يستعد الشعب الأمازيغى للاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة 2964، وفقا للتقويم الأمازيغى، الإثنين المقبل، والذي يطلق عليه الأمازيغ عيد "أسكاس أماينو"، أسكاس تعنى "العام"، وأماينو تعنى "الجديد"، وهو أشهر وأهم أعياد الأمازيغ على الإطلاق. ويعد التقويم الأمازيغي هو تقويم شمسي، وتقسم السنة الأمازيغية إلى 12 شهر (يناي - خبراير - ماغريس - أيقرير - ماقو - يونيو - يوليوز - غشت - شوتنمبر - توبر - نونبر - دجنبر)، وأول أيام السنة الأمازيغية يوافق ميلاديا يوم 13 يناير، والتقويم الأمازيغى يزيد على التقويم الميلادي 950 سنة.. أي أن سنة 2014 ميلادية توافق سنة 2964 أمازيغية.
ويبدأ التقويم الأمازيغى يوم 13 يناير 950 ق م، وهو يوم جلوس الملك الأمازيغى "شيشينق الأول" على عرش مصر، حيث كان قائدا للجيش المصرى آنذاك، والذي كان يتكون من أغلبية أمازيغية، وقد تزوج شيشينق من ابنه الملك "بسونس الثانى" آخر ملوك هذه الأسرة ال21، وبعد وفاته تولى شيشينق حكم مصر سلميا وبرغبة الشعب المصري، مؤسسا الأسرة 22، ويعتقد البسطاء من الأمازيغ أن الجيش الأمازيغى بقيادة "شيشينق الأول" انتصر على الجيش المصرى بقيادة "رمسيس الثالث" في مثل هذا اليوم، إلا أن هذه الحادثة ليس لها سند تاريخي، فشيشينق الأول مولود في مصر بعد وفاة رمسيس الثالث بنحو 200 سنة.
وأكدت أماني الوشاحي، مستشارة رئيس الكونجروس الأمازيغي لملف أمازيغ مصر، أن السنة الماضية وهي 2963 بدأت على أمازيغ مصر بداية كئيبة وصعبة، في ظل أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية سيئة للغاية، حيث كان نظام الإخوان مسيطرا على مقاليد الحكم، بدستورهم العنصري الذي أقصى الشعب المصري بأكمله، بما فيهم الأمازيغ، لهذا ظلت الحركة الأمازيغية في مصرخلال النصف الأول من السنة تناضل نضالا سلميا لإسقاط النظام، ما بين ندوات ومؤتمرات ووقفات احتجاجية، إضافة للبيانات والتصريحات الإعلامية المعبرة عن توجهنا السياسي،
وأضافت الوشاحي: أنه مع انتصاف العام بدأت الأوضاع تتحسن تدريجيا، حيث تحررت مصر من الاحتلال الإخواني بفضل ثورة 30 يونيو المجيدة - التي شارك فيها أمازيغ - والتي تشكلت على أثرها لجنة من 50 عضوا لتعديل الدستور، وقد دعت اللجنة جميع فئات الشعب المصرى للمشاركة في جلسات استماع، للإطلاع على مقترحاتهم بشأن الدستور، وقد شارك أمازيغ مصر في إحدى جلسات الاستماع أمام لجنة الخمسين، بوفد مكون من 5 أفراد (الممثل الرسمى لأمازيغ مصر - 2 ممثلين عن أمازيغ سيوة - 2 ممثلين عن أمازيغ هوارة).
وتابعت: أن أمازيغ مصر تقدموا بمقترح مكتوب إلى رئيس لجنة التواصل والحوار المجتمعي، نوضح فيه رؤيتهم فيما يتعلق بحقوق الأقليات بالدستور الجديد، أنه بإطلاعهم على المسودة النهائية للدستور، تبين لهم أنها تضمنت معظم المقترحات التي تقدمنا بها إلى اللجنة، وأهمها "التعددية الثقافية"، تلك التي ناضلوا سنوات لأجل ترسيمها بالدستور، فلأول مرة يعترف الدستور بوجود مكونات ثقافية أخرى على أرض مصر خلافا للمكون العربى، إضافة لمواد مناهضة التمييز والحث على الكراهية، وإلتزام الدولة بما صدقت عليه من معاهدات ومواثيق دولية، وإلتزامها بمنح المواطنين حقوقهم اللصيقة، كذلك تعهدها بتنمية المناطق المهمشة.