في تحليل للمشهد السياسي بعد موافقة حركة حماس على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار، أكد اللواء أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، أن رد حماس كان "ردًا مدروسًا ومحسوبًا" يعكس بشكل أساسي الرؤية المصرية والعربية والإسلامية للقضية الفلسطينية. وفي حواره مع برنامج "الحياة اليوم"، على قناة الحياة أوضح عبد المحسن أن خطة الرئيس ترامب، في إطارها العام، تحقق الثوابت العربية والمصرية. وأشار إلى أن البند 12 من الخطة يقضي على فكرة التهجير القسري تمامًا، حيث ينص على أنه "لن يغادر أحد من قطاع غزة"، وفي حال رغبته في المغادرة، فإن له حق العودة. كما أن البند 16 يؤكد على أن الولاياتالمتحدة لن تسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية أو احتلال قطاع غزة. واعتبر الخبير الاستراتيجي أن هذه البنود تمثل "قيودًا صارمة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتحطيمًا لكل طموحاته"، والتي كانت تسعى لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير وضم الأراضي واحتلال غزة. وأضاف اللواء عبد المحسن أن نتنياهو كان يعول على رفض حماس للمقترح، وكان يسوق الخطة داخليًا على أنها "إنجاز شخصي" سيحقق أهدافه التي فشل في تحقيقها على مدار عامين، وهي القضاء على حماس واستعادة الأسرى. إلا أن موافقة حماس وضعته في حالة من "الإرباك والانقسام الداخلي"، حيث أصبحت الخطة الآن تتضمن تعهدات وضمانات أمريكية لتنفيذ بنودها، بما في ذلك إبعاد حماس عن المشهد السياسي ونزع سلاحها. واختتم بالإشارة إلى أن المفاوضات القادمة في القاهرة ستستكمل مناقشة بعض التحفظات التي أبدتها حركة حماس، والتي تحتاج إلى إعادة حوار، مؤكدًا أن الموقف الحالي يضع نتنياهو في موقف صعب أمام اليمين المتطرف في حكومته.