الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    بالمخالفة للدستور…حكومة الانقلاب تقترض 59 مليار دولار في العام المالي الجديد بزيادة 33%    مساعدات ب 3,6 مليار جنيه.. التضامن تستعرض أبرز جهودها في سيناء    غدا، بدء تطبيق غلق محلات الجيزة بالتوقيت الصيفي    البنتاجون يدعو إلى تحقيق شامل حول المقابر الجماعية في غزة    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.. اليونان لن ترسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا    بيان مهم للقوات المسلحة المغربية بشأن مركب هجرة غير شرعية    علي فرج يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة للإسكواش    ب 3 ذهبيات، منتخب الجودو يحصد كأس الكاتا بالبطولة الأفريقية في القاهرة    «ترشيدًا للكهرباء».. خطاب من وزارة الشباب ل اتحاد الكرة بشأن مباريات الدوري الممتاز    موقف ثلاثي بايرن ميونخ من مواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا    المشدد 15 سنة لعامل قتل عاطلا داخل مقهى بسبب الخلاف على ثمن المشروبات    القبض على شخص عذب شاب معاق ذهنيا في ميت عنتر طلخا بالدقهلية    بالأسماء.. مصرع وإصابة 9 أشخاص في انقلاب ميكروباص بالدقهلية    رضا البحراوي: عندي 8 عيال آخرهم ريان والعزوة أهم حاجة في حياتي (فيديو)    جمال شقرة: سيناء مستهدفة منذ 7 آلاف سنة وبوابة كل الغزوات عبر التاريخ    أحمد عبد الوهاب يستعرض كواليس دوره في مسلسل الحشاشين مع منى الشاذلى غداً    عبد العزيز مخيون عن صلاح السعدني بعد رحيله : «أخلاقه كانت نادرة الوجود»    محمد الباز: لا أقبل بتوجيه الشتائم للصحفيين أثناء جنازات المشاهير    دعاء قبل صلاة الفجر يوم الجمعة.. اغتنم ساعاته من بداية الليل    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    لماذا حذرت المديريات التعليمية والمدارس من حيازة المحمول أثناء الامتحانات؟    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    انخفضت 126 ألف جنيه.. سعر أرخص سيارة تقدمها رينو في مصر    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على مواقيت الصلاة غدًا في محافظات الجمهورية    هل الشمام يهيج القولون؟    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    وزارة التموين تمنح علاوة 300 جنيها لمزارعى البنجر عن شهرى مارس وأبريل    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    الأهلى يخسر أمام بترو الأنجولي فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    تشكيل الزمالك المتوقع أمام دريمز الغاني بعد عودة زيزو وفتوح    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    الرئيس السيسي: خضنا حربا شرسة ضد الإرهاب وكفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    خبير في الشؤون الأمريكية: واشنطن غاضبة من تأييد طلاب الجامعات للقضية الفلسطينية    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    الهلال الأحمر يوضح خطوات استقبال طائرات المساعدات لغزة - فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاء أبوحقه : رد ومحو فتوى داعش
نشر في شباب مصر يوم 14 - 03 - 2015


( رد ومحو فتوى داعش تكفير المسلمين )
التفريغ النصي للحلقة 98 في سلسلة حلقات أهل البيت
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد النبي المصطفي الأمين ، اللهم صلى علي سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد 0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة الثامنة والتسعون
في سلسلة حلقات أهل البيت ، وفيها نتناول بإذن الله تعالى فتوى وآراء السلفيين من داعش و بوكو حرام وأنصار بيت المقدس وغيرهم ممن إجاز تكفير المسلمين وأسرهم و قتلهم وبيع النساء المسلمات وتعريتهن وتحسسهن وجماعهن دون زواج باعتبارهُن ملك يمين
في الحلقة السابقة كنا نوالى رد ومحو تطبيق مغيري السنة ومبدلي الدين شرع الله تطبيقا خالف الصحيح من خلال مسألة المحدثات الحسنة والمحدثات السيئة وقدمنا دليلين فيها و تبقي مائة وأحدي عشر دليل ترد وتمحو هذا الفكر البالي في هذه الجزئية .
ولما وجد بفضل الله أمامنا نموذج للمحدثات السيئة تمثل في فتوى داعش المستمدة من ذلك الفكر المنحرف ، فأرجئنا مسألة المحدثات لتناول هذه الفتوي كنموذج حالي لمحدثات الخوارج الجدد في تطبيقهم شرع الله تطبيقا خالف النصوص والدين والأخلاق كآبائهم الأوائل .
وبعد رد هذا النموذج ومحوه وإظهار الصحيح كما فعلنا في جميع المسائل نعود لأدلة المحدثات الحسنة.
وقبل الرد نذكر أنفسنا بما سجلناه سابقا في الكتب ووضحناه في هذه السلسلة بأن الفكر المحدث السيئ نبع على مدى القرون من التأويلات البالية التي ظهرت في القرون الثلاث الأولى و أدرجت في أمهات الكتب ، وبينا أن هذه التأويلات قد فرقت الأمة وأضعفتها وشتتها حتى تكالبت الأمم علينا من القرن الرابع الهجري ومازالت تتكالب، ومازلنا ثابتين على هذه التأويلات المنحرفة البالية قابعين بها بجدارة واستحقاق في مصاف العالم الثالث المتخلف دون تصحيح ودون قبول تجديد الدين في كل قرن ، لنجني ثمار ذلك الفكر البالي في القتل والترويع والتفجير والإرهاب والفوضى التي تهدم دول بأكملها كسوريا والعراق ولبيا وتسعي باستماتة إلى فرض الحرب على مصر في سيناء لهدمها وصولا إلى الحرمين الشريفين لإقامة دولة الخلافة في معقل الإسلام بالسعودية .
ولما كان ومازال جيش مصر يقاتل الخوارج بالسلاح ، دفاعا عن الأرض والعرض والدول والشعوب والإسلام ، فنحن نقاتل بجانبه بما نملك من الفكر ، نقاتل على ما قاتل عليه خير أجناد الأرض ، فما كنا بوقت حرب الخوارج غافلين ، فبفضل الله و من خلال استقراء القادم في النصوص الشريفة بدأنا حربهم الفكرية قبل إن يبدؤوها بسنوات من أجل تجديد الدين ، رددنا خلالها ومحونا فكر وآراء وتأويلات الخوارج القدامى والجدد في كتابين خرجت منهما هذه السلسلة كما ذكرنا و ناشدنا فيها الأزهر الشريف وعلماء مصر مواجهة فكر الخوارج دون جدوى ، ومازلنا نناشدهم مواجهة الفكر التكفيري البالي .
و حتى يعود العلماء ويفيقوا لدورهم المنوط بهم أصلا سنكمل بإذن الله تعالى تناول مصادر الخوارج في أمهات الكتب وردها وتصحيح ما فيها لمحو الفكر السلفي البالي لداعش و بوكو حرام وأنصار بيت المقدس وغيرهم من الفرق السلفية التي اعتبرت هذه الفتاوى والآراء المستمدة من هذه الكتب تطبيق لشرع الله .
فتوى داعش ما هي إلا فتوى محدثة سيئة نابعة من الفكر البالي الواقف بأخطائه على عتبات القرون الثلاث الأولي التي أجاز فيها السلف الأول الخوارج تكفير المسلمين وأسرهم واتخاذهم ملك يمين باعتبارهم غنائم حرب .
ولأن هذا الفكر بمصطلحاته منحرف خاطئ وغريب عن فكر هذا العصر ولغته ، لذا سنتناول بإذن الله تعالى هذه المسائل و تعريف مصطلحاتها من ملك اليمين و السبي والتسري والطاغوت من خلال ردنا فتوى داعش .
وأول ما تناوله بإذن الله تعالى هو مسألة تكفير الخوارج للمسلمين بذريعة الطاغوت ، فالطاغوت هو أصل ذلك الفكر البالي في تكفير المسلمين وعليه ترتبت جميع أرائهم وأقوالهم في قتل المسلمين وأسرهم وبيع النساء المسلمات وتعريتهن وتحسسهن وجماعهن باعتبارهم كفار كما جاء في فتاواهم وأقوالهم .
فبتعريف الطاغوت التعريف الصحيح نرد مسألة التكفير ، ونستأصل ذلك الفكر المنحرف من جِذوره بعدما أباح تكفير وقتل المسلمين وذبح كل من وقع تحت أيديهم وإن شهد بالوحدانية وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله كما سنري في هذا المشهد القاسي .
ما شاهدناه هو ثمرة فكر منحرف بالي نتذوق مرارته وسط تراجع الإعلام عن تناوله وصمت العلماء طويلا وهم المنوط بهم إفهام الناس سبب حدوث هذا القتل والذبح وإظهار صحيح الدين في هذه المسائل .
فما هو السبب الحقيقي في قتل الخوارج للمسلمين وذبحهم ؟
السبب : هو الطاغوت ، وسنفصل مسألة الطاغوت ، فبه اعتبر الخوارج أن الأصل في الناس جميعا بما فيهم المسلمين هو الكفر لأنهم لم يقولوا كفرنا بالطاغوت ونشهد أن المجتمعات كافرة .
فهذا القول عند الخوارج هو ركن التوحيد وشرط دخول الإسلام ، وبدونه يكون أفراد الأمة كفروا بالله وغير معصومين الدم والمال والعرض وإن شهدوا بالوحدانية وصلوا وصاموا وزكوا وحجوا.
ذلك الفكر نتج عن تعريف بالي منحرف لمعني الطاغوت عند علماء الخوارج وغيرهم من الذين قاموا بتعريفه دون فهم لمعاني كتاب الله ودون الاستناد على أي نص شريف يثبت صحة زعمهم .
وبتعريف الطاغوت التعريف الصحيح بالنصوص الشريفة الشارحة والمفصلة له في كتاب الله نرد ونمحو ذلك الفكر ونستأصله من جِذورِه .
نستأصله برد الأمر لله وللرسول الشارح والمفصل لآيات كتاب الله في تعريف الطاغوت.
ما هو الطاغوت ؟
الطاغوت في الكتاب والسنة هو الأشياء المعبودة بإيمان .
والأشياء المعبودة بإيمان كما قال النبي وصحابته هم ستة أشياء : الشمس والقمر والشيطان والكاهن والساحر والصنم .
وبتعريف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبتعريف الصحابة رضي الله عنهم قُصر تعريف الطاغوت على هذه الأشياء الستة فقط ، ويبرهن على ذلك ويثبته نصوص كثيرة عرفت الطاغوت بهذه التعريفات في كتاب الله .
فسبحانه وتعالي ذكر الطاغوت في محكم كتابه ثمان مرات كما وقفت ، منهم آية قال فيها تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا‏}‏ صدق الله العظيم [‏سورة النساء‏:‏ آية 60‏]‏،
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المفصل والشارح لكتاب الله عرف الطاغوت بأنه المعبود .
المعبود كالشمس والقمر كما في صحيح البخاري قال النبي: ( يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ. فَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، وَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ )
والطواغيت بخلاف الشمس والقمر عرفها الصحابة بأنهم ( الشيطان والكاهن والساحر والصنم )، الصحابة عرفوا الطاغوت بهذه التعريفات في نصوص كثيرة ، منها نص عرف الطاغوت بأنه الصنم جاء عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها في السنن الكبري للبيهقي ،منه هذا الجزء لما سُئِلت عن الإهلال في قوله تعالي ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ،)
قالت ( أُنْزِلَتْ فِي أَنَّ الأَنْصَارَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا كَانُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ عِنْدَ الْمُشَلَّلِ )
المشلل منطقه أو مكان كانوا يهلون منه
أي أن الأنصار قبل أن يدخلوا الإسلام كانوا يُهِلِّون من معبد مناة الطاغية المعبودة في ذلك الوقت ، ومناة الطاغية هي ابنة العزى وأخت اللات ، وهي عبارة عن صنم من خشب .
أما جابر بن عبد الله رضي الله عنه عندما سئل عن " الطواغيت كما في تفسير ابن كثير قال : هم كهان تنزل عليهم الشياطين . أي شياطين الأوثان )
وإخيرا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في الأثر الذي رواه ابن أبي حاتم قال : الجبت السحر ، و الطاغوت الشيطان )
و قال بمثل قول عمر كل من ابن عباس ، وأبي العالية ، ومجاهد ، وعطاء ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ، والحسن ، والضحاك ، والسدى.
فتعريف الطاغوت في الآيات انحصر في ستة أشياء كانت معبودة قبل الإسلام ، هم كما قال النبي وكما قال الصحابة الشمس والقمر والشيطان والكاهن والساحر والصنم ، وهذه الأشياء كانت معبودة قبل الإسلام بإيمان كما في قوله تعالي ( يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ)
هل تعلم أنه بعدما استقر الأمر سبعة قرون على ما قال النبي وصحابته في تعريف الطاغوت بأنه المعبود جاء ابن تيمية ليدخل الطاعة والحكم مع العبادة في معني الطاغوت ليغير التعريف رأسا على عقب كما قال نصا في مجموع الفتاوى
:( هو المعبود من دون الله إذا لم يكن كارهاً لذلك طاغوت ، والمطاع في معصية الله، والمطاع في التباع غير الهدى ودين الحق ، سواء كان مقبولاً خبره المخالف لكتاب الله أو مطاعاً أمره المخالف لأمر الله هو طاغوت، ولهذا سُمي من تحوكم إليه ممن حاكم بغير كتاب الله طاغوت )
كلمة الطاعة التي زج بها ابن تيمية في تعريف الطاغوت منها الطاعة الواجبة للحكام وأولى الأمر في قوله تعالى ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )
أما ثاني من غير معني الطاغوت من بعد ابن تيمية هو تلميذه محمد ابن عبد الوهاب ، فأضاف إلى العبادة في معني الطاغوت الطاعة والإتباع وتكفير وقتل الحكام .
و الثالث في تغيير أقوال النبي وصحابته هو أبو الأعلى المودودي تلميذ محمد ابن عبد الوهاب فقد رسخ معنى محمد ابن عبد الوهاب وقصره على الحكام أولي الأمر ومن أطاعهم فقط.
فمن بعد ابن تيمية جاء محمد ابن عبد الوهاب ليقول أن الطاغوت هو المعبود المطاع المتبع بشكل عام ، وبذلك وسع معني الطاغوت وأطلقه كما قال نصا في كتاب مجموعة التوحيد في الرسالة السادسة : الطاغوت عاااااام : فكُل ما عُبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مُطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت والطواغيت كثيرة ورءوسهم خمسة.
فقد جعل محمد بن عبد الوهاب للطاغوت العام رؤوس خمسة ، أولها الشيطان وثانيها كل حاكم جائر مغير لأحكام الله ، وثالثها كل من حكم بغير ما أنزل الله ، بجانب الرأس الرابع و هو الذي يَدّعي علم الغيب من دون الله، وبجانب رأس الطاغوت الخامس: وهو الذي يُعبد من دون الله وهو راض ٍ بالعبادة.
وبذلك أدخل محمد بن عبد الوهاب في تعريف الطاغوت الحكام ومن تبعهم وأطاعهم من الشعوب ، وأستند في ذلك على آية لم تتحدث عن الحكام ومن أطاعهم ولا تمت لهم ولا لتكفيرهم ولا لقلتهم بصلة وهي قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا‏ )صدق الله العظيم
فهو زج بهذه الآية ليدخل فيها الحكام وأولي الأمر عنوة وبلى الزراع ، بعدما أوُلَها تأويلا بهواه دون أي نص شريف يؤكد قوله ولا لأي نص من نصوص الصحابة.
وبناء على تأويله لهذه الآية فقد كفر الحكام ومن أطاعهم وتبعهم ، فحكم بأنه لا يصح دين الإسلام إلاَّ بالبراءة من هؤلاء الحكام وتكفيرهم وتكفير كل من أطاعهم وتبعهم من الشعوب ، فقال محمد ابن عبد الوهاب نصا في مجموعة الرسائل النجدية : معنى الكفر بالطاغوت أن تبرأ من كل ما يعتقد فيه غير الله، من جني أو إنسي أو شجر أو حجر أو غير ذلك، وتشهد عليه بالكفر والضلال، وتبغضه ولو كان أباك و أخاك.
و بعدما حكم محمد بن عبد الوهاب على الحكام والشعوب بالكفر رأى أن لا أحد منهم معصوم الدم والمال وأجاز قتل الجميع بقوله في كتاب التوحيد ( لم يجعل التلفظ بها أي لا إله إلا الله عاصماً للدم والمال )
قال ذلك واحتج احتجاج ألبس فيه الباطل ثوب الحق بنص في رواية مسلم قال فيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله ، حُرم ماله ودمه ، وحسابه على الله)
بالرغم من وضوح النص وبيان ما يعبد من دون الله في تعريف النبي والصحابة للطاغوت إلا أن محمد ابن عبد الوهاب أول النص بفهمه تأويلا مخالف لمعناه وجوهره ، فاعتبر أن كل من قال لا إله إلا الله ولم يكفر بالحكام والشعوب وبقية الرؤوس فلا يكون معصوم الدم والمال ، فقال نصا: قول النبي وكفر بما يعبد من دون الله تأكيد للنفي، فلا يكون معصوم الدم والمال إلا بذلك، فلو شك أو تردد لم يعصم دمه )
ثم جاء المغير الثالث أبو الأعلى المودودي سائر على خطي ابن تيمية ومحمد ابن عبد الوهاب ليَقصر معنى الطاغوت العام عند محمد ابن عبد الوهاب ويخصصه في الحكام وأولي الأمر ومن أطاعهم فقط دون نص ودون سند ودون دليل ، فقال في كتاب المصطلحات الأربعة : ( معنى الطاغوت في اصطلاح القرآن؛ كل دولة أو سلطة، وكل إمامة أو قيادة، تبغي على الله وتتمرد، ثم تنفذ حكمها في أرضه وتحمل عباده على طاعتها بالإكراه أو بالإغراء أو بالتعليم الفاسد)
فإذا كان ابن تيمية أول من غير التعريف فمحمد ابن عبد الوهاب أول من وضع أساس التكفير وأباح دماء وأموال وأعراض المسلمين ، ثم أتى أبو الأعلى المودودي ليكون أول من رسخ تعريف الطاغوت وقصره على الحكام وأولي الأمر ومن أطاعهم.
أقوال ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب وأبو الأعلى المودودي خالفت أقوال رسول الله والصحابة في معني الطاغوت كما بينت النصوص ، وأقوال الثلاثة خالفت أيضا أقوال النبي في النصوص الشريفة المحرمة دماء وأموال وأعراض المسلمين فيما بينهم ، كقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الجزء من صحيحي البخاري ومسلم : ( فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا )
وبناء على التعريف البالي المخالف لتعريف النبي وصحابته في معني الطاغوت عند ابن تيمية وابن عبد الوهاب والمودودي ، قامت عقيدة الخوارج الجدد بفكرهم المارق من الدين وأصبح ذلك منهج ودستور الخوارج في تكفير كل من شهد بالوحدانية وصلى وصام وزكي وحج ليستمر سير الخوارج على صراطهم المستقيم في قتل المسلمين وترك اليهود الواثنين على عدائهم للمسلمين كما قال النبي ( يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان ) ، و تجسد ذلك في فتوى إجازة تكفير المسلمين وأسرهم واعتبارهم ملك يمين كفار .
عندما أفتي الخوارج بالباطل وكفروا المسلمين بذريعة الطاغوت فظهر الحق في القول الفصل للنبي في تعريف الطاغوت بجانب أقوال الصحابة ، فالنبي والصحابة قالوا أن الطاغوت هو المعبود من الأشياء الستة الشمس والقمر والشيطان والكاهن والساحر والصنم ، وقال الخوارج الطاغوت هو الحكام ومن أطاعهم وتبعهم من الشعوب ، لتثبت نصوص النبي والصحابة وتمحو زعم الخوارج تكفير المسلمين بذريعة الطاغوت وتبرهن على مخالفتهم الكتاب والسنة .
وهذا هو دليلنا الأول في رد ومحو فتوى داعش تكفير المسلمين بزعم الطاغوت ونواليه باثني عشر دليل ترد وتمحو كل آراء وأقوال الخوارج النابعة من فكرهم المنحرف المبني على معني خاطئ للطاغوت في تكفيرهم المسلمين ونظهر الصحيح بإذن الله تعالى في الدليل الثاني
الدليل الثاني : وفيه نرد قول الخوارج أن حكام الأمة طواغيت كفرة، ونمحوه بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحكام من بعده .
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جزم بأن حكام الأمة من بعده بالترتيب هم الخلفاء ثم الملوك ثم الجبابرة ثم حكم الخلافة الأخير ، النبي قال ذلك دون ذكره وجود حكام طواغيت كفرة في أي عصر من العصور ، النبي لم يذكر أن في الأمة حكام طواغيت يعبدهم الناس ويخرجوهم من الإيمان إلى الكفر ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في النص الشريف الصحيح ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت000 الحديث )
النص الشريف برهن على عدم وجود أي حكام طواغيت أخرجوا المسلمين من الإيمان إلى الكفر ، ليرد النص الشريف ويمحوا زعم الخوارج تكفير المسلمين بذريعة الطاغوت.
الدليل الثالث :‏ في رد ومحو زعم الخوارج أن من دعا الناس إلى عبادة نفسه كما يفعل بعض أصحاب الطرق الصوفية فهو طاغوت .
هذا قول باطل غير صحيح أرادوا به تكفير العباد ، وهو قول بلا دليل نثبت خطأه ونظهر الصحيح بإذن الله تعالى :
فلم يرد عن أحد من رجال التصوف على مدي قرون أنه دعا إلى عبادة نفسه ولم نعلم بوجود من آمن به وعبده ، أعلام التصوف هم أحفاد النبي يعود نسبُهم للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كالإمام الأعظم عبد السلام الأسمر والأئمة أبو الحسن الشاذلي والرفاعي والبيومي والدسوقي والبدوي والجيلاني وغيرهم الكثير من ذرية النبي الذين اتبعهم كثير من الخلق على مدى القرون وللآن أتبعهم مليارات من المسلمين لأنهم سفينة نجاة الأمة من الضلال إلى يوم الدين كما قال النبي في رسالة إحياء الميت للسيوطي ( إنما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له )
أعلام الصوفية هم السادة ذرية أهل البيت ، والخوارج وذريتهم هم كلاب أهل النار ، وكلاب أهل النار أعداء وقتلة أهل البيت ، ذرية الخوارج ورثت من آبائهم القدامى العداء لأهل البيت فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما ذكر البخاري والطبراني ( الود يتوارث والبغص يتوارث ) وبوراثة الخوارج بغض أهل البيت فقد أخرجوا بفكرهم على مدي القرون ذرية النبي أعلام التصوف من الإيمان إلى الكفر ، تماما كما أخرجوا الإمام على والحسن والحسين من الإيمان إلى الكفر .
وبفكرهم المنحرف جعلوا أبناء علي والحسن والحسين أئمة الصوفية كفرة بل من رؤوس الطواغيت تاركين النصوص الشريفة في موالاتهم وحبهم والتمسك بهم مع كتاب الله تذهب أدراج الرياح ، جعلوهم طواغيت كفرة خلافا للنصوص التي جعلتهم أعلام الهدي ، وخلاف النصوص الشريفة في التمسك بهم من بعد النبي مع كتاب الله في كل زمان ومكان كما في النص الشريف الذي أخرجه إمام حديث أهل السنة والجماعة الإمام أحمد ، وأخرجه الدارمى ، وعبد بن حميد ، ومسلم ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، والحاكم ، والبيهقى .وفيه قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر فيوشك أن يأتى رسول ربى فَأُجِيب وأنا تارك فيكم ثَقَلَيْنِ أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى )
فما قاله الخوارج بأن من دعا الناس إلى عبادة نفسه كما يفعل بعض أصحاب الطرق الصوفية هو قول باطل سيء غير صحيح خالف النصوص النبوية الشريفة الصحيحة .
الدليل الرابع: في رد ومحو زعم الخوارج تكفير المسلمين هو قول رب العزة سبحانه و تعالى ( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون ) (30) سورة الروم
فِطْرَةَ اللَّهِ قول فصل محا زعم الخوارج أن الأصل في المسلمين وجميع الناس الكفر ، ومحا مسألة الطاغوت التي فهموا أنها تكفير لمسلمي خير أمة .
كتاب الله تعالى وهو القول الفصل بين في هذه الآية أن الأصل في الناس جميعا أنهم وُلِدوُا على الفطرة السليمة ، فإذا لم يغيروا فطرتهم بالتهود أو التنصر فلن يختاروا إلا الإسلام دينا ، وهذه الفطرة المذكورة في الآية بينها وفصلها الشارح لكتاب الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة قال : قال النبي ص ( ما من مولودٍ إلا يُولد على الفطرة فأبواه يُهودانِه ويُنصرانِه ويُمجسانِه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة واقرءوا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ )
الأمة بنص الآية ظلت على فطرة شعوبها الإسلامية دون أن يتنصروا ودون أن يتهودوا ، ولم يختاروا إلا الإسلام دينا ليظلوا بإسلامهم خير الأمم.
الآية الكريمة ردت و محت زعم الخوارج تكفير المسلمين و أثبتت أن قول الخوارج قول باطل لا دليل عليه ، و برهنت على أن زعمهم ما هو إلا استنباط فاسد لتأويل منحرف لآيات كتاب الله والنصوص الشريفة المفصلة والشارحة له.
الدليل الخامس : في رد ومحو فكر الخوارج تكفير المسلمين المبني على تعريفهم الخاطئ لمعني الطاغوت: بقولهم أن كل حاكم يحكم بغير ما أمر الله فهو طاغوت من طواغيت الأمة.
ذلك القول هو قول سيء خاطئ ، وبالرغم من سوءه وخطأه إلا أننا سنسايرهم فيه لنثبت به ، نثبت بقولهم أنهم والخليفة الذي بايعوه اتبعوا سبيل الطاغوت .
فإذا كان كل حاكم يحكم بغير ما أمر الله هو طاغوت فيكون كل حاكم يحكم بما أمر الله ليس طاغوت .
وبذلك يكون هناك صنفان من الحكام ، الصنف الأول فيه حاكم طاغوت والصنف الثاني فيه حاكم غير طاغوت ، و الطاغوت هو الذي يخرج الناس من الإيمان إلى الكفر ، وثبت بالدليل القاطع أن الحاكم الطاغوت هو حاكم الخوارج لأنه أخرج خير أمة من الإيمان إلى الكفر غير معترف بالشهادة ولا بالصلاة ولا بالصيام ولا بالزكاة ولا بالحج .
وعلى ذلك فحاكم الخوارج هو طاغوت ومن تبعه وأطاعه تبع وأطاع الطاغوت ، وذلك بناء على شرح الخوارج وفهمهم لمعني الطاغوت وقتالهم عليه في سوريا والعراق وسيناء وليبيا واليمن وفي غيرهم .
أما بفهمنا نحن لمعني الطاغوت : فحاكم الخوارج من أولياء الشيطان الطاغوت ، حاكم الخوارج أتبع هو ومن أطاعه وتبعه سبيل الشيطان في إخراج المسلمين خير أمة من الإيمان إلى الكفر بذريعة الطاغوت ، وفي سبيل الطاغوت قاتلوا المسلمين وقتلوهم في سوريا والعراق وسيناء وليبيا واليمن ولبنان وفي غيرهم ليتحقق فيهم قوله تعالى ( ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ) النساء 76 . فقتال الخوارج في سبيل الطاغوت برهن أنهم أولياء الشيطان .
الحاكم الطاغوت ومن تبعه وأطاعه كما قال الخوارج بأنفُسِهم وجب قتلهم ، ونحن لا نقول ونكرر قولهم الباطل ، فلنا فكرنا الذي يجيز قتلهم أمتثالا لقوله تعالى ( فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَان )
نمتثل لأمر الله في قتلهم بالحق بنصوص شريفة صحيحة كثيرة نكتفي بنصين شريفين الأول في صحيح مسلم باب التحريض على قتل الخوارج قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة )
والنص الثاني الذي يجيز قتلهم بالحق جاء لمسلم أيضا ولأحمد وابن عساكر والخطيب والعقيلي ، و فيه قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما )
والآخر الذي بويع على رؤساء العراق وسوريا ومصر هو خليفة الخوارج في دولة الشام والعراق ( داعش ).
الدليل السادس :‏ في رد ومحو زعم الخوارج أن من عُبد من دون الله وهو راضٍ بذلك فهو طاغوت كافر ، وإسقاطه على حاكم أو شخص بعينه في الأمة لتكفيره ، فذلك قول باطل غير صحيح .
فقولهم من عُبد من دون الله وهو راضٍ هو قول محصور في الكاهن والساحر كما جاءت النصوص ، والكهان والسحرة معروفين.
أما إذا وجد حاكم أو شخص آخر افتراضا خلاف الكاهن والساحر، فرضاه بعبادته عائد على شخصه ، فالشخص المعبود برضاه من دون الله كفرعون غير موجود في الأمة ولم نعلم بوجود حاكم أو شخص في الأمة عبده الناس بإيمان وأطاعوه وتبعوه وهو راضي بعبادته كفرعون ، وبافتراض وجوده فهو لم يُخرج الأمة من الإيمان إلى الكفر فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ ) ولم تتبعه الأمة في عبادته ، فهذا الطاغوت بافتراض وجوده فقد أخرج نفسه من الإيمان إلى الكفر دون أن تتبعه الأمة ، لتظل بالإسلام خير الأمم .
الدليل السابع: في رد القول بأن الذي يَدّعي علم الغيب من دون الله فهو طاغوت .
هذا القول محصور أيضا في الكاهن والساحر ، أما كونه موجود في غيرهما ليس صحيح على إطلاقه لسببين :
الأول : ليس بالضرورة أن يكون المدعي علم الغيب له أتباع تؤمن بعبادته وتطيعه وتتبعه ، فالنبي قال ( وَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ )، ولا يوجد في الأمة من يعبد هؤلاء و يؤمن بعبادة مثل هؤلاء الأشخاص .
السبب الثاني : الغيب غيبان ، غيب مطلق و غيب نسبي، المطلق ما لا يعلمه إلا الله كقوله تعالى : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُو ) وسبحانه وتعالي يُطلع على غيبه من يشاء ، فقبل إعلام الله بعض الملائكة بشيء ما ، يكون هذا الشيء غيب مطلق لا يستطيع أحد كشفه أو الاطلاع عليه ، لكن بمجرد الإعلام ينتقل الغيب من مجال المطلق إلي مجال النسبي كعلم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأنباء الغيب كما في قوله تعالى
( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكْ ) فإن كان الوحي انقطع بانتهاء عصور الأنبياء إلا أن رسل السماء لم تنقطع عن الأرض، فغير الأنبياء لهم رؤيا من الله كما في صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان )
قد ترى من الله عن طريق الملائكة رسل رب العالمين بشري خاصة أو نصر عام قادم ، الإخبار به هو إخبار من الغيب النسبي ، قد يكذبه البعض ويعتبره من الغيب المطلق الذي لا يعلمه أحد فيحكم على قائله بالكفر .
والغيب النسبي أيضا موجود في معاني و طيات النصوص الشريفة ومنها أخرج العلماء أخبار المستقبل وتفاصيله باجتهاد كان غائب عن العامة .
وامتثالا بهم ذكرت كثير من أحداث المستقبل ، ففي عام 2003 ذكرت أنه مع نهاية 2010سيبدأ خلع الحكام بدءا بحاكم تونس وذكرت ما يتبع خلع الحكام من فوضي وقتل وترويع وإسالة دماء حتى مبايعة الإمام المهدي في 8 ذي الحجة عام 1438 ه وذلك على الإجمال في خاتمة كتاب آل البيت في الحديث الشريف ، ثم فصلت ذلك الإجمال في كتاب الإغاثة في فك قيود الدين وعودة الحضارة فذكرت أحداث كثيرة بداية من انتهاء حكم الإسلاميين في مصر بعد تصادم الجميع معهم مرورا بسلسلة حروب الخوارج وعداء تركيا وقطر حتى حرب الجزيرة العربية نهاية بتحالف تركيا مع الروم وبداية سلسلة حروب والأحداث التفصيلية التي ستراها الأمة حتى عام 1500 ه ، وقد تحقق جميع ما جاء عن أنباء المستقبل و في ذات التواريخ المحددة ، ومازال الكثير لم يأتي وقت تحققه ، وندعو الله أن نكون من العلماء ، فالعلماء بينوا لنا شيئا من أنباء المستقبل وأثبتوه في مؤلفاتهم وسار على هديهم البعض، و قد يُكَذَب هذا ويعتبر من الغيب المطلق الذي يجهله أو لا يعلمه أحد فيُحكم على قائله بالكفر .
فالقول بأن الذي يَدّعي علم الغيب من دون الله طاغوت كافر ليس صحيحا لأنه محصور في الكهان والسحرة المعبودين في الأمم السابقة .
الدليل الثامن : الطواغيت كانت موجودة معبودة بإيمان من قبل الإسلام ، كما في قوله تعالي ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) آية﴿36﴾ سورة النحل
رب العالمين أرسل لكل أمة رسول يهديهم إلى عبادة الله الواحد وينهيهم عن عبادة الطاغوت ، ولما جاء خير خلق الله إمام وخاتم الرسل والأنبياء برسالة الإسلام أنهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على عبادة الأصنام الممتدة من أمم الأنبياء السابقين ومحاها صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يعد لها وجود مع وجود المصطفي .
وبمحوها انتهي في الأمة عصر الكهان الذين كانوا يتحدثوا نيابة عن الأصنام ويعبروا عنها ، وهذا شيء بديهي ومعرف ، والشيء البديهي والمعروف أيضا أن الصحابة والتابعين آمنوا بعبادة الإله الواحد ولم يعبدوا الطاغوت الشمس ولا الطاغوت القمر ولا الشيطان ولا الكاهن ولا الساحر ولا الصنم .
لم يعد للطاغوت أي نوع من العبادة بعد رسالة الإسلام ، لأن خطاب رب العالمين عن الطاغوت كما في الآية السابقة جاء يؤكد للأئمة الإسلامية نهيه سبحانه عن عبادة الأشياء السابق عبادتها في الأمم السابقة المذكورة في كتابه تعالى ، كالأصنام في قصة أبينا إبراهيم ، وقصة هاروت وماروت ، وفي غيرها من القصََصَ القرآني التي ذكرت عبادة هذه الطواغيت ، والصحابة والتابعين امتثلوا وجميع المسلمين للنهي الإلهي عن عبادة هذه الأشياء ، ولم يعد للطواغيت عبادة ووجود مع وجود النبي ، فاعتبار المسلمين والحكام طواغيت كفره ينم عن جهل بمعاني وأهداف كتاب الله ، وعودة بنا إلى ما قبل الإسلام من تخلف وحماقة .
الدليل التاسع : قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحديث المتفق عليه (( على المرء المسلم السمعُ والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصيةٍ فإذا أمُر بمعصية فلا سمع ولا طاعة))
قول النبي هو قول فصل يرد ويمحو تكفير الخوارج للحكام والشعوب الإسلامية بذريعة من حكم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت كافر وجب قتاله وقتله ومن أطاعه وتبعه .
القول النبوي الشريف برهن على بطلان زعم الخوارج ، ودل على مخالفتهم النصوص الشريفة الصحيحة التي أمر فيها النبي بطاعة الحكام حتى وإن أمروا الناس بارتكاب المعاصي ، فإن حدث ذلك فلا تكفير ولا قتل للحكام .
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر في النصوص الشريفة بطاعة حكام الأمة على الإطلاق باستثناء الطاعة في تنفيذ المعصية وعند أمرهم بترك الصلاة فقط .
النبي لم يأمر بتكفير وقتل الحكام ومن أطاعهم وتبعهم ، فطاعة الحاكم جاءت في الإتباع وعدم الطاعة جاء في الامتناع عن المعصية لا في تكفير و قتل الحاكم كما قال علماء الخوارج.
النصوص النبوية الصحيحة أمرت بطاعة الحكام ونهت عن سل السيوف عليِِهِم وأن أمروا بمعصية ، كما في النص الشريف في رواية مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيار أئمتكم الذي تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم ، قالوا : قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك بالسيف ، قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، لا ما أقاموا فيكم الصلاة إلا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة )
ولا ينزعن يدا من طاعة : قال الإمام أحمد لا تخلعوا يدا من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم، ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يَستريح برٌ، أو يُستراح من فاجر .
هذا قول الإمام أحمد الذي يزعم الخوارج إتباع منهجه ، ليؤكدوا أنهم يحسنون القول ويسيئوا الفعل بالخروج على الحاكم وشق الصف وسفك دماء المسلمين ، بمخالفة النصوص الشريفة التي لم يأمر فيها النبي بتكفير الحاكم وقتله ومن تبعه وأطاعه ، إنما أمر بطاعة الحاكم وإن كان عبدا حبشيا سيئ المنظر ، وذلك لوحدة الأمة لئلا يرجع المسلمين كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض ، حفاظا على قوتهم و إخمادا للفتنة التي تشق عصا المسلمين و تفرق الأمة كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في صحيح البخاري : ( اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ )
أما في صحيح مسلم فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية).
وفي صحيح مسلم أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات . مات ميتة جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية ، أو يدعوا لعصبية ، أو ينصر عصبية ، فقتل فقتلته جاهلية ، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشا من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولستُ منه).
لكن الخوارج خالفوا ما جاء به النبي إلى ما جاء به غيره . الخوارج مرقوا بذلك من الدين مروق السهم من الرمية في نواحي شتي منها اعتبار الحاكم طاغوت كافر هو ومن أطاعه وتبعه وذلك الزعم ردة ومحاه قول النبي في النصوص الصحيحة .
الدليل العاشر : هو الحقائق التاريخية ، فهي ترد وتمحو قول الخوارج أن من حكم بغير ما أنزل الله طاغوت كافر .
الحقائق التاريخية أثبتت عدم وجود حاكم طاغوت عبده الناس وتبعوه في إخراجهم من الإيمان إلى الكفر ، فإن كان زعم الخوارج خالف النصوص الشريفة ، فإنه أيضا خالف الحقائق التاريخية .
فالطاغوت مشتق من الطغيان وهو التطرف و مجاوزة الحد مجاوزة الإيمان إلى الكفر ، ولم يحدث طوال الأربعة عشر قرن أن جاء حاكم طاغوت عبده الناس وتبعوه وأطاعوه في إخراجهم من الإيمان إلى الكفر .
لم يحدث هذا بالرغم من وجود حكام بدئوا من قبل انتصاف القرن الهجري الأول السير بالدين عكس تجاهه الصحيح ولعدة قرون .
فهؤلاء حكموا دون تطبيق الدين الصحيح بعد تغييرهم السنة وتبديلهم الدين ، كما قال وأخبر النبي في النصوص الصحيحة ، وبالرغم من أن هؤلاء الحكام ساروا بالدين عكس تجاهه ، وبالرغم من أنهم فرقوا الأمة وشتتوها وكانوا سببا في ضعفها وتخلفها حتى تكالبت علينا الأمم وأصبحنا في مصاف العالم الثالث المتخلف إلا أن هؤلاء الحكام لم يخرجوا الناس من الإسلام إلى الكفر فمازالت الشعوب على الإسلام ومازالت الأمة بالإسلام خير الأمم .
فزعم الخوارج هو زعم نَصَبوا به أنفسهم حكام للدين وقضاة على الحكام و أولى الأمر والشعوب الإسلامية عنوة دون وجه حق ، بلا أي نص يدل على أن في أمة الإسلام حاكم طاغوت كافر حكم بغير ما أنزل الله وعبده الناس وآمنوا به وتبعوه وأطاعوه في إخراجهم من الإيمان إلى الكفر .
فالحقائق التاريخية ردت ومحت زعم الخوارج .
الدليل الحادي عشر : في رد ومحو قول الخوارج أن الحكام والشعوب كفرة هو قول رب العالمين سبحانه و تعالى ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس )
قول رب العالمين يرد ويمحو قول الخوارج أن الحكام وكل من أطاعهم وتابعهم في الأمة طواغيت كفرة .
الأمة بقول رب العالمين خير الأمم ، كانت ومازالت وستظل بنص كتاب الله وبرسالة الإسلام خير الأمم ، الأمة بحكامها الذين ارتكبوا المجازر والمفاسد وكثير من الأخطاء الجسيمة على مدي القرون فعلوا ذلك دون أن يعبدهم الناس ويطيعوهم ويتبعوهم في المروق من الإيمان إلى الكفر ، لم يحدث ذلك ، فلو خرجت الأمة من الإسلام إلى الكفر ، لعادت لما قبل الإسلام وتساوت مع الأمم الكافرة وتلاشت أسباب الخيرية في امتنا وسقط والعياذ بالله المعني الإلهي في قوله تعالي ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) .
فالخوارج خالفوا قول رب العالمين واعتبروا الأمة أمة كافرة بحكامها وشعوبها ، وقول رب العالمين ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) أبطل قول الخوارج في تكفير المسلمين ورده ومحاه وأثبت أنهم مازالوا على الإسلام ليظلوا خير أمة .
الدليل الثاني عشر : في رد قول الخوارج أن المسلم كافر إن لم يكفر بالطاغوت ويشهد بأن المجتمعات كافرة .
فالمسلم يؤمن بالله و يكفر بالطاغوت المعبود الذي عرفه النبي والصحابة بأنه الشمس والقمر والشيطان والكاهن والساحر الصنم .
أما كفر المسلم بالحكام ومن تبعهم وأطاعهم من الشعوب الإسلامية فهذا قول باطل غير صحيح ، قول خالف نصوص شريفة صحيحة منها نص شريف في البخاري ومسلم قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أيُما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدُهما )
هذا النص يبرهن على أن الخوارج بتكفيرهم المسلمين أضحوا ضمن فسطاط النفاق في هذا العصر كما بينا في الحلقات السابقة ليحققوا قول النبي الصحيح في فتنة الدهيماء التي تضرب الأرض في هذا العصر والتي أسماها النبي الدهيماء أي السوداء المظلة وأسماها أوباما ووزيرة خارجية كلينتون الربيع العربي ، قال النبي في فتنة الدهيماء التى تعصف بنا الآن:
(فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أوغد)
الخوارج بأقوالهم في تكفير الأمة بذريعة الطاغوت أثبتوا أنهم ضمن فسطاط النفاق في هذا العصر ، ويزيد من إثبات ذلك أنه من رمي مسلم بكفر رجع عليه تكفيره ، والخوارج لم يرموا مسلم واحد بالكفر بل رموا و شهدوا أن المجتمعات كافرة.
وكما يريد الشيطان أن يجذب أولياءه معه إلى الكفر كذلك يريد أولياء الشيطان جذب كل فرد معهم إلى الكفر بأن يشهد أن المجتمعات كافرة ويرمي هذا الفرد كل أفراد الأمة بالكفر ليعود عليه التكفير ، يعود عليه لا بفرد واحد بل بعدد أفراد الأمة .
الخوارج رموا مليار ونصف مليار مسلم بالكفر وشهدوا على كفرهم رغم الشهادة والصلاة والصيام والزكاة والحج ، فأثبتوا أنهم هم أولياء الشيطان الطاغوت الذي قال لرب العزة : ( فَبِمَا أَغْوَيْتَنِى لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) الأعراف:16
فقعد الشيطان وقام أولياءه يخرجوا الناس من الإيمان إلى الكفر ليثبتوا أنهم أولياء الشيطان الطاغوت .
والحقيقة أنهم يفعلوا ذلك ليخرجوا في هذا العصر أتباعهم من وسط الأمة لينضموا إلى إليهم في فسطاط النفاق الجامع لتابعيهم ومناصريهم ومن سلحهم ودعمهم بالمال والإعلام ليتمادوا في تكفير المسلمين وقتلهم.
يكفروا الأمة وفيها ذرية النبي ص ، ذرية النبي امتداده لنجاة الأمة من الضلال التي قال فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار ) ، يكفروا الأمة وفيها ذرية النبي وفيها العلماء ورثة الأنبياء وفيها الأبدال وفيها النجباء مع بقية المؤمنين في فسطاط الإيمان ، فحتما رجع على الخوارج تكفيرهم رجع لا محالة .
ذلك برهن على أن الخوارج أولياء الشيطان الطاغوت ، ليكونوا ضمن فسطاط النفاق في هذا العصر ، ليثبت ذلك كله مخالفتهم النصوص الشريفة ويرد ويمحو فتوتَهم وآرائهم وأقوالهم في تكفير المسلمين بذريعة الطاغوت .
الدليل الثالث عشر والأخير : في رد ومحو فكر الخوارج تكفير المسلمين المبني على تعريفهم الخاطئ لمعني الطاغوت في قولهم شهادة لا إله إلا الله لا تعني الدخول في الإسلام باعتبار أن اليهود قالوها ولم يدخلوا الإسلام .
قول الخوارج هذا هو قول باطل غير صحيح ولا دليل عليه ، الخوارج البسوا الباطل ثوب الحق في قوله تعالى : ( وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون)
ففي الصدر الأول للإسلام لجأ بعض اليهود إلى الصلاة مع الصحابة وقت الصبح ، على أن لا يصلوا معهم آخر النهار لعل الصحابة كما ظن اليهود يرجعوا عن دِيِنِهِم ويشكون فيه ،وهذه كانت مكيدة أرادوها ليلبسوا بعقولهم الضعيفة على الصحابة أمر دِيِنِهِم كما وهموا، فيظهروا للصحابة الإيمان ويصلوا معهم صلاة الصبح ، فإذا جاء آخر النهار ارتدوا إلى دينهم
فعل اليهود هذا لم ينفعهم ولم يدخلوا به الإسلام أصلا ، فالقول بأن اليهود قالوا لا إله إلا الله وتساووا مع المسلمين في عدم دخول الإسلام ، هو قول غاية الجهل وأقبحه فاليهود كفروا بما جاء به النبي وكفروا بشريعة النبي ، فلا يتساوى اليهود بالصحابة ، لا يتساووا بأهل بدر ولا بالمبايعين تحت الشجرة ولا بالمهاجرين والأنصار ، اليهود لا يتساووا بالصحابة الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة ، وجاهدوا واستشهدوا في سبيل الله .
وسبحان الله العظيم اليهود عادوا إلى دينهم المحرف والخوارج مرقوا من دينهم الصحيح .
الحالة الوحيدة التي ساوي فيها النبي أحد باليهود هي حالة بغض أهل البيت كما وقفت ، وذلك ثبت بنص شريف صحيح احتوته رسالة إحياء الميت لأستاذنا وإمامنا الإمام السيوطي قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أيها الناس من أبغضنا أهل البيت ، حشره الله تعالى يوم القيامة يهوديا )
وقد توفرت شروط بغض الخوارج القدامى والجدد لأهل البيت . القدامى كفروا و قاتلوا علي والحسن والحسين ، ثم قتلوا علي عليه السلام ، في حين أن حرب أهل البيت هي حرب رسول الله كما قال النبي ، أما أحفادهم الخوارج الجدد الحاليين كفروا ذريتهم ومنهم أئمة التصوف وقتلوا أحفاد النبي في الشام والعراق بعد تكفيرهم وبعد حرق وتفجير ونبش قبور أهل البيت وأضرحتهم الشريفة ، تكذيبا بالنصوص الصحيحة في حبهم وموالاتهم وجحدا بنصوص حرمة الموتى و تركا للنصوص الشريفة في خلافة حفيد النبي الإمام المهدي عليه السلام زعما أن الخلافة فيهم ، لذلك أصبح الخوارج واليهود في بغض أهل البيت وجهان لعملة واحدة ، ليحشرا معا ببغضهم أهل البيت .
، ليبرهن ذلك على إتباع الخوارج سبيل الطاغوت الشيطان الذي أخرجهم من الإيمان إلى الكفر وجمعهم في فسطاط النفاق مع اليهود ، ليرد ذلك ويمحوا زعم الخوارج أن شهادة لا إله إلا الله لا تعني الدخول في الإسلام لأن اليهود قالوها.
أقوال الخوارج في هذه الفتوى أثبتت ودلت وبرهنت على سيرهم على صراطهم المستقيم في تكفير وقتل المسلمين وترك اليهود الواثنين على عدائهم للمسلمين ليحققوا بذلك قول النبي في الخوارج أنهم يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان ، الواثنين أي القائمين على عدائهم للأمة من وقت خيبر للآن .
وبهذه الأدلة نكون بفضل الله رددنا و محونا فكر الخوارج وأقوال الخوارج في تكفير المسلمين وقتلهم بذريعة الطاغوت وصححنا بفضل الله الأمر بالنصوص الشريفة الشارحة والمفصلة لكتاب الله تعالى .
وهذا ما نري فيه الحق والله أعلى وأعلم .
وفي الحلقة القادمة التاسعة والتسعون نكمل بإذن الله تعالي رد ومحو الجزئية الثانية من فتوي داعش وأتباعهم السلفيين من بوكو حرام وأنصار بيت المقدس وغيرهم ممن أجاز جماع النساء المسلمات دون زواج باعتبارهن ملك يمين ورد ومحو ذلك محوا بقدرة الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الباحث علاء أبوحقه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.