درجت على ألسنة الناس مقولة مفادها أن الضرب في الميت حرام ، لأن الميت عادة يذهب ضرره بموته، ولكننا نرى أن الضرب في الميت حلال إذا كان ذلك الميت هو الانسان الذى يعيش الحياة ولكن قلبه ميت ، ولا فكر في عقله ، ولاغايه يبرر بها وجوده فى الحياة ، ..انا بالطبيعة لست ضد النقد.. فهو أحد ركائز حرية التعبير.. وكم انتقدنا مسئولين بسبب سياستهم وأسلوبهم في العمل.. وكان نقدنا لهم يقوم علي المنطق والحجة والبرهان.. ولكننا لم نتعرض لأشخاصهم بقول جارح أو بألفاظ يعافها الحس الوطني.. مما يخرج النقد عن هدفه الأصلي. فمع انعدام ثقافة الاختلاف بين الناس وما نشهده من خلافات وصراعات نقاشية وثقافية في المجتمع، لابد أن ندرك أن ما يقوله أي إنسان فهو مبني على عقيدته وقناعاته وخلفيته المعلوماتية، لكن الكثير من الناس يرفضون بعض المعلومات حتى وإن كانت صحيحة رفضًا قاطعًا، ولا يقبلون مجرد مرورها على عقولهم عوضًا عن التفكر فيها . لماذا إذن يقاوم هؤلاء مثل هذه المعلومات ؟ لماذا يهاجمونك ؟ وكيف يرفض الناس هذه المعلومات ويقاومونها ويضحكون عليها ؟ وهذا الأمر شائع بالنسبة لمثل هذا التفكير .. حتى أصبحوا يحدثون أنفسهم كيف انخدعوا في الأشخاص الذين يقتنعون بتلك المعلومات كانوا في نظرهم أسوياء ويرونهم الآن غير ذلك ؟!!! وأذكر ما استطعت من جمع بعض أسباب تلك الظاهرة وهي: 1- شخص لا يريد أن يعلمه أو يذكره أحد أي معلومة يمكن أن توقظ ضميره أو تمنعه من المتعة التي يعيشها في حياته حتى وإن كانت بأعمال فاسدة فهو يتبع هواه فقط ولا يريد أن يتغير، فيريح نفسه بتجهيل نفسه عمدًا ولا يقرب هذه المعلومات ويرفضها إن صادفته هي لأنها تجبره على اتباع حياة معينة نفسه لا تريدها فهو يريد أن يتمتع بحياته ويتلذذ بكل ما فيها مباح وغير مباح لا يريد ما يعكر عليه متعته 2- شخص يربط معلوماته بشخص أو رمز يثق فيه ثقة عمياء ولا يقبل أن يسمع لأحد غيره فهو بالنسبة له مصدر كل المعلومات المؤكدة ولا يخطئ عنده أبدا، لذلك إن واجهته بخطأ وتريد أن تصحح ما لديه من معلومات يواجهك ويحاربك لأنه لا يقتنع ولا يقبل كيف يخطئ وهو العلامة الجهبذ 3- شخص ليس من السهل عليه استيعاب معلومات ولا يمكن أن يقبلها فقد يكون مرتاحا جدا في أسلوب حياته وفي طريقة تفكيره لأن عقله يعلم جيدا أن هذه المعلومات ستجبره على إعادة ترتيب نفسه وحياته وبرمجة معظم المعلومات المكتسبة لديه، كأن يقول (متلخبطش معلوماتي أو معنديش استعداد أتعب دماغي وأفكر أو دماغي مريحاني يا سيدي ) ولا يريد التغيير لأنه لا يهتم بما حوله في العالم فهو مهتم بنفسه فقط . 4- شخص قد يحاربك ويحارب معلوماتك لأنه يعتقد انه أفضل منك فهو لا يستطيع أن يتقبل أنك اكتشفت تلك الحقائق قبله أو كيف ترى أنت ذلك وهو لا يدري!! لذا كدفاع عن غروره سيكذب معلوماتك 5- شخص يحاربك ويحارب معلوماتك بالجهل والسفسطة والتكذيب وخلط المعلومات ببعضها لكي يرهقك نفسيا ولا تخرج معه بقناعات ثابتة أو أنه يريد أن تظهر أمام الناس بأنك غير قادر على إقناعه فكيف تريد أن تقنع الناس بما تقول 5- شخص ليس مستعدا على الإطلاق أن ينفصل عن أي انسان فوقه يوفر له ما يريد) لأنه يعتمد عليه في حياته ومستفيد منه في حياته وإن كان على حساب الآخرين، لذا ستجده يحاربك لحمايته ويكذب معلوماتك والحقيقة ذاتها فى الختام نحن جميعنا بداخلنا شخص من هؤلاء أو عدة أشخاص مختلفة لذا وجب علينا أن نتفكر في أنفسنا جيدا ، وأقول إن أفضل طريقة لكي يرى الناس ويغيرون طريقة تفكيرهم هي أن يعيشوا التغيير ويضعوا أنفسهم في الأماكن أو الوضعية التي يبتعدون عنها لمجرد الخوف منها، ولابد ألا تتجمد أفكارهم لرفض أي معلومة كانت، وأن يبحثوا عن هذه المعلومة عوضًا عن أن يعطيها أحد جاهزة لهم قبولها أم لم يقبلوها ، فبالبحث تتثبت القناعات والعقيدة . لذا إن كنت مهتما بأحد وأردت أن تشاركه المعلومة، يجب أن تكون رقيقا ورفيقا به وأن تؤكد في البداية أن المصلحة العامة هي الأساس ، ويجب أن تشجعه على التفكير وطرح الأسئلة عوضا عن توفير الإجابة، بالإضافة أن تضع قاعدة للحوار وشروط تتفقا عليها قبل البدء فيه، حتى توضع كل المعطيات والأفكار ويتم ترتيبها ودمجها للخروج بقناعات واضحة منطقية ومقبولة، لأن من الخطأ أن تتصارع المعطيات فهي تؤدي إلى فشل الحوار وتمسك كل صاحب رأي برأيه، والمسئول عن ذلك التصارع هو عدم الاستماع والإنصات والتفكر في كلام الأخر