جليلة خليفة - المغرب بورد الأمنيات لكم الرائعين و الغالييين،المحبين للآخر كيفما يكون نوعه و فكره. _ لرأس السنة الأمازيغية و التي تبدأ يوم 12 يناير بالتقويم الجريجوري،طقوس تُبرز الاحتفاء بخصوبة الأرض و بأحلام و أمنيات الشعوب،بأن تكون السنة الجديدة خصبة كثيرة الهبات.فالاحتفال له قدسيته في المغرب و في دول شمال لإفريقيا و غربها،و حيث يوجد شعب الطوارق عامة،و له ارتباط بالأرض كبوابة للعطاء و السلام. فالاحتفالات منعت وجرى قمعها بكل الطرق في بقاع مختلفة،لكنها أصبحت رمزا من مظاهر النهوض بالثقافة الأمازيغية العريقة و فرض الهوية كموروث جماعي.و توهجت بعد أن أصبحت اللغة الأمازيغية في المغرب لغة رسمية للجميع بعد نضال طويل،كرصيد مشترك لكافة المغاربة تلاحما،بقانون يحدد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية،و إدماجها في مجال التعليم. ومظاهر الاحتفال ببداية السنة الأمازيغية كثيرة في المغرب،لكن أهمها سهرة طويلة على رقصات أحيدوس الجماعية و أحواش و غيرها،خاصة في اليوم الأول حيث تحمل النساء قليلا من "تاكلا" أو "بركوكش" غير مملح إلى مكان خارج القرية،ثم ينصرفن دون أن يتكلمن بعد وضعه في مكان معلوم وتسمى هذه العملية "أصيفض" أي إطعام الجن نفسه،و هي في الأصل مشاركة الجميع بإطعام محتاجين خفية،و خاصة من يستحون من طلب المساعدة.فهي في النهاية طقوس معبرة عن التضامن الاجتماعي،خاصة أن المناسبة تتزامن مع فصل الشتاء وندرة المؤونة في البيوت،مما يفرض على الناس التضامن مع بعضهم في تدبير طعامهم. و من الأطباق الشعبية الجماعية بامتياز،طبق الكسكس بلحم الدجاج،أو باللحم و سبعة أنواع من الخضر،و هو شهير في المغرب بكامله.كما أن هناك أكلات أخرى مثل "تاكلا" (العصيدة بالزبد والعسل،و"أوركيمن عبارة عن حساء من الخضر، و"إينودا"،أي أطباق من الفواكه الجافة المكونة من لوز وجوز وزبيب وتين وفول سوداني مع بعض. وشهور السنة الأمازيغية هي ينير (يناير)، وفورار (فبراير)، ومارس (مارس)،وإيقرير (أبريل)، وماقو (مايو)، ويونيو (يونيو)، ويوليو (يوليوز)، وغوشط (أغسطس)، وشتونبر (سبتمبر)، وتوبر (أكتوبر)، ووانبر (نوفمبر)، وجنبر (ديسمبر). و هي نفسها أسماء شهور السنة في المغرب،كما هي نفسها عند الأشقاء في الجزائر و تونس وجزر الكناري و غيرهم، إلى واحات سيوة و ليبيا التين تحتفلان رسميا هذا العام لأول مرة. فسنة كلها أمل في خصوبة الأرض و القلوب،و بتحقيق أحلامنا جميعا في التعايش تحت راية المحبة و العمل المشترك،عشقا لأرض تحملنا أحياء و أمواتا بسعف الوحدة لأجل التقدم بالسلام. _ جليلة_