يتجه كثير من الأسر لإعادة استخدام الزيت المقلي أكثر من مرة لتقليل التكاليف، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار، لكن ما يبدو اقتصادياً يخفي وراءه أخطاراً صحية جسيمة. ويؤدي تسخين الزيت مراراً إلى تفاعلات كيميائية تغيّر تركيبته وتحوّله من مكوّن غذائي آمن إلى مصدر للسموم والدهون الضارة، كما تشير هيئة سلامة الغذاء المصرية في تقاريرها الأخيرة إلى أن الزيوت المستعملة أكثر من مرة تصبح بيئة خصبة لمركبات مسرطنة.
أضرار الزيوت المعاد استخدامها يُلاحظ أن الزيت عند إعادة تسخينه يبدأ في فقدان لونه الشفاف ويتحول تدريجياً إلى غامق مع رائحة نفاذة، وهذه علامة على تأكسده، وتؤدي عملية الأكسدة إلى تكوين مواد سامة تعرف باسم "الألدهيدات" و"الأكريل أمايد"، وهي مركبات تهاجم خلايا الجسم وتضعف المناعة، كما تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين وارتفاع الكوليسترول الضار في الدم، مما يجعل استخدامها المتكرر خطراً على المدى الطويل حتى لو بكميات صغيرة. يلجأ البعض إلى تصفية الزيت بعد القلي واستخدامه مرة أخرى، ظناً منهم أن إزالة بقايا الطعام كافية لجعله صالحاً، لكن في الحقيقة التصفية لا تزيل السموم الناتجة عن التسخين، وكل مرة يُعاد فيها تسخين الزيت، تتكسر الروابط الدهنية أكثر، ويزداد تركيز المواد المسرطنة ، لهذا يحذر الخبراء من إعادة استخدامه خصوصاً بعد قلي أطعمة مغلفة بالدقيق أو البقسماط لأنها تسرع من تحلل الزيت وتكوّن الرواسب. تؤكد الأبحاث الطبية أن إعادة استخدام الزيت تسهم في تراكم الشوارد الحرة داخل الجسم، وهي جزيئات غير مستقرة تسبب تلف الخلايا وتسهم في الشيخوخة المبكرة وتدهور وظائف الكبد، كما أوضحت دراسة في مجلة التغذية السريرية الأمريكية أن تناول الأطعمة المقلية بزيت مستخدم سابقاً يزيد فرص الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 30% مقارنة بالزيت الطازج. ولتجنب هذه الأضرار، يُنصح بعدم استخدام الزيت لأكثر من مرة واحدة في القلي العميق، وحفظه في مكان بارد وجاف بعيداً عن الضوء والهواء بعد الاستخدام، كما يُفضل اختيار الزيوت النباتية عالية التحمل للحرارة مثل زيت عباد الشمس أو الكانولا، لأنها أقل عرضة للتحلل، ويمكن أيضاً التحول إلى طرق طهي صحية مثل الشوي أو استخدام المقلاة الهوائية لتقليل الاعتماد على القلي التقليدي.