القومي للبحوث: مهتمون بالربط بين الأبحاث العلمية والتطبيق على صحة الإنسان وعلاجاته    محافظ المنوفية يتابع موقف توريد القمح ويشدد بالمتابعة الدورية    بيان عاجل وزارة البيئة بشأن تأثير العوامل الجوية على جودة الهواء خلال الفترة المقبلة    مطالة أممية بفتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيات غزة    أبو عبيدة: الرد الإيراني على إسرائيل وضع قواعد جديدة ورسخ معادلات مهمة    وزير الدفاع الروسي: القوات الأوكرانية خسرت نصف مليون عسكري منذ بداية الحرب    سموحة يتقدم على بلدية المحلة في الشوط الأول    43 مليون جنيه إسترليني| مكافأة ضخمة تنتظر الأهلي في كأس العالم للأندية    ألف طالب يشاركون بمهرجان سيناء أولا.. وشوشة: طرح 36 ألف وحدة سكنية جديدة لأهالي رفح    شاهد أرسنال وتشيلسي في الدوري الإنجليزي بث مباشر مجانا.. مباراة تشيلسي وأرسنال 2024    جمال علام: أزمة «صلاح» و«العميد» «فرقعة» إعلامية.. و«مو» سيتواجد في معسكر المنتخب القادم| حوار    إصابة شخص إثر سقوط سيارة من أعلى كوبري على خط مترو الأنفاق بروض الفرج    ولادنا عايزين يذاكروا| الأهالي يطالبون بعدم قطع الكهرباء عن المنازل أسوة بالمدارس    النسب غير كافية.. مفاجأة في شهادة مدير إدارة فرع المنوفية برشوة الري    بروتوكول تعاون مع الاتحاد الأوروبي لتنفيذ مشروع تطوير البر الغربي بأسوان    قبل الامتحانات.. أطعمة تزيد التركيز وتقوي الذاكرة للأطفال    لتيسير تعامل الشركات على أسهم الخزينة .. "الرقابة المالية" تطور قواعد القيد    أحال بيان المالية للموازنة.. مجلس النواب يرفع أعمال الجلسة العامة ل7 مايو المقبل    «العربي لعمال الغزل والنسيج» ينتخب عبد الفتاح إبراهيم أمينا عاما للاتحاد    27 أبريل.. إستكمال محاكمة 73 متهما ب "خلية التجمع"    مقتل حلاق على يد راعي غنم في الفيوم    وزير العمل يشهد بروتوكول تعاون لتأهيل الشباب السيناوي لسوق العمل    سامح حسين ينعى تامر عبدالحميد مؤلف «القبطان عزوز»    الكتاب.. مفتاح لعوالم لا حدود له | يوم الكتاب العالمي    تكريم خيري بشارة.. تفاصيل افتتاح فعاليات مهرجان مالمو للسينما العربية    شباك التذاكر.. «شقو» يتصدر و«فاصل من اللحظات اللذيذة» الوصيف    أحمد بلال البرلسي يطالب بضوابط واضحة لتغطية الجنازات والعزاءات (تفاصيل)    الاتحاد الأوروبي يفشل في الاتفاق على تسليح أوكرانيا بصواريخ باتريوت    «الرعاية الصحية»: المرحلة الثانية للتأمين الصحي الشامل تبدأ في دمياط ومطروح    إحالة بيان الحكومة بشأن الموازنة إلى لجنة "الخطة".. ورفع الجلسة العامة حتى 7 مايو    فيديو| فتح باب التصالح على مخالفات البناء.. أبلكيشن لملء البيانات وتفاصيل استعدادات المحافظات    ترامب يهاجم جلسات محاكمته: وصمة عار وفوضى    موجة حارة وعاصفة ترابية- نصائح من هاني الناظر يجب اتباعها    100 قرية استفادت من مشروع الوصلات المنزلية بالدقهلية    عبير فؤاد تتوقع ظاهرة غريبة تضرب العالم خلال ساعات.. ماذا قالت؟    محافظ بوسعيد يستقبل مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية    وزير العدل: تشكيل لجنة رفيعة المستوى لوضع مشروع قانون ينظم استخدامات الذكاء الاصطناعي    رئيس جامعة عين شمس يبحث مع السفير الفرنسي سبل تعزيز التعاون الأكاديمي    محافظ المنيا: تنظيم قافلة طبية مجانية في مركز أبو قرقاص غدا    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    سيدات سلة الأهلي يواجه مصر للتأمين في الدوري    مصرع سائق في حادث تصادم بسوهاج    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    دار الإفتاء: شم النسيم عادة مصرية قديمة والاحتفال به مباح شرعًا    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    اللعبة الاخيرة.. مصرع طفلة سقطت من الطابق الرابع في أكتوبر    الغزاوي: الأهلي استفاد كثيرا من شركة الكرة    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مناطق لحزب الله في جنوب لبنان    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    الثلاثاء 23 أبريل 2024.. الدولار يسجل 48.20 جنيه للبيع فى بداية التعاملات    اتحاد الكرة يوضح حقيقة وقف الدعم المادي لمشروع «فيفا فورورد»    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار النخبة مع فائز الحداد الحلقة الثامنة مع صبيحة شبر


حوار النخبة مع فائز الحداد
شاعر الثلاثية المقدَّسة وال "مدان في مدن"
الحلقة الثامنة – صبيحة شبر

أ.د.. إنعام الهاشمي (حرير و ذهب)


الحلقة الثامنة : وفيها يجيب الشاعر فائز الحداد على أسئلة الأديبة القاصة والروائية العراقية صبيحة شبر. ( تجد في نهاية الحلقة نبذة موجزة للتعريف بها)
أ. د. إنعام الهاشمي – الولايات المتحدة : أرحِّبُ بالأديبةِ القاصَّةِ والروائيَّةِ الكريمةِ صبيحة شبر أوَّل الأصواتِ من الأديباتِ المشاركاتِ في حوارِ النخبة. مما عرفتُه من سيرتِها أنّها طيرٌ مهاجِرٌ عادَ مؤخَّراً إلى موطِنِه، وفي خِلالِ هجرَتِها بعيداً عن الوطن، إضافةً إلى كونِها أديبةً وروائيةً قد واصَلَت عملَها في حقلِ التدريسِ الذي بدِأتهُ في العراقِ منذ عام 1972 وكانت، بحكمِ دراسَتِها الآداب في جامِعَةِ بغداد، أستاذةً للغةِ العربيَّةِ في الكويت لعدَّةِ سنواتٍ، والمغربِ لعِدَّة سنواتِ ولحين عودَتِها إلى وَطَنِها العراق مؤخَّراً أوائل 2011.
تحية للسنونو العائدِ إلى عشِّه ، الأديبةِ الرقيقةِ رقةَ النسيمِ صبيحة شبر.. نمدُّ لكِ عزيزتي البساطَ السومريَّ الأحمرَ الفاخِرَ ونفرِشُ عليهِ منثورَ الوردِ ونقدِّمُ لكِ طوقَ الياسمينِ احتفاءً بقدومِك...
الشاعر فائز الحداد - العراق : أرحب بزميلتي العزيزة القاصة والأديبة القديرة صبيحة شبر في حوار النخبة وأعتذر سلفا عن عدم إجابتي على بعض الأسئلة التي تكررت في حوارات سابقة، فألف أهلا بك .
الحوار:
سؤال 58 – الأديبة صبيحة شبر : هل تحرص على إرضاء القارئ ؟ وأي نوع من القراء تفضل ؟
جواب 58 - الشاعر فائز الحداد : يبقى هاجس القارئ... البحث عن الجديد دائما، وما تمليه عليه اشتراطات القراءة في كتاب أو مجلة أو جريدة، فهو يسعى حثيثا إلى تلقف أي موضوع أو نص يماثل توجهه القرائي..
لذلك وبدافع أن تكون القراءة نموذجية يشترط الإتيان بالجديد الثقافي المعبر في تضاعيفه عن المقنع على أقل تقدير ، ذلك لأن الاستهلاك ليس أقل خطورة من الإنتاج في أي جنس كتابي ، فهل من ضرورات التخلي عن المسؤولية أن نبقي القارئ يدور في حلقة المبسطات التعبيرية أو الدارج النسقي بحجة «التبسيط» المفهوماتي ؟ وبخلافه.. هل يعني ذلك التخلي أن نجعل القارئ لا يفهم ما يهدف إليه الكاتب نتيجة الإيغال بالنظريات والأطروحات الفكرية والمنهجية لغة وموضوعا؟
إن الأمانة الثقافية تقتضي الارتقاء بالقارئ تدريجياً لتحقيق أعلى فائدة تبادلية ممكنة (كتناصٍّ جدلي) ..أي خلق أفق ذهني نقدي للقارئ ولو بحدود التمييز بين المفيد والمضر، فتلك المسلمة وحدها ستكفل إنتاجا ثقافيا نوعيا واستهلاكا راشدا منتجا أيضا، وبظله سينحسر الاندثار الثقافي ويتلاشى إلى أدنى حد. إن القراءة السلبية، تلك التي تقوم على استنزاف العقل والوقت معا، و تنتج قارئا كسولا يستسهل البحث عن وجبة قرائية جاهزة.. بينما تستدعي القراءة الايجابية استدراج القارئ بطعم ثقافي دسم لاصطياده وتنشئته ، ومن ثم إعادته إلى نهر الحياة كقارئ يضاف إلى قائمة المثقفين.. فكل منا ابتدأ قارئا بسيطا لمجلة أو جريدة ثم تدرج بمرور الزمن ليصل إلى ميله المطلوب في الأدب أو الفلسفة أو علم الاجتماع وغيرها، بحيث أضحى البعض (انسكلوبيديا) وصار البعض الآخر مثقفا أكاديميا أو مبدعا، فهل صرنا لولا ذلك الاستدراج المحسوب مهنيا وتقنيا وما أملته الأمانة الثقافية لأساتذتنا من الكتاب والمفكرين الذين سبقونا؟
سؤال 59 – الأديبة صبيحة شبر : هل يمكن للقارئ الناقد أن يفهم مرامي المبدع فهما كاملا ؟
جواب 59 - الشاعر فائز الحداد : إذا كان الناقد لا يبلغ مستوى القراءة المنتجة النموذجية ولا يفهم مرامي المبدع فهما عميقا يصار بظله تحليل النص وتأويله فهذه طامة كبيرة .. ولك أن تتصوري أسفين العزلة بين عدم الفهم والكتابة عن النص .. فماذا سيكون مستوى النقد ؟ .. وأي كتابه هذه التي تدور حول النص لا فيه؟ تلك التي تقود إشكاليه الجهل بالنص إلى افتراضات وتنظيرات لا تمت إلى النص بصلة ، وقد سقط في هذا المأزق الفادح والفاضح الكثيرون ممن حسبوا على النقدية زورا وبهتانا ومنهم أكاديميون لازالوا يصدعون رؤوسنا بإنشاءات لا علاقة لها بالنقد لا من قريب ولا من بعيد، لهذا نجدهم ينظرون في الفراغ وعلى الفراغ بل ويتصدون بالسوء للأقلام النقدية الجادة تحت يافطة نقد النقد، وفي الحقيقة لا نقد هناك كي ينشئوا على أساسه قصورهم الواهنة، فهي هلامات من البدع والغوغاء الكتابي .
إنني ومع عظيم اعتباري للتنظير والمنظرين وللتفكير والمفكرين لا أجد جدوى لمسمار دق في لوح لم يبلغ اللوح الآخر، وظل هناك ثمة فراغ قابل لمرور ولو نسمة تفصل بين جسمين يراد لهما التلاحم، والتجانس.. فهذا العازل (المصنوع) سيظل شرخا يفصل كائنين ولا يعمل على خلق كائن جديد آخر، وهذا هو الفراغ الوهمي ما بين المبدع والقارئ الذي كرسته المدارس النقدية في بعض اتجاهاتها ، بينما تسعى التقنيات الثقافية الحديثة بحرص إلى خلق هذه اللحمة لضمان الاستمرار والتواصل المتجدد في كل العلوم والآداب.. فالتيمات تتوارث والثقافات تتوالد من جيل مثقف إلى جيل من المفروض أن يكون أكثر ثقافة ، فهو ككرم الكرم (أساسه حبة ومردوده جمل) كما قال أسلافنا.
سؤال 60 – الأديبة صبيحة شبر : ما هي برأيك أسباب تخلف الحركة النقدية عن الإبداع في العالم العربي ؟
جواب 60 - الشاعر فائز الحداد : هذا السؤال كتب عنه كثيرا نقديا وأكاديميا ولا تسعه هذه الفسحة كسؤال في حوار كونه يحتاج إلى بحث طويل ولكن تشخيص تخلف الحركة النقدية العربية من قبلك صحيحا جدا ويقوم على إدراك مبصر لماهية النقد المفترضة وأدوات الناقد المفروض توافرها ولا أقلها شأنا في الثقافة والمعرفيات والاطلاع على نماذج الإبداع الداخلي والخارجي التاريخي والمعاصر.. أي يجب أن يكون الناقد موسوعيا مثقفا شاملا ونخبويا متخصصا في ذات الوقت .
البعض يعزو أسباب تخلف النقدية العربية إلى تخلف المجتمعات العربية علميا ومعرفيا والإبداع العربي ملحقا به والنقد جزء من هذا التخلف ولأننا نبتغي التخصيص فيما يخص أدبنا العربي أرى بأن النقد حالة مكملة للإبداع وليس إبداعا كاملا وأسباب تخلفه عربيا له أسباب كثيرة ومتشعبة إضافة إلى ما ذكرته منها ما هو نقد إتباعي وإقطاعي ومناطقي وشللي وشخصاني أي الكثيرمن النقاد مجرور ومأخوذ بالتبعية لعلاقات غير أدبية وعلى طريقة ( شيلني وأشيلك ) وهذا يتعلق في جانب الوعي النوعي وإدراك أهمية النقد البعيد عن عوامل الميل والهوى والتعصب القبلي والسلفي ودليلنا في ذلك ما نقرأه من كتابات تقارب النقد وتلتف عليه ولا تقدم غير الضعيف وتغمط حق الناضج الأدبي في أغلبها .
سؤال 61 – الأديبة صبيحة شبر : ما هي دواعي الاختلاف ؟ ولماذا يقف أغلب الناس موقف المناوئ منه ؟
جواب 61 - الشاعر فائز الحداد : الاختلاف يجسد مفهوم الجدل والجدل الآخر وبدونه يبقى كل شيء يراوح في مكانه ويقود إلى فنائه .. فمن يقف ضد الاختلاف يقف ضد حركة التاريخ الإنساني فالظواهر كالآداب يجب أن تختلف وتتعصرن وتتعاصر وإلا بماذا نفهم الأدب والأدب المقارن؟

فإذا كان هناك من يقف ضد الاختلاف فهم قلة على كثرتهم لأنهم شخصانيون لا تشخيصيون فالاختلاف رحمة دائما وهو وحده من يقود إلى تنامي الفهم والوعي ويقود إلى التطور والتجدد والتجديد لا الاتفاق بمنأى عن عموميات الثوابت .. فالخالق تعالى قد صيّر هذا الاختلاف وأكد عليه ونصت عليه آيات وأحاديث ومن ثم اعتمده الخلق سبيلا لإنماء وتطور العلوم والأفكار والآداب والفلسفات والمذاهب والمدارس والرأي والرأي الآخر.
وفي الشعر وكتأكيد على جدل وحيوية النص الحديث كتب عن الاختلاف كبيانات وتنظيرات وفي مقدمة من كتب الشاعر الكبير علي أحمد سعيد ( أدونيس ) وهناك ما كتب عراقيا ك ( كتب مهمة في مجال التنظير الشعري مثل كتاب خزعل الماجد ي "العقل الشعري" وكتاب الشاعر شاكر لعيبي عن تجربة قصيدة السبعينيات ذات المنحى النقدي التوصيفي والإجرائي يمثلان فرصة لإعادة قراءة الكثير من خفايا الأجندة الشعرية العراقية باتجاه إعادة قراءاتها في سياقاتها الزمنية الإبداعية )..
وإن كان سؤالك يشتمل على ما أصدرته بهذا الشأن فيمكن الرجوع إلى بيان جماعة اختلاف ففيه قد دونت فهمي للنص الحديث ورؤيتي لما يعنيه الاختلاف كمشروع يعبر عن تجربتي الشعرية .
وهنا أتساءل .. أما نحن امة الاختلاف الأولى فوق البسيطة؟ إذن لنختلف دائما .
سؤال 62 – الأديبة صبيحة شبر : هل يمكن أن يكون الشعر الحر خاليا من القيود ؟ وماذا نسمي الموسيقى والصور والمجازات ؟
جواب 62 - الشاعر فائز الحداد : أنا أعيد السؤال عليك أستاذة صبيحة .. لماذا سمي بالشعر الحر إذا كان مذعنا للقيود ؟ الشعر الحر أو الأدب بشكل عام ولد كائنا طليقا سليما معافى وحرا لا تحده مسطريات الشروط والعقد المسبقة ولا أخفيك سرا قرأت شروطا للقص القصير والرواية مرات ومرات ولم احترم ما كتب فالإبداع لا يقنن وهناك تداخل الأجناس وتضارعها في الملحمة والمسرحية والشعر !؟..
الشعر الحر ما ولد ليذعن للإشكاليات التقليدية المحددة لحريته بل جافاها و تمرد عليها ليكسب حياته دون عبودية وسجون لمقنن محدد مسبقا.. فالشاعر الحداثي تبقى في ذهنه مفردتان ( السجن – الانعتاق ) وعليه أن يختار إما السجن وأقننة المخيال في المعنى والجمال وأما الحرية دون قيود كي يكون الشعر حقا شرطا ومفتاحا لها ويظفر بالمعنى والجمال غير المحددين .
النص الحديث له موسيقاه الحسية لا الإيقاعية كالشعر العمودي وله اشتغالاته الخاصة في الاستعارة والمجاز والتورية والترميز وهو أكثر وجودا وأوسع تعبيرا بكفاءة اللغة ورصانة البناء.
سؤال 63 – الأديبة صبيحة شبر : لماذا تجد إن الشعر أبو الفنون ؟ أليس في رأيك هذا تقليل من شأن الأجناس الأخرى من الآداب والفنون ؟
جواب 63 - الشاعر فائز الحداد : أولا ... أنا مع تداخل الأجناس الأدبية والفنية وما من عازل قاطع هناك غير الذي وضعته الأكاديميات خدمة للدرس والتعليم ولاشتقاق ما يمكن أن يخدم ذلك، لذلك ليس كل أكاديمي ناقداً والقلة جدا فيهم من رسخ اسمه بمنجز وكفاءة .. لكنني أؤكد أن الشعر ليس أب الفنون فحسب بل هو أبو الآداب والمعارف والعلوم والفلسفة أيضا، فكل الأجناس الأدبية الأخرى كتبت شعرا في سالف عهودها التكوينية ، فأول نص فلسفي كتب شعرا وكذلك الملاحم التاريخية الكبيرة كملحمة جلجامس والأوديسا والألياذه، وفي هذا الشأن أرجو الرجوع إلى أراء الناقد الكبير د مصطفى العقاد حول الرواية والقصة القصيرة من العصر الباروكي ولحد الآن .. وحتى النصوص الدينية في عمومها تنطوي على لغة شعرية وأود الإشارة في هذا الموضوع إلى أن ( الكنزا ربه ) الكتاب المقدس لإخواننا الصابئة المندائيين قد أعاد كتابته شعرا الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد .. فلماذا ننكر فضل الشعر ونتحسس منه ونفسره بأنه يقلل من أهمية الأجناس الأدبية الأخرى بل على العكس هو يتداخل فيها ويعزز وجودها .. فالذي يقول لك سيندحر الشعر أمام الرواية فهذا لا يفقه دور الشعر ككتاب مقدس وصدقيني لا يمكن أن يستمر العلوم الصرفة دون مخيلة شعرية كما قيل عن ذلك وفي أكثر من مناسبة.
أما حفظنا عن ظهر قلب الرأي الأدبي النقدي القائل .. بأن الأدب صفوة اللغة والشعر صفوة الأدب ؟
سؤال 64 – الأديبة صبيحة شبر : هل إعجابنا بشاعرية شاعر معين يعود إلى فهمنا معانيه أم ذائقتنا ؟ أم لأننا نرى أنفسنا في شعره ..
جواب 64 - الشاعر فائز الحداد : هذا سؤال جميل .. ويقوم على مزاوجة الفهم بالذائقة..
باعتقادي أن الفهم هو أساسي العملية ومفتاح مغاليق النص ليبدأ ميل الذائقة يعد ذلك كفلسفة فهم أما في الانتماء للمقروء من عدمه ولماذا شعر هذا الشاعر دون غيره ؟ هنا يكون للوعي القرائي الاستثنائي دوره في البحث عن مكاننا ومكانتنا في النص .
فلماذا ظل المتنبي سيد الذائقة في الشعر قبل غيره ومن ثم يأتي سواه في مجال بوحه الشعري كالبحتري وأبي تمام وأبي نؤاس ؟ أما شكل الراحل الكبير نزار قباني جزءا من ذاكرتنا في الانتماء لشعره الوجداني ومثل مرحلة مهمة في ذائقتنا وقراءتنا ؟
وفق هذا الفهم يكون الفصل والفيصل بأننا ننتمي إلى من يعبر عن ذواتنا كشاعر دون غيره لأننا نرى أنفسنا في شعره الجميل .
في الختام : أشكر الأديبة الراقية صبيحة شبر شكراً جزيلا على مشاركتها القيمة في الحوار...عسى أن أكون قد وفقت في ردي على أسئلتك الجليلة.... تحية لك وسلام مع تمنياتي لك بالتوفيق.
فائز الحداد
العراق

وبدوري أقدِّمٌ كلَّ الشكرِ والتقديرِ للأديبِة صبيحة شبر لاستجابتِها لدعوتِنا ومشاركَتِهِا القيمة في هذا الحوار الذي زخر بالمعرفيات. والشكرُ مجدَّدٌ وموصولٌ مع التقديرِ لشاعِرِنا العرّاب الفائز الحداد ، وسوفَ أصمت هذه المرة ولن أذكِّره بالشوط الذي مازال أمامنا والأسئلةِ العديدةِ والعيونِِ المتابعةِ لحلقاتِ الحوارِ و المتطلِّعَةِ للآتي منها؛ ولكني أؤكِّدَ للقراء المتابعين مرَّةً أخرى أنَّ لدينا الكثيرَ من الأسئلةِ التي تنتظرُ دورَها في المرورِ على يراعِ الفائزِ الفائز والتي ورَدَتنا من نخبةِ الأدباءِ التي سترافقُنا في الحلقات القادمة لننهلَ ممّا لديها ولدى شاعِرِنا مِن ثقافةٍ واطّلاعِ.... وقبل أن أغادِرُك إليكَ باقةً من زهورِ القُرُنفلِ الحمراءِ التي سَرَقت لونَها النارّي من لهيبِ شِعرَك في أبياتِ القصيدةِ الاخيرة " آآآآآآآآآآآه .. أرمادك أنا؟ "!
وسنلتقي في الحلقةِ القادمة.
حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة
_________________________


سيتم نشر الحلقة التاسعة من حوار النخبة خلال الأيام القليلة القادمة وفيها يجيب شاعرنا الفائز الحداد على أسئلة الأديبة المغربية مالكة عسال.

نبذة موجزة عن المشارك في حوار النخبة
صبيحة شبر - العراق

صدر لها:
المجموعات القصصية
1. "التمثال" - مطبعة الرسالة في الكويت عام 1976
2. "امرأة سيئة السمعة" - وكالة الصحافة العربية للمطبوعات - جمهورية مصر- عام 2005
3. "لائحة الاتهام تطول" - دار الوطن في الرباط - عام 2007
4. "التابوت" - دار كيان - مصر - عام 2008
الروايات
1. "الزمن الحافي" - رواية مشتركة مع الروائي العراقي سلام نوري - طبعت في بغداد - اكتوبر 2007
2. "العرس" رواية قصيرة - العراق في بداية - مايو 2010

ولها مخطوطات في الرواية والقصة القصيرة والمقالة
التكريمات
1. نالت لقب أفضل كاتبة في العا لم العربي لسنة 2009 في مسابقة أفضل الكتاب والنقاد التي أجراها منتدى الصحافة العالمية
2. كرمت من قبل وزارة الثقافة العراقية ضمن المثقفين العراقيين المكرمين لنيلهم جوائز عربية وعالمية في 20 تموز 2011

نشاطات أخرى
- كانت عضوا في عدد من اللجان التحكيمية في مسابقات للقصة القصيرة
- اشتركت في المؤتمر الأول لمنظمات المجتمع المدني الثقافية غير الحكومية المنعقد في بغداد في الأيام 19-21 في شهر كانون الأول عام 2010
- نشرت المقالات في الصحف العرفية منذ 1960
- نشرت مقالات باسم مستعار - نورا محمد- حين كنت بالكويت بين عامي 1980- 1986
-أول قصيدة موزونة مقفاة في الرابع الابتدائي - استمر نظم الشعر مرحلة ثم انتهى
- أستاذة اللغة العربية - مدرسة الرصافي العراقية – الكويت/ 1972-1977
- أستاذة اللغة العربية- مدرسة واسط – العراق/ 1977 – 19793
- أستاذة اللغة العربية- مدرسة الأمل للراهبات العراقيات – الكويت/ 1980 – 1986
- أستاذة اللغة العربية في مدرسة جبران خليل جبران الخاصة – المغرب / 1986 – 1992
- أستاذة اللغة العربية والتربية الإسلامية - المدرسة العراقية في الرباط / 1992 لحين عودتها إلى بلدها العراق في الشهر الثالث من عام 2011


تابعوا الحلقات الكاملة بالضغط هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.