أصبح مصطلح أطفال الشوارع اعتياديا ومعتادا في حديثنا اليومي عن هذه الفئة .. غالبا الحديث لا يكون عنهم .. عن مصيرهم .. عن الأسباب التي جعلتهم يتكاثرون بشكل غريب في كل مكان في مصر وفي القاهرة بالذات .. بل نذكرهم كشئ مهمل حاصل وطارئ في حياتنا .. هم مرادف للاحتقار البصري والكلامي منبوذون من الجميع فاصبح الشارع لهم بيتا وملجأ . باستقصاء المشكلة سنجد أساباب عدة ساهمت في تفاقم المشكلة وتزايد الأعداد بشكل مخيف ولسنا هنا بصدد طرح تلك الأسباب بل صرخة تطلب العجلة في إيجاد حل سريع وعاجل لتلك المشكلة الخطيرة التي تنعكس نتائجها على المجتمع اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا .. ورغم عدم التطابق بين ما أعلنه مسئولو المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية الذي قال إن عدد أطفال الشوارع فى مصر بلغ 16 ألفًا طبقًا لآخر مسح شامل قام به المركز وبين تقرير الهيئه العامه لحمايه الطفل الذي اشار إلى أن اعداد اطفال الشوارع في مصر وصل الي 2 مليون طفل في سنه 1999 وأنهم في تزايد مستمر إلا أن هذا لا ينقص من وزن المشكلة شيئا فهذه الفئة تتعزز بها الميول الإجرامية والسلوكيات العدوانية إضافة إلى تفشي الأمية والمرض وهو ما يعني أنها ستكون وباءاً طويل الأمد في مجتمع يتعافى من أمراض لازمته طويلا. المشكلة كبيرة وتحتاج إلى جهود كل جهات الدولة بداية من إحصاء تلك الفئة وتصنيفها وتحديد احتياجاتها وأولوياتها مروراً بتوفير التعليم والعلاج والمسكن اللازم لها وانتهاء بتنمية مواهبها والاستفادة من قدراتها في المجتمع وتوجيهها لقطاعات غير وظيفية مثل المهن والحرف الحرة والصناعات اليديوية والمساعدة وبالتأكيد سيكون هذا العدد به من المواهب الكثير والكثير والفائدة في النهاية ستكون لمصر التي تخطو خطوات مهمة وتاريخية في طريق الإصلاح الشامل.