدوة للمُتبع ودعوة صدق للمُبتدع.. ان مثل من يسب بلا مضمون مثل من ينتصر لضعف حُجته بقوة لسانه .. لاتطالبوا المسلمين ياسادة بالمخالفة للأية المحكمة السالفة بالالتفات الى تلك الصفحات ومطالبتهم بغلقها .. لأن هؤلاء قد بلغوا من الحقد والدهاء ماجعلوا هذا الأمر مستحيلاً بالاتفاق مع أصحاب المواقع أنفسهم عن طريق حجب روابط امكانية الحظر والغلق لها لتمكينهم من مواصلة الاعتداء والسب بلا مُكنة من حظر صفحاتهم او غلقها .. ولم لايكون هذا حقيقة والملاحدة والكفار ذوى ملة واحدة لاتختلف كثيراً.. دعوهم ياسادة ينبحون كما يشاؤون .. أريحونا ياسادة من استمرار لفت انتباهنا والأخرين الي عواء الكلاب..