«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار النخبة مع فائز الحداد الحلقة السابعة مع فوزى الحداد
نشر في شباب مصر يوم 18 - 12 - 2011


شاعر الثلاثية المقدَّسة وال "مدان في مدن"
الحلقة السابعة – فوزي الحداد
أ.د.. إنعام الهاشمي (حرير و ذهب)

الحلقة السابعة : وفيها يجيب الشاعر فائز الحداد على أسئلة الأديب الروائي الليبي أستاذ النقد والأدب الحديث بكلية التربية جامعة عمر المختار فى طبرق ورئيس قسم اللغة العربية أ. د. فوزي الحداد. ( تجد في نهاية الحلقة نبذة موجزة للتعريف به)
أ. د. إنعام الهاشمي – الولايات المتحدة : أرحِّبُ بالأديبِ القاص والروائي القديرِ والأكاديمي أ. د. فوزي الحداد ، الأديب الذي يشابهُ اسمُهُ اسمَ شاعِرنا فائز الحداد. خَطَرَ ببالي أنَّ بعضَ المشكَّكينَ بالهويّات قد تفوتُهم فكرةُ المصادفاتِ الجميلةِ فيظنون ألاسمَ مختلقاً، وهنا تكمُنُ طرافةُ الاسم!
الأديب فوزي الحداد إضافةً إلى كونِه روائياً قديراً فهو أكاديميّ يختصُّ بالنقدِ واللأدبِ الحديثِ وهذا ما يجعلُ حضورَه في النخبةِ مميًّزاً، أضِف إلى ذلك الاسم!
يقول أ. د. فوزي الحداد عن السياسة : " لا أحبُّ النفاقَ والكذب ...! والسياسةُ لا تخلو منهما.."
أما المقولةُ المفضَّلةُ لديه فهي : " تمتَّع بالأمورِ الصغيرةِ إذ ربَّما فكَّرتَ يوماً في الماضي وأدركتَ أنَّ تلكَ كانت الأمورَ الكبيرة........"
الأخ الأديب أ. د. فوزي الحداد، لا أدري ما هي زهرتُك المفضَّلة، ولكني سأهدي إليك احتفاءً بمقدمِك باقةً من زهورِ الصبّير الجميلة “Christmas Cactus” بالغة الرِقّّة رغمَ أنَّها تولدُ من رحمِ نبتةٍ تتحمَّلُ أقسى حالاتِ العطش وهذا موسمها، ومعها كما اعتدنا مع ضيوفِنا من النخبة نمدَّ لكَ البساطَ السومريَّ الأحمرَ الفاخر لاستقبالِ خطوتك الكريمة.
الشاعر فائز الحداد - العراق : أهلا بك أخي الأديب الجميل أ. د. فوزي الحداد في هذه الحوارية المتنوعة بحضور النخبة التي أنت فيها وأتمنى أن تلقى إجاباتي حظوتها وحضورها عندك وعند القارئ العزيز الذي يتابع حلقاتها.
الأديب أ. د. فوزي الحداد – ليبيا : أ. د. إنعام الهاشمي، مع كامل التقدير لشخصك الكريم ولدعوتك النبيلة أرسل إليك بعض أسئلتي عساها تكون في مستوى تطلعاتك.
ولكم فائق احترامي وتقديري
فوزي عمر الحداد
ليبيا

الحوار
سؤال 53- الأديب أ. د. فوزي الحداد : هل تعتقد أن الشكل الشعري يحدد مقدار الشعرية في النص ، بمعنى هل يرتبط شكل القصيدة بمضمونها ؟.
جواب 53 - الشاعر فائز الحداد : أعتقد أن هذه المسألة تفضي إلى معرفيات نقدية وشعرية كثيرة لكنني أجدها تتعلق حصرا بالشاعر وموهبته ولغته ومرجعياته كمنتج للنص كذلك يفضي تحديدا إلى ( النص _ السياق ) فمن حيث المبدأ العام .. نعم أجد الشكل الشعري يحدد ويحد من مقدار الشعرية إذا أخضع النص لسياق الشكل المقنن والمشروط كالقصيدة العربية الكلاسيكية فالمضمون والشكل من المفروض إن يشتركا بصلات متبادلة محسوبة مسبقا . لكنني وبعيدا عن كل شيء مؤمن بأن مقدار الشعرية هي التي تبرر وجود النص وموقن بأن هذه المقدارية تتوافر خارج هيئة الشكل الشعري .
في عودة ( إلى العلاقة بين النص والسياق ضمن الإطار الترجماتي. فعندما نأخذ المصطلحات الواردة في النظرية التأويلية للترجمة يمكننا القول أنه لدينا نص ثابت ومقلوب (un texte figé) وسياق لفظي ثابت وسياق موقعي وسياق معرفي أيضا. .
وطبقاً للمنهج الترجماتي التقليدي التأويلي منه وغيره يجب أن نؤكد أن فهم النص لا يتم إلا بفهم السياق بكل أنواعه ( اللفظي والموقعي والمعرفي) . على حد كرستين دوريو
في ( النص والسياق والتنصيص ) .. ترجمة الدكتور حسيب ألياس حديد
كلية الآداب – جامعة الموصل-العراق
إن ما يواجهه الشعراء من تهم أقرب المقرّبين إليهم أشبه ما يكون إلى مطوّلات مقدّمات الكتب، التي تدور (حول وليس في) جوهر النصوص في البناء والأداء، بعيداً عن استهداف المعنى بدلالاته الواسعة أو تبنّي الجمال بعمق أداء المفردة والجملة الشعرية المكتنزة المفصحة عن ذاتها، وكلّنا يعلم ليس هناك من منجز يبلغ ذروة الثناء إلا ذلك الذي يبلغ درجة الهجاء.. فالنص الجميل ذلك المثير للجدل دائماً بين مادح وقادح.. لكن الرأي المنصف ذلك المنطوي على وعي قرائي متجرّد عن أية إشكالية غير أدبية في الثناء أو الهجاء، فالمشكلة ليست في جمالية اللغة، بل في اكتشافها، لذلك يعمد الكثير من الأدباء المبدعين إلى تفجير مكنونات هذا الجمال بوسائل متعددة، بعضها كتابي، والآخر أشاري إلى جانب التصوير الرمزي وغيره مما يتصل بالشعر من فنون ومعارف.
لقد وقع الكثير من الأدباء في سوء فهم الشعر، وصبّوا جام غضبهم على الشكل الشعري لقصيدة العمود حصرا وعلى مضمونها أيضاً.. وحين ولجوا الشكل الحديث كمحرر من قيود الوزن، كانت بعض قصائدهم لا تخرج عن وهم التهويمات وبذلك أضاعوا الشكل والمضمون معاً.وبتقديري إن الموهبة الواعية هي التي تكفل إنتاجاً شعرياً رصيناً بعيداً عن هيئة الشكل ..وما المعلقات وأشعار أبي تمام والبحتري والمتنبي وابن زيدون والجواهري تمثيلا لا حصرا ، إلا ما يدحض الآراء الخاطئة ويعزز قيمة المضمون لا الشكل، وهذا لا يعني أنه ليس هناك من الأدباء ممن كتبوا القصيدة الحديثة وأبدعوا فيها ( وهم قلّة على كثرتهم ) ولكن ذلك يشير إلى الندرة المبدعة في التميّز والتفرّد، دون الحاجة إلى ذكر الأسماء والعناوين .
سؤال 54- الأديب أ. د. فوزي الحداد : الشعر الحر الذي ظهر على يد كبار الشعراء العرب في الأربعينيات والخمسينيات لم يتحرر تماما من قيود القدماء ولهذا ظل يسمى شعرا ، أما الشعر الحديث فقد تخلص تماما من كل ما يمت للشكل الشعري القديم بصلة ولهذا سماه النقاد قصيدة النثر ألا ترون أن هذه التسمية فيها إجحاف بحق التجربة الشعرية الحديثة ؟ من جهة أخرى ألا يعد اعتبار النص " النثري " الحديث شعرا فتحاً للأبواب أمام كل من هب ودب ليقول إنه شاعر ؟ وهؤلاء كثر هذه الأيام ؟
جواب 54 - الشاعر فائز الحداد : في البداية أدعوك أستاذي إلى مراجعة بيان جماعة اختلاف الذي أصدرته بهذا الشأن بالضغط هنا ففيه الكثير مما يجيب ..
أنا أختلف مع الذين وضعوا تسمية النص الحديث بقصيدة النثر ومع الذين يصرون عليها فهذه التسمية الجزافية قد وضعت إسفينا لإلغاء الشعرية عنها وتمييزها عن القصيدة الكلاسيكية وما يتصل بها .
فأنا اتفق معك تماما بأن ما سمي ّ بالقصيدة التفعيلية لم تكن إلا جزءا من النظام العروضي ولم تخل بالإيقاع الموسيقى ولا القافية ولا الروي ، وما جاء بعدها لا يمكن تسميته بالشعر الحر لأنه بقي متصلا بها ومن خلالها متصلا أيضا بالقصيدة العمودية . والشعر الحر في تقديري يجب أن يطلق على قصيدة النثر .
لقد قلت يا سيدي العزيز الكثير عن هذه الإشكالية في مقدمة بيان الاختلاف :
يبقى الشعر الحر أو ما أصطلح عليه ب " قصيدة النثر" جزافا هاجس التطور الحداثي الأول لما له من خصائص التفرد كفن وتقنية ولغة وبناء.
" يدعى هذا النوع من الشعر الجديد بالفرنسية VersLibres, وبالانجليزية - -Free Verse أي الشعر الحر الطليق، وهو آخر ما توصّل إليه الارتقاء الشعري". وعليه.. يجب أن نلغي ومن الآن اصطلاح" قصيدة النثر" من قاموسنا على ما نكتبه نحن شعراء الشعر الحر..
وللحقيقة أجد بعض شعراء العمود أسير وهم ماضوي يتجدد بقلق مضارع دائم وبتضادات غير محسوبة كالشك في يقينيات غير مستقرة.. فتوجساته غير مشروعة ربما من (مدنسات) لم تزل تستهدف قدسية أشيائها بعدة وجوه الإفصاح، وستظل تتقصدها بمكنوناتها (كليمونة) ساقطة بين حجرين. فالبوح احتراقا قد يكون مقصودا كاعتراف يعلل النار للإمساك بتلابيبها وبيان المعنى كي لا يظل مباشرا ساذجا يسعفه الشاعر بترميز مقصود، فيضع احتمالات التأويل هدفا وبأكثر من معنى لإخفاء السبب وحقيقة التسبيب، وبتاريخ أشاري محدد يضع الزمن هاجسا له بصور متعددة، لذلك يترسخ التشخيص بمردودات السبب مباشرة تمثيلا أو حصرا، ويتركز في مسميات تجد الإبهام ضالة ودالة وصفية دافعة تجترح الأسئلة والشك للوصول إلى برهان الحقيقة الشعرية المستهدفة جمالا.
سؤال 55- الأديب أ. د. فوزي الحداد : إن اعتبرنا أن النص الحديث لابد له من لغة شعرية مميزة أو بحسب قول بعض النقاد شيء من الغموض والإيهام ألا يعيق هذا عملية الترجمة إلى اللغات الأخرى؟ هذا من ناحية ومن أخرى أعود بك إلى مدعي الشعرية الذين يقحمون في نصوصهم كل غامض وموهم حتى ليستحيل على المتلقي الوصول إلى غاية النص وإن ووجهوا بهذا يتهمون المتلقي بعدم الدراية والفهم؟
جواب 55 - الشاعر فائز الحداد : الشطر الأول من سؤالك حول الترجمة قد أتفق معك ولكن من خلاله اعتقد بأن ذلك يتعلق بمرجعيات المترجم وثقافته وإمكانياته اللغوية في الترجمة إلى اللغة الأخرى ، وحبذا لو تشاركنا الزميلة المترجمة القديرة إنعام الهاشمي المسئولة عن إدارة هذا الحوار فهي اقدر مني في إبداء الرأي حول هذا وممكن أن تنيرنا برأيها حول هذه المسألة .
أما عن مسالة الغموض التي يتبعها بعض الشعراء منهجا راسخا فيها من العيوب الكثير إلى درجة وصفها بالهذيان وانأ اتفق معك في هذا كون بعض النصوص تبدو كالطلاسم التي يستحيل فهمها . لكن المباشرة والتقريرية في الشعر أيضا تفقد الشعر الحديث أهم سماته في التورية والترميز ، والإشارة هنا لا أعني بها إلى ضرورة تكريس التجريد في التكثيف والتورية إلى درجة (المعميات)، إنما السعي إلى المعنى الزاخر بالدلالات الذي نتقصاه، وإلا ما الذي يرمي الشاعر إليه كثيمة في أتعس الظروف وأفضلها؟.. ففي بعض النصوص تجد التخارج بمعنى الرفض له تداعيات التشخيص السلبي في النص، وله صدى رفض أكثر حدة في تضاعيفه وبتشخيص بائن آخر أكثر حدة أيضا وبالمجاراة حينا وبالمغايرة أحيانا أخرى، وبهدف أن نبقى في خضم الحدث الشعري تضعنا بعض النصوص في مأزق التشخيص والتشتيت معا، لا لشيء إنما لتوضيح الأمر كي ندرأ عن أنفسنا تهمة تعضيد الحرب ضد الآخر في الشعر والنقد!!.. لكننا نهدف إلى الضوء سببا للنور والانفجار في آن واحد صوب إنارة العتمة والتلاشي والإبهام.
وكخلاصة لما أراه يجب أن يكون هناك متلق يرقى إلى مستوى النص قراءة وفهما وبالنسبة للناقد بأن يكون له رصد معرفي وميداني حقيقي يعي به الناقد لغة الشاعر ومراميه لفك مغاليق نصه الشعري والكتابة عنه .
سؤال 56- الأديب أ. د. فوزي الحداد : ألا ترون أن الرأي الأول ينبغي أن يكون للنقاد أولا باعتبارهم أول المتلقين لشعر الشعراء ؟ كما أن تحديد شخصية الناقد الحق أسهل بكثير من معرفة الشاعر الحقيقي من غيره ممن يدعون الشعرية وهؤلاء هم أكثر الناس حديثا عن ماهية الشعر الحديث ؟.
جواب 56- الشاعر فائز الحداد : ربما أتفق معك في رأيك كأديب وناقد أكاديمي محترم في حدود ولكن أختلف معك في ألا حدود .. كون هذه المسألة تتصل بمواضيع أخر كثيرة تخص المرسِل والمرسَل إليه ويتعدى ذلك إلى القراءات المتعددة ونوعية القراءة وماهية الناقد كقارئ منتج ووعيه وثقافته في التقييم والتحليل والتأويل .
كقناعة شخصية أجد الرأي في النص الشعري يبقى للشعراء أولاً والنقاد ثانيا فالعمل الشعري هو عمل فردي بحث ، ولا يجب أن يسبق رأي الشاعر فيه أي رأي آخر، وبمفاهيم شخصية ربما لا تنتمي إليه ولا إلى الشعر بصلة. فالإنتاج يتعلق بالمنتج أولا ومن ثم المستقبل المتلقي ثانيا .. أما إذا أخذنا الأمر في مسلة الإنجاز وما بعده .. نعم هما يشتركان في النص قبل أي قراءة استهلاكية أو استعماليه ، ووفق مفهوم إعادة إنتاج النص مثلما يقول رولان بارت .
الرأي النقدي هو جزء من العملية الإبداعية لا كلها في الحكم على النص ، فالناقد مهما بلغ من الرقي والعمق النقدي في تناول النص تحليلا وتأويلا يبقى على رأيه مأخوذا على محمل الرأي الشخصي المحض .. فالنص يجب أن تتوزع على سفوحه الدراسات والآراء المتعددة لإنارته وبيان أهميته و الحكم عليه وبما يستحقه حقا من درجة التميز أو القبول .
وهنا أتساءل هل كل ما كتب من نقد بحق العديد من النصوص كان نقدا حقا أم مجرد عروض تدور ( حول لا في ) النص ؟ .. ومن ثم كم من المقالات النقدية كانت توازي النص وتتعامد معه وتتفاعل مع أحداث النص وتسبر عمقه وما يتقصده الشاعر في الصورة المجردة والصورة المركبة وغير ذلك الكثير والكثير ؟ ولا أريد أن أتطرق للأخوانيات وعلاقات المنفعة المتبادلة والنقد المؤسساتي والأخذ بالمنكر ومجافاة المعروف الشعري !؟ .
فأي نقد عربي يا صاحبي وهو المتخلف عن الركب الشعري بمسافة سنة ضوئية وهذا ما يجب يقال عن شعرنا المتخلف عن ركب الشعر العالمي أيضا ؟.
سؤال 57- الأديب أ. د. فوزي الحداد : ما رأيكم في النص الشعري العراقي الحديث ؟ وهل انزوى التأثير الشعري العراقي حاليا ؟خاصة وأن العراق كانت دوما وفي مختلف العصور العربية حاضرة بقوة في ميدان الشعر ولها تجاربها المؤثرة في الوسط الأدبي العربي كما لها أسماءها المضيئة كذلك ، .
جواب 57 - الشاعر فائز الحداد : إن ما تقوله صحيح جدا في حضور النص العراقي بقوة في ميدان الشعر ولكن يخال لي بأنه قد تراجع في هذه الفترة وأتمنى أن يعيد عافيته ويبقى كما كان في منظوره القريب والبعيد..
العراق يا صديقي كان وسيبقى موطن الشعر الأول عربيا وعالميا وفيه ومنه صدرت وستصدر كل حركات التجديد في الشعر . فالشعر زاد العراقيين قبل كل وأي شيء وجنابك الكريم تعرف سيادة النص العراقي في المحافل الشعرية والأدبية على مر التاريخ ، ولا أريد أن أغالي في ذلك لكنها الحقيقة فالعراق بلد المليون شاعر وتستطيع أن تستقرئ ذلك وتقف عليه مع أي عراقي ، فما أن تكلمه وتلح معه في المجاملة حتى يقرأ لك شعرا . والنص العراقي الشعري الحديث أفضل حالا من غيره رغم ( تقهقره ) الطارئ فهو الآن يراوح بين الجودة والرداءة والمنتمي وإللا منتمي والمؤدلج والحر وهذا بسبب عوامل سياسية كثيرة منها ظروف الاحتلال الأمريكي الغاشم الذي أعاد العراق إلى ما قبل ( العصر الحجري ) وبظله صودر المثقف وغيّب أو تغيب في دول الشتات للأسباب ذاتها .
في الختام : لقد شرفتني بمعرفتك د فوزي الحداد أخي العربي الليبي أديبا وأستاذا وإنسانا راقيا وأشكرك جزيلا على مساهمته النوعية عسى أن أكون قد وفقت في ردي على أسئلتك الأدبية والمعرفية الجليلة . وفاتني أن أخبرك عزيزي بأنني معروف في مديني الفلوجة الباسلة باسم فوزي الحداد وهكذا يناديني الأقربون لحد الآن فكم أنت عزيز على قلبي إذاً .. تحية لك وسلام على أن نلتقي ونتواصل على المحبة دائما .
فائز الحداد
العراق
تعقيب : أ. د. إنعام الهاشمي: إجابةً على الشقِّ المتعلقِ بترجمةِ القصيدةِ الحديثةِ من سؤال (55) الذي أحالهُ لي شاعِرُنا الفائز الحداد للتعقيبِ عليه، والذي يتساءلُ فيه الأديبُ فوزي الحداد بقوله: : ( إن اعتبرنا أن النص الحديث لابد له من لغة شعرية مميزة أو بحسب قول بعض النقاد شيء من الغموض والإيهام ألا يعيق هذا عملية الترجمة إلى اللغات الأخرى؟)
أقولُ نعم، لمَن لا يفهمُ النصَّ أو يدَّعي الفهمَ ، ولا شكَّ أنه يضعَ بعضَ الصعوبَةِ في سبيلِ المترجِمِ الذي يعطِي النصَّ حقَّهُ من الدِراسَةِ في سبيلِ فهمِ مرامِيهِ ومقاصِدِهِ. أولاً ترجَمةُ الشِعرِ بحدِّ ذاتِها ليسَت بسهولةِ الترجماتِ للأجناسِ الأدبيةِ الأخرى، والنصُّ الحديثُ العربيّ بالأخص يتطلَّبُ عناية تفوقُ ما يتطلبُه النصُّ الكلاسيكيِّ الخالِي من التورِيات، كما يتطلَّبُ من المترجِمِ طلاقةً ومرونةًً في اللغةِ المتَرجَم إليها ، وفهمٍ كامِلٍ لخلفيَّةِ الشاعِرِ اللغويةِ والثقافيةِ والتراثِ الذي تنبعُ منه مفرداتُهُ والبيئةِ التي تربّى فيها شِعرُه، ثم قدرَةِ المترجِِمِ على المراوغةِ والمناورةِ بين المعنى من ناحيةٍ والموسيقيةِ من الناحيةِ الأخرى في النصِّ بصيغتِه المترجَمة. فإن لم يمتلِك المترجِِمُ الثقافةَ المعرِفيَِّة التي لدى الشاعِر عليه أن يبذلَ جهدَه للبحثِ وتقصَّي خلفياتِ ما يصعبُ عليه فهمِهِ كمعنىً متكامِلٍ لا كمفردات، فترجمةُ المفرداتِ الحرفيَّةِ قد تحرِّف المعنى تماماً وتحرِفُه عمّا قصَدّه الشاعِر، وقد تحيلُ النصَّ إلى مجرَّدِ كلماتٍ لا روحَ فيها.
ومثال ذلكَ ما جاءَ في قصيدةِ "يوسُف" التي قمتُ بترجمَتِها للإنجليزية حيثُ يقول فائز الحداد فيها:
(لماذا ..
لا ندرك مهين مائنا في الأنبياء ..
يا يوسف . ؟؟
أكلُّ أبوة ناقصة الخصب ..؟
أكلُّ أنوثة هاجسها الإغواء ؟؟
لكننا ، من ماء " قابيل " باذر الجناة
والماء سيدة الشهادة ..
مهما أنكر البئر دماء التراب .)
تعبير "مهين مائنا" ليس من التعابيرِ المتداولةِ وبالأخصِّ في الشِعرِ، لذا كانَّ عليَّ أن أبحثَ عن الآيةِ القرآنيةِ التي وَرَدَ فيها ذِكرِ الماءِ المهينِ كي أضعَها في هامِشٍ يوضِّحُ معناها بتبيانِ المرجعِ الذي استندَ إليهِ الشاعرُ لإزالةِ الغموضِ ، فلو لم أفهّمها ، ولو لم أجِد المرجِعَ الدينِيِّ لها وترجمتُها ترجَمَةً حَرفِيَّةً لما كانَ لهذا المقطَعِ الوقعَ الذي عناهُ الشاعر لدى المتلقِّي بالأخَصِّ المتلقّي باللغةِ الأخرى. وقد ذكرتٌ ذلك في المقدِّمة التي تقدَّمَت ترجمة الثلاثية المقدَّسة.
ومن الناحيةِ الأخرى، النصُّ المترجَمُ الحديثُ يفوقُ في جمالِيَّتِه وعُمقِهِ، إن فَهِمَ المترجِِمُ مقاصِدَ الشاعرِ، أضعافَ ما يمكنُ أن تكونَ عليه ترجمةُ نصٍّّ مباشِرٍ ، وهذا هو المردودُ والعوَضُ الذي يعادلُ الجهدَ الإضافيّ الذي يفرِضُهُ النصُّ الحديثُ المفعمُ بالغموض. وما أتحدثُ عنه هنا هو الغموضُ المحبَّبُ لا الغموضُ المفتعلُ الموغِلُ في رمزيَّتِهِ حدَّ الهذيان، والذي تجدُهُ في بعضِ ما يكتبُ اليومَ ويصفِّقٌ له بعضُ النقّادِ، ربَّما لأنه يتيحُ لهم أن يلعبوأ لعبةَ الحزّورة وحلَّ الكلماتِ المتقاطعةِ، أو لأنهُ يظهِرُهم بمَظهَرِ العارِفِ ،وقد يجلِسُ كاتِبُ النصِّ ضاحِكاً من تفسيراتِهم المتخبّطة في الواقعِ والذكيَّة مظهرياً، فهذا النوعُ من النصوصِ برأيي لا يصلحُ للترجَمةِ لأنَّ المترجِمَ في هذه الحالةِ ، إن خرجَ بنصٍّ مفهومٍ باللغةِ الأخرى إنما يكتبُ نصاً من بناتِ أفكارِهِ، ولا أمانةَ في ذلك، وبذا يرتكِبُ المترجِمُ أكثرَ من خيانةٍ إضافة إلى الخيانةِ الكامِنةِ في الترجمةِ أساساً.
وختاما:
أقدِّمٌ كلَّ الشكرِ والتقديرِ للأديبِ أ. د. فوزي الحداد لاستجابتِه لدعوتِنا ومشاركَتِهِ المميزة في هذا الحوار الذي زخر بالمعرفيات، وعسى أن أكونَ قد أوضحتُ وجهةَ نظري حولَ ترجميَّةِ القصيدةِ الحديثةِ بما فيها من غموضٍ وإبهامٍ ممّا يكمِّلُ إجابةَ شاعرنا الفائز بإحالة منه إليَّ.
والشكرُ مجدَّدٌ وموصولٌ مع التقديرِ لشاعِرِنا العرّاب الفائز الحداد ، وأذكّره بالشوط الذي مازال أمامنا والأسئلةِ العديدةِ والعيونِِ المتابعةِ لحلقاتِ الحوارِ و المتطلِّعَةِ للآتي منها؛ وأودُّ أن أعيدَ وأؤكِّدَ لهم مرَّةً أخرى أنَّ الوجباتِ القادمةَ ستأتي بالمزيدِ مما لدى الفائزِ الفائز والنخبةِ من الأدباءِ المشاركينَ التي سترافقُنا المشوارَ من ثقافةٍ واطّلاعِ ، ومضيفُ النخبةِ لن ينضبَ مَعينُه من الأسئلةِ وأجوبَتِها الوارِفة .... وقبل أن أغادِرُك إليكَ باقة من زهور الحبَّ الزرقاء “Passion Flowers” التي أزهرَت وأخذت لونَها الحِبريِّ من جنائِنِِ شِعرَك في " الذاكرة المرَقّنة"!
وسنلتقي في الحلقةِ القادمة.

حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة
_________________________

سيتم نشر الحلقة الثامنة من حوار النخبة خلال الأيام القليلة القادمة وفيها يجيب شاعرنا الفائز الحداد على أسئلة الأديبة العراقية صبيحة شبر.


نبذة موجزة عن المشارك في حوار النخبة
أ. د. فوزي الحداد - ليبيا
· أستاذ النقد و الأدب الحديث بكلية التربية جامعة عمر المختار/طبرق ورئيس قسم اللغة العربية بالكلية حالياً منذ 2007
· أمين النشاط الثقافي بالرابطة العامة للأدباء والكتاب منذ 2004 وحتى 2011.
· مدير عام تحرير مجلة الفصول الأربعة الصادرة عن الرابطة العامة للأدباء والكتاب بليبيا منذ يناير 2006 وحتى نهاية 2008.
· يعد ويقدم برنامج " ندوة الإصلاح والتنمية " مباشرة عبر راديو 17 فبراير الذي يذاع مساء الثلاثاء من كل اسبوع منذ شهر مارس الماضي وحتى الان .
· شغل العديد من المهام الثقافية ، منها : مدير إدارة البرامج بالإذاعة المحلية بطبرق ، ومدير تحرير صحيفة المسيرة الكبرى ، ومنسق تحرير مجلة الفصول الأربعة .
· شارك في الكثير من الفعاليات الثقافية بالداخل والخارج ، منها:
مؤتمر الكاتب والمستقبل المنعقد بالقاهرة عام 2005 برعاية اتحاد كتاب مصر،
وندوة ابن خلدون المنعقدة بصنعاء/ اليمن عام 2006 برعاية اتحاد الأدباء والكتاب العرب معرض القاهرة الدولي للكتاب ، فعاليات معرض الدار البيضاء للكتاب بالمغرب 2008. وغيرها
· نشر في عدة صحف ومجلات مثل : صحف البطنان والمسيرة الكبرى والشمس والجماهيرية، والعرب اللندنية ، ومجلة الفصول الأربعة والصحفي وشؤون ثقافية والمجال
· حازت قصته أسطورة لكل الأزمنة على الجائزة الأولى على المستوى العربي في مسابقة نجلاء محرم للقصة القصيرة في دورتها الخامسة بالقاهرة عام 2005
· أجريت معه عدة لقاءات إذاعية وتلفزية وصحفية ، في كل من إذاعة البطنان المحلية ، وإذاعة ليبيا المسموعة والمرئية ، وإذاعة صوت العرب ، والفضائية اليمنية ، وصحيفة الشمس ، وصحيفة قورينا، ومجلة جيل ورسالة ، وصحيفة الثورة اليمنية ومجلة فرح (المغربية ).
· عضو في : رابطة الأدباء والكتاب – رابطة الصحفيين – اتحاد كتاب الانترنت العرب- اتحاد المدونين الليبيين.
· صدر له الكتب الآتية:
1. حروف أثقلها الندى ( مقالات في الثقافة والأدب ) عن مركز نهر النيل للنشر بالقاهرة مصر عام 2008 .
2. الشفق الأبيض ( قصص قصيرة ) عن المؤسسة العامة للثقافة طرابلس ليبيا عام 2009 .
3. دراسات نقدية في القصة الليبية ، صادر عن المؤسسة العامة للثقافة 2010 .
4. الفائزون ( قصص قصيرة بالاشتراك مع آخرين ) صدر عن مؤسسة نجلاء محرم الثقافية / مسابقة القصة القصيرة عام 2005
5. أبحاث ندوة : المرأة العربية والإبداع ، الكويت ، صدر عن رابطة الأدباء بالكويت 2009.
· كما نشر له عدد من الأبحاث العلمية في كتب بالاشتراك مع آخرين في كل من ليبيا وتونس .

تابعوا الحلقات الكاملة للحوار بالضغط هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.