د. مصطفى راشد سؤال من أحد السائلين لماذا يرفض الأزهر تكفير داعش ؟ نقول أن الأزهر أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم التي نشأت وتعلمت فيها ترفض تكفير داعش بحجة أن الأزهر لا يُكفر أحد وهى حجة مردود عليها حيث قام الأزهر من قبل وحاليا بتكفير العديد من الشخصيات مثل الشيخ مصطفى عبد الرازق وصديقي المرحوم الدكتور نصر حامد أبو زيد ثم أخيراً الأخ إسلام بحيرى ومن قبل تكفيري أنا شخصيا على الهواء بالتلفاز ومنع عشر كتب لي من النشر منذ عشر سنوات مما دفعني للهجرة لاستراليا ، ومن جانبنا نحن نرى أن داعش كافرة بصحيح الإسلام وتكفيرها والتظاهر ضدها واجب على كل مسلم بالنسبة لسؤال هل تعزز مناهج التدريس الديني في الأزهر فكر التطرف؟" بلا أدنى شك فأن كتب وأيضا أغلب مدرسي الأزهر يساهمون في تعزيز فكر التطرف الدموي فلم ينجو منا إلا القليل فللأسف فأن حوالي 90% من زملائنا يحملون فكراً متطرفا هل قصرت المؤسسات الدينية، ومنها الأزهر، في دورها تجاه محاربة فكر التطرف الديني الذي تنطلق منه داعش، وكيف ؟ هناك تقصير في نظرنا من العالم المستنير الأمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لأنه محاط بغالبية متطرفة فقد ترك الفريق المتطرف العنيف مريض النفس من العلماء يقودون السفينة وهذا الأمر يحدث أيضا منذ زمن بعيد وتاريخنا شاهد على محاربتهم لكل صوت مجتهد مستنير يظهر مثل ابن رشد ومحمد عبده ومصطفى عبد الرازق وطه حسين وغيرهم وأنا شخصيا أجد منهم محاربة غير شريفة تهاجمنا بكل أنواع الوقاحة والسباب والكذب المقرون بالفجور والتحريض على القتل في وسائل الإعلام والصحف إلى آخره ، وللأسف هذا الفريق المتطرف مازال هو من يسيطر على وسائل الإعلام رغم أنهم يجهلون عن الإسلام أكثر مما يعرفون ، ويحفظون أكثر مما يفهمون ، ولأن هذا الفريق المتطرف العنيف يحملون صفات عنيفة إجرامية فهم يتبعون الآراء والمذاهب الفقهية العنيفة الإجرامية وأسسوا لها على أنها من أصول الشريعة مثل حد الردة وحد الرجم واللحية والنقاب والحجاب والجهاد بالسلاح وغيرها وهى أمور لا وجود لها فى الشريعة الغراء ،كما أن داعش وغيرها من الجماعات الدموية تستخدم في القتل والحرق والفساد أحاديث كلها غير صحيحة لأننا نملك 60060 ألف حديث المتواتر الصحيح منها 2420 وهذه الجماعات الدموية الإرهابية تستخدم أحاديث خارج المتواتر الصحيح ولم تجد من يرد عليها ، لذا نحن وضعنا 24 كتاب نحاول من خلالها توضيح كذب ما يدعوه على الإسلام وأيضا منذ أكثر من 30 عاماً وأنا أقوم بالسفر حول العالم للتحدث في المؤتمرات والندوات لتوصيل الرسالة الصحيحة عن الإسلام ، لكن صوت وسط مليون صوت لن يكون له تأثير ‘ لذا يجب على كل حاكم وطني السعي بأسرع ما يمكن لحل هذه الإشكالية :- أولا بعدم منح أي داعية أو من يتحدث باسم الدين إسلامي أو مسيحي أو غيره ترخيص إلا بعد عرضه على لجنة عليا من الطب النفسي تقول أنه سليم عقليا حيث يجب منع كل متطرف مريض نفسيا من التكلم باسم الدين في المساجد وكل دور العبادة والمدارس ووسائل الإعلام والصحف والندوات لما يقدموه من فكر عنيف إجرامي خالي من الضمير الإنساني وأيضا مناظرتهم علنياً وأن تتاح للمستنيرين فرصة الظهور في الإعلام الذي يسيطر عليه المتطرفون -- وثانيا أن يقوم الحاكم بتشكيل لجنة من العلماء المستنيرين المشهود لهم وكبار المثقفين لتنقية وتصحيح التراث الفقهي وكتب السير مما علق بها من عنف وتطرف وأكاذيب تهين الإسلام وهو بريء منها . بالنسبة لسؤال كيف يمكن تطوير المناهج الدراسية داخل المؤسسات الدينية؟ ما هو المطلوب لتحقيق ذلك؟. تطوير المناهج الدراسية داخل المؤسسة الدينية وكل المؤسسات التعليمية أمر ليس بالصعب فهي ليست كيميا ، المهم أن تكون هناك إرادة سياسية للحاكم فنحن نستطيع أن نفعل ذلك منفردين في خلال ستة أشهر، لو طلب منا اى حاكم ذلك ، دون المساس بالثوابت والأصول لأن 96% من شريعتنا الإسلامية هي من أقوال وأراء وتفسيرات فقهاء مِثلُنا أي بشر ليسوا مقدسين فيمكن ترك العنيف منهم والأخذ بالرأي الحضاري المسالم السمح كما أن تراثنا به أكثر من 60 % تاريخ مكذوب وضعه فقهاء السلطان الغالب كالمسجد الأقصى الذي ادعوا وجوده في فلسطين رغم وجوده في السعودية ولنا بحث مسجل بالأدلة القاطعة في هذا الموضوع منذ 18 عاماً بالنسبة لسؤال هل توجد هناك أي مواقف دينية لعلماء دين يمكن أن يتم البناء عليها لإعادة قراءة الفكر للتراث الإسلامي؟ ومن الذي يمكن أن يقود هذه الراية وما هي المعوقات؟ نعم ( الإتحاد العالمي لعلماء الإسلام من أجل السلام ورفض العنف ) الذي تم تسجيله من خمسة أشهر في استراليا وأصبح به خمسمائة عالم إسلامي حول العالم ويضم كل الطوائف الإسلامية من سنة وشيعة وأحمدية وصوفية وغيرهم والذي شرفوني باختيارهم لي رئيسا له وأنا لست أفضلهم ، فهذا الاتحاد يستطيع إعادة قراءة فكر التراث الإسلامي وتنقيته وتصحيحه مما علق به من أكاذيب وأفكار مريضة عنيفة إجرامية ، لكن المعوقات التي تمنعنا من الإسراع في فعل ذلك هي ، أولا عدم وجود دعم مادي للإتحاد من أي جهة أو مؤسسة ، كما لا نملك أي وسائل إعلامية أو صحفية كي نصل للناس في كل مكان وأيضا كي نطبع كتب جديدة منقاة من الفكر العنيف ووضع مناهج تعليمية جديدة ، وهو أمر غير مكلف فالدول التي تصرف مليارات من الدولارات في الحروب ضد الإرهاب لن تقضى عليه ، لأنها تقتل الناموس ولم تفكر يوما في ردم المستنقع الذي يولد ويفرخ الناموس ، رغم أنها لو ساعدت الإتحاد في مهمته العظيمة الإنسانية ب 200 ألف دولار لردمت المستنقع وارتاحت وأراحت الجميع لكن ربما هم لا يرغبون في ذلك . ------------- د. مصطفي راشد عالم ازهري