كانت المفاجأة كبيرة عندما بدأت الذقون الدينية وأصحاب الوشم السجودي على الجبهات كمقنعين دينيين بشكل أحزاب دينية أو سلفية أو صوفية تركب موجة الثورات العربية أو سرقتها بدعم من وسائل إعلامية عربية وأجنبية معروفة للجميع في الوقت الذي لم يكن لهذه الأحزاب لا روح المبادرة ولا الجرأة ولا التضحية ! لقد كانوا بعيدين عن الروح الثورية ضميرا وسلوكا بعد السماء عن الأرض.. لنتذكر.. عندما دخلت العمامات العراق كسياسيين أو كواقفين خلف السياسيين ليخلطون بين السياسة والتعصب الديني وإدخال الطائفية كأساس محرك للسياسة والتي تخدم ما قد تعيه تلك العمائم أو لا تعيه ولكن الظاهر أنها تخدم أهدافا قومية إيرانية بما يتفق مع أهداف المؤسسين الأولين للمذهب الشيعي والذين يتفق الكل على أنهم كانوا متعصبين فرس لقوميتهم كردّ على قيام العرب بتدمير الإمبراطورية الفارسية تحت راية الإسلام فأرادوا الإنتقام من العرب بالسيطرة عليهم باسم المذهب الشيعي مستغلين الجرائم التي ارتكبها أعوان معاوية بحق آل بيت النبي (ص) وقد أدى تدخل العمامات في السياسة إلى إشعال فتن داخلية لأيام بل لأشهر ولم تستمر تلك الفتن بفضل الوعي لدى نسبة عالية من عرب العراق سنة وشيعة. لقد استطاع بعض السياسيين بل بعض الأحزاب العراقية استعمال القناع الديني واستغلال العمائم المستفيدة أو الساذجة للتمسك بالحكم والسيطرة على الإقتصاد العراقي ونهب الملايين وهم في الوقت نفسه يدّعون الدعوة ويدّعون الإسلامية ويدّعون الفضيلة وهم لا يفهمون من الدين إلا ما يسخرونه لخدمة مصالحم المادية والسلطوية. إننا نرى كيف أن سياسيي العراق المقنعين يأتمرون بأمر أمريكا وفي الوقت نفسه بأمر الفرس بل لا يقررون إلا ما تمليه عليهم طهران! وهذا يدل على المهم لديهم هو المصالح الإيرانية وليس مصالح العرب أو مصالح آل البيت . أما أصحاب الذقون من السنة وأصحاب الوشم الذي يتسم بالسذاجة وقلة العقل . وأقارنهم بالهنود الذين يوشمون أنفسهم على الجبين أيضا ولكن في أسفل الجبهة وكذلك باللفة الهندية ولكنها ملونة وذلك لكي يدلون على انتمائهم الهندوسي والكل من المتحضرين يشعر أن هذه العلائم والوشم نوع من السذاجة والتخلف الإجتماعي والثقافي والحضاري . لقد استطاع أصحاب القناع الديني المدعومون من الأمريكان والبريطانيين والحكومات الملكية ركب موجة الثورات العربية في تونس ومصر ولربما في ليبيا والأردن أيضا, وما كان لهم هذا لولا الدعم الإعلامي الغربي وتابعه من الإعلام العربي وتهيأتهم مسبقا على أنهم أكثر تابعية وتفهما للمصالح الغربية والأكثر تفهما لسياسة الأسياد في لندن وواشنطن . لقد استطاع الغرب الإساءة للقومية العربية عبر حزبين قوميين في سورية والعراق رفعا راية الوحدة والقومية وعملا على إشاعة الفرقة العربية وظلم شعوبهم ونهبها وهما يرتديان راية القومية العربية وليس أدل على ذلك وقوفهما ضد رمز القومية العربية ومشرفها والمستشهد في سبيلها جمال عبد الناصر . إن اكثر ما يخشاه الغرب وإسرائيل هو الدعوة للوحدة العربية والدعوة إلى الوعي القومي غير العنصري الذي لا يتحقق إلا بالحرية والديمقراطية والسلاح الوحيد المتبقي والجاهز لمنع العرب من الوحدة والحرية هو الأحزاب الدينية لضرب العروبة ومنع وحدة العرب خدمة للأسياد في تل أبيب ولندن وواشنطن وبماذا ؟! باسم الدين الإسلامي والذي ليس لهؤلاء أكثر من قناع مثله مثل القناع عند ساسة العراق المتعصبين شيعيا والخادمين لمصالح إيران ضد العروبة وضد وحدة العرب ومصالحهم. على العرب مسلمين وغير مسلمين الوقوف برجولة مانعين أصحاب القناع الديني من سرقة التضحيات وسرقة الثورات وسرقة السلطة والعودة بنا إلى حكم طالبان أو حكم الممالك الإقطاعية والآتية من العصور الوسطى لكي لا تنقلنا من تحت الدلف الدكتاتوري إلى تحت مزراب التعصب الأعمى. إن القنوات التلفزيونية التي تظهر ببراعة إعلامية مدافعة عن ثورات الشعوب تبث السم في العسل عندما تخدم أصحاب القناع الديني مثل حزب الإخوان بأسلوب ذكي وماكر! على العرب أخذ حذرهم من القنوات التي يمولها الغرب أو حلفاء الغرب وقد أصبحت كثيرة ومثيرة مثل العربية والجزيرة..التي تتسم بمعادة العروبة والوحدة العربية وهي تبث حقدها بشكل غير مباشر على القومية العربية ! فهل نصدق أن يقيم الإخوان الوحدة مع الفيلبين والسنغال إذا كانوا يعادون وحدة العرب عداءً للقومية العربية !! وخدمة لمن ؟؟!! .