على الرغم من أن برنامج حزب شباب مصر تم وضعه فى التسعينيات وتحديدا عام 1997م إلا أنه برنامج سبق عصره بسنوات طويلة حيث يهتم هذا البرنامج بشباب الإنترنت وأكد هذا البرنامج أن شباب الإنترنت سيطيحون بكل الأنظمة الفاسدة لو لم تقترب حكومات العالم من قضاياهم وهو ماتحقق بعدها فى ثورة 25يناير 2011م فى مصر وفى كل ثورات الربيع العربى بالمنطقة ليتأكد للجميع بعدها أن برنامج حزب شباب مصر سبق برامج كل أحزاب العالم بلا إستثناء فى التنبؤ بقدوم شباب الفيس بوك أوشباب الصداقات عابرة للقارات كما قلنا وحذرنا منذ سنوات طويلة وقلنا أن ثورة شباب الإنترنت قادمة لتأتى على الأخضر واليابس لأن لهم قضايا مختلفة وعالم مختلف وأفكار مختلفة قلنا ذلك فى برنامج حزب شباب مصر منذ سنوات طويلة ولم يسمعنا أحد والآن العالم كله يتحدث بلغة برنامج حزب شباب مصر هذا البرنامج الذى نضعه أمام الجميع الآن كما وضعناه منذ سنوات طويلة دون تغيير . مقدمة لابد منها المعركة إستمرت سنوات طويلة .. بدأت مع بداية عام 1997م عندما بدأنا فى وضع أسس برنامج حزب شباب مصر .. وإنتهت يوم السبت الموافق الثانى من يوليو2005م .. محطات كثيرة موجعة .. معارك كثيرة خضناها .. إنتهت بزغرودة شقت صدر المكان الذى تلقينا فيه الخبر بأننا حصلنا على حكم قضائى بتأسيس وقيام حزب شباب مصر .. تحشرج الصوت ونحن نتلقى التهانى من مئات المصريين والعرب داخل مصر وخارجها .. إنتصرنا ... إنتصرت إرادة التغيير والفكر الجديد القادم بقوة على الساحة .... كنا على يقين من أننا سوف ننتصر .. المؤشرات فى مصر فى السنوات الأخيرة كانت تؤكد ذلك .. هناك حالة من التداعيات تشير إلى ذلك .. مقر جريدة شباب مصر الذى تحول فى لحظة إلى مقر لحزب شباب مصر إمتلأ عن آخره بالصحفيين .. ومراسلى وكالات الأنباء العالمية ... وهناك من داخل قرية صغيرة إسمها السمارة التى تقبع داخل محافظة الدقهلية كانت بداية الرحلة .. فى المؤتمر الذى عقدناه هناك أكدنا أنه قد حان الوقت الذى يشارك فيه شباب مصر فى صنع القرار السياسى المصرى بعد أن تم الحجر عليه طويلا ... أعطينا الفرصة لأول مرة لنخبة من الشباب لكى يقومون بإدارة منظومة حزبية كاملة ... حلم أبناء الفقراء والفلاحين فى مصر تحول إلى حقيقة .. لحظتها أعلنا للجميع أن الفكر الجديد قادم أيضا على الطريق ... بقى شئ أخير لابد أن نذكره : أن برنامج حزب شباب مصر تم وضعه عام 1997م مع بداية تأسيس حزب شباب مصر وإرهاصات التشكيلات التأسيسية للحزب حيث وضعنا البرنامج ثم قمنا بجمع التوكيلات وعقدنا عشرات الإجتماعات إبانها ودفعنا بالحزب إلى لجنة شئون الأحزاب عام 2003م لترفضه لجنة شئون الأحزاب .. ثم تقدمنا بطعن أمام المحكمة الإدارية العليا فى نفس العام إحتجاجا على قرار لجنة شئون الأحزاب المتعسف ثم حصلنا على حكم قضائى فى الثانى من يوليو 2005م .. ثم توالت الأحداث بعدها عاصفة .. ومع بداية تأسيس حزب شباب مصر كان الكثيريين يسخرون من برنامجنا باعتبار أنه برنامج يهتم بشباب الإنترنت .. ومع ثورة 25 يناير2011م التى قادها شباب الإنترنت فى مصر وقادها شباب الفيس بوك فى المنطقة العربية تأكد للجميع أن برنامج حزب شباب مصر سبق عصره لذلك قررنا وضع البرنامج هنا على الإنترنت أمام المتابع والمهتم والمتلقى كما هو .. كما وضعناه عام 1997م .. لأنه برنامج سبق عصره .. محطات هامة فى حياة حزب شباب مصر عام 1997م : عقد الدكتور أحمد عبد الهادى لقاء مع مجموعة من الشباب وعرض عليهم فكرة تأسيس حزب يعبر عن أفكار الجيل الجديد فى مصر وجميعهم رفض الفكرة باعتبار أن تأسيس حزب فى مصر فى هذه الظروف يمثل معجزة يصعب تحقيقها فقام بوضع أسس برنامج الحزب وبدأ فى طرحه أمام وسائل الإعلام المختلفة . عام 1998م : حالة من الجدل غير العادى أثارها برنامج حزب شباب مصر وهجوم من عواجيز الأحزاب على البرنامج . أعوام 1999و2000م : الدكتور أحمد عبد الهادى يؤسس منتدى سياسى للشباب يناقش فيه أفكار الجيل الجديد فى مصر ويناقش فكرة تأسيس حزب شباب مصر والمنتدى يثير جدل وإستنفار أمنى واسع المدى وحصار لمقر المنتدى فى كل ندواتة بسبب المعارضة التى تقودها ندوات وورش عمل المنتدى . 5 يوليو 2001م : بدء حملة جمع توكيلات من مؤسسى الحزب فى مختلف محافظات مصر وسط حالة من التربص الأمنى والترصد لخطوات أحمد عبد الهادى وكيل المؤسسين للحزب . أغسطس 2001م : إتصال المحافظات بوكيل المؤسسين لإحاطته علما برفض العديد من مكاتب الشهر العقارى بعمل التوكيلات ومحاولات فاشلة فى إقناع الأجهزة الرسمية بالدولة للتدخل خاصة وأن الرفض غير مبرر قانونيا اللهم إلا بسبب الخوف من الأمن وجهاز مباحث أمن الدولة نوفمبر 2001م : الصحف تبدأ فى نشر عشرات الموضوعات عن الحزب باعتباره حدثا غير عاديا نظرا لأن كل من فيه مجرد شباب فقط وباعتباره تمرد من الصغار على الكبار بداية عام 2002م : على الرغم من رغبة المئات فى عمل توكيلات للإنضمام إلى الحزب إلا أن هذه الرغبة تم مواجهتها من قبل مكاتب الشهر العقارى بالرفض والتصدى لها بحسم وتم بالفعل تعطيل العشرات منها فكانت النتيجة أن مؤسسى الحزب لم يستطيعوا سوى جمع حوالى سبعين توكيل فقط دون أن تحاول أى جهة التدخل لوقف مايحدث ورفض وكيل المؤسسين تفسير الأمر تفسيرا سياسيا أول سبتمبر 2002 م : تقدم الدكتور أحمد عبد الهادى إلى لجنة شئون الأحزاب بكافة الأوراق المطلوبة لتأسيس الحزب وتم إرجاء إستلام الأوراق لحين إستكمالها بعضها 3 سبتمبر 2002م : تم التقدم بالفعل رسميا إلى لجنة شئون الأحزاب وقبلت اللجنة الأوراق بعد تدقيق ومراجعة وتعنت غير عاديين . 5 يناير 2003م : عقدت لجنة شئون الأحزاب إجتماعها برئاسة الدكتور مصطفى كمال حلمى رئيس اللجنة وعضوية كل من اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية وكمال الشاذلى وزير شئون مجلسى الشعب والشورى والمستشار فاروق سيف النصر وزير العدل وعدة مستشارين وناقشوا وكيل المؤسسين فى برنامج الحزب 6 يناير 2003م : أعلنت لجنة شئون الأحزاب رفضها لحزب شباب مصر بزعم عدم تميز برنامجه وأنه لم يقدم أى جديد فى البرنامج !! 16 يناير 2003م : نشر قرار رفض حزب شباب مصر فى الجريدة الرسمية وهى جريدة الوقائع المصرية وصدمة لجميع المؤسسيين للحزب . يناير 2003م : أعلن الدكتور أحمد عبد الهادى عن تأسيس جريدة شباب مصر أول جريدة إلكترونية يومية مصرية ولتكون صوتا للجيل الجديد فى مصر رغم أنف مؤسسات الدولة ولجنة شئون الأحزاب ولاقت الجريدة بعدها ردود أفعال قوية وأحدثت الكثير من ردود الأفعال وقادت معارضة شرسة ضد جمال مبارك ونظام الحكم فى مصر . 9 فبراير 2003 م : أقام الدكتور أحمد عبد الهادى الدعوى القضائية رقم 4317 لسنة 49ق ع أمام الدائرة الأولى دائرة الأحزاب السياسية أمام المحكمة الإدارية العليا السبت الموافق 2 يوليو 2005م : حكمت المحكمة الإدارية العليا بالموافقة على تأسيس حزب شباب مصر وأكدت تميز برنامجه خاصة إهتمامه بقطاع الشباب والجيل الجديد فى مصر . الثلاثاء الموافق 4 إبريل 2006 م : أصدر حزب شباب مصر جريدة شباب مصر الورقية بعد أن نجح الحزب فى إحداث ثورة تكنولوجية جديدة من نوعها فى مجال تنفيذ الصحف حيث تم الإستغناء تماما عن نظام تجهيز الصحف بنظام الآبل ماكنتوش غالى التكلفة والإستعانة بنظام أجهزة الكومبيوتر الشخصية وهو ماجعل المجلس الأعلى للصحافة يبعث بخطاب إلى كافة الصحف القومية للإستفادة من تجربة شباب مصر التكنولوجية باعتبار أنها ستوفر لمصر حوالى مليار ونصف المليار دولار سنويا . عقد الحزب عشرات المؤتمرات والندوات فى مختلف قرى ونجوع مصر وبدأ فى إحداث بصمة حقيقية على الساحة السياسية .
1 مفهوم الشباب يؤكد حزب شباب مصر على إهتمامه الخاص بالشباب كدعامة رئيسية ينطلق منها المستقبل . ويهتم بشكل خاص بدراسة بيئة هؤلاء الشباب فى عصر العولمة والإنترنت . وعصر التكنولوجيا المتقدمة . والكومبيوتر . ويهتم إهتمام خاص بكافة مايتعلق به من قضايا . وإشكاليات . ويحاول إزالة كل مايتعلق به مشاكل من خلال تسخير كافة جهود الدولة له . وهو إذا كان يعمل جاهدا على دراسة هذه الإشكاليات فانه على يقين من أن ذلك يعنى إنطلاق المستقبل من بيئه أكثر إستقرارا وإدراكا ووعيا .. ويتوقف حزب شباب مصر طويلا أمام هذه البيئة باعتبارها نقطة إنطلاقته الأساسية . ويرى أنه لابد من بحث ودراسة كافة الإشكاليات المتعلقة به وباهتماماته . وبسماته الرئيسية . لمحاولة إزالة كل المعوقات التى تحول دون الإستفادة من الشباب وإمكانياتهم . وتسخير طاقاتهم بما يفيد الأمة فى عصر العولمة . والنظام المعلوماتى . وعصر السماوات المفتوحة وإنهيار الحواجز . ومن هذا المنطلق فان حزب شباب مصر يحدد بداية مفهوم الشباب من وجهة نظره .. ***** حدد كل علم من العلوم الإنسانية مفهوم الشباب من منظوره الخاص وإن اختلف الباحثون حول بداية ونهاية مرحلة الشباب العمرية فالبعض اهتم بالنمو الجسمى ووظائفه وآخرون يهتمون بالنمو النفسى وفريق ثالث يركز على تغيير الوضع الإجتماعى والأدوار الإجتماعية . ويعتبر علماء السكان هم أول من حاول تقديم تحديد لمفهوم الشباب مستندين فى ذلك إلى معيار السن أو العمر الذى يقضيه الفرد فى أتون التفاعل الإجتماعى مع إختلافهم فى تحديد بداية أو نهاية هذه المرحلة حيث يؤكد بعضهم على ان الشباب من هم دون سن العشرين محددين بذلك نقطة النهاية دون تحديد نقطة البداية وثمة من يؤكد أنهم يقعون فى الشريحة العمرية ابتداء من سن الخامسة عشرة إلى سن الخامسة والعشرين بينما يذهب آخرون إلى أن الشباب هم من يزيدون على سن السادسة عشرة باعتبارهم المؤهلين للإنضمام إلى قوة العمل . أما علماء الإجتماع فيميلون إلى تحديد مرحلة الشباب على أنها تبدأ مع محاولة المجتمع تأهيل الشخص لإحتلال مكانة اجتماعية وممارسة دوره فى مسيرة البناء والتنمية وتنتهى حينما يتمكن الفرد من احتلال هذه المكانة وممارسة الدور المنوط به مميزين فى ذلك بين السياقات الإجتماعية التى يحيا فيها الشباب بمعنى أن المجتمعات النامية تكاد تشهد غيابا لمرحلة الشباب أو ينتهى الحد الأقصى فيها سريعا قبل المجتمعات المتقدمة التى تولى مرحلة الشباب أهمية كبيرة بوصفها مرحلة التدريب والإعداد للمسئولية وتحمل الأعباء التى تتصل بهذه المجتمعات وتنميتها اجتماعيا واقتصاديا ومن جانبهم يرى علماء البيولوجيا أن مرحلة الشباب هى التى ترتبط بنمو البناء العضوى الفيزيقى من حيث الطول والعرض أو من حيث نمو واكتمال الأعضاء فى الجسم فتنتهى مرحلة الشباب باكتمال هذا النمو وإن بدات ببروز مجموعة التغيرات التى تحدث فى البناء البيولوجى للكائن الحى . وأخذا فى الإعتبار تلك الرؤى جميعها يمكن القول بأن مرحلة الشباب هى مرحلة تغير كمى ونوعى فى ملامح الشخصية تتميز بدرجة عالية من التعقيد إذ تختلط فيها الرغبة فى تأكيد الذات مع البحث عن دور اجتماعى والتمرد على ماسبق انجازه . إلى جانب الإحساس بالمسئولية والرغبة فى مجتمع أكثر مثالية مع السعى المستمر إلى التغير . وبذلك فإن هناك من العناصر ماإن توافر فانه يعكس ملامح مايمكن أن يسميه البعض بالشخصية الشابة ومن هذه العناصر : العنصر البيولوجى . والعنصر الإجتماعى الذى يتزود فيه الفرد ببعض الحاجات الإجتماعية التى يسعى لإشباعها جنبا إلى جنب مع حاجاته البيولوجية الأساسية . والعنصر السيكولوجى الذى يعنى مجموعة الخبرات التى يكونها الشخص نتيجة التعامل مع العالم الخارجى . إلى جانب اتجاهاته حول هذا العالم . وأخيرا المكون أو العنصر الثقافى والذى يتم من خلاله ضبط حركة الفرد فى السياق الإجتماع 2 الشباب وحركات التمرد يتسم الشباب دوما برفض القديم . والتمرد عليه . ومحاولة تكسير كل ماله صله بالقديم . والتمرد هو فى الأساس محاولة التحرر من النظام الإجتماعى القائم . وسعيا من جانب المشتركين للإعتراف بذواتهم واستقلاليتهم . ولعل أبرز وأولى حالات أو صور التمرد تتمثل فى محاولة تمرد أو رفض الشباب المراهق لتوجيهات والديه ويود حزب شباب مصر أن يؤكد على أن المكون الرئيسى لحركات التمرد هم الشباب بالنظر إلى الخصائص السيكولوجية والسلوكية للمرحلة العمرية التى يمرون بها . فالشباب يمثلون طاقة وقوة واندفاع . ومن ثم قد يتسم سلوكه السياسى بالخيال والمثالية مع رفض للواقع والسعى لإيجاد إطار أو نظام حياة جديدا . ويمكن إعتبار الرفض أو التمرد الذى يمارسه الشباب بمثابة ظاهرة معبرة عن وعيه المتردد بأن هناك أوضاعا أو ظروفا اجتماعية قد تفرض الإعتراض او التمرد . ويعتبر حزب شباب مصر أن أحد العوامل الدافعة لتمرد الشباب هو تشكيل الشباب لما يسمى بالثقافة الفرعية الخاصة بهم . وهى تلك الثقافة التى تحدث نوعا من الإنفصال والتباعد بين المراهقين والشباب من جهة والكبار من جهة أخرى . وقد يحدث الإنفصال بين الشباب وبين المجتمع بأسره . فثقافة الشباب بهذا المعنى هى ثقافة مضادة تعبر عن تحد سافر للقيم والمعايير التى يعتبرها المجتمع أساس النظام القائم . وثقافة الشباب الفرعية بهذه الصورة تمثل حلا جمعيا للمشكلات الناجمة عن الطموحات المحيطة بهم . وتأخذ شكل المقاومة لجوانب التنظيم الإجتماعى القائم . ويرى البعض أن أكثر المجتمعات قابلية لبروز ثقافة الشباب الفرعية المضادة للمجتمع أو بعبارة أوسع صراع الأجيال هى تلك المجتمعات التى تمر بمرحلة تغير سريع . وهو التغير الذى لايسمح بتوافر أرضية مشتركة مابين الشباب والأكبر سنا حول القيم والقواعد السائدة فى هذا المجتمع . لكن لاينبغى التسليم بالأمر السابق على إطلاقه بمعنى أن ثمة اختلافات بين رؤى الشباب لتنمية أو تغير مجتمعهم . فمقولة الثقافة الفرعية بما نفترضه من تجانس واتساق ورؤى الشباب المنتمين لشريحة عمرية واحدة قد لايجد له سندا كبيرا فى الواقع على النحو الذى تذهب إليه هذه المقولة . حيث نجد أن هناك فروقا بل وتباينا فى هذه الرؤى ما بين من يمكن أن نطلق عليهم الشباب التقليدى الذى يقبل الوضع القائم . وذلك الشباب الرافض المتمرد الساعى إلى التغير . وهو مايمكن اعتباره الشريحة الأكبر حيث يشعر هذا الشباب المتردد بأنه بمثابة جماعة اجتماعية حديثة تقاوم القديم . ومن هنا تحاول بعض القوى غير الشرعية أو قوى خارجية إستغلال هذه النقطة تحديدا . ومحاولة إستقطاب قطاعات الشباب من خلال إقتحام عمليات الفراغ والبطالة التى بدأت تتفشى فى مصر فى السنوات الأخيرة نتيجة مرورها بمراحل إنتقالية تمر بها كل دول العالم . أونتيجة لعمليات الخصخصة التى تقوم بها الحكومة على قدما وساق . أونتيجة أيضا لعمليات الإنهيار الإقتصادى التى تشهدها البلاد جراء ممارسات خاطئة من قبل بعض المسئوليين وتكون النتيجة أن مصر فقدت أغلى طاقاتها على الإطلاق . وليس من شك فى أن الهدف الأساسى من حركات التمرد التى يقوم بها الشباب هو التغير . ولكن يتراوح هذا التغيير مابين تغيير يخص فئة بعينها أو تغيير عام يستهدف إحلال قواعد ونظام جديد محل السائد . وكثيرة هى الأمثلة التى يمكن أن تساق فى هذا الصدد منها مطالبة شباب الجامعات بتغيير أو تخفيض الرسوم الدراسية . أو نظام المناهج . أو تعديل الساعات الدراسية وماقد يرتبط بذلك من مظاهرات أو أعمال عنف بين المتمردين على قواعد النظام التعليمى وبين السلطات الجامعية أوقوات الشرطة . كذلك فإن شباب العمال يمارسون احتجاجهم على نظام العمل أو ساعاته من خلال الإضراب أو الإعتصام الذى قد يتطور ليتخذ شكلا عنيفا كالتمرد وخلافه . مرتبطا فى ذلك بطبيعة العناصر المنخرطة فيه وبمدى استجابة الحكومة لهم . ويمكن تفهم هذه التمردات أو أعمال الإحتجاج من قبل بعض الفئات كالعمال انطلاقا مما قد يمرون به من ظروف اقتصادية سيئة تجعل شعورهم متزايدا بأن خطط الإصلاح الإقتصادى والإجتماعى لم يترتب عليها تحسن ملحوظ فى أحوالهم المعيشية . كما قد تظهر بعض الحركات المطالبة بالديمقراطية أو العدالة الإجتماعية أو احترام حقوق الإنسان . ولكى تتحول المطالب الشبابية إن جاز التعبير إلى مطالب ذات طبيعة سياسية واجتماعية عامة يورد البعض عددا من الشروط منها . محورية المطالب الشبابية ومعقوليتها بالنظر إلى الشباب أنفسهم وبالنظر إلى الجماهير الخاضعة لهذا النظام السياسى وكذلك استخدام أساليب القهر المادى والمعنوى وذلك لفرض استمرار عدم الإستجابة للمطالب الشبابية مما قد يؤدى إلى تعاطف الجماهير معها . واتساع رقعة المؤيدين لهذه المطالب . وتحولها من كونها مطالب شبابية على نحو مابدأت لتصبح مطالب اجتماعية لها مؤيديها الآخرون من غير الشباب لكن المطالب التى تنادى بها حركات التمرد الشبابية قد تتجاوز حدود المحلية لتأخذ اتجاها عالميا يظهر تحت وطأة قواعد النظام العلمى سياسيا أو اقتصاديا وتعزز من بروز التطور المذهل فى وسائل الإتصال التى قضت أو كادت على الإنفصال الزمانى والمكانى بين الشباب فى مختلف المجتمعات مما جعل الصورة تختلف عن الأوضاع السابقة . وتبرز مايسمى بالحركات الإجتماعية الجديدة التى ينضوى تحت لوائها شباب من مختلف الجنسيات . وتستهدف اظهار اعتراضها على السياسات العالمية خاصة فى فترات انعقاد المؤتمرات الدولية التى تناقش أو تضع تلك السياسات. ومما سبق يرى الحزب أنه لابد من بحث كافة الأسباب التى تحول دون تحول قوى الشباب فى المجتمع إلى قوة مدمرة ومعطلة . ومحاولة الوقوف على مطالبها ووضع الخطط التى يمكنها أن تستوعب هذه القدرات . كما يؤكد الحزب على أهمية وجود قنوات إتصال حقيقية وليس مجرد قنوات روتينية ورقية فى الأساس لتقف على مطالب الشباب خاصة هؤلاء الموجودين فى الجامعات . وبما يعمل على الوقوف على هذه المطالب أولا بأول حتى لايفقدون الثقة فى المجتمع وفى موقفهم منه . ولايجعلهم يشعرون بأن هذا المجتمع يأخذ منهم موقفا ما ويتعامل معهم باعتبارهم قاصرين عن إتخاذ القرار المناسب أو التفكير بمنطقية وعقلانية مما قد يدفعهم فى النهاية إلى البحث عن ثمة دور فى هذا المجتمع بشكل خاطئ 3 أسباب تمرد الشباب يؤكد حزبنا على أهمية دراسة وبحث الأسباب الدافعة لعمليات التمرد التى تحدث فى نطاق الشباب بما يؤدى فى النهاية لعلاجها ويحدد الحزب هذه الأسباب فى : 1 غياب قنوات المشاركة السياسية التقليدية من أحزاب وجماعات ضغط وشيوع ظواهر الإنفراد بالسلطة . وضعف القدرة على التكيف مع المتغيرات والمطالب المجتمعية المستجدة . واستيعابها واللجوء إلى فرض المزيد من القيود القانونية وغير القانونية على الأحزاب والنقابات وغيرها من تنظيمات المجتمع المدنى حال السماح بقيامها وهو الأمر الذى يفقدها فاعليتها ويحد من دورها كقنوات وسيطة لتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم من ناحية . ولإدارة الصراعات الإجتماعية من ناحية أخرى . فضلا عن شيوع ظاهرة التلاعب فى الإنتخابات . وغياب القواعد القانونية المنظمة للعلاقة بين الحاكم والمحكوم . 2 التباين فى عملية الحراك الإجتماعى . والتعسف فى عمليات الإرتقاء أو السقوط الإجتماعى لأفراد المجتمع بما ينتجه من اختلالات فى نسيج العلاقات الإجتماعية وفى درجة تماسك بنية المجتمع والمنظومات القيمية والمعيارية وبالتالى رفض صريح للنخب الإجتماعية التى أفرزتها عمليات الحراك السريع والتساؤل عن مشروعية المكانة التى تحتلها والإمتيازات التى تحظى بها . 3 تردى وتدهور الأوضاع الإقتصادية فى المجتمع . ففى الوقت الذى قد تشهد فيه مجتمعات الدول النامية نموا سكانيا وحضريا كبيرا نجدها تعانى غياب النمو الإقتصادى الحقيقى ويفقد الحكومة القدرة على تلبية حاجات مواطنيها من توفير السلع أو الخدمات أو فرص التعليم أو المسكن . وهكذا فان تزايد النمو السكانى مع ثبات نسبة الموارد المتاحة أو سوء استغلالها يعد بمثابة برميل بارود قابل للإنفجار أو الإشتعال تحت وطاة سوء الأحوال سيما إذا تزايدت نسبة الشباب فى التركيب العمرى للسكان مع مايتميز به الشباب من حماس ورغبة فى التغيير مع وعيهم بتردى الأوضاع الإقتصادية . بعبارة أخرى فان الحرمان الإقتصادى إذا ما تفاقمت حدته بحيث يدرك الأفراد أو يعوق سوء أحوالهم بالمقارنة بما تستحوذ عليه أقلية أو جماعة من المقربين قد يؤدى إلى شيوع حالة من الإحباط والإستياء الإجتماعى المولد للعنف . 4 ضعف تلبية الحكومة لتلبية حاجات مواطنيها خاصة الشباب أو تعرضها لهزيمة عسكرية أو جمودهها وعدم تكيفها مع مطالب طبقة وسطى بازغة يسعى افرادها لإعتلاء مراكز وممارسة أدوار اجتماعية لايسمح لهم الواقع القيام بها . وللإستفادة من عمليات تمرد الشباب وطاقاهتم فى هذا الصدد فان حزب شباب مصر يقترح الآتى : دراسة بيئة الشباب دراسة وافية والعمل على إستغلال قدرات وثقافات الشباب الخاصة . ومحاولة عقد دورات متخصصة للوالدين من قبل مراكز مهتمة بما يؤدى فى النهاية إلى إقتراب وتواصل كل الأجيال معا . يركز حزب شباب مصر على أهمية دور وسائل الإعلام فى الثقافة الأسرية عبر وسائل الإعلام الرسمية بما يعمل فى النهاية على إغلاق الفجوة التى تحدث فى العادة بين الشباب وكافة الأجيال السابقة لهم التأكيد على القدرات الخاصة لدى الشباب خاصة فى مرحلة التكوين والنمو منذ بدء المرحلة الإبتدائية ولمدة ثلاث سنوات حتى يتم فرز المواهب الخاصة بالشباب مع بداية المرحلة الثانوية العامة بما يؤدى فى النهاية إلى توجيه جيد لقدرات الشباب بشكل فعال بما يضمن فى النهاية تنمية هذه القدرات وإمتصاصها لطاقة الشباب . ومنحهم فى النهاية قدرة على تحقيق مايطمحون إليه . وبما يؤدى إلى تفعيل مواهبهم وجعلهم قوة فعالة فى المجتمع . يؤكد حزب شباب مصر على أن أحد أهم الأسباب وراء بلورة الشباب كجماعة اجتماعية حديثة وتبلورها كجماعة صانعة لثقافة خاصة بها ومعزولة عن بقية فئات المجتمع وبما يجعلها فى النهاية قوى فى مهب الريح بالإمكان إستقطابها بشكل سلبى هو إنحسار دور الأسرة كمحدد لنوع المهنة أو النشاط الإقتصادى لأبنائها وكلما ازداد المجتمع مرونة وانفتاحا زادت فرص حراك الفرد عن الموقع الذى كانت تشغله أسرته . كما فقدت الأسرة كثيرا من مواطن قوتها وسيطرتها على الفرد العضو فيها وهو ما يستتبعه من تغير فى نظرة هذا الفرد للاسرة . وهكذا تضعف الوظيفة الضبطية للأسرة وهى الوظيفة التى كانت تتولى غرس البعد الإجتماعى أو لنقل تأسيس الإنتماء لدى الفرد عبر مراحل تنشئته . وتتحول الروابط الأسرية المستنيرة من وحدة الدم إلى علاقات عابرة تنتهى بعد فترة إثر وصول الأبناء إلى مرحلة النضج الفسيولوجى . ومن ثم يخرج جيل كامل لم يستوعب من مجتمعه شيئا وتصبح روابطه العضوية مع هذا المجتمع ومع قيمة وثقافتة ضعيفة . ولذلك فان حزب شباب مصر يؤكد على أهمية الدور الذى تلعبه الأسرة فى حياة الشباب وتوجهاتهم ويؤكد على ضرورة إستعادتها لهذا الدور مرة أخرى خاصة فى عصر إنهيار الحواجز والعولمة والعلاقات والصداقات العابرة للقارات وهو مايستتبع تضافر قوى كافة الوزارات المعنية فى هذا الشأن وفى مقدمتها وزارتى الإعلام والأوقاف والمراكز البحثية المتخصصة من أجل وضع آليات حماية لهذا الدور المنوط بالأسرة . ِ يعتبر حزبنا أن نظام التعليم يمثل العامل الثاني فى تحول الشباب إلى جماعة حديثة صانعة لثقافتها مع اتساع نطاقة من ناحية وما يعانية فى أحيان كثيرة من تباين فى ممارساته عن شعاراته بل وتباين شعاراته وقيمه عن قيم الأسرة فى أحيان أخرى بما يؤثر سلبا على تنشئته الشباب وينحو بهم إلى البحث عن نموذج مثالى يهدف إلى تغيير الوضع القائم والتمرد عليه . وقد تشكل بيئة العمل أحد العوامل الدافعة وراء احباط الشباب وتوجيههم لبناء ثقافتهم الفرعية الرافضة حيث تعانى مصر ومنذ سنوات طويلة حالة من عدم الإتساق بين مخرجات النظام التعليمى واحتياجات سوق العمل ولعل تعدد المهارات المطلوبة للإنضمام إلى سوق العمل فى ظل ما أصابه من تطور مذهل بحكم بروز تعدد وسائل الإتصال الحديثة يمثل سببا جديدا . حيث لم يعد مطلوبا من الفرد انهاء مساره التعليمى فحسب بل يتعين أن يتقن مايمكن تسميته بلغة العصر وهى التعامل بكفاءة مع أجهزة الحاسب الآلى واستجلاب بيانات ومعلومات عن شبكات المعلومات العالمية " الإنترنت " واتقان لغات أجنبية وهو مايضيف المزيد نحو إحباط القطاعات الشبابية غير القادرة على ذلك من ناحية . كما أنه يسمح بمزيد من الإنعزال بين جيل الشباب القادر على استيعاب تلك التكنولوجيا وبين الأكبر سنا الذين لم يستجيبوا لتطور العصر فتزداد قطيعة هذا الجيل الشبابى ويزداد تمرده على واقعة . ويعزز من تلك القطيعة ذلك التواصل الذى ينتج عن استخدام أجهزة الإنترنت مع شباب فى مجتمعات متقدمة بما يسمح بالإطلاع السريع جدا على عالمهم دون التسليم بان هناك مراحل للنمو تختلف باختلاف المجتمعات وفق درجة تطورها الإقتصادى والإجتماعى والسياسى . ولكل ذلك فان حزبنا يرى أن مجرد وضع أجهز الكومبيوتر فى المدارس ليس وسيلة حقيقية لتطوير آليات وقدرات الشباب بما يتفق مع تطورات العصر الحديث بل يرى أنه لابد من جعل مادة الحاسب الآلى مادة أساسية فى كل سنوات الدراسة . كما يؤكد على ضرورة وضعها شرطا أساسيا للتعيين فى أى وظيفة أو مهنة . ويرى أيضا أنه قد حان الوقت الذى تضع فيه الدولة خطة حقيقية لمحو أمية شبابنا فى مجال الكومبيوتر جنبا إلى جنب مع محو أمية الكبار الذين لم ينالوا حظا من التعليم العادى كما يرى الحزب أنه لابد من تنمية الوازع الدينى فى كل سنوات الدراسة لمحاولة التصدى لعمليات الإختراق الجنسى التى تتم عبر الإنترنت واجهزة الكومبيوتر لشبابنا . خاصة وأنه قد ثبت بالدليل القاطع أن هناك أجهزة ومنظمات دولية تقف وراء آلاف الرسائل التى يتم إرسالها عبر البريد الالكترونى عبر الإنترنت لآلاف من الشباب المصرى والتى تحمل مئات الصور الفاضحة والأفلام الجنسية التى تستهدف تدمير أخلاقيات الشباب المصرى وتستهدف النيل منه بما يؤدى فى النهاية إلى تدمير طاقة الأمة . وهذا الأمر لن يأتى من مجرد محاولة زيادة حصص مواد التربية الدينية فحسب وإعتبارها هى الأخرى مادة أساسية بل لابد من التأكيد على تنمية الدور الوطنى الذى يقوم به الشباب منذ بدء المرحلة الإبتدائية . وإعادة مادة التربية القومية . وإعادة روح الوطنية والتركيز عليها فى طوابير الصباح المدرسية . دون الإحساس بعدم جدواها لأن مثل هذه الأشياء الصغيرة و البسيطة لها قيمتها وجدواها وفاعليتها فى عصر الصداقات والعلاقات العابرة للقارات . وإفساح المجال للشباب من أجل المشاركة فى الحياة السياسية والإجتماعية بشكل فعال بما يجعلهم فى النهاية يشعرون أنهم جزء من هذا الوطن وأنهم ليسوا فئة مهمشة . ويؤكد الحزب على أن أسلوب التنشئة على المشاركة السياسية هو الأكثر حسما كما يؤكد على فاعلية دور الأسرة المركزى فى هذا الصدد . 4 حركات مناهضة العولمة نموذج لتمرد الشباب يؤكد حزب شباب مصر على أن الشباب المصرى هو إبن بيئته . البيئة المحلية والبيئة الدولية . ويرى أن الشباب أصبح كثر تأثرا بالبيئة الدولية خاصة بعد التطورات الهائلة التى حدثت فى الأونة الأخيرة على المستوى المعلوماتى والسياسى والتكنولوجى . حيث أن الإنترنت والحاسب عملا على تقريب المسافات وإزالة الحواجز بشكل كبير إلى درحة أن الشباب المصرى أصبح اليوم يملك صداقات عابرة للقارات . من خلال المحادثات والدردرشات التى يمارسها عبر الإنترنت .وقد تطورت هذه الأوضاع بعدما نجحت مصر فى توفير الإنترنت والكومبيوتر لغالبية المواطنين . ولذلك فان حزب شباب مصر يرى أن أى حركة عالمية تحدث فى الخارج فانها ستجد صداها سريعا لدى الشباب المصرى ..ومن هذا المنطلق فاننا نؤكد على أهمية دراسة البيئة الخارجية المحيطة بالشباب مثلما نؤكد على دراسة البيئة المحلية . ويرى حزب شباب مصر أن الشباب المصرى أصبح قريب جدا وأقرب من أى وقت مضى من حركة التمرد العالمية خاصة مع تطور نظم المعلومات والإتصالات حيث أصبح شبابنا يملك آلياته القوية التى وطدت علاقاته بكل شباب العالم . ويكفى أن نعلم أن غالبية شباب مصر أصبحوا يمتلكون أجهزة كومبيوتر وإن لم يكن يمتلكها فهو يجيدها ويتعامل معها عبر المقاهى والأندية والأصدقاء . وأصبحوا من خلالها يوطدون علاقاتهم مع الآلاف من شباب العالم عبر الإنترنت وأصبح غالبيتهم يمتلك صداقات متنوعة عابر للقارات لاتتوقف عبر الحدود وتتخطى كل القيود السياسية بشكل مذهل وتتطور هذه العلاقات بمعدلات تفوق الوصف والتخيل . ولذلك فان الشباب المصرى لم يعد بعيدا عن هذه الحركات . ويؤمن حزب شباب مصر بأهمية الربط بين مايحدث فى العالم ومايحدث فى مصر . وعدم الحجر على رأى ومظاهرات الشباب لأنه سوف يشعر بوجود فوارق حقيقية بينه وبين شباب العالم الذى يسمح له بحق التظاهر وحق الإضراب فيما يمنع هو من مجرد ممارسة أى نشاط سياسى داخل الجامعات والمدارس وهناك عشرات القيود التى تحول دونه ودون ممارسة هواياته ونشاطاته الطبيعية . ويرى حزب شباب مصر أنه قد حان الوقت الذى نتعامل فيه مع الشباب باعتبار أنهم كاملى الأهلية وعضو فاعل فى المجتمع بل ومنتج أيضا . 5 سمات جيل الشباب المصرى الموجود على الساحة يؤكد حزب شباب مصر على أن السمة الأساسية لأبناء هذا الجيل هى القلق بفعل ضغوط مطالب الحياة كما ان التفاوتات الإجتماعية والإقتصادية الكبيرة بينهم تجعل منهم " عوالم " مختلفة مشتتة ثقافيا وفكريا . والذكريات التى استمعوا لها عن عهد عبد الناصر والأفكار التى عرضت عليهم عن البدائل السلفية أو الإشتراكية للوضع القائم جعلتهم رصيدا محتملا لاتجاهات سياسية متباينة خاصة فى ظل تنشئتهم منذ اللحظات الأولى على قيم التعددية السياسية وحرية التعبير ولذلك فان رصيد هذا الجيل وطاقته الكامنة هى من نصيب القوى التى تبادر إلى التوجه الواعى والمنظم إليه إذا أرادت أن يكون لها تأثير فى المستقبل السياسى القريب لمصر . أما الجيل التالى له .. والذى ولد بين منتصف السبعينيات ومنتصف الثمانينات تقريبا أبناء هذا الجيل هم طلاب فى المدارس والجامعات أوشباب حديثوا التخرج أى أنهم عانوا أكثر من الجيل السابق لهم من التحولات الكبيرة فى نظام التعليم والتدهور الذى أصاب التعليم العام كما أنهم الجيل الأكثر خوفا من شبح البطالة أو الأكثر معاناة منها . والوقائع الكبرى فى حياة هذا الجيل خارجية واقليمية أكثر منها داخلية : فوعيهم السياسى تفتح مع سقوط الإتحاد السوفيتى والنظام الإشتراكى بأكمله وكذلك حرب الخليج وفى حين أن الجيل السابق لهم تزامن نضج وعيه السياسى مع التفاؤل بآفاق السلام فى المنطقة فان هذا الجيل عاد مع أحداث التسعينيات إلى أجواء ماقبل السلام . ولذلك فان أبناءه يشكلون اليوم الكتلة الأساسية للمتظاهرين ضد إسرائيل وتأييد الفلسطينين . ومع أنه يصعب القول بوجود " صراع أجيال " على الساحة السياسية المصرية فى الوقت الراهن . إلا أن عمق التحديات التى تواجهها مصر والطابع المزمن لكثير من مشكلاتها والتعثر فى مواجهة كثير من تلك المشاكل والتحديات يجعل من تجديد الدم فى النخبة السياسية المصرية سواء فى مواقع الحكم أو المعارضة مطلبا حيويا . وإذا كان الجيل التالى للضباط الأحرار الممسك بزمام السلطة يحاول أن يتلافى بالإنفتاح والديمقراطية أخطاء الجيل السابق له فربما كان أفضل مايمكن أن يفعله على طريق تلافى تلك الأخطاء هو أن يفسح المجال بوعى ورحابة صدر للأجيال التالية فى اللحظة المناسبة ولايقصد حزب شباب مصر بالأجيال مجرد عناصر وأفراد من شرائح عمريه أصغر بقدر مايقصد به تعبيرهم عن فكر جديد وروح جديدة ترتبط بجيلهم الذى ينتمون إليه ذلك مطلب أساسى إذا قدر لمصر ان تنتفع بأغلى ماتملكه أى ثروتها البشرية وطاقة أبنائها الخصبة والمتجددة 6 أزمة الهوية لدى الشباب يلفت حزب شباب مصر النظر إلى أن الشباب المصرى يعانى كجماعة لها ثقافتها الفرعية من عدم القدرة على تحقيق الذات من الناحية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية بسبب أزمة الهوية الوطنية لدى شريحة لا يستهان بها منهم مما ينعكس ذلك سلبا على المجتمع فى صورة حركات سياسية وإجتماعية تظهر فى صورة الرفض أو التمرد أو الإنسحاب فيما يعرف بالإغتراب السياسى . وحزب شباب مصر يؤكد على أن أزمة الهوية لدى الشباب المصرى لها أسبابها التى أدت إلى تفاقمها مؤكدا على أهمية دراستها للعمل على إيجاد مخرج وحلول عاجلة لها . ومن هذه الأسباب : أولا سرعة التغيير فالعالم بصفة عامة يتغير بسرعة كبيرة . والتغير صار يشمل كل مناحى الحياة ومن ثم فان الشباب مصاب ببلبلة وتشتت وعدم القدرة على التكيف مع المتغيرات المتلاحقة على مستوى العالم . ولذلك يقترح الحزب عقد دورات صيفية للشباب منذ مرحلة الإعدادية تستهدف الإطلاع على كل مايجرى فى العالم من تغيرات . والربط بين حضارته وقيمة وعاداتة وعقيدته بهذه التغيرات ووضع الخطط التى من شأنها الإستفادة من هذه التطورات والتغيرات العالمية . ثانيا التحديث لاشك أن الشباب المصرى يعانى من اهتزاز الهوية نتيجة التحديث والتغير الضخم الشامل فى عالم حوله . فلم يعد فى مقدور أى جماعة بأن تكون بمنأى عن هذه التطورات الأمر الذى يتطلب القدرة على التعامل بنجاح فى مجتمع شديد التغير تكنولوجيا واقتصاديا واجتماعيا ولذلك فان حزبنا يؤكد على أهمية مواكبة التحديث على كافة المستويات . ودمج ثقافة الشباب بهذه العملية بما يؤدى فى النهاية إلى دمج فئات الشباب وكافة قطاعات المجتمع ثالثا الشعارات بعد ازدهار الصناعة والتطوير التكنولوجى زادت المشكلات الثقافية والنفسية لاسيما فى أشكال التمرد المختلفة التى انتشرت بين المثقفين من الشباب والتى تعبر عن ثورة التطلعات لديهم وكلها جميعا تصطدم على أرض الواقع ويحاولون البحث عن كل ماهو جديد من خلال صيحات وشعارات قد تكون جوفاء وقد تكون جيدة لكنها فى كل الأحوال محاولة للتمرد على الواقع الموجود حولهم . ويؤكد حزبنا على أهمية إستغلال هذه النقطة وتوظيفها بشكل يحقق المرجو من أحلام الشباب . وطموحاتهم . رابعا التشتت النفسى لاشك أن الصراع بين الهوية القومية أو الوطنية وبين الحضارة الحديثة وقبول أو عدم قبول تقويم الحضارة الغربية للحضارة الوطنية وقيمها ورموزها وطريقة حياة الشعب قد أدى إلى تنازع الهويات الوطنية والعرقية والطائفية والعالمية لدى الشباب . ويؤكد حزبنا على ضرورة توظيف الإعلام توظيفا جيدا بما يعمل فى النهاية على توضيح كل الهويات والكشف عن ملامحها جيدا من خلال ثقافة إجتماعية يتم حقن الشباب بها . 7 الهوية الوطنية لدى الشباب يرى حزب شباب مصر أن الشباب المصرى محاط بأربعة هويات رئيسية وهى : 1 الهوية العربية : وهى تلك التى ترتكز على الحدود السياسية للدولة وتبنى هذه الهوية على الإنتماء والولاء والمواطنة فى الدولة . 2 الهوية الوطنية : وهى تلك التى ترتكز على التماثل فى الحضارة واللغة والثقافة ومن ثم تحقيق الوحدة العربية 3 الهوية الإسلامية : وترتكز على العقيدة أكثر من الوطنية أو القومية ويميل العديد من الشباب إلى هذا الإتجاه . 4 أما الهوية العالمية : فانه فى ظل ظروف التحول نحو العالمية فى كافة مناحى الحياة تزداد المؤثرات الخارجية على القيم السياسية لكافة المواطنين ومن ثم الشباب لاسيما المصرى الذى أصبح فى ظل العولمة مشتتا مابين قيمة الموروثة والقدرة على التوافق مع الحضارة العالمية الجديدة بكافة جوانبها التكنولوجية والثقافية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية . ويرى حزب شباب مصر أن هذه الأوضاع تحتم على كافة الوزارات التكاتف معا لمواجهة التناقضات الحالية بين ماهو داخلى وبين القادم من العالم الخارجى ومحاولة الإستفادة من أفضل ماهو قادم من الخارج وبما لايتعارض مع القيم الإسلامية وتنمية الرقابة الذاتية لدى الشباب وتدريبهم على أفضل الطرق للتعامل مع التطورات العالمية . 8 قضية الإغتراب الإجتماعى والنفسى يرى حزب شباب مصر أن قضية الإغتراب الإجتماعى والنفسى للشباب المصرى تعتبر بمثابة تحدى يواجه مجتمع الشباب المصرى نتيجة لتعقد الحياة وسرعة إيقاعها مما نتج عنه افتقاد الأمن والتواصل مع الآخرين وتضاؤل فرص التعبير وتحقيق الذات . ومايرتبط بذلك من شعور بالوحدة أو الخوف وعدم الإحساس بتكامل الشخصية وشعور الفرد أنه أصبح فردا بلا موقف واضح وضحية ضغوط غامضه متصارعة يعيشها المجتمع ولايجد لدى المجتمع حلا لتلك الحالة التى يعيشها مما يجعله يشعر بدعم القدرة على ضبط الأحداث والتحكم فيها وبالتالى يفقد الثقة فى نفسه وتترسخ لديه قيم السلبية والقلق والرفض . وغالبا مايحاول التعبير عن أزمته بأى شكل من الأشكال التى قد تكون فى مظاهر العنف والتمرد أو التخريب أو الإنغلاق على الذات والوقوع فريسة لمشاعر الذنب والإنسحاب من الواقع . أوالهجرة إلى الخارج أو إلى الماضى محاولا البحث عن هوية . وهو مايتطلب تنمية الوعى لدى الشباب ومنحهم صلاحيات واسعة تنمى فيهم القدرة على مواجهة أعباء الحياة . ونرى أن هذه القضية وعلاجها لن يكون وليد يوم وليلة بل هى قضية تحتاج منا إلى جهد كبير وتحتاج إلى إفساح المجال لشبابنا منذ نعومة أظافرهم وإبعاد شبح الوساطة والمحسوبية الذى أصبح يهدد كل شئ فى حياتنا الإجتماعية . وإتاحة الفرصة للكفاءات والنماذج الجيدة منهم بما يعمل على التقارب بينهم وبين مجتمعهم وإحساسهم بأنهم جزء من هذا المجتمع . 9 التنشئة السياسية لدى الشباب يؤكد حزبنا على أن التنشئة السياسية عملية لازمة لخلق شعور عام قوى بالهوية الثقافية والتوحد مع الجماعة القومية عبر الإنتماء والولاء والمواطنة . والتنشئة السياسية من وجهة نظر حزبنا هى عملية مستمرة لأستيعاب القيم السياسية . وتشرب الإتجاهات الإجتماعات تجاه السلطة والنظام السياسى منذ الطفولة وحتى الشيخوخة بهدف تأهيلهم كى يلعبوا أدوار متعددة فى الحياة أى أن التنشئة السياسية تهدف إلى نقل الثقافة السياسية داخل المجتمع من جيل إلى جيل وتساهم فى تكوين الثقافة السياسية وتعييرها . وهى عملية اكتساب المرء لهوية شخصية تسمح له بالتعبير عن ذاته وقضاء مطالبه وفقا لما يراه صوابا . أى أنها بمثابة عملية محدودة لسلوك الفرد السياسى سواء بقبول أو رفض النظام السياسى أو المجتمع ككل أو إحدى مؤسساته . 10 التوجهات السياسية للشباب يؤكد حزب شباب مصر على أن هناك ثقافة سياسية راسخة لدى الجيل الأكبر فى المجتمع المصرى تتجنب السياسة . وترفض مشاركة الشباب فى العملية السياسية . وفى المقابل هناك توجه سياسى إيجابى لدى غالبية الشباب الجامعى يؤكد ضرورة المشاركة . وتوجه أقل إيجابية نحو العمل السياسى بين شباب العمال ويمكن القول أن الشباب المصرى لديه توجه إيجابى نحو قيمة المشاركة يقابلها عدم توفر الأساليب والآليات التى تستوعب هذه الرغبة إلى جانب عدم ثقة الأطراف والمؤسسات القائمة . ويرى حزب شباب مصر أن الإنتماء طاقة نفسية ضرورية وعلاقة وجدانية تمكن الإنسان من التعامل مع وضع يرفضه . فقوة الإنتماء بمثابة الشرط الضرورى والمبدئى لدخول الشباب بقوة فى الحياة السياسية للمجتمع . ويؤكد حزب شباب مصر على أن التحدى الأساسى للشباب المصرى فى الوقت الراهن يتمثل فى التفاعل مع الوضع الذى يرفضه وفى نفس الوقت يحتفظ بالقدرة على الرفض فتظل له إمكانيتا الإستمرار فى الرفض والتعايش مع الواقع الذى يرفضه . ويمكن القول أن السائد بين الشباب المصرى ليس حالة اللانتماء كما يرى البعض . وانما حالة وهن الإنتماء بل إن التمرد والعنف السياسى بين الشباب الإسلامى إنما يجسد انتماءا مريضا لأنه يعبر عن رغبة فى تغيير الأوضاع العامة وأى رغبة فى التغيير تعبر عن الإنتماء حيث يكون الشباب قد خرج من ذاته الفردية واصبح أكثر اهتماما بالشان العام . ولعل وسائل الإعلام من أبرز مكونات الوعى السياسى للشباب المصرى والذى يعتمد إلى حد كبير على وسائل الإعلام الرسمية فى تكوين وعيه السياسى . ولكن بعض الشباب يشير إلى عدم مصداقية وسائل الإعلام فى بعض الأزمات . ويؤكد حزب شباب مصر على أنه قد حدث تحول إيجابى لدى الشباب المصرى بسبب الإنفتاح الإعلامى المصرى فى ظل التنافس بين القنوات الفضائية ويؤكد الحزب على أن هناك اعتماد كبيرا بين الشباب على ماتقدمه وسائل الإعلام المصرية وإن كان من العوامل التى تؤدى لذلك عدم توافر وسائل بديلة أو الإعتياد على التعرض لوسائل معينة . 11 الشباب وصور المشاركة السياسية يرى حزب شباب مصر أن ثقافة الشباب تميل بطبيعتها باعتبارها ثقافة فرعية إلى تجميع الشباب فى تجمعات غير رسمية خاصة بهم . مثل جماعات الأقران وشلل الأصدقاء . وقد تأخذ شكلا رسميا معترفا به كالمعسكرات الكشفية والجوالة ونوادى الشباب . وقد تميل ثقافة الشباب فى بعض الأحيان إلى تنظيم الشباب فى منظمات سرية أو معادية للنظام المجتمعى . وبينما ترى الغالبية العظمى من الشباب ضرورة تكوين جماعات شبابية منظمة ومعترف بها للإفصاح عن مشكلاتهم واحتياجاتهم ومواقفهم واتجاهاتهم . فان غالبية الكبار لاترى ضرورة لتكوين مثل هذه الجماعات الشبابية . ويمكن أن نلاحظ على مشاركة الشباب وإطلالاتهم العامة فى السنوات السابقة أما أنها شديدة الجماهيرية والعفوية كمشهدهم فى مباريات كرة القدم أو فى الحفلات الغنائية وإما أنها شديدة النخبوية تعتمد على التفوق والموهبة فى مجال ما . وبين هذين الحدين نجد الشباب جمهرة غير منظمة فى الجامعات أو شللا فى الأحياء . ولكى يتم الإستفادة من قدرات وإمكانيات وطاقات الشباب فان حزب شباب مصر يضع شكل وصور وأبعاد مشاركة الشباب سواء فى التصويت الإنتخابى أو عضوية الأحزاب والإتحادات الطلابية أو الترشيح للمناصب العامة. أولا المشاركة فى الإتحادات الطلابية : يؤكد حزبنا أن حوالى 66 % من الطلاب فى الجامعات لم يشاركوا فى الإنتخابات الطلابية مطلقا خلال السنوات الماضية . ويرى حزبنا أنه لابد من إعادة الروح مرة أخرى فى الإتحادات الطلابية وإلغاء آلية الرقابة الداخلية للإتحادات وإطلاق العنان لتحرك الطلاب على كافة المستويات بما فيها المستوى السياسى بحيث تتحول الإتحادات الطلابية إلى مدرسة يتعلم فيها الطلاب كافة فنون العمل العام . والتدريب على أن يضطلعوا بمهام المستقبل . وهو أمر سوف يفيدنا مستقبلا بدلا من ترك الطلاب نهبا لتيارات سياسية قد تتبنى العنف سبيلا لتحقيق أهدافها مستغلة فى ذلك الفراغ السياسى الموجود على الساحة . كما يؤكد حزب شباب مصر على ضرورة ألغاء نظام التيرم فى الإمتحانات بما يتيح للطلاب مرة أخرى العمل العام . ورفع كافة القيود المفروضة على العمل الطلابى . وعدم السماح لإدارة الجامعة أو الأمن بالتدخل فى أى نشاط طلابى . أو أى إنتخابات طلابية داخل الجامعات أو داخل المدارس . ثانيا الإشتراك فى التصويت السياسى : تشير الإحصاءات والأرقام الرسمية بأن 87 % من الشباب لايملكون بطاقة إنتخابية . كما أن حوالى 79.8 % من الشباب لم يشاركوا فى الإنتخابات البرلمانية لعام 1990 . وقد بلغت نسبة الذين شاركوا فى الإنتخابات البرلمانية لعام 1995 من الشباب ( أقل من 30 سنة ) 20.5 % من إجمالى الناخبين . ويرى حزبنا أنه من المهم إعادة الثقة المفقودة بين الشباب وبين مؤسسات الدولة المعنيه . بما يجعلهم فى النهاية عنصر إيجابى فى كافة الإنتخابات التي تجرى بالدولة على أى مستوى وفى أى مؤسسة سواء كانت إنتخابات عامة أو إنتخابات خاصة باتحادات الطلاب . لأن سلبيتهم تنعكس على كل ملامح المستقبل . ويحصد الجميع ثمار هذه السلبية . ثالثا الشباب والأ