البشير الشّيحي - تونس قالت وهي تتدفّق كوثرا هاربا من التصحّر "مساء الخير ومرّرت شدوها على أنامل الحبر تكتب بالصّمت غناء ترسّب في قاع العيون يرتّب جمرا وماء مساء مساء يا ليت الشّفاه تلوّن ذاك الطّريق بالحلم المسافر ويرسو السّلام كتلك المآذن يصير على كتفيها نداء مساء الخير للعابرين مساء الخير للعازفين مساء الخير للمعجبين مساء الخير لمن يؤمن بأنّ العيون تغرف من البحر رحيقا يقاتل شظايا الوجع يا كلّ السّلام يا مساء الخير تطلع منارة لا تجوع وأغصان زيتون تستعذب أنامل الماء قلال كلام تجرّ لشفتيها صحو رمال تعرّي الخطى مساء الخير لمن يخلق بالفطرة صورة ويرسم ظلالا تميس لمن يحفر في الأرض دلائل حبّ لمن يكبر في الجرح ويسحب من وجهها صمت المدن لمن كان خلف الأشجار يداعب كلّ السّماء ويزرع من قلبه غلالا تشتهي حلمنا. ********* أعادت فتح الرّسالة فوجدت سلاما يرش لعينيها التّوت المقطّر. يعصر من شفتيها نجوى كلام ويكتب بالورد سلاما جديدا يا جرح السّلام تهاوي العمى لتبصر كلّ السماء. مساء النّهار أطلّ كأسراب ضوء يطوّق الشّمس بضحكة الرّوح. ألا انّها تطلي يديها بحنّاء الصّدى يثير فيها الرّحيل فتجري، تحلّق تقرّب للشّفق حلمها الغارق فأين ستسبح والبحر ضباب؟ أعيدي مساء الخير واكتبي في الدّمع روايات جمرك. أعيدي تنقيط الذّهول فوق مجاري اسمك. سيصير اللّيل بكاء حين يرى خلجات الصّداع. لم يجد مسربا للنّشيد أغانينا في تلك المقابر تستفيق. اللّيل يا ليلى يعاتب الحرف الممزّق يواكب صرخة الموج البعيد دون مرافىء يشتهي كلّ السّلام اللّيل يوسّع الخفق يسكب الرّقص يعتّق خبايا الدّموع وهي تعتلي ستائر الرّيح. ذاك الشَّعر يرتدي غربة اللّيل يتنفّس بواكير السّفر أين المطر يا كوني المطويّ في شتات الرّذاذ؟ مساء الخير لمن يشبه بياض السّلام لمن أعاد لي وجهي وصوّر على خصري ربيعا جديدا لمن كتب بالدّم وحي المسافات لمن أحاط أصابعي بالاخضرار وسافر. سافر يحكي عن المعجزات. سلامنا يخفق سلامنا آت من تلك السّنابل وأبراج طين يناغي الجسد. .............................. البشير الشّيحي Sawtou Alwatan