الدول التي أحتلت ولقرون عديدة حيث كان الإستعمار القديم يجعل الشعوب تحت الوصايا والتبعية والقهر والظلم فمنذ اليوم الأول من أحتلال أي دولة تبدأ المقاومة والرفض بكل الأنواع فمنه الرفض الإجتماعي بأن تخرج الجماهير في مظاهرات صاخبة ترفض التبعية والخنوع لهذه الدولة المستعمرة أو تأخذ شكلاً آخر وهو الكفاح المسلّح . ولكن ومع تطوّر الحياة وتوسع الفكرالمخادع أخذ الظُلم شكلاً آخر وتنوعاً مع تطور الحياة وأساليب المكر والخداع أخذ فكر المحتل يرسم ويضع خطط تجعل الصورة أجمل في عين إبن البلد بل وتقبله لإي شخص مهما كان وذلك عن طريق إيجاد شخصيات يكون ولائها لتلك الدولة المحتلة وهذا ما حدث بالفعل كل الدول التي تريد أن تُسيطر على أي دولة أخرى فما عليها الا إيجاد خونة عُملاء يبيعون أوطانهم بِأبخس الأثمان وهذا لا يكلّف المحتل أي جُهد يُذكر ولعل ما حدث بالعراق هو أوضح مثالاً يمكن أن نُطبّقه على ما طرحناه فبعد سقوط النظام ودخول قوات الإحتلال تسارع العملاء باعلان فروض الطاعة لهذه الجهة أو تلك حسب التبعية والولاء فصعد هؤلاء الى الحُكم وتسلطوا على مقدرات الشعب فسارعوا الى النهب والسب والسرقة من المال العام غير آبهين الى ما أصاب الشعب من الفقر والظلم والفاقة والعوز فأصبح الساسة الفاسدين متسلطين على رقاب الشعب ولا يمكن أي أنسان من الشعب العراقي أن ينطق بكلمة ومن كانت له الشجاعة ونطقها فالموت والتشريد والحرق والتهجير له بالمرصاد وكل هؤلاء ما كان لهم أن يصلوا الى سدّة الحُكم لولا شرعنة وأعطاء المبرر الشرعي لهم من قِبل مرجعية ( السيستاني ) فهو صاحب الفضل الأكبر لكل سياسي فاسد وسارق وناهب للمال العام فبقى الشعب يأن تحت سياط وطغيان وظلم ساسة فاقدي الضمير والإنسانية فأصبح الشعب لا خير له الا السكوت والخنوع والإنصياع أو التحرك والرفض ومن هنا كان الموقف الشجاع والوطني المعبّر عن الولاء والتضحية بِأبهى صورها تتجلى بموقف المرجع العراقي والناشط المدني السيد الصرخي الحسني فكان هذا الموقف العملي في بيان ((من الحكم الديني(اللا ديني)..الى..الحكم المَدَني )) حيث جاء فيه ((ابنائي اخواني اعزائي يا جماهير شعبي العزيز أيها المتظاهرون يشرفني ان أكونَ أحدَكم ومعَكم وفي خدمَتِكم ويشرّفني ان أكونَ احدَ الناشطين الباذلين كلَّ ما بوِسْعِهم لتأييدِ ونصرةِ تظاهراتِكم المباركة...أتحدث معكم وأنا أحد المتظاهرين معكم وناشط داعم وناصر لتظاهراتكم)) وبهذا الموقف التاريخي المشرّف يكشف المرجع الصرخي إنه يرفض الخنوع والذل والتبعية بل يريد الحياة الحرة الكريمة لإن كل من يرفض الظلم والطغيان فهو يحب الحياة ويحب البقاء لكن الحياة التي تنعم فيها الحرية وتعيش الإنسانية تحت ظلها لا أن تكون حياة الخنوع والإستسلام وهذا الذي أراده المرجع السيد الصرخي بأن تتوجه الشعوب الى رفض الظلم وهذا يكون بتواجدها في ساحات التظاهر لتكون شاهد حي وتعبير حقيقي فعلى كل إنسان يرفض حياة الإضطهاد وأنتصاراً للعدل والحرية فها هي ساحاتها مفتوحة فلا مجال للتراجع وكما أكد المرجع الصرخي بقوله ((ايّاكم اِياكم لان التراجع يعني الخسران والضياع وان القادم أسوأ وأسوأ فالحذر الحذر الحذر ولا ننسى ابدا هتافات أفواه وضمير وقلوب الجماهير المظلومة المسحوقة {{ باسم الدين.. باگونة الحرامية}} وبهذا فأنه لا مجال أن نتراجع عن نصرة الحق والدفاع عن الوطن من ظلم الساسة الفاسدين الذين نهبوا البلاد وأستباحوها وسرقوا كل خيراتها . http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049008432#post1049008432 . _______ حسن آل داغر