ينبغى التعامل مع الأقارب كما أراد وأمر الله تعالى بالصلة والرحمة والمودة، ومن هنا جعل الله عز وجل صلة الأرحام من أعظم القربات وأفضل الباقيات الصالحات لنيل الثواب العظيم والخير الوفير فى الدنيا والآخرة .وفى ذات الوقت كانت قطيعتهم "أى الأرحام"من أبشع الذنوب والأوزار التى تجلب غضب الجبار سبحانه وتعالى وتمحق البركة من الأهل والمال والولد.فمن أراد أن ينسأ له فى أثره ويزاد له فى رزقه فليصل رحمه،هذا بنص الحديث النبوى الشريف على صاحبه أفضل صلاة وتسليم . هل بعد كل هذا ويطل علينا البعض مرددا المثل الشعبى فيجعل من الأقارب عقارب؟ ويتأثر البعض بهذا المثل بدرجة كبيرة قد تبعدهم عن الزواج منهم ،لا لشىء سوى أنهم أقارب معتقدين أنهم عقارب كما يقول المثل . إن التعامل مع أهلنا و ذوينا من هذا المنطلق فيه ظلم واجحاف كبير للنفس وللرحم التى أوصانا بها وبصلتها رب العباد وخالقهم . وقد اهتم ديننا الحنيف بصلة الرحم اهتماما بالغا جعل القريب يصبر على أذى قريبه حتى وإن قطعه بادر هو بصلته حيث يكمن فى ذلك المعنى الحقيقى للصلة حيث لا صلة إلا للشىء المقطوع وليس ذلك مدعاة للانتظار حتى تقطع الارحم فنقوم بوصلها بقدر ما هو حث على التغلب على ما قد يعترى النفس من المطالبة بالمعاملة بالمثل وليس بالفضل . وجاء رجل يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم قائلا : إن لى رحم أصلهم ويقطعوننى وأحلم عليهم ويجهلون على وأعطيهم ويحرموننى ، فقال له الحبيب المصطفى والنبى المجتبى صلى الله عليه وسلم " لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ( والمل هو التراب المختلط بالنار) ، ولا يزال معك من الله عليهم ظهير ". وصلة الرحم تكون بزيارة المريض منهم وإعطاء المحتاج وإعانة العاجز و إنصاف المظلوم والعطف على الصغير وتوقير الكبير .ذلك لأن شأن الرحم عظيم أمرها خطير ، وقطعها ظلم مبين حذر منه ديننا الحنيف ، ولما اشتكت الرحم القطيعة وقالت لربها العظيم "هذا مقام العائذ بك من القطيعة خاطبها ربها تعالى قائلا " أما يرضيك أن من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته" إذن لا ينبغى أن نطلق على الأقارب لفظ عقارب أبدا حتى وإن ظلمونا بعض الشى أو هجرونا قليلا أو قاطعونا لفترة من الزمن ، بل علينا أن نصلهم حتى وإن قاطعونا ، فليس الواصل من إذا قطعت رحمه قطعها بل إن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (ليس الواصل بالمكافىء). دمتم واصلين لأرحامكم . هشام الجوهرى