ان المجتمع العراقي عاش سنوات الحرمان والاستبداد والابعاد عن كل قيمة انسانية دينية او وطنية , بل عانى وتحمل كل الضغوطات النفسية والاجتماعية والاقتصادية ,وكذلك الضغط السياسي الذي له الدور في تعميق وتأصيل الطائفية المقيتة التي صنعها اصحاب النفوس المريضة الذين همهم الوحيد هو بقائهم في التسلط على رقاب الناس المساكين , لكن الاحداث تتسارع في المنطقة حيث انقلبت الموازين على هؤلاء الخونة حيث كسر حاجز الخوف عند الناس واصبحت الجماهير تصحو من غفلتها ,تيقنت ان مسرحية الساسة ومن تمسك بهم من المغفلين والمغرر بهم ,انهم عملاء ولا يهمهم ما يصبح عليه حال المجتمع من عوز وفقر وتشريد وتهجير ,وانما سعيهم نحو مصالحهم الشخصية ومكانتهم الاجتماعية إن السكوت عن المتجاوزين على أموال العراق وعن المسؤولين الذين تسببوا بالكوارث المرعبة للشعب العراقي واستمرار المحاصصة الطائفية. وسيبقى الطائفيون الحاقدون ووعاظ السلاطين والمدافعون، كمرتزقة، عن المتهمين بارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب العراقي يشتمون من يتصدى لعدد كبير من هؤلاء الذين حكموا العراق وأساءوا له وتسببوا بكوارث الموصل ونينوى والأنباروكربلاء وغيرها في مناطق مختلفة من العراق وهم الذين يتآمرون اليوم على ما يمكن أن يدفع بالعراق الى الدمار ومن الملاحظ ان وعي الجماهير الشعبية وتشخيصهم اصل المصائب والماسي التي صبت على اهل العراق هي المؤسسة الدينية التي عمدت الى تمزيق لحمة هذا البلد وبمساعدة الوحش الكاسر ايران ,الا ان خروجكم وتظاهركم ضد الانحراف والفساد الذي استشرى في كل مفاصل الحياة , هو دليل ثقافتكم وحسكم الوطني وغيرتكم على بلدكم بلد الخير والعطاء والسلام ومن هذه الرؤية نحد ان مواقف المرجعية العراقية واضحة كل الوضوح في نصرة المظلومين والمحرومين من ابناء هذا البلد الجريح ,كانت تعيش هموم الناس وتعطي الحلول من اجل انقاذ العراق من هذه المحن العصيبة والازمات الخانقة وقد اشار المرجع الديني الصرخي الحسني في بيان ((من الحكم الديني (اللاديني )..الى ..الحكم المدني))بتاريخ الاربعاء 12 / 8 / 2015 وهذا مقتبس منه جاء فيه ((فَشِلَ مكرُهُم بسببِ وعْيِ الجماهير وتشخيصِهم لأساس وأصلِ ولُبِّ المُصاب ومآسي العراق في تحكُّمِ السلطةِ الدينية بأفكار وعقول البسطاء والمغرَّرِ بِهِم وتحكُّمِها بمقدَّرات البلد بكل اصنافها وبتوجيهٍ مباشر من ايران جار الشر والدمار ، بعد ان انقلب السحر على ايران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم واصراركم فادعوكم ونفسي الى الصمود في الشارع وادامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ واِزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وانسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وامان لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها ايران بان أيَّ محاولةٍ للانتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وارجاع الامور الى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وافرازاتها الفاسدة المُفسِدة ، نحذرهم باننا سنغيّر توجّهات واَولَوِيات التظاهر فسنطالبُ أولاً وقَبْل كلِّ شيء بل سنؤسس حشدا مدنيا لتطهير المؤسسة الدينية من قُبْحِها الفاحش وفسادِها المُستَشري بأضعاف أضعاف قبحِ وفسادِ السياسيين ورجال السلطة ، فنحذِّرُهم من ركوبِ الموجِ ومحاولةِ الخداع والتغرير من جديد فنقول لهم عليكم تطهير أنفسِكم ومؤسساتِكم قَبْل ان تنتهزوا وتَركَبوا مَوْجَ التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد ، فلأكثر من ثلاثة عشر عاما الأمور بأيديكم من سيئ الى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد القوة للجماهير المتظاهرة والاستجابة الجزئية من المسؤولين أتت تحت ضغط الجماهير فقط لا غير ، اما اِقحام اسمِ المرجعية فهو انتهازٌ وخداعٌ وسرقةُ جهود وتضحيات ، وهذا لا يصحّ القبول به والسكوت عنه لانه يعني بقاء واِزدياد الفساد والفتن والدمار والهلاك ، اِنَّ اِفشالَ المخطَّط التخريبي في - - الاكثرِ توحُّشا وفَتْكاً بالعباد والبلاد هو انجازٌ عظيمٌ ورائعٌ لكن لا يصح التوقف عنده بل لابد من ادامة الزخم والمثابرة في العمل، فانتم تصنعون التاريخ للعراق وانتم تحقّقون المعجزة لو اصررتم وثبتّم .)) http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php… بقلم احمد الركابي