قال الشيخ الدكتور محمود اسماعيل عالم أزهرى ومسئول الصفحات الشرعية المتخصصة بموقع إسلام أون لاين إنه أحد الذين رأوا مريم العذراء مئات المرات بقلوبهم، وإن السيدة مريم تسكن جوانحنا إلى الأبد، وإن ظهورها فى قلوب المسلمين هو المعنى الحقيقى للإيمان بامرأة عظيمة خلد الله اسمها وذكرها فى قوله تعالى: (يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ)، وقال فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أفضل نساء الجنة أربع: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة ابنة محمد، وآسية ابنة مزاحم). وأوضح الشيخ اسماعيل فى اتصال هاتفى ل«الشروق» إنه لن يتجاهل شعور أحد يرى من وجهة نظره أنه رأى مريم العذراء «وأضاف أنه لا يمكن له أن يشكك فى رأى الكنيسة الإنجيلية المقتنعة كليا بوجود نوعين من التجلى أو الظهور الإلهى المرتبط بالكتاب المقدس. وانتقد إسماعيل حملات السخرية العلنية، والتهكم على اعتقاد قطاع واسع من المصريين فى ظهور العذراء من عدمه، بحجة إنها ضرب من الخرافة والسفه، لأن ذلك يعد تجاوزا غير مقبول فى وسائل الإنكار والتغيير. وأضاف: «ليس مطلوبا من مسلم أن يصدق الأقباط فى طقوسهم مادام أن ذلك لا يتوافق مع معتقداته التى يؤمن بها ويدافع عنها، لكن إظهار الاستهانة أو التحقير لهذه الطقوس يعكس شعورا بالتعالى غير المبرر». وطرح الشيخ اسماعيل بعض التساؤلات: «ماذا لو ثبت أنها لم تظهر؟.. هل نكفر بها ونبحث عن غيرها؟.. وهل الأقباط أنفسهم بحاجة إلى القول بظهور السيدة مريم لتثبيت الأقباط على ما هم عليه؟.. وهل يعتمد الإيمان أصلا على مثل هذه الأمور؟». وردا على سؤال أحد زوار موقع «اسلام أون لاين» حول ظهور السيدة مريم العذراء، وهل كمسلمين يمكن اعتبار ما حدث هو نوع من التبشير أو التنصير بيننا؟، قال: «لقد دعانا الإسلام إلى الاعتراف بالرسالات السماوية، وأمر المسلمين بأن يؤمنوا بجميع الرسل وجميع الكتب التى أُنزِلت كما أنزلها الله سبحانه وتعالى»، وحذر من التجاوزات الشرعية الخطيرة التى لا يراعيها بعض الذين يستحلون فعل أو قول أى شىء على (الآخر) تحت ستار أنه كافر وأن الكافر لا حرمة له. وأوضح أن الدخول فى متاهة الجدل بين أنصار هذا الدين وذاك، والدخول فى دوامة المهاترات والسب واللعن عبر أجهزة الإعلام والمنتديات ومواقع الإنترنت، لا يعبر إلا عن ضعف وقلة حيلة ولا يجر سوى التدنى وتضييع الوقت والجهد، والانزلاق نحو فخ مقصود نهينا عنه ابتداء فى قوله تعالى: (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) سورة الأنعام: 108.