«تطوير التعليم بالوزراء» يعلن اعتماد أول 3 معامل لغات دولية    "علوم جنوب الوادي" تنظم ندوة عن مكافحة الفساد    مستقبل صناعة العقار في فيلم تسجيلي بمؤتمر أخبار اليوم    16 يونيو 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    الذهب يتراجع من أعلى مستوياته في شهرين وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    وزير الإسكان من مؤتمر أخبار اليوم العقاري: ندعم الصناعات المرتبطة بالقطاع لتقليل الاستيراد    تداول 9 آلاف طن بضائع و573 شاحنة بموانئ البحر الأحمر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    إغلاق السفارة الأمريكية في إسرائيل بسبب القصف الإيراني    مراسلة القاهرة الإخبارية: صواريخ إيران تصل السفارة الأمريكية فى تل أبيب.. فيديو    لاعب بورتو: الأهلي وإنتر ميامي خصمان قويان.. وسنقاتل حتى النهاية    صباحك أوروبي.. صدام في مدريد.. إنجلترا المحبطة.. وتعليق كومباني    بالمواعيد.. جدول مباريات ريال مدريد في كأس العالم للأندية 2025    مواعيد مباريات اليوم.. تشيلسي مع لوس أنجلوس والترجي أمام فلامينجو بمونديال الأندية    معلق مباراة الأهلي: الحماس سبب تريند «تعبتني يا حسين».. والأحمر كان الأفضل (خاص)    سقوط مروع لمسن داخل بئر بمصعد بعقار في «الهرم»    وزارة التعليم: ليس ضرورياً حصول الطالب على نفس رقم نموذج الأسئلة بالثانوية    رياح وأتربة وحرارة مرتفعة.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس اليوم الاثنين    تحرير 533 مخالفة لعدم ارتداء «الخوذة» وسحب 879 رخصة خلال 24 ساعة    إصابة شخصين إثر انقلاب دراجة نارية بمدينة 6 أكتوبر    خلافات زوجية في الحلقة الثالثة من «فات الميعاد»    شام الذهبي تطمئن الجمهور على نجل تامر حسني: «عريس بنتي المستقبلي وربنا يشفيه»    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    حكم الصرف من أموال الزكاة والصدقات على مرضى الجذام؟.. دار الإفتاء تجيب    صيف 2025 .. علامات تدل على إصابتك بالجفاف في الطقس الحار    إصدار 19.9 مليون قرار علاج مميكن من خلال التأمين الصحي خلال عام    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    تفاصيل إنقاذ مريض كاد أن يفقد حياته بسبب خراج ضرس في مستشفي شربين بالدقهلية    تنسيق الجامعات.. اكتشف برنامج فن الموسيقى (Music Art) بكلية التربية الموسيقية بالزمالك    مدير جديد لإدارة مراقبة المخزون السلعي بجامعة قناة السويس    إعلام إسرائيلي: إيران أطلقت 370 صاروخا وأكثر من 100 مسيرة منذ بداية الحرب    مستشار الرئيس للصحة: مصر سوق كبيرة للاستثمار في الصحة مع وجود 110 ملايين مواطن وسياحة علاجية    سفير أمريكا بإسرائيل: ارتجاجات ناتجة عن صاروخ إيراني تلحق أضرارا طفيفة بالقنصلية الأمريكية    الميزان لا يزال في شنطة السيارة.. محافظ الدقهلية يستوقف نقل محملة بأنابيب الغاز للتأكد من وزنها    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    ب الكتب أمام اللجان.. توافد طلاب الشهادة الثانوية الأزهرية لأداء امتحان "النحو"    السيطرة على حريق داخل شقة سكنية بسوهاج دون إصابات    يسرائيل كاتس: علي خامنئي تحول إلى قاتل جبان.. وسكان طهران سيدفعون الثمن قريبا    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    سعر جرام الذهب ببداية تعاملات اليوم الإثنين 16 يونيو 2025    إعلام إسرائيلى: تعرض مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب لأضرار جراء هجوم إيرانى    منتخب السعودية يستهل مشواره في الكأس الذهبية بالفوز على هاييتي بهدف    إيران: مقتل 224 مواطنا على الأقل منذ بدء هجمات إسرائيل يوم الجمعة    نجوى كرم تطلق ألبوم «حالة طوارئ» وسط تفاعل واسع وجمهور مترقب    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    الأمن الإيراني يطارد سيارة تابعة للموساد الإسرائيلي وسط إطلاق نار| فيديو    إمام عاشور: أشكر الخطيب.. ما فعله ليس غريبا على الأهلي    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    لا تسمح لطرف خارجي بالتأثير عليك سلبًا.. توقعات برج الجدي اليوم 16 يونيو    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    تفاصيل اللحظات الأخيرة في واقعة شهيد بنزينة العاشر من رمضان    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤسسات خاصة تسعى لانتشال الأطفال المتشردين
نشر في أكتوبر يوم 11 - 08 - 2013

يبذل عدد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية جهودًا كبيرة لحل ولو جزء من مشكلة أطفال الشوارع فى مصر من هذه المؤسسات مؤسسة بنات الغد غير الحكومية ومؤسسة طفولتى وجمعية قرية الأمل هذا بالإضافة إلى جمعية رسالة.
مؤسسة بنات الغد «بناتى» هى مؤسسة غير حكومية تأسست بمنحة من رجل أعمال مصرى لتوفير حياة أفضل للبنات والأمهات الصغيرات؛ ممن قضين معظم حياتهن بالشارع. هؤلاء البنات تم رفضهن من قبل أولياء أمورهن، عائلاتهن أو المجتمع الذى يعشن فيه لأسباب اقتصادية واجتماعية، ومن ثم تم تهميشهن واستغلالهن عقلياً وجسدياً فى كثير من الحالات من قبل ذويهم ومضايقتهن من قبل الشخصيات الذكورية فى محيطهن. وتهدف المؤسسة إلى تقديم منظومة متكاملة لخدمة الأطفال بلا مأوى والمعرضين للخطر، وخاصةً البنات اللائى تتراوح أعمارهن بين (1- 15 سنة) وأطفالهن «الجيل الثانى من أطفال الشوارع». وتقدم المؤسسة دورات تدريبية لتنمية الطاقات الإبداعية والابتكارية لدى الأطفال. والجدير بالذكر أن الإقامة للفتيات ليست جبرية وهذا لتوفير بديل للحياة التى قضوها بالشارع حيث الحرية المطلقة بلا قيود، الاعتماد على الغير، التسول لتوفير لقمة العيش بل وممارسة أعمال البغاء. وتوفير هذا البديل غير الإجبارى سيقودهن فى النهاية إلى اختياره وتفضيله. ويتألف مركز إقامة «بناتى» من عدد من عنابر النوم، فصول تعليمية، ملاعب، حضانة متكاملة، وكافة المرافق الترفيهية.
وتقول رانيا فهمى المدير التنفيذى لمؤسسة بنات الغد «بناتى» أن السبب الرئيسى فى مشكلة أطفال الشوارع هو العنف الأسرى وأشارت إلى أنه يجب أن نستغل القدرات التى يمتلكها أطفال الشارع لتوفير حياة تقوم على المساواة بين الجميع. وأوضحت أن فى المؤسسة تعمل على تنمية المواهب والطاقات الإبداعية كما يوجد من حصل على الجوائز الدولية فى الرسم والغناء والشعر وأشارت إلى أن البرنامج اليومى للمؤسسة يتمحور حول عدد من الأنشطة التى تعمل على إعادة تأهيلهم واندماجهم فى المجتمع مرة أخرى، ومن اجل زيادة انتمائهم للمكان وتعزيز قيمة العمل الجماعى والاعتماد على الذات. وأضافت رانيا فهمى أن إحدى بنات المؤسسة حصلت على المركز الأول فى مسابقة «ناشيونال جيوجرافيك للتصوير الفوتوغرافى» لعام 2010 وأيضاً المركز الأول فى مسابقة «مركز التكعيبة للتنمية الثقافية» للتصوير الفوتوغرافى لعام 2012. وأشارت إلى أن إدخال نشاط التصوير الفوتوغرافى لبنات المؤسسة كان فى إطار مشروع «سواسية للتعليم المبكر» الذى تنفذه المؤسسة بتمويل من إحدى المؤسسات وهذا المشروع يعمل على دمج أطفال مؤسسة (بناتى) مع أقرانهم من أطفال المدارس الخاصة والحكومية لتخفيف حدة الحواجز الاجتماعية وتغيير مداركهم تجاه التعليم والتفكير المبدع، وذلك منذ نوفمبر 2009، أما عن آليات العمل فى مؤسسة بناتى فتقول رانيا أن هناك وحدة متنقلة بالمؤسسة يتمثل دورها فى الوصول لأطفال الشارع من خلال زيارات منتظمة يقوم بها فريق من الأخصائيين الاجتماعيين وفقاً لخريطة جغرافية لأماكن تواجد هؤلاء الأطفال فى منطقة القاهرة الكبرى. تتم أبحاث الشارع على مدار الساعة طوال العام ويتم حفظ البيانات التى يتم تجميعها والتى تشتمل على (أسماء الأطفال، أماكن تمركزهم، الخدمات التى تقدم لهم بالشارع، تقييم حالة كل طفل، تأثير البيئة المحيطة عليهم.. إلخ). وهناك أيضا مركز الاستقبال ويقع المركز فى محيط تواجد أطفال الشوارع بمنطقة القاهرة القديمة (الملك الصالح) حيث يتم استقبال الأطفال والأمهات بشكل يومى. ويتم عقد جلسات اجتماعية ونفسية لهؤلاء الأطفال خلال أوقات الزيارات، من خلال الألعاب الإبداعية التفاعلية. ويتم منح كل طفل الغذاء والكساء والألعاب لتشجيعهم على العودة مرة أخرى إلى المركز وترك مجتمع الشارع تدريجياً. وأخيرا مركز الإقامة وهو يستوعب ما بين (150- 200) طفل. ويقوم المركز بتوفير عدد من الخدمات مثل البرامج التعليمية التى صممت وفقاً للمستوى التعليمى لكل طفل، أسس النظافة الشخصية السليمة، والرعاية الصحية والنفسية.
جمعية رسالة
يقول د. شريف عبدالعظيم مؤسس جمعية رسالة إن الجمعية تقوم باستضافة أطفال الشوارع لمحاولة تعديل سلوكهم ومصالحتهم مع المجتمع ومع أسرهم «إذا كان لديهم أسرة» عن طريق عمل نشاط ترفيهى مثل الرحلات والحفلات وعمل وجبات وتوزيعها عليهم. وأيضاً يتم عمل برنامج للتأهيل النفسى والتعديل السلوكى ومساعداتهم دراسياً وإعادتهم للمدارس لو كانوا ملتحقين بها وتركوها، وكذلك تحفيظ القرآن وعمل ندوات دينية. وأضاف شريف عبد العظيم أنه قد تم افتتاح دار أطفال «قد الحياة» فى 2010. بالإضافة إلى دار إقامة أولاد فى حلوان بمنطقة وادى حوف. وأخرى للبنات فى فرع رسالة بحلوان.
جمعية قرية الأمل
ظهرت بارقة أمل فى تحويل حياة الأطفال تدريجياً، حيث الوجود فى الشارع شديد الإغراء للصغار بممارسة حرية مفقودة بمفهوم الصغار.. تحرر من المدرسين.. تحرر من الأهل.. الأمل جاء فى مشروع جمعية قرية الأمل، التى كانت الخطة فيها لمحاوطة المشكلة أن تؤسس أماكن فى أحياء مختلفة تغرى بها الأطفال ليأووا إليها من الشارع لأكل وجبة ساخنة والاستحمام ونفقات التعليم ثم يعودوا ثانياً إلى الشوارع، وإذا أراد بعضهم العيش فى الجمعية يستمر فى الوجود مع نفس الرعاية مع ترك الحرية للأطفال الذين تعودوا على الشوارع أن يمكثوا فى الجمعية وقت ما يحبون ثم يخرجون ويعودون ثانية حتى تدخل الحياة المنظمة فى سلوكياتهم بالتدريج.
وجمعية قرية الأمل هى من أولى الجمعيات التى تعاملت مع هذه الظاهرة بشكل متكامل حيث إنها تحوى مراكز إقامة لأطفال الشوارع بالإضافة إلى مراكز الاستقبال والوحدات المتنقلة لجمع الأطفال ويلجأ إليها الكثير من الجمعيات الأهلية المشتركة فى مشروع خط نجدة الطفل (16000) لحل أى مشكلة خاصة بأحد أطفال الشوارع وهو ما عرفناه من عدد من هذه الجمعيات ومنها جمعية الفسطاط لتنمية المجتمع المحلى، حيث أكدت حنان الصعيدى من إدارة الجمعية أن معظم الحالات التى تحتاج لمكان إقامة من أطفال الشوارع يتم تحويلها إلى هذه القرية، ولكن أحيانا ونظرا لكثرة الأعداد قد لا يكون متاحا فيها مزيد من الأماكن مؤكدة أنه من خلال الخط الساخن الذى تشترك فيه تقوم الجمعية بإرسال إخصائى اجتماعى لإعداد تقرير عن الحالة المبلغ عنها ومعظمها حالات لأطفال الشوارع وتكون الجمعية المشتركة فى هذه الخدمة مجرد وسيط بين المبلغ والمجلس القومى للأمومة والطفولة والجمعيات التى تعمل فى نشاط أطفال الشوارع وتشير إلى أنها أحيانا تقف عاجزة أمام بعض الحالات التى لا تجد لها حلا أو مكانا للإيواء والإقامة وقلة عدد الدور التى تحوى هذه الأماكن. والجدير بالذكر أنه كان لأطفال قرية الأمل تجربة فريدة ومميزة من خلال تجربة أتوبيس الفن الجميل الذى يجوب مصر مع مجموعة من الاخصائيين فى الفنون المختلفة بمصاحبة الموهوبين من الأطفال من المحافظات المختلفة لزيارة معالم مصر ولقاء زملائهم من أطفال الأقاليم، الفكرة للفنان إبراهيم حنيطر وشجعها ورعاها بمقره الفنان الكبير أحمد نوار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ولا تقتصر الرحلات على الاكتشاف فقط، ولكن أيضاً على تدعيم دور قصور الثقافة فى رعاية المواهب لذلك التواصل مع كل الموهوبين بعد اكتشافهم ومساندتهم. وأطفال الأمل فى الأتوبيس كانت تجربة فريدة حيث أقامت الفنانة نيفين سويلم ندوة جمعت فيها مجموعة متباينة من الأطفال داخل تحركات أتوبيس الفن الجميل فى معسكر لمدة أسبوع جمعت فيها 25 طفلاً وطفلة ومراهقاً ومراهقة من جمعية قرية الأمل التى يعيش فيها أطفال الشوارع و24 طفلاً من آخر حدود مصر من مدينة السلوم، و15 طفلاً وطفلة من قصر ثقافة منشية ناصر تحدث معهم فيها د.أحمد نوار والشاعر الكبير إبراهيم أبوسنة.
ويقول إسماعيل عبد العزيز رئيس فرع جمعية قرية الأمل لاستقبال أطفال الشوارع بالسيدة زينب إن الغرض من فتح مراكز استقبال أطفال الشوارع هو دراسة ظروفهم وأحوالهم ومحاولة معالجة بعض المشكلات مع أسرهم، وأكد أن القطاع الخاص يحاول حل هذه المشكلة وفقا لقدراته ولكن المسئولية الكبرى فى حلها تقع على الحكومة وأوضح أن الجمعية قامت بفتح قسم للمبيت كخدمة إنسانية للأطفال، ولكنه توقف بسبب أحداث الثورة وبسبب هجوم البلطجية وادعائهم أن أحد الأطفال سرق منهم أموالا ويطالبون بدفعها أو تسليم الطفل، أمر مرفوض مما أوقع الجمعية فى مشاكل كبيرة وخصوصا أن المشرفين على المبيت ليلا لا يتعدى عددهم اثنين، وعن خضوع الأطفال للبلطجية فقد برر عبد العزيز ذلك بأنه اتفاق وتعاقد ما بين الطرفين بمبدأ «هاديلك جزء من حريتك مقابل تسمع كلامى». وأوضح أن القضية متوقفة على شخصية الطفل فهناك أطفال لايرضون بوصاية أحد عليهم وهناك من يفقدون عزة أنفسهم، لأنهم قد خضعوا لمصطلحات جديدة نتيجة البيئة الموجودين بها.
وتقول د. عبلة البدرى مديرة جمعية قرية الأمل لأطفال الشوارع وتأهيل المغتصبات إن السبب فى ظاهرة أطفال الشوارع هم الأسرة أولا وأخيرا، فالآباء والأمهات هم من يتحملون المسئولية، لأنهم أصبحوا أكثر قسوة، فى الماضى كانت الأم ترفض أن تنام شبعانة وأولادها جوعى، أما الآن فالآباء يجلسون فى البيوت بدون عمل ويصبح الطفل هو العائل للأسرة وبالتالى وسط هذه الضغوط يلجأ الطفل إلى الشارع. وأشارت إلى أن نظرة المجتمع إلى أطفال الشوارع نظرة سيئة للغاية، لأن المجتمع لا يراعى الظروف القهرية التى كانت السبب فى لجوء هؤلاء الأطفال للشارع، كل الظروف المحيطة بالطفل بدءا من ظروف تفكك أسرته أو معيشته الصعبة وصولا إلى جلوسه فى الشارع ودخوله مراكز الشرطة، كل هذا يجعل منه مجرما رغم أنفه، ويكون مجرما من أجل البقاء فى هذا الشارع. وأشارت إلى أنهم مهتمون بقضية أطفال الشوارع منذ 25 عاما، وتمكنوا من رسم خريطة تجمعهم ويتم تحديثها كل 5 سنوات، وفى الغالب هم يختارون الحدائق والجراجات المهجورة أو بجانب محلات الوجبات السريعة حتى يتمكنوا من تناول بواقى الأكل من القمامة، يختارون دائما الأماكن التى بها خدمات، الشوارع التى بها إشارات مرور، ويكونون مجموعات حتى يستطيعوا إنقاذ أحدهم إذا أصابه مكروه. وعن تأهيل طفل الشارع فقالت إن الطفل عندما يصل المركز تتم دراسة الأسباب التى كانت السبب فى لجوئه إلى الشارع وعمل اختبارات له لقياس درجة العنف وذكائه وعوامل كثيرة، وكل طفل له خطة علاج خاصة به وفقا للظروف القهرية الذى مر بها، ومدة التأهيل للطفل ليست ثابتة، هناك من يستغرق شهورا وهناك من يحتاج سنين، ويختلف التأهيل من طفل إلى طفل آخر، فالطفل الذى ظل فترة طويلة فى الشارع يصبح من الصعب تأهيله ولكن ليس مستحيلا أيضا، أما الطفل الذى جلس فى الشارع شهرا فمن السهل انتشاله وتأهيله وتعليمه حتى تخرجه من الجامعة أو يتم تأهيلة لمهنة ومنحه شقة حتى يبدأ بها حياته.
أهم المشكلات السلوكية
تتمثل المشكلات السلوكية فى الأفعال والتصرفات التى تصدر عن الطفل بصفة متكررة أثناء تفاعله مع البيئة والآخرين والمحيطين به والتى لا تتمشى مع معايير السلوك السوى المتعارف عليه والمعمول به فى البيئة التى تشكل خروجا ظاهرا عن السلوك المتوقع من الفرد العادى، فالمشكلات السلوكية التى يتعرض لها الأطفال المعرضين لإنحراف عديدة ومتشبعة على نحو يستعصى معه فصل أحدهما عن الآخر.
وتتراوح المشكلات السلوكية من حيث حدتها إلى كونها أما مجرد مشكلات ثانوية أو أعراض طارئة ما تلبث أن تؤول من تلقاء نفسها، أو كونها أنماطًا ثابتة فى السلوك كشدة الخجل أو زيادة العدوانية، أو كونها مشكلات عنيفة يطلق عليها عادة أمراض نفسية تؤثر فى علاقات الطفل بالعالم الخارجى تأثيرا يجعل العلاقات الطبيعية مستحيلة كالانغلاق على النفس، أما فى حالات المشكلات النفسية فتحتاج إلى العون والمساعدة للتغلب على مخاوفه ومواجهة اكتئابه أو التخلص من سلوكه العدوانى.
كما يظهر على الأطفال بلا مأوى ذوى السلوك العدوانى مجموعة من المظاهر السلوكية العدوانية والتى تعتبر بمثابة تحد للمعالج و يعيش هؤلاء الأطفال فى صراع مع السلطة وعلاقاتهم بالوالدين والمدرسين والأطفال الآخرين قائمة على أساس محاولات للوصول إلى الامتثال والضوابط التى يمارسها عليهم هؤلاء الذين يمثلون السلطة لديهم، وعليه فنجد أن هؤلاء الأطفال يظهرون قدرا كبيرا من العناد والإصرار.
ولوقاية الأطفال بلا مأوى من اضطراب السلوك يكون بتجنب الأسباب التى تؤدى إلى اضطراب السلوك سواء كانت بيولوجية أو اجتماعية أو نفسية فلا شك أن دفء الأسرة عاطفيًا واستقرارها والاهتمام. بالطفل وتفهم مشكلاته واحتياجاته وعدم الإفراط فى إشباع هذه الحاجة ووجود القدوة فى تصرفات الوالدين والمتابعة للطفل داخل المدرسة وتوجيهه خارجها يقلل كثيرا من حدوث إضطراب السلوك. ولابد من الإشارة إلى أن أطفال بلا مأوى مجتمع صغير داخل مجتمع أكبر وأن هؤلاء الأطفال لهم قيم وسلوكيات متفق عليها من قبل الجماعة المرجعية لهم ويمكننا أن نوضح ماهية الثقافة الفرعية لهؤلاء الأطفال ثم التعرف على خصائص وسمات هؤلاء الأطفال. أما بالنسبة لأطفال المؤسسات الإيوائية فهم عادة ما يشعرون بالإحباط واليأس والإحساس بالعدوانية ولديهم مفهوم خاطئ عن ذاتهم وأنهم دائماً أقل من الآخرين وأن هؤلاء الآخرين ينظرون إليهم باحتقار كما أن صورة الذات لديهم تفرقها مشاعر الحزن والشعور بالوحدة. ولقد توصلت الدارسات إلى مجموعة من التوصيات لتقويم استخدام وسائل التعبير لبرامج خدمة الجماعة فى تعديل السلوك اللاتوافقى للأطفال بلا مأوى وذلك تحسين ظروف الحياة الأسرية لأسر الأطفال بلا مأوى، لأن الفقر يعتبر العنصر الأساسى لجذب الأطفال إلى الشارع وذلك لعدم قدرة الأسرة على الانفاق على أبنائها منها القيام بتعديل السلوكيات اللاتوافقية لهؤلاء الأطفال وذلك بممارسة وسائل التعبير المختلفة التى تتناسب مع طبيعة هؤلاء الأطفال المشاركة فى إنشاء عدد من الشبكات المحلية والإقليمية للجمعيات العامة فى مجال أطفال بلا مأوى داخل وخارج مصر.
القيام بإنشاء العديد من المؤسسات التى تقوم برعاية الأطفال بلا مأوى فى جميع أنحاء الجمهورية، توفير حياة أسرية مستقرة ومناسبة لرعاية الأطفال بلا مأوى، يجب توعية المجتمع بحقوق الطفل وأهمية دراسة هذه الظاهرة والاهتمام بها ومدى تأثيرها السلبى على المجتمع، كما يجب عدم النظر للأطفال بلا مأوى على أنهم أطفال مجرمون، والمشاركة الفعالة من جانب العمل التطوعى لمواجهة مشكلة أطفال بلا مأوى، والقيام بحملات التوعية المجتمعية بمشكلة أطفال بلا مأوى وذلك من خلال (المطبوعات – اللقاءات التليفزيونية – الأحاديث والمقالات الصحيفة – البحوث العلمية).
والعمل على تنفيذ استراتيجية حماية وتأهيل الأطفال بلا مأوى التى أصدرت فى مارس 2003، والتوصل إلى إحصائيات دقيقة عن مشكلة أطفال بلا مأوى فى مصرو القيام بتعديل القانون الخاص بالطفل ووضع نص قانونى خاص بالأطفال بلا مأوى، وفرض عواقب رادعة على أحد الوالدين عند ثبوت مسئوليتهم تجاه تشرد أطفالهم والعودة إلى الشارع وفى نفس السياق يجب على الدولة إنشاء مراكز لتدريب الأطفال على مهنة أو حرفة معينة تساعدهم لكى يصبحوا عناصر إنتاجية داخل المجتمع وتقوم المؤسسة بغرس القيم الدينية للأطفال وتقديم البرامج الوقائية لهم وتوعيتهم بمخاطر البقاء فى الشارع وأن تحرص المؤسسة على عمل متابعة طبية مستمرة للأطفال وتقدير البرامج الصحية لوقايتهم من الأمراض على أيدى متخصصين كما يجب عدم فصل الأطفال بلا مأوى عن المجتمع ولكن يجب دمجه داخل المجتمع لكى يشعر أنه مثل أى طفل فى سنه لا ينقصه أى شىء.
وتنظيم دورات تدريبية دائمة للأخصائيين العاملين فى مجال رعاية الأطفال بلا مأوى والإطلاع على كل ما هو جديد فى مجال الأطفال بلا مأوى لتنمية قدراتهم وزيادة خبراتهم وتعديل سلوكهم اللاتوافقى وإعداد وتنظيم برامج خاصة لجذب الأطفال من الشاعر والانضمام إلى الجمعية وتطوير البرامج المقدمة من فروع الاستقبال وتحويلها إلى فروع مؤقتة لأن هناك برامج لا تقدم إلا فى فروع الإقامة فقط ومشاركة الأطفال فى وسائل التعبير المختلفة التى تقدم داخل الجمعية التى تساعدهم على تقليل السلوك اللاتوافقى و العمل على تشجيع الأطفال للمشاركة فى وسائل التعبير المقدمة من الجمعية والتى تساعدهم على إعطاء الثقة بأنفسهم ومساعدهم على الاعتماد على أنفسهم ولا نغفل أيضا القيام بالتنسيق بين المؤسسات العاملة فى مجال رعاية الأطفال بلا مأوى لتبادل الخبرات والمعرفة وتطوير البرامج، والقيام بعمل دراسات مستمرة وأبحاث علمية عن ظاهرة الأطفال بلا مأوى من حيث طبيعة هؤلاء الأطفال واحتياجاتهم ومشكلاتهم ومتطلباتهم.. الخ وأيضا إقامة مؤتمرات علمية عن ظاهرة الأطفال بلا مأوى ووعى المجتمع بأهمية هذه الدراسة.
العام الأسوأ لأطفال مصر
وصف تقرير للائتلاف المصرى لحقوق الطفل للعام الحالى بأن عام 2013 هو العام الاسوأ للاطفال حيث تم القبض على 383 طفلا فى خلال خمسين يوما فى الأحداث السياسية التى شهدتها البلاد مؤكدا أن القبض على مثل هذا العدد فى تلك المدة تعد سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر وأوضح التقرير الصادر عن الوحدة القانونية للائتلاف أن الأحداث السياسية استغلت الأطفال وأصبحوا فى النهاية هم الضحايا فقد قامت وزارة الداخلية بإلقاء القبض على 157 طفلا بينهم 29 اقل من 15 سنة فى أحداث ذكرى الثورة كما تم القبض على 226 طفلا بينهم 62 أقل من 15 سنة فى إحداث فض ميدان التحرير واشتباكات كورنيش النيل.
وقد أعلن الائتلاف فى بيان آخر له رفضه التام للخطة الاستراتيجية للتعامل مع قضية الأطفال بلا مأوى التى أعلنتها وزارة الشئون الاجتماعية واتهم الحكومة بخداع المجتمع المدنى وتنفيذ مخططها لعزل الأطفال عن المجتمع، والتى أصرت فيها الوزارة عن إنشاء منتجع «معسكر» سيتم عزل الأطفال فى الشارع فيه وبهذا فقد أبعد الائتلاف وغيره من الجمعيات عن دورهم الحقيقى فى العمل على تأهيلهم ودمجهم مرة أخرى فى المجتمع.
والجدير بالذكر أن الائتلاف المصرى لحقوق الطفل قد هاجم منذ فترة هذا المقترح فى بيان سابق خلال مشاركته فى إحدى ورش العمل حيث أشارت الوزيرة السابقة إلى أن مقترح المنتجع كان مجرد مقترح وأن غالبية المشاركين فى ورشة العمل قد رفضوا هذا المقترح وبناء عليه تم إلغاؤها والتوافق إلى استراتيجية وطنية متفق عليها، مما دعا الائتلاف لإصدار بيان يشكر فيه الوزارة عن موقفها التوافقى وانحيازها لحقوق هذه الفئة من أطفالنا، لكن عادت الوزيرة لتعلن عن إنشاء المنتجع حيث أعلنت عن إنشاء المنتجع الذى تم رفضة من قبل، ونتيجة لذلك أصدر الائتلاف بيانًا قال فيه إن الائتلاف المصرى لحقوق الطفل يعلن عن رفضه التام لهذه الاستراتيجية وعدم التعاون معها فى أى من مراحلها، ويحمل الحكومة المصرية أمام الرأى العام مسئولية انتهاك حقوق الطفل المصرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.