إذا قلنا أن مصر ستحكم العالم فذلك إن لم يكن غير مقبول فهو يخالف المنطق .. بل ويناقض حسابات العقل حين ينظر واقع فقر بتسعر غلاء نعيشه وسط مشكلات كبرى لا توحى أبدا بذلك .. وإذا كان هذا هو فقط نطاق العقل ومنطقه فلا بأس من وجود تلك النظرة .. لكنها بحسابات عقلية دنيوية بحتة لا نعول عليها .. فعندما ينظر العقل هذه النظرة الدنيوية البحتة فمن المنطق أن ينظر أيضا نظرته الدينية الأشمل .. ليرى فيها آيات كتاب الله والنصوص الشريفة المفصلة له في أهل الغرب أهل الحق أهل مصر .. ويقرأ في النصوص عبارة خير أجناد الأرض المتروكة طوال أربعة عشر قرنا ليرى أنها قد عادت على صدر جيش مصر في هذا العصر .. ليدرك أن خير أجناد الأرض ظهروا واعلنوا عن أنفسهم في مصر .. وحين تمتد رؤية العقل الشاملة وينظر في النصوص إلى صحاب مصر .. و إلى صحابي مصر .. وإلى نجباء مصر .. و إلى الإمام المهدي في مصر .. ويعي قول أم المؤمنين السيدة مارية القبطية : أن منبر المهدي الأعظم في أخر الزمان يكون من مصر .. فيدرك العقل أن أسباب القوة الإلهية اجتمعت الآن في مصر .. ويصدق أنها كما قالت : مبشرة بإسلام مصر ولا يخرج الإسلام من مصر إلى يوم الدين ويمتحن أهلها ببلايا القرون .. فيشهد العقل بصدقها في تحقق ذلك بعدماعاشت مصر بلايا القرون .. فحين يستغرق العقل بحساباته في الفقر ومشكلاته وبمنطقه في القوة بنظرته الدنيوية البحته لن يجد شيئا من أسباب حكم مصر العالم بتلك النظرة غير الشاملة .. لن يرى نور وقوة مصر في هذا الحكم .. ليظل هذا النموذج في الظلام ناظر تحت قدميه يدور كما دار سنواته يناشدنا بعقله المريض نُصرة المجاهدين في سوريا .. بورما تحترق .. أنقذوا حلب .. وكذا .. وهو غائب عن الوعي لايدرك أن هؤلاء الخوارج أشعلوا بورما .. ومزقوا الدول من حولنا .. وأفسدوا الشام .. تلك العقول الجهولة لم تدرك ذلك .. بصيرتها العمياء لم ترى المجاهدين الخوارج قد تركوا أعدائنا وقتلوا أهل الإسلام وشردوا الملايين من ديارهم إلى بقاع غربة بذكرى دماء قتل فيها الخوارج آبائهم وأولادهم وباعوا نسائهم وأهاليهم في حروب تكالبت فيها الأمم معهم علينا.. لتساعدهم تلك العقول البائسة العمياء المريضة بمناشدات وآراء وبوستات حققت الظلم والجور في نبوءة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله الشريف .. ( تملأ الأرض ظلما وجورا ، ثم يخرج رجل من عترتي يملك سبعا أو تسعا فيملأ الأرض قسطا وعدلا ) .. تلك العقول البائسة العمياء المريضة فارقت النصوص الشريفة .. لم تقرأ .. ظلت على جهلها تملأ به الدنيا ضجيج دون علمها عن قول النبي في فساد الشام شيء .. ولا شيء عن الخوارج الذين أفسدوها .. لم تقع أعينهم على النصوص الخاصة بالعراق ولا الخاصة بدمشق ولا الخاصة بمصر في فتنة الدهيماء المسماه الربيع العربي .. فقط تلقت تلك العقول ودارت بجهلها تلهث خلف بوستات وشعارات خوارج وإعلام معادى لم يدرك هو الآخر معاني كلمات الرئيس: سيخرج من مصر خير ونور للمنطقة والعالم كله .. فإن كانت تلك العقول هي نتاج تخلف ظلت بجهلها تدعم الخوارج فلنتركهم الآن ونعود إلى مصر .. لنعلم أنه عندما يجتمع في مصر خير أجناد الأرض وصحاب مصر وصحابي مصر و نجباء مصر و الإمام المهدي .. نقول بكل ثقة.. القوة في مصر .. مصر العظمي قادمة .. باحث إسلامي علاء أبوحقه ..