يحتفل أمازيغ المغرب بعيد رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2964، اليوم الثلاثاء، وفقا للتقويم الأمازيغي، الذي يُطلق عليه عيد (أسكاس أماينو)، ووفقا للترجمة العربية للكلمة فإن أسكاس تعني العام، وأماينو تعني الجديد، وهو أشهر وأهم أعياد الأمازيغ. يوم المصالحة تبدأ احتفالات المغاربة بعيد رأس السنة، مساء يوم 12 يناير، حيث تجمع العائلة على العشاء، ويكون الطبق الرئيسي فيه "الكسكس بالدجاج والخضروات" ثم الشاي الأخضر الذي يقدم بعد العشاء بطقوس احتفالية جميلة، ويسمى هذا اليوم ب"يوم المصالحة" حيث يتصالح فيه المتخاصمون قبل بداية العام الجديد. أما التقويم الأمازيغي فهو تقويم شمسي، تقسم فيه السنة الأمازيغية إلى 12 شهرًا (يناي - خبراير - ماغريس - أيقرير - ماقو - يونيو - يوليوز - غشت - شوتنمبر - توبر - نونبر - دجنبر)، ويكون أول أيام السنة الأمازيغية في الثالث عشر من يناير. ويلاحظ تشابه أسماء الشهور الأمازيغية مع أسماء الشهور الميلادية، ويعتقد البعض أن الأمازيغ أخذوها من الرومان ويرى آخرون عكس ذلك. جلوس الملك وقصة اتخاذ قبائل الأمازيغ هذا اليوم عيدا لهم، تعود إلى يوم ذكرى جلوس الملك الأمازيغي "شيشينق الأول" على عرش مصر عام 950 ق.م. ويعتقد غالبية الأمازيغ أن «شيشينق» انتصر على رمسيس الثالث في معركة حربية، احتل بعدها مصر وجلس على عرشها، إلا أن هذا الاعتقاد خالفته وقائع تاريخية عدة. والتاريخ يؤكد أن شيشينق ولد في مصر بعد وفاة رمسيس الثالث بأكثر من 200 سنة، وهو يمثل الجيل السابع للمهاجرين الأمازيغ الذين استوطنوا غرب مصر في عهد الملك "رمسيس الثالث". وكان شيشينق ضابطا بالجيش المصري، وترقى في المناصب حتى أصبح قائدا للجيش (وزيرا للدفاع) في عهد آخر ملوك الأسرة ال21 "بسونس الثاني"، الذي زوجه من ابنته، ما جعله يتولى حكم مصر سلميا بعد وفاته، مؤسسا الأسرة 22. أكلة رأس السنة يعد "الكسكس" أشهر الأكلات الأمازيغية على الإطلاق، حيث يأكلونه بديلا عن الأرز والمكرونة، ويصنعونه من دقيق القمح أو الذرة، ويأكلونه كل يوم جمعة، أما ليلة رأس السنة فيعد "الكسكس بالدجاج والخضروات السبعة"،هو الوجبة الرئيسية التي تجتمع عليها العائلة. وقبل البدء في الأكل يتمنى كل منهم أمنية يرغب في تحقيقها في العام الجديد، ويحرصون على وضع "نواة زيتونة" داخل الطبق الكبير، ومن تأتي من نصيبه نواة الزيتونة يكون هو صاحب الأمنية التي ستتحقق في العام الجديد. السكان الأصليون الأمازيغ هم السكان الأصليون لشمال أفريقيا قبل دخول العرب، ويمتد وجودهم من واحة سيوة شرقا حتى جزر كناري غربا، مرورا بليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، كما ينقسمون إلى 13 مجموعة قبائلية. ويبلغ تعداد السكان الحالي نحو 40 مليون نسمة تقريبا، منهم نحو 35 مليونا في موطنهم الأصلي شمال أفريقيا، ونحو5 ملايين موزعين على دول المهجر الحديث. أما أصل الأمازيغ فيعود إلى (أمازيغ بن كنعان بن حام بن نوح) وهو أول من سكن شمال أفريقيا بعد الطوفان، وفقا لما ذهب إليه عالم الاجتماع لأمازيغي "ابن خلدون". حكاية أمازيغ مصر يعود استيطان الأمازيغ في مصر إلى أكثر من 3 آلاف سنة تقريبا، وذلك من خلال موجتين من الهجرة السلمية، موجة الهجرة الأولى من نحو 10 آلاف سنة، وذلك بعد تعرض صحراء أفريقيا الكبرى للجفاف والتصحر بعد أن كان هناك حياة نباتية متنوعة، بدأ الأمازيغ سكان هذه المنطقة في النزوح شرقا نحو نهر النيل. ومع زيادة موجات الجفاف زادت أعداد النازحين، ما شكل خطرا على حدود مصر الغربية، فطاردهم "الملك سيتي الأول" ومن بعده "الملك رمسيس الثاني" ومن بعده "الملك مرنبتاح"، إلا أنهم فشلوا جميعا في التصدي للهجرة الأمازيغية لمصر. ثم جاء "الملك رمسيس، الثالث" وقرر الاستفادة من هؤلاء الأمازيغ النازحين، فما كان منه إلا أن استخدم بعضهم كمرتزقة في الجيش المصري، وسمح للباقين بالاستيطان في الأراضي الغربية لمصر بشرط أن يقوموا بزراعتها. وزادت أعداد الأمازيغ النازحين من صحراء أفريقيا الكبرى ومن تمازغا الشرقية (ليبيا وتونس) الذين استوطنوا الأراضي الغربية لمصر خلال 250 سنة. أما موجة الهجرة الثانية فجاءت مع جيش "المعز لدين الله الفاطمي" رابع خلفاء الدولة العبيدية في المغرب، الذي قرر غزو مصر، حيث أرسل المعز لدين الله جيشا قوامه 100 ألف جندي لغزو مصر. وكان يقودهم مملوك له يدعى "جوهر الصقلي"، وكان غالبية الجنود من قبيلة كتامة الأمازيغية، وكانوا يعتنقون نفس المذهب الديني للمعز (المذهب الشيعي الإسماعيلي)، وقد جاءت كتامة مع جيش المعز لغزو مصر، التي دخلوها سلميا ودون مقاومة. منظمة الكونجرس هي منظمة دولية حقوقية غير حكومية، تأسست فى باريس عام 1995، وتهدف إلى الدفاع عن حقوق الشعب الأمازيغي في كل مكان في العالم، وتتمتع بصفة مراقب دولي لدى الأممالمتحدة، والمنظمة لها ممثلين في كل الدول التي بها أمازيغ، كل منهم يمثل بلده رسميا أمام حكومة بلده. وتعد "أماني الوشاحي" ممثل أمازيغ مصر من قبل المنظمة أمام الحكومة المصرية، وتعترف بها الدولة رسميا كرئيس طائفة، وهى أمازيغية مصرية من أصول مغربية، وتعمل باحثة في الشأن الأمازيغي.