لقد أمر الله سبحانه وتعالى بالإصلاح كما جاء في قوله (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُون ) لقد استشرى الفساد في كل نواحي الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية، وصدق الله العظيم القائل: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ نرى أن هناك جهود دولية و إقليمية مشبوهة من جانب بعض الأطراف من أجل تجميل الوجه البشع و الدموي للنظام الإيراني و السعي لتسويقه بمسوغات و مبررات لم تعد تنطلي حتى ولو على مبتدأ في السياسة، إذ أن تأهيل النظام الإيراني من أجل أن يکون عضوا نافعا و مفيدا في المجتمع الدولي، يتطلب وکشرط أساسي إلتزام هذا النظام بالقوانين و الأنظمة الشرعية دوليا و إحترام مبادئ حقوق الإنسان و السيادة الوطنية و إستقلال الدول الأخرى، لکن مجرد مراجعة بسيطة لماقام و يقوم به هذا النظام تؤکد بأنه من المستحيل إعادة تأهيل هکذا نظام و التعايش معه ضمن المجتمع الدولي بصورة إعتيادية. إن السجل الأسود للنظام الإيراني وعلى مختلف الأصعدة، تؤکد بأنه من المستحيل أن يتم ترويضه و جعله عضوا نافعا في المجتمع الدولي، إذ أن هذا النظام قد تأسس على قمع الشعب الإيراني وعلى تصدير التطرف الديني و الإرهاب للدول الأخرى، وأن معظم مشاکل و أزمات دول المنطقة هي بشکل أو بآخر بسبب منه و من تدخلاته المشبوهة المستمرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. لعبة الإصلاح المکشوفة في النظام الإيراني و التي يبدو أن هناك من لايزال يصدق بها رغم إنها لم تقدم من أي شئ سوى الکلام المعسول من دون أن يقترن بأي فعل أو عمل, ولهذا فإن مزاعم الإصلاح و الأعتدال تصطدم دائما بالحقائق و الوقائع و تدحض من تلقاء ذاتها، لأن الذي بني على الکذب و الوهم لايمکن الرکون إليه و الإعتماد عليه، ويبقى الحل الأمثل و الوحيد المطروح من أجل ضمان الأمن و الإستقرار في المنطقة مرهونا برحيل النظام الإيراني ومن هذا الرؤية نجد أن المرجعية العراقية قد أثبتت من خلال مواقفها الرافضة للإحتلال والتقسيم والطائفية المقيتة المهلكة التي أسسها واحتضنها الساسة الإنتهازيين النفعيين ومنتحلي التشيع والتسنن ,إن هذه المرجعية تسعى إلى مشروع خلاص العراق من أزمته الحالية ولهذا فقد أشار المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في بيان (من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني))بتأريخ الاربعاء 12 / 8 / 2015 م وهذا مقتبس منه جاء فيه : ((أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها إيران بأن أيَّ محاولةٍ للانتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وإرجاع الأمور إلى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وإفرازاتها الفاسدة المُفسِدة ، نحذرهم بأننا سنغيّر توجّهات واَولَوِيات التظاهر فسنطالبُ أولاً وقَبْل كلِّ شيء بل سنؤسس حشدا مدنيا لتطهير المؤسسة الدينية من قُبْحِها الفاحش وفسادِها المُستَشري بأضعاف أضعاف قبحِ وفسادِ السياسيين ورجال السلطة ، فنحذِّرُهم من ركوبِ الموجِ ومحاولةِ الخداع والتغرير من جديد فنقول لهم عليكم تطهير أنفسِكم ومؤسساتِكم قَبْل أن تنتهزوا وتَركَبوا مَوْجَ التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد ، فلأكثر من ثلاثة عشر عاما الأمور بأيديكم من سيء إلى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد القوة للجماهير المتظاهرة والإستجابة الجزئية من المسؤولين أتت تحت ضغط الجماهير فقط لا غير ، أما اِقحام إسمِ المرجعية فهو انتهازٌ وخداعٌ وسرقةُ جهود وتضحيات ، وهذا لا يصحّ القبول به والسكوت عنه لأنه يعني بقاء واِزدياد الفساد والفتن والدمار والهلاك اِنَّ اِفشالَ المخطَّط التخريبي في تحويل البلاد إلى شريعة الغابِ الأكثرِ توحُّشا وفَتْكاً بالعباد والبلاد هو إنجازٌ عظيمٌ ورائعٌ لكن لا يصح التوقف عنده بل لابد من إدامة الزخم والمثابرة في العمل، فأنتم تصنعون التأريخ للعراق وأنتم تحقّقون المعجزة لو أصررتم وثبتّم)) http://www.al-hasany.com/vb/showthre...post1049008432 احمد الركابي